فيديوهات توضح العنوان
ها هو لينك موقع الكتاب المقدس لمن يريد التأكد من كلامنا
http://www.enjeel.com/
وده لينك التحميل لمن يريد تحميل الكتاب المقدس
http://st-takla.org/Bibles/Download-Arabic-Bible-Doc.html
لاول مرة نشيد الانشاد فيديو بصوت نحن لنا الخلاص
https://www.youtube.com/watch?v=7N8ZcCfeXkg
نشيد الانشاد والجنس الفموى المقدس عند النصارى
https://www.youtube.com/watch?v=58snfxgI_88
الجنس المقدس - للكبار فقط , حلقة مُنعت من العرض
https://www.youtube.com/watch?v=iy5P7DOp3v0
المسيح ليس إله , الدليل من الكتاب المقدس
https://www.youtube.com/watch?v=XtxurNr72as
أحمد ديدات هل عيسى هو الرب ؟ مع القس انيس شروش كاملة مدبلجة محاضرة أسلم بسببها الكثير
https://www.youtube.com/watch?v=UDVGPQuIxXU
مناظرة احمد ديدات بعنوان الانجيل يؤكد أن سيدنا عيسى لم يصلب ولم يقوم من بين الموتى
https://www.youtube.com/watch?v=_ytjeCpGS7s
الشيخ احمد ديدات مقابل الدكتور فلويد كلارك ( هل صلب المسيح ؟ )
https://www.youtube.com/watch?v=0PqpxZLn-ws
الكتاب المسموع :::: محاضرات في النصرانية
https://www.youtube.com/watch?v=czBqcNqp4uk
الكشف عن نسخة الانجيل الأصلية والتي تنبأ فيها المسيح بقدوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم للأرض
https://www.facebook.com/syasaextra/videos/970187449734870/?pnref=story
كتاب مقدس سري يكشف أنّ المسيح قد تنبّأ بمجيء محمد
http://www.al-masdar.net/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%B3%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%A3%D9%86%D9%91-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD-%D9%82%D8%AF-%D8%AA%D9%86%D8%A8%D9%91%D8%A3-%D8%A8/
وده لينك الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=lS2m0OomSDk
1500 YEARS OLD BIBLE ,JESUS ,JEWS ,LAST TRUMPET ,AND THE MAHDI
https://www.youtube.com/watch?v=nRbuafzWy24
The Gospel of Barnabas Predicts The Coming of Prophet Muhammed
https://www.youtube.com/watch?v=Rh5X9ORzLIM
"فيلم يهودي امريكي بعنوان اسم الرسول محمد في الانجيل يخفونه ويكذبونة حتى لا يسلمون"
https://www.youtube.com/watch?v=0tvf5Hf82oM
يهودية ملحدة كتبت سيرة النبي محمد فماذا قالت عنه ؟ / مترجم
https://www.youtube.com/watch?v=rWPOngOBvoQ
هل محمد رسول من الله ؟ - مترجم ┇? Was Muhammad a true prophet
https://www.youtube.com/watch?v=dKoeu5fsb5o
محاضرة روعة سوسف استس
https://www.youtube.com/watch?v=fqeZk0YMK4g
عالم امريكي الاسلام في النهاية سوف ينتصر على كل الديانات وهو الاقوى من كل شي في هذه الدنيا
https://www.youtube.com/watch?v=a0vjzQqDgfY
http://www.enjeel.com/
وده لينك التحميل لمن يريد تحميل الكتاب المقدس
http://st-takla.org/Bibles/Download-Arabic-Bible-Doc.html
لاول مرة نشيد الانشاد فيديو بصوت نحن لنا الخلاص
https://www.youtube.com/watch?v=7N8ZcCfeXkg
نشيد الانشاد والجنس الفموى المقدس عند النصارى
https://www.youtube.com/watch?v=58snfxgI_88
الجنس المقدس - للكبار فقط , حلقة مُنعت من العرض
https://www.youtube.com/watch?v=iy5P7DOp3v0
المسيح ليس إله , الدليل من الكتاب المقدس
https://www.youtube.com/watch?v=XtxurNr72as
أحمد ديدات هل عيسى هو الرب ؟ مع القس انيس شروش كاملة مدبلجة محاضرة أسلم بسببها الكثير
https://www.youtube.com/watch?v=UDVGPQuIxXU
مناظرة احمد ديدات بعنوان الانجيل يؤكد أن سيدنا عيسى لم يصلب ولم يقوم من بين الموتى
https://www.youtube.com/watch?v=_ytjeCpGS7s
الشيخ احمد ديدات مقابل الدكتور فلويد كلارك ( هل صلب المسيح ؟ )
https://www.youtube.com/watch?v=0PqpxZLn-ws
الكتاب المسموع :::: محاضرات في النصرانية
https://www.youtube.com/watch?v=czBqcNqp4uk
الكشف عن نسخة الانجيل الأصلية والتي تنبأ فيها المسيح بقدوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم للأرض
https://www.facebook.com/syasaextra/videos/970187449734870/?pnref=story
كتاب مقدس سري يكشف أنّ المسيح قد تنبّأ بمجيء محمد
http://www.al-masdar.net/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%B3%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%A3%D9%86%D9%91-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD-%D9%82%D8%AF-%D8%AA%D9%86%D8%A8%D9%91%D8%A3-%D8%A8/
وده لينك الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=lS2m0OomSDk
1500 YEARS OLD BIBLE ,JESUS ,JEWS ,LAST TRUMPET ,AND THE MAHDI
https://www.youtube.com/watch?v=nRbuafzWy24
The Gospel of Barnabas Predicts The Coming of Prophet Muhammed
https://www.youtube.com/watch?v=Rh5X9ORzLIM
"فيلم يهودي امريكي بعنوان اسم الرسول محمد في الانجيل يخفونه ويكذبونة حتى لا يسلمون"
https://www.youtube.com/watch?v=0tvf5Hf82oM
يهودية ملحدة كتبت سيرة النبي محمد فماذا قالت عنه ؟ / مترجم
https://www.youtube.com/watch?v=rWPOngOBvoQ
هل محمد رسول من الله ؟ - مترجم ┇? Was Muhammad a true prophet
https://www.youtube.com/watch?v=dKoeu5fsb5o
محاضرة روعة سوسف استس
https://www.youtube.com/watch?v=fqeZk0YMK4g
عالم امريكي الاسلام في النهاية سوف ينتصر على كل الديانات وهو الاقوى من كل شي في هذه الدنيا
https://www.youtube.com/watch?v=a0vjzQqDgfY
الأدلة من الإنجيل على أن عيسى رسول اللـه وليس هو اللـه أو ابن اللـه
مبدئيا للعلم فقط حتى لا يجادلنا احد ويقول هذا في العهد القديم أي في اليهودية وليس عندنا هذه الآية لتخرس هؤلاء المجادلون
المسيح قد صرح في إنجيل متى [ 5 : 17 ] قائلاً : ((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْغِيَ الشَّرِيعَةَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأُلْغِيَ، بَلْ لأُكَمِّلَ.))
1- عيسى يعلّم إبليس أنه لا سجود إلا لله، وأن الله هو الرب وحده سبحانه وتعالى :
في إنجيل متى فقرة 4:
( ثم صعد الروح بيسوع إلى البرية، ليجرّب من قبل إبليس، وبعدما صام أربعين نهاراً، وأربعين ليلة، جاع أخيراً، فتقدم إليه المجرب وقال له: "إن كنت ابن الله، فقل لهذه الحجارة أن تتحول إلى خبز!" فأجابه قائلاً: "قد كتب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله!" ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة، وأوقفه على حافة سطح الهيكل، وقال له: "إن كنت ابن الله، فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه قد كتب: يوصي ملائكته بك، فيحملونك على أيديهم لكي لا تصطدم قدمك بحجر!" فقال له يسوع: "وقد كتب أيضاً لا تجرب الرب إلهك!".
ثم أخذه إبليس أيضاً إلى قمة جبل عال جداً، وأراه جميع ممالك العالم وعظمتها، وقال له: "أعطيك هذه كلها إن جثوت وسجدت لي!" فقال له يسوع: "اذهب يا شيطان! فقد كتب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد!".
فتركه إبليس، وإذا بعض الملائكة جاءوا وأخذوا يخدمونه ).
وفي هذا النص من الأدلة على عبودية المسيح لله ما يلي :
1- أن روح القدس ( وهو ملاك الرب الذي ينزل بالوحي من الله للأنبياء ) أصعد عيسى إلى البرية ليمرنه ويجربه على عصيان إبليس والرد عليه، ويعرفه بأساليبه في الغواية ليحذرها،ويستحيل لو كان عيسى هو الله أو أنه الله كما تدعي النصارى أن يأخذه الملاك ليعلمه !! كيف يتقي شر الشيطان، فهل يحتاج خالق للسماوات والأرض إلى تعليم؟!
2- صام عيسى أربعين يوماً وليلة وجاع.. فهل الرب يصوم ويجوع !! أم أن الرب الإله لا بد وأن يكون غنياً عن كل ما سواه.. قال تعالى في القرآن في بيان بطلان كون عيسى وأمه إلهين: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون } فمن يحتاج إلى الطعام لا يكون إلهاً ورباً وخالقاً، لأن الإله الرب لا بد وأن يكون غنياً عن كل ما سواه، ولا شك أن من يأكل من البشر ويشرب ويبول ويتغوط.. فهل يوصف الإله بذلك؟ أليس لمن يقول بألوهية المسيح وربوبيته من عقل يميزون بين الرب الإله الخالق المنزه عن كل نقص وبين الإنسان المحتاج الفقير العاجز؟؟
3- تقدم الشيطان إليه ليجربه بقوله له: إن كنت ابن الله حقاً اقلب هذه الأحجار إلى خبز.. أي لتأكل منها بعدما جعت، ورد عيسى عليه بأنه ( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله ).
ومعنى أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان أي أن الحياة الحقيقية ليست بما يحيي الجسد فقط، وإنما الحياة الحقيقية بما يحيي الروح فمن آمن بالله وعمل بكلماته فهو الحي حقيقة، وأما الكافر الذي يعيش لبطنه فقط فهو ميت في ظاهر حي كما قال تعالى في القرآن: { أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } أي لا يستوي هذا وهذا.. فمن كان ميتاً أي بالكفر فأحيينا أي بالإيمان وجعلنا له نوراً أي هداية وشريعة يعرف بها الحلال من الحرام والحق من الباطل، والهدى من الضلال، والشرك من التوحيد، والصلاح من الفساد، ليس يستوي هذا ومن هو ضال لا يهتدي يعيش للدنيا فقط ولا يميز بين شرك وتوحيد، وهدي وضلال، وخير وشر.
معنى ابن الله كما ورد في النص :
4- ألفاظ ابن الله التي جاءت في الأناجيل والكتب المقدسة عند النصارى من المتشابه الذي يجب رده إلى المحكم فإن هذه اللفظة (ابن الله) استخدمت في عيسى، وفي أتباعه، وفي كل مؤمن بالله غير كافر به.. وقد ادعاها كل من اليهود والنصارى جميعاً كما قال تعالى في القرآن: { وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه }.
وهذه الكلمة تحتمل معنيين: بنوة الهداية، والإيمان، والتشريف، وهو ما يسمونه بالبنوة الروحية، ويقال في مقابلها: أبناء الشيطان، وأبناء الأفاعي كما جاء في الإنجيل في وصف اليهود: (يا أبناء الأفاعي )، والكل يعلم أنهم ليسوا أبناء الأفاعي من النسب، ولا الشيطان من الصلب، وإنما نسبوا إلى الأفاعي لمكرهم وخطرهم، وسمومهم، وإلى الشيطان لتلبيسهم، وكذبهم.
والنسبة إلى الله بالأبناء للهداية، والتوفيق، والعمل بشريعة الله، والسير على هداه، والإستضاءة بنوره المنزل على عباده المرسلين.
والمعنى الثاني نبوة النسب، والإبن الذي هو قطعة من أبيه، وبضعة منه.
ولا شك عند كل ذي لب، وإيمان، وبصيرة، وتمييز بين الخالق، والمخلوق أن المعنى الثاني منتف عن الله سبحانه وتعالى، فليس بين الله وأحد من خلقه بنوة نسب قط، تعالى عن ذلك علواً كبيراً، وإذا كانت هذه اللفظة: (ابن الله) دائرة في المعنى بين بنوة الشريف، والإيمان، والتقديس، والمحبة.. وبين بنوة النسب، والولادة، والجزئية، فتكون هذه اللفظة هنا من المتشابه الذي يجب أن يحمل على المحكم الذي لا يتغير معناه، واللفظ المحكم هو ما لا يكون معناه إلا واحداً، ولا يختلف أهل اللسان فيه، ولا أهل العقل حول حقيقة معناه.
ونحن نورد هنا عشرات من الأدلة من الإنجيل نفسه أن لفظ (ابن الله) الوارد في الأناجيل، وفي كتب رسل المسيح -عليه السلام- ما أريد بها إلا بنوة التشريف، والتقديس، والرفعة، والمحبة،وأنها لا تنتمي إلى بنوة النسب، والولادة بأي حال تعالى الله عما يقول الجاهلون الكافرون الضالون علواً كبيراً.
فقول إبليس المتكرر.. (إن كنت ابن الله) هو من هذا الباب. ومن ذلك قول عيسى لتلاميذه:- ( وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم، ويضطهدونكم لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات) ( متى 6/45).
وقوله عليه السلام: ( فعندما تصلي فادخل غرفتك، وأغلق عليك بابك، وصل إلى أبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يكافئك ) ( متى 6/7).
ومثل هذا كثير جداً من الكلام المنسوب إلى المسيح عليه السلام، وكله شاهد أنه كان يستعمل اسم (الأب) في التعبير عن الله بمعنى المربي، والذي يكلأ عباده المؤمنين وليس بمعنى أبوة النسب، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
5- قول إبليس لعيسى: " إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل لأنه قد كتب: يوصي ملائكته بك فيحملونك على أيديهم لكي لا تصطدم قدمك بحجر"!! فقال عيسى: ( وقد كتب أيضاً: لا تجرب الرب إلهك )!! .
في هذا النص إقرار عيسى لإبليس على النص السابق من كلام الله، وأنه هو المقصود به، وإذا كان هو المقصود بذلك، فكيف يكون هو ابن الله أو الله كما يدعون ويزعمون أن صفاته وأعماله هي صفات الرب وأعماله ثم يقال عنه: ( يوصي ملائكته بك )!!
فهل يحتاج الإله الرب أن يُوَصَّى عليه، وأن يكون الملائكة حفظٌ له، وحماية له ألا يصطدم قدمه بحجر!!، وهل يكون من يحتاج أن تحميه الملائكة من السقوط إلا عبداً محتاجاً ذليلاً فقيراً؟!!
6- قول عيسى –عليه السلام- رداً على إبليس وقد كتب أيضاً: " لا تجرب الرب إلهك "!!
فهذا من أعظم الأدلة على أن عيسى يعتقد أن الله سبحانه وتعالى هو ربه، وهو إلهه وأنه لا يحسن به أن يجربه بمعنى أن يطلب منه شيئاً لينظر أيقدر عليه أم لا؟ فإذا كان عيسى –عليه السلام- هو الله كما يزعمون فمن يجرب؟! هل يجرب أباه؟! فينظر أيحميه من الحجارة أم لا؟ أم يجرب نفسه فينظر هل يستطيع إذا قفز من فوق الهيكل أن يحمي نفسه من السقوط أم لا؟ تباً لعقول تقرأ ولا تفقه!!.
هل هناك أصرح من هذا الدليل في أن عيسى -عليه السلام- يتبرأ من الحول، والقوة، ويجعل الله وحده هو صاحب الحول، والقوة، وأنه هو وحده ربه وإلهه.
7- دعوة إبليس للمسيح -عليه السلام- أن يسجد له!! وقوله له بعد أن أراه من فوق جبل عال جداً جميع ممالك العالم، وعظمتها: "أعطيك هذه كلها إذا جثوت، وسجدت لي"! وقول عيسى عليه السلام رداً عليه: ( اذهب يا شيطان، وقد كتب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد ) فيه من الأدلة على فساد معتقد النصارى في ألوهية المسيح وربوبيته الشيء الكثير فمن ذلك:-
أ- عرض إبليس عليه ممالك الدنيا، وإيراءه إياها، واطلاعه عليها، ولو كان عيسى هو الله، أو ابن الله لقال له: أنا مالكها، وخالقها، وهي لي، وتحت تصرفي؟ بل ما كان لإبليس أن يتجرأ أصلاً ليقول للإله، أعطيك هذه إن سجدت لي !!..
ب- عجباً أن يأمر إبليس خالق السماوات والأرض أن يسجد له!! ألا يستحي النصارى وهم يقرأون هذا الكلام!! ألا يستحون أن من يعتقدون فيه الألوهية، والربوبية أن يصحبه إبليس،ويعرض عليه السجود له مقابل أن يملكه الدنيا.
ج- لو كان عيسى هو الله أو ابن الله لما كان رده على عرض إبليس هذا أن يقول: لا قد نزل في كتب الأنبياء السابقين: " للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ".
هل هناك أصرح من هذا في أن عيسى دعا إلى عبادة لله خالق السماوات، والأرض، وأن عيسى لا يعبد إلا الله، ولا يسجد إلا له سبحانه وتعالى.
يكفي هذا الدليل لكل من يريد بصيرة في الدين أن عيسى عليه السلام جاء ليقول كما قال الله عنه: { وقال المسيح يا بني إسرائيل: اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}.
د- يأس الشيطان من عيسى، وذهابه عنه، وعدم قدرته عليه حق لعصمة الله له تحقيقاً لقول امرأة عمران أم مريم عندما وضعت مريم: { رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم.. وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم }، وليس من ذرية مريم إلا عيسى عبدالله ورسوله، وقد أعاذه الله الشيطان الرجيم صغيراً وكبيراً.
8- وقول الإنجيل: " فتركه إبليس، وإذا بعض الملائكة جاءوا إليه وأخذوا يخدمونه" دليل جديد على عبودية المسيح، فالذي يحتاج إلى الخدمة هو العبد الفقير المحتاج، وهم جاءوه، ولم يستدعهم، وهذا مما يدل على أن الله أرسلهم إليه، وهم كانوا يخدمونه، ولم يأتوا ليعبدوه، والرب سبحانه وتعالى تعبده الملائكة، ولا تخدمه، لأنه الحي القيوم القائم بنفسه المقيم لغيره،فالملائكة تحتاجه، وهي فقيرة إليه، وأما هو فغني عن الجميع سبحانه وتعالى.
2- عيسى عليه السلام يبشر في بلدته الناصرة التي تطرده وترفضه:
ذكر إنجيل لوقا أن عيسى عليه الصلاة والسلام بدأ (معموديته) على يد يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا عليهما السلام)، وأنه بينما كان يصلي (هكذا) انفتحت السماء، وهبط عليه روح القدس متخذاً هيئة جسمية مثل حمامة، وانطلق صوت من السماء يقول: " أنت ابني الحبيب بك سررت كل سرور" (لوقا 3/21).
وبالرغم من أن هذا كله حكاية، وليس كلاماً منزلاً من الله سبحانه وتعالى كما نرى، ولا هو مروي، أو منقول من قول عيسى -عليه السلام-، ومعلوم أن لوقا كاتب هذا الإنجيل لم يكن أيضاً تلميذاً للمسيح عليه السلام..، بالرغم من كل هذا فإن هذا النص يدل دلالة قطعية على أن عيسى لم يكن إلا رسولاً نزل عليه الوحي، وليس هو ابن الله نسباً، أو ذاتاً، أو أقنوماً كما ادعت النصارى بعد ذلك، وهذه هي الأدلة:-
1- ذكره أن عيسى تعمد.. والرب لا يَتَعَمَّدُ (أي يؤهل ليدخل في خدمة الله وعبادته) فكيف يتعمد الرب؟.. ألعبادة نفسه؟!! أم لعبادة أبيه؟! أم لعبادة ذاته؟!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً..
2- قوله: ( بينما كان يصلي )، والرب لا يصلي لأحد، لأنه هو المعبود سبحانه وتعالى.
3- قوله: ( هبط عليه روح القدس مثل حمامة ) يدل على أن روح القدس هذا هو الملاك الذي ينزل على الأنبياء، وليس أقنوماً، ولا جزءاً من الله كما ادعت النصارى، وهذا إبطال لقولهم إن الله ثالث ثلاثة لأنه لو كان روح القدس الذي كان مثل حمامة جزءاً من الله -تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً-، وكان المسيح جزءاً آخر، وكان الله في السماوات جزءاً ثالثاً، كما تدعي النصارى لكان هذا من أبطل الباطل، لأنه ليس إلا رب واحد، تعالى أن يكون له جزء، كما قال تعالى في القرآن الكريم: { وجعلوا له من عباده جزءاً إن الإنسان لكفور مبين }.
فكيف يدعي النصارى -وهذه مقالتهم في الشرك، والتثليث- أنهم يؤمنون بوحدانية الله سبحانه وتعالى؟!!
4- لو فرضنا أن من روى هذا الإنجيل سمع النداء الذي انطلق من السماء يقول: ( أنت ابني الحبيب بك سررت كل سرور ).
فإن هذا لا يعني بحال أن عيسى بن مريم –عليه السلام- جزء منه، تعالى الله سبحانه وتعالى عما يقولون المبطلون علواً كبيراً وإنما كما يطلقون على الله بأنه الأب فيقولون ( أبانا الذي في السماوات )، وكما يذكرون أن عيسى قال لهم مراراً: ( أبي، وأبيكم ) فلماذا لا يكون معنى البنوة هنا بنوة الرحمة والتعليم والإرسال؟
وبعد هذا النص السابق ساق الإنجيل هذا النص تحت عنوان:
الناصرة ترفض يسوع:
( وعاد يسوع إلى منطقة الجليل بقدرة الروح، وذاع صيته في القرى المجاورة كلها، وكان يعلم في مجامع اليهود، والجميع يمجدونه، وجاء إلى الناصرة حيث كان قد نشأ، ودخل المجمع كعادته يوم السبت، ووقف ليقرأ، فقدم إليه كتاب النبي أشعياء، فلما فتحه وجد المكان الذي كتب فيه: "روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر الفقراء؛ أرسلني لأنادي للمأسورين بالإطلاق،وللعميان بالبصر، لأطلق المسحوقين أحراراً، وأبشر بسنة القبول عند الرب". ثم طوى الكتاب وسلمه إلى الخادم، وجلس، وكانت جميع عيون الحاضرين في المجمع شاخصة إليه، فأخذ يخاطبهم قائلاً: "اليوم تم ما سمعتم من آيات..". وشهد له جميع الحاضرين، متعجبين من كلام النعمة الخارج من فمه، وتساءلوا: "أليس هذا ابن يوسف؟"، فقال لهم: "لا شك أنكم تقولون لي هذا المثل: أيها الطبيب اشف نفسك! فاصنع هنا في بلدتك ما سمعنا أنه جرى في كفر ناحوم.." ثم أضاف: "الحق أقول لكم: كان في إسرائيل أرامل كثيرات في زمان إيليا، حين أغلقت السماء ثلاث سنين وستة أشهر حتى حدثت مجاعة عظيمة في الأرض كلها؛ ولكن إيليا لم يرسل إلى أية واحدة منهن بل إلى امرأة أرملة في صرفة صيدا، وكان في إسرائيل، في زمان النبي أليشع، كثيرون مصابون بالبرص; ولكن لم يطهر أي واحد منهم، بل نعمان السوري!" فامتلأ جميع من في المجمع غضباً لما سمعوا هذه الأمور، وقاموا يدفعونه إلى خارج المدينة، وساقوه إلى حافة الجبل الذي بنيت عليه مدينتهم ليطرحوه إلى الأسفل، إلا أنه اجتاز من وسطهم، وانصرف) ( لوقا 4/14-30).
وفي هذا النص من الأدلة على عبودية المسيح ما يأتي:
1- قوله: ( وعاد يسوع إلى منطقة الجليل بقدرة الروح ) فيه دليل أنه ليس الله أو ابن الله كما يدعون، وأن له قدرة إلهية من ذات، وهنا يقول بأنه عاد إلى الجليل بقدرة الروح أي أن الملك أعانه ليذهب إلى الجليل، ومن في حاجة إلى الملك لا يكون رباً ولا إلهاً، ولا خالقاً، ولا قادراً بنفسه.
2- قول عيسى -عليه السلام- لمن كان يعلمهم ويعظهم في مجمع الناصرة: ( اليوم تم ما قد سمعتم من آيات )، أي أنه تحقق وعد الله الذي جاء على لسان النبي أشعياء، والنص هو: ( روح الرب عليّ، لأنه مسحني لأبشر الفقراء، وأرسلني لأنادي للمأسورين بالإطلاق، وللعميان بالبصر، لأطلق المسجونين أحراراً، وأبشر بسنة القبول للرب )..
هل هناك ما هو أصرح من هذا النص في أن عيسى هو رسول الله الذي بشرت به الأنبياء فالنص يقول: ( روح الرب عليّ ): أي وحي الله إلى طريق الله روح القدس وانظر فلم يقل روح الرب هي ذاتي، أو أقنومي، أو جزئي، أو نفسي، ومعنى ( مسحني لأبشر الفقراء ): أي جعلني مسيحياً، والمسيح سواء أريد به من يمسح بالزيت على عادة بني إسرائيل عندما يتنبأ منهم نبي، أو المسيح من المسح وهو المحو للشرك، والكفر، أو غير ذلك فالمعنى على كل حال بمعنى النبوة والرسالة وليس بمعنى الألوهية والربوبية.
ثم قوله: ( أرسلني لأنادي للمأسورين بالإطلاق.. الخ ) دليل على أنه نبي مرسل، وليس هو الرب، أو ابنه النازل إلى البشر، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
3- لقد كان رد أبناء بلده (الناصرة) على عيسى -عليه السلام- رداً في منتهى السوء، والقباحة، والإفك، فبدلاً من الاعتراف برسالته، ونبوته إذا بهم يسبونه في عرضه، ويتهمونه أنه (ابن زنا)!!!
حاشاه -عليه الصلاة والسلام- فيقول له هؤلاء المجرمون: (أليس هذا ابن يوسف؟) يوسف النجار الذي كما ذكر خطيباً لمريم –عليها السلام- قبل أن ينزل عليها ملاك الرب، ويبشرها بعيسى عليه السلام كما جاء في القرآن الكريم: { فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً، قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً، قال إنما رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً }..
وهؤلاء المجرمون من اليهود أبناء بلدته الذين جاءوا ليستمعوا إلى مواعظه في الهيكل ردوا عليه هذا الرد عندما قال لهم: ( إنه مسيح الرب الذي جاء ليفتح الله به آذاناً صماً، وقلوباً عمياً،ويفك أسر المأسورين من معاصيهم، والذين قيدهم الشيطان بخطاياهم، ويبشرهم بمغفرة الذنوب ) لقد كان ردهم على هذه الدعوة الكريمة أن قالوا: ( أليس هذا ابن يوسف؟ ) متهمين إياه.. ولما قالوا له هذا القول الفاجر الآثم، وأنكروا عصمته، وعصمة أمه، وأنكروا نبوته بعد أن شاعت في كل بلدان اليهودية، عند ذلك ردّ عليهم قائلاً: ( لا كرامة لنبي في بلده )!!، ( وما من نبي يقبل في بلده )!! ( لا يكون النبي بلا كرامة إلا في بلدته وبيته ) (إنجيل متى 13/58) .
ثم بين لهم أن أهله، وأولى الناس به من يقبلونه، ويؤمنون برسالته، وأخبرهم أن نبي الله إيليا لم يشفع وقت المجاعة إلا إلى أرملة غير إسرائيلية، وأن أليشع لم يشفع في شفاء مريض إلا مريضاً سورياً غير إسرائيلي..: (نعمان السوري)، وأخبرهم أن رحمة الله برسالة عيسى قد لا تصيب إلا من هم خارج بني إسرائيل، وأن ما يمكن أن يجريه الله على يديه من خير قد يحوزه غير أبناء بلده (الناصرة) التي كفرت به!! ولما سمع أبناء بلده هذا الكلام كان من شأنهم أن أخرجوه منها، (وساقوه إلى حافة الجبل الذي بنيت عليه مدينتهم ليطرحوه إلى أسفل).
وكل هذا النص شواهد أنه لم يقل إني إله، وإنما قال لهم فقط: إنني نبي، ولا كرامة لنبي في بلده، فلماذا لم يقل لهم: (أنا ربكم وخالقكم)..؟
وهل كان يليق بالرب أن يقول له أهل بلدته (هكذا)؟! أنت ابن زنا.. وهل ينزل الرب سبحانه وتعالى من السماء ليقول له البشر الذي خلقهم ورزقهم: (ألست ابن يوسف النجار؟).. سبحانك ربنا لا إله إلا أنت أستغفرك، وأتوب إليك، وأعتذر لك حتى ترضى من ذكر هذا الكفر، وسبحانك لا أحد أصبر على أذى منك وحدك!!. يدّعون لك الولد، وأنت ترزقهم، وتعافيهم، لا إله إلا أنت،سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك!! وتعاليت عما يقول المجرمون الظالمون علواً كبيراً.
4- وهل ينزل الرب من عليائه سبحانه وتعالى ليقبض عليه أهل بلدته (هكذا)، ثم (يدفعونه إلى خارج المدينة، ويسوقونه إلى حافة الجبل ليطرحوه).. هل من يفعل به هكذا يكون رباً إلهاً خالقاً للسماوات والأرض؟! وهل يليق بالرب ذلك؟!
3- معجزات عيسى عليه السلام لا تدل إلا على أنه نبي مرسل مؤيد بالمعجزات:
لا يوجد في الأناجيل كلها رغم ما نالها من التحريف، والخطأ نص واحد يقول فيه عيسى عليه السلام أنه الله، أو أنه ابن الله بنوة نسب، وولادة، وجزء (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً).
أو أن ذاته ذات الله، وفعله فعله، أو أن مشيئته مساوية لمشيئة الرب، أو أنه خالق، أو رازق أو مصور، بل الموجود على العكس من ذلك تماماً، ولو كان عيسى إلهاً، ورباً، وخالقاً، ورازقاً كما يدعي الضالون لأظهر ذلك، وقاله إذ أن مثل ذلك هو الاعتقاد.. ألا نرى إلى قول الله سبحانه وتعالى في القرآن وهو يذكر عن نفسه جل وعلا أنه هو الخالق، والرازق، والبارئ،والمصور، والذي بيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله، وأن له كان صفات المجد، والألوهية، والربوبية لا ينازعه أحد، ولا يشاركه مشارك، وليس لأحد معه من الأمر شيء، بل لا يملك أحد من كل خلقه ملائكة، وإنساً، وجناً، لنفسه من أمره خيراً، ولا شراً إلا بمشيئة الرب الواحد سبحانه وتعالى.
وعيسى -عليه السلام- لم يدّع شيئاً من ذلك قط، ولا خلع على نفسه قط صفة من صفات الألوهية، والربوبية، بل تكلم بضد ذلك تماماً ذكر أنه عبد يصلي، ولا مشيئة له مع مشيئة من أرسله،وأظهر دائماً من الضعف، والعجز، والخوف، والتبرء من الحول، والطول ما يظهر لكل ذي عينين أنه عبدالله ورسوله، وليس ابن الله، أو الله، أو أن له شركة مع الله في شيء من صفاته قط،وعامة ما روته الأناجيل، وتمسك به الضالون في إدعاء ربوبية المسيح -عليه السلام- بعض المعجزات والبركات، والكرامات التي أظهرها الله على يديه كإحياء بعض الموتى، وشفاء من لهم آفات وعاهات دائمة يعجز الطب عنها، وإخراج بعض الأرواح الشريرة، والشياطين التي تتلبس بعض الناس، وقد أفاضت الأناجيل بخاصة في قضية تخليص بعض الناس التي تلبست بهم الشياطين، علماً بأن هذا الأمر يجري على يد أناس بسطاء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بل ذكر عن بعض سادة هذه الأمة الإسلامية كالإمام أحمد بن حنبل أن الشياطين كانت تخرج ممن تلبست به بمن يأمرها بإسمه دون أن يتكلف عناء الذهاب إلى المريض بنفسه، أو حتى نقله إليه، وهناك من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من أخرج آلافاً من هذه الشياطين من جسوم المرضى، والذين يؤذنهم، ويصرعونهم.. وأما إحياء الموتى فقد كان على يد كثير من الأنبياء قبل عيسى -عليه السلام- كما جاء في قتيل بني إسرائيل على عهد موسى، وطيور إبراهيم، وأما شفاء الأمراض المستعصية فهي معجزة لهذا النبي الكريم، وقد جاء وصفه في القرآن: {وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً}، فعيسى رسول مبارك، ومن بركته ما أجرى الله على يديه من الخير والبركة للناس في الدنيا كشفاء من شفي من المرض، والخير والبركة في الآخرة كالدعوة إلى الإيمان، والتوحيد، وابتغاء ما عند الله سبحانه وتعالى.. وكل هذه المعجزات، والكرامات قد جرى أمثالها على يد كثير الأنبياء، والمرسلين، وخيار الصالحين، ولا يعني مطلقاً أن فاعلها هو الرب الإله خالق السماوات والأرض.
وهذه نماذج مما جاء في الإنجيل عن معجزاته -عليه السلام- والبركات التي أجراها الله على يديه:
أ- يسوع يطرد روحاً نجساً:
(ونزل إلى كفر ناحوم، وهي مدينة بمنطقة الجليل، وأخذ يعلم الشعب أيام السبت، فذهلوا من تعليمه، لأن كلمته كانت ذات سلطة، وكان في المجمع رجل يسكنه روح شيطان نجس، فصرخ بصوت عال: "آه! ما شأنك بنا يا يسوع الناصري؟ أجئت لتهلكنا؟ أنا أعرف من أنت: أنت قدوس الله". فزجره يسوع قائلاً: "إخرس، واخرج منه". وإذ طرحه الشيطان في الوسط، خرج منه،ولم يصبه بأذى، فاستولت الدهشة على الجميع، وأخذوا يتساءلون فيما بينهم: "أي كلمة هي هذه؟ فإنه بسلطة وبقدرة يأمر الأرواح النجسة فتخرج!" وذاع صيته في كل مكان من المنطقة المجاورة) (ومثل هذا العمل يقوم به اليوم وأمس ألوف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا يدعي لهم أحد نبوة، ولا ألوهية أو ربوبية).
ب- يسوع يشفي الله على يديه كثيرين:
(ثم غادر المجمع، ودخل بيت سمعان، وكانت حماة سمعان تعاني حمى شديدة، فطلبوا إليه إعانتها، فوقف بجانب فراشها، وزجر الحمى، فذهبت عنها، فوقفت في الحال، وأخذت تخدمهم، ولما غربت الشمس، أخذ جميع الذين كان عندهم مرضى مصابون بعلل مختلفة يحضرونهم إليه، فوضع يديه على كل واحد منهم، وشفاهم، وخرجت أيضاً شياطين من كثيرين، وهي تصرخ قائلة: "أنت ابن الله"، فكان يزجرهم، ولا يدعهم يتكلمون، إذ عرفوا أنه المسيح.
ولما طلع النهار خرج، وذهب إلى مكان مقفر، فبحثت الجموع عنه حتى وجدوه، وتمسكوا به لئلا يرحل عنهم، ولكنه قال لهم: "لا بد لي من أن أبشر المدن الأخرى أيضاً بملكوت الله، لأني لهذا قد أرسلت". ومضى يبشر في مجامع اليهودية) (لوقا 4/31-44).
ومن الأدلة في هذا النص على عبودية المسيح لله، وأنه رسول الله ما يأتي:
1- قول الشيطان لعيسى عليه السلام: ( ما شأنك بنا يا يسوع الناصري ).. فقد نسبه إلى بلدته، وأقره عيسى على ذلك، ومثل هذا المنسوب إلى بلدة لا يكون إلهاً، ورباً، وخالقاً..
2- قول الشيطان له: ( أنت قدوس الله )، وإقرار عيسى لذلك، والمعنى أنت مقدس من قبل الله سبحانه وتعالى، ولا شك أن عيسى مقدس لأن الله سبحانه وتعالى قدّسه، وطهّره، وزكّاه، والذي يقدسه الله لا يكون هو الله.
3- قول الشياطين له ( أنت ابن الله ) لا تعني أنه جزء منه، وأنه ولده نسباً وصهراً كما ذكرنا ذلك مراراً، وإنما هذا جار على عادتهم في استعمال هذا اللفظ.
4- قال عيسى في النهاية: ( لا بد لي أن أبشر المدن الأخرى بملكوت الله لأني لهذا أُرسِلْتُ ) نص واضح جلي على أنه رسول مرسل من الله سبحانه وتعالى، وأنه لم يأت بنفسه.
5- قول راوي الإنجيل ( ومضى يبشر في مجمع اليهودية ) أي أنه رسول إلى بني إسرائيل كما قال تعالى في القرآن عنه: { ورسولاً إلى بني إسرائيل }.. الآية.
4- الجميع يشهدون بأن عيسى عليه السلام نبي الله بعد أن رأوا معجزاته:
وهذا نص آخر يبين أن الشعب اليهودي الذي أرسل إليهم عيسى -عليه السلام- شهد كثير منهم له بالنبوة بعد أن رأوا ما أجرى الله على يديه من المعجزات.
ج- يسوع يحيي ابن الأرملة:
"وفي اليوم التالي ذهب إلى مدينة اسمها نايين، يرافقه كثيرون من تلاميذه وجمع عظيم، ولما اقترب من باب المدينة، إذا ميت محمول، وهو ابن محمول، وهو ابن وحيد لأمه التي كانت أرملة، وكان معها جمع كبير من المدينة، فلما رآها الرب، تحنَّن عليها، وقال لها: "لا تبكي!" ثم تقدم، ولمس النعش، فتوقف حاملوه، وقال: "أيها الشاب لك أقول: قم!" فجلس الميت، وبدأ يتكلم، فسلَّمه إلى أمه، فاستولى الخوف على الجميع، ومجدوا الله قائلين: "قد قام فينا نبي عظيم وتفقد الله شعبه!" وذاع هذا الخبر عنه في منطقة اليهودية كلها، وفي جميع النواحي المجاورة" (إنجيل لوقا 7/11-17).
الأدلة من هذا النص على أن عيسى عليه السلام هو رسول الله، وليس هو الله:
والشاهد في هذا النص أن عيسى -عليه السلام- بعدما أحيا الله على يديه هذا الميت الذي يذكر إنجيل لوقا أنه ابن وحيد لامرأة أرملة أن جميع الناس الحاضرين مجدوا الله قائلين:
( قد قام فينا نبي عظيم، وتفقد الله شعبه) ولست أرى أصرح من هذا الدليل على بشرية عيسى، وأنه عبد رسول، فإنه بعد أن أحيا هذا الميت استطاع جميع الحاضرين أن يفرقوا بين الله، وبين عيسى فمجدوا الله سبحانه وتعالى خالق السماوات، والأرض وشهدوا لعيسى عليه السلام بالنبوة، وشكروا الله إذ أرسل في بني إسرائيل نبياً، ويسمون أنفسهم شعب الله إذ أن الله ( تفقده) أي اهتم به، ونظر إليه بعين رحمته، وأرسل فيهم نبياً جديداً، وانظر قول الإنجيل: (قد قام فينا نبي عظيم، وتفقد الله شعبه).
وانظر كيف أقرهم عيسى على هذا القول، وكيف ذاع خبر ذلك في كل مكان..، ولو كان عيسى هو الرب الإله الخالق المحيي المميت لقال للجمع: (انظروا هكذا أحيي الموتى، فإني أنا الرب الإله)، ولم يوافقه على قولهم: "قد قام نبي عظيم وتفقد الله شعبه".
5- الأناجيل تشهد جميعها أن عيسى عليه السلام كان رسولاً داعياً إلى الله:
من يقرأ الأناجيل المعتمدة من النصارى يجد أنها تشهد لعيسى أنه رسول الله الداعي إليه، ولو كان إلهاً، ورباً، وخالقاً للسماوات، والأرض كما يزعمون لما كان رسولاً داعياً إلى الله، بل كان داعياً لنفسه، أو قائلاً لهم: إنني أنا الله خالق السماوات والأرض أدعوكم أن تعبدوني، وتسجدوا لي، وتعظموني، وتسبحوا بحمدي، ولا يوجد قط في الأناجيل دعوة كهذه، بالنص، ولا بالمعنى،بل ليس فيها إلا أنه نبي رسول من الله، ومن ذلك:
1- ففي إنجيل متّى: الفصل الرابع:
أ- بدء خدمة يسوع:
ولما سمع يسوع أنه قد ألقي القبض على يوحنا، عاد إلى منطقة الجليل، وإذ ترك الناصرة، توجه إلى كفر ناحوم الواقعة على شاطئ البحيرة ضمن زبولون، ونفتاليم، وسكن فيها، ليتم ما قيل بلسان النبي إشعياء القائل: "أرض زبولون، وأرض نفتاليم على طريق البحيرة ما وراء نهر الأردن، بلاد الجليل التي يسكنها الأجانب - الشعب الجالس في الظلمة، أبصر نوراً عظيماً،والجالسون في أرض الموت، وظلاله، أشرق عليهم نور!".
من ذلك الحين بدأ يسوع يبشر قائلاً: "توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات!" (إنجيل متّى: الفصل الرابع).
الأدلة من هذا النص:
وهذا النص واضح في أن عيسى بدأ الخدمة هكذا، أي بدأ في العمل للدعوة إلى ربه سبحانه وتعالى ومولاه بعد أن سمع بالقبض على يحيى -عليه السلام- ويحيى هو المسمى عند النصارى (بيوحنا المعمدان)، وقول عيسى للناس الذين يدعوهم إلى الله: "توبوا، فقد اقترب ملكوت السماوات"، أي ارجعوا أيها الناس إلى الله فقد اقترب وعد الله بتمكين أهل الإيمان في الأرض، وهو ما يعبر عنه بملكوت السماوات، أو مملكة الله، ولا شك أن ذلك قد تحقق بحمد الله على يد النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث الله نبيه عيسى مبشراً به كما قال تعالى في القرآن: { وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين } (الصف:6)
ب- نماذج من كلمات عيسى عليه السلام في دعوته إلى الله:
وهذه نماذج من مواعظ عيسى عليه السلام، ودعوته كما جاء في إنجيل متّى: ( طوبى للمساكين بالروح، فإن لهم ملكوت السماوات، طوبى للحزانى، فإنهم سيعزّون، طوبى للودعاء، فإنهم سيرثون الأرض، طوبى للجياع، والعطاش إلى البرّ، فإنهم سيشبعون، طوبى لأنقياء القلب، فإنهم سيرون الله، طوبى لصانعي السلام، فإنهم سيدعون أبناء الله، طوبى للمضطهدين من أجل البرّ، فإن لهم ملكوت السماوات، طوبى لكم متى أهانكم الناس واضطهدوكم، وقالوا فيكم من أجلي كل سوء كاذبين، افرحوا وتهللوا، فإن مكافأتكم في السماوات عظيمة، فإنهم هكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم! ).
ج- ملح الأرض ونور العالم:
"أنتم ملح الأرض، فإذا فسد الملح، فماذا يعيد إليه ملوحته؟ إنه لا يعود يصلح لشيء إلا لأن يطرح خارجاً ليدوسه الناس !
أنتم نور العالم، لا يمكن أن تخفي مدينة مبنية على جبل؛ ولا يضيء الناس مصباحاً ثم يضعونه تحت مكيال، بل يضعونه في مكان مرتفع ليضيء لجميع من في البيت هكذا، فليضيء نوركم أمام الناس، ليروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات".
د- موقف المسيح من الشريعة:
ولا تظنوا أني جئت لألغي الشريعة، أو الأنبياء، ما جئت لألغي بل لأكمل، فالحق أقول لكم: "إلى أن تزول الأرض والسماء، لن يزول حرف واحد، أو نقطة واحدة من الشريعة، حتى يتم كل شيء يا من خالف واحدة من هذه الوصايا الصغرى، وعلم الناس أن يفعلوا فعله، يدعى الأصغر في ملكوت السماوات، وأما من عمل بها، وعلمها، فيدعى عظيماً في ملكوت السماوات"،فإني أقول لكم: "إن لم يزد برّكم على برّ الكتبة الفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات أبداً" (إنجيل متّى الفصل الخامس).
وفي هذه النصوص دليل واضح على أن عيسى -عليه السلام- عندما كان يدعو تلاميذه، ويعلمهم لم يكن يدعوهم إلا على أنه رسول من الله -سبحانه وتعالى- يدعوهم إلى توحيد الله، وعبادته،انظر إلى قوله لهم: (هكذا فليضيء نوركم أمام الناس ليروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات).
فها أنت ترى هنا أنه يدعوهم إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة، والصفات الكريمة ليكونوا شامة في الناس، وعلامة مضيئة لهم، وأن الناس إذا رأوا أن من انتسب إلى الدين كان صالحاً باراً فإنهم بسبب هذا يتوجهون إلى الرب -سبحانه وتعالى- الذي في السماء، ولو كان عيسى -عليه السلام- إلهاً، ورباً، أو ابناً للإله، والرب لكان قال لهم: (إني آمركم بما آمركم به لأعبد، ولأمجد وأعظم)، وقد عبر عيسى -عليه السلام- هنا عن الرب سبحانه وتعالى بأنه (أبوهم) الذي في السماء وقد كان سائغاً في لغتهم تسمية الرب الإله الخالق بالأب على أنه هو المربي وهو الذي يرعى عباده الصالحين، وقد تكرر من عيسى عليه السلام القول أن الله سبحانه وتعالى هو أبوه، وأبوهم كما علم تلاميذه أن يقولوا في صلاتهم ...
"أبانا الذي في السماء، ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك..".
وبالتالي فحمل ما جاء عن عيسى -عليه السلام- باسم الأب أنه يعني -كما يقول الظالمون- أبوة النسب، وأن عيسى -عليه السلام- إله من جوهر أبيه، وأن ذاته هي ذات الرب -حملهم خطأ كبير وتعالى الله عما يقولون علواً كبيراً-.. وهذه النصوص من الإنجيل الذي يؤمنون به، ويعترفون به شاهدة عليهم أن عيسى -عليه السلام- لم يكن إلا عبداً مربوياً مخلوقاً فقيراً عاجزاً نبياً رسولاً يدعوا إلى تمجيد إلهه، ومولاه خالق السماوات، والأرض.
2- قول عيسى -عليه السلام- لتلاميذه إنهم إذا تخلقوا بالأخلاق الكريمة، وصبروا على الجوع، والعطش كانوا رحماء، كرماء، أنقياء القلب، صانعين للسلام، مضطهدين في الله ولله، قال عيسى عن هؤلاء: "طوبى لصانعي السلام، فإنهم سيدعون أبناء الله" ، "طوبى لأنقياء القلب، فإنهم سيرون الله"..
هذه نصوص صريحة واضحة أنه ما عنى بأبناء الله إلا بنوة التحنن، والتربية، والرحمة، والرعاية، وليست بنوة النسب، والجزء..
وقوله: ( طوبى لأنقياء القلب فإنهم سيرون الله ) تبشير بأن أهل الإيمان يرون ربهم يوم القيامة، وهو ما جاء به كذلك النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم..
ولو كان عيسى -عليه السلام- إلهاً كما يزعم الضالون لما كان لقوله إن أنقياء القلب سيرون الله!! كيف سيرونه وهو معهم يأكل، ويشرب، وينام!!، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وقول عيسى -عليه السلام- لهم كما جاء في الإنجيل: "افرحوا، وتهللوا فإن مكافأتكم في السماء عظيمة، فإنهم هكذا اضطهدوا الأنبياء قبلكم".. دليل على أن المكافئ، والمجازي هو الله،وأن الجزاء لا يكون إلا عنده يوم القيامة، ولو كان عيسى -عليه السلام- هو الله لقال لهم: "سأكافئكم وأجازيكم وأفعل بكم وأفعل".. ولكنه رد الأمر إلى خالق السماوات والأرض سبحانه وتعالى.
3- قول عيسى عليه السلام: (لا تظنوا أني جئت لألغي الشريعة، أو الأنبياء، ما جئت لألغي بل لأكمل).
هذا نص جلي واضح لكل ذي عينين أن عيسى -عليه السلام- رسول قد خلت من قبله الرسل، وأنه واحد من سِلكِهم، وليس رباً، أو إلهاً لهم، أرسلهم إلى الناس كما يزعمون، وأنه ما جاء عليه السلام إلا ليعمل بالشريعة التي سبقته وهي شريعة موسى -عليه السلام- ويكمل ما بناه الأنبياء قبله، وقد جاء تصديق ذلك في القرآن الكريم كما قال سبحانه وتعالى عن عيسى -عليه السلام- أنه قال لقومه: { ومصدقاً لما بين يدي من التوراة، ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم، وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون، إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم } (آل عمران:50،51).
فعيسى -عليه السلام- لم يكن إلا نبياً رسولاً جاء للعمل بشريعة موسى -عليه السلام- ولم يلغها، وإنما جاء ليكملها بتحليل بعض ما حرم الله على بني إسرائيل، وجاء ليدعو بني إسرائيل إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ويجدد لهم ما اندرس من دينهم، ويبعث فيهم جذوة الإيمان التي انطفأت بظلمهم وعتوهم، وتحريفهم كلام الله سبحانه وتعالى..
ولو كان عيسى -عليه السلام- إلهاً ورباً كما يدعي الضالون ما كان ليصح بتاتاً أن يقول لهم: ( ما جئت لألغي بل لأكمل )!!، يكمل ماذا؟!
فلا شك أنه -عليه السلام- حلقة في سلسلة الأنبياء والمرسلين -عليهم السلام- وليس رباً إلهاً كما يدعي الظالمون المشركون الحائدون عن تعاليمه، ودينه عليه الصلاة والسلام.
6- عيسى عليه السلام يخبر أنه نبي رسول ويبين حقيقة يحيى عليه السلام (يوحنا المعمدان) وأنه هو (إيليا) المبشر به في التوراة:
جاء في الفصل الحادي عشر في إنجيل ( متّى ) النص الآتي:
يسوع ويوحنا المعمدان:
بعدما انتهى يسوع من توصية تلاميذه الإثني عشر، انتقل من هناك، وذهب يعلم ويبشر في مدنهم، ولما سمع يوحنا، وهو في السجن، بأعمال المسيح، أرسل إليه بعض تلاميذه، يسأله: "أأنت هو الآتي، أم ننتظر غيرك؟" فأجابهم يسوع قائلاً: "اذهبوا أخبروا يوحنا بما تسمعون وترون: العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتى يقامون،والمساكين يبشرون، وطوبى لمن لا يشك في!".
وما أن انصرف تلاميذ يوحنا، حتى أخذ يسوع يتحدث إلى الجموع عن يوحنا: "ماذا خرجتم إلى البرية لتروا؟ أقصبة تهزها الرياح؟
بل ماذا خرجتم لتروا: أإنساناً يلبس ثياباً ناعمة؟ ها إن لابسي الثياب الناعمة في قصور الملوك! إذن، ماذا خرجتم لتروا؟ أنبياً؟ نعم، أقول لكم، وأعظم من نبي، فهذا هو الذي كتب عنه: ها إني مرسل قدامك رسولي الذي يمهد لك طريقك! الحق أقول لكم: إنه لم يظهر بين من ولدتهم النساء أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه! فمنذ أن بدأ يوحنا المعمدان خدمته، وملكوت السماوات معرض للعنف؛ والعنفاء يختطفونه! فإن الشريعة والأنبياء تنبأوا جميعاً حتى ظهور يوحنا، وإن شئتم أن تصدقوا فإن يوحنا هذا، هو إيليا الذي كان رجوعه منتظراً، ومن له أذنان فليسمع!"
"ولكن بمن أشبه هذا الجيل؟ إنهم يشبهون أولاداً جالسين في الساحات العامة، ينادون أصحابهم قائلين: زمّرنا لكم، فلم ترقصوا! وندبنا لكم فلم تنتحبوا! فقد جاء يوحنا لا يأكل، ولا يشرب،فقالوا إن شيطاناً يسكنه! ثم جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فقالوا: هذا رجل شره، وسكير صديق لجباة الضرائب، والخاطئين، ولكن الحكمة قد بررها أبناؤها" (إنجيل متّى 11/1-20).
وفي هذا النص من الأدلة على بشرية عيسى -عليه السلام- وأنه عبد الله ورسوله، وأنه لم يكن رباً، وإلهاً وأن هذا يتناقض تماماً مع ما دعا إليه ما يأتي:
1- قول كاتب الإنجيل ( بعدما انتهى يسوع من توصية تلاميذه ) ولم يقل عبيده، بل هم تلاميذه، ومعنى ذلك أنه ليس إلا أستاذاً ومعلماً ورسولاً ونبياً، فالرب الخالق -سبحانه وتعالى- لا يقال لمن يعلمهم تلاميذه.
2- سؤال يحيى (يوحنا المعمدان) وإرساله، وهو في السجن من يسأل عيسى -عليه السلام- ( أأنت هو الآتي، أم ننتظر غيرك؟ ) يدل على أن عيسى –عليه السلام- نبي مرسل، وهو المسيح المبشر به في التوراة، ولا يوجد نص واحد في التوراة يقول إن الله سيأتي بنفسه إلى أهل الأرض، أو سيرسل ولده إليهم،.. ولو كان شيئاً من ذلك لأخبر الله عنه في الرسالات السابقة،وخاصة في بني إسرائيل الذي أرسل عيسى منهم، وإليهم كما قال تعالى في القرآن الكريم عنه: { ورسولاً إلى بني إسرائيل }.
فكيف لم يخبرهم الله -عز وجل- على لسان موسى والأنبياء -عليهم السلام- الكثيرين منهم قبله وبعده أنه سيرسل إليهم إبنه أو نفسه وأن هذا الإبن سيكون منسوباً إلى بني إسرائيل من نسل داود إنساناً، وإلى الله سبحانه وتعالى روحاً، ونفساً، وذاتاً كما يدّعون، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
3- إشادة عيسى بن مريم -عليه السلام- بيحيى -عليه السلام- وبيان أنه لا يختلف مع يحيى إلا في الأسلوب، فقد كان يحيى -عليه السلام- آخذاً بالحزم، والتقشف كما جاء في الإنجيل من أنه كان لا يلبس إلا ثوباً من وبر الجمال، ويشد وسطه بحزام من جلد، ولا يأكل إلا من البرية الجراد، والعسل البري (متّى 3/5) وأخذ نفسه بذلك.
وبالبعد عن مخالطة العصاة، وتشديد النكير عليهم، وأما عيسى -عليه السلام- فقد جاء باللين، والرحمة معهم، ومحاولة استمالتهم بالتي هي أحسن إخراجاً لهم من المعصية، ودعوة لهم بالخير، وكان يأكل مع العصاة، ويشرب معهم، ويجالسهم، وقد ضرب عيسى عليه السلام له وليحيى مثلاً -في عدم قبول بني إسرائيل لهما بالرغم من تنوع أسلوبيهما في الدعوة- بأولاد جالسين في الساحات العامة ثم جاءهم أصحاب لهم زمروا لهم فلم يطربوا، وندبوا فلم ينتحبوا!!.
قال عيسى عليه السلام كما جاء في الإنجيل: "جاء يوحنا لا يأكل، ولا يشرب" فقالوا: ( إن شيطاناً يسكنه!! وجاء ابن الإنسان) ( وهو عيسى بن مريم )، وكان دائماً يسمي نفسه ابن الإنسان ليثبت لهم دائماً بشريته، وأنه إنسان، وليس إلهاً، وذلك كما كان كل نبي يقول: { قل إنما أنا بشر مثلكم }.. قال عيسى: ( وجاء ابن الإنسان يأكل ويشرب -أي مع العصاة والخاطئين- فقالوا هذا رجل سكير وشره، صديق لجباة الضرائب والخاطئين ).
ووصف عيسى -عليه السلام- نفسه بذلك دليل واضح، وصريح على أنه رسول من الله شأنه شأن يحيى -عليه السلام-، ولا اختلاف بينهم إلا في أسلوب الدعوة إلى الله، وهل يهجر العصاة،ويشدد عليهم زجراً لهم أم يتلطف معهم ويدعوهم بالحسنى لاستمالتهم إلى الحق؟..
فهل من يقول هذا الكلام قد قام في نفسه مجرد ظن أنه هو الله أو إبنه نزل يدعو الناس إلى عبادة نفسه؟
4- أجاب عيسى –عليه السلام- تلاميذ يحيى بن زكريا (يوحنا المعمدان) بأن ينظروا ما أجراه الله على يديه من الأعمال العظيمة: " فالعمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون،والصم يسمعون، والموتى يقامون، والمساكين يبشرون".
وكل هذه من المعجزات التي أيده الله بها والتي مضى مثلها في الرسل قبله، وجاء أعظم منها على يد محمد بن عبدالله -عليه الصلاة والسلام- بعده، وقد استدل عيسى بهذه الآيات على أنه فعلاً هو المسيح المبشر به في التوراة وذلك جواباً على سؤال يحيى.
فالذي بشرت به التوراة كما أسلفنا هو المسيح الذي يمهد الأرض أمام النبي الخاتم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه، ولم تبشر التوراة، وأي كتاب من السماء قط بأن الله ينزل بنفسه من فوق سبع سماواته ليكون بشراً يمشي في الأرض، ويخاطب الناس، ويدعوهم، ويأكل، ويشرب، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فضلاً أن يكذب، ويهان ويصفع على قفاه، ويعلق على خشبة الصلب، ويبصق في وجهه، تعالى الله أن يمكن أعداءه من رسول، وتعالى الله في ذاته أن يكون محلاً لكل هذه النقائص..
5- قارن عيسى -عليه السلام- بين نفسه وبين يحيى -عليه السلام- بأن عيسى هو الأصغر ولكنه الأعظم في ملكوت الله حيث قال: ( إني أقول لكم: إنه ليس بين من ولدتهم النساء أعظم من يوحنا، ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه ) ( لوقا 7/29).
وأنت ترى هنا أن عيسى -عليه السلام- قد قارن بين نفسه وبين يحيى -عليه السلام- مقارنة بشر ببشر، ونبي بنبي، ولا شك أن يحيى -عليه السلام- عظيم كما جاء في القرآن الكريم: { يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ً} ولكن عيسى -عليه السلام- أعظم منه، والصغر هنا صغر السن، ومثل هذه المقارنة ما كانت لتعقد لو أن عيسى -عليه السلام- كان إلهاً، ويحيى -عليه السلام- كان بشراً نبياً، لأنه لا مقارنة بين الله، وخلقه، ولو كان عيسى موجوداً قبل الخلق كله كما يزعم النصارى ما قال عن نفسه ويحيى ( ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه )!!.
فهل يرى النصارى هذه الآيات من الإنجيل الدالة على كذب ما قالوا في عيسى وأنه لم يكن إلا بشراً رسولاً عليه وعلى كل رسل الله الصلاة والسلام.
6- قول عيسى -عليه السلام- ( كل من يعترف بي أمام الناس أعترف أنا أيضاً به أمام أبي الذي في السماوات ).
هو بمعنى من يؤمن بي هنا في الدنيا أشهد له بالإيمان أمام الله يوم القيامة، وهذا معنى قول الله تعالى في القرآن :
{ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً }.
فكل رسول شاهد وشهيد على قومه يوم القيامة، سيشهد لمن أطاعه بالجنة، ولمن عصاه بالنار، وعيسى -عليه السلام- يستشهد الله -عز وجل- على قومه، فيشهد على من كان معه كما قال تعالى:
{ وكنت شهيداً عليهم ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد }.
7- قول عيسى -عليه السلام- ( ما جئت لأرسي سلاماً على الأرض بل سيفاً.. فإني جئت لأجعل الإنسان على خلاف مع أبيه، والبنت مع أمها، والكنة مع حماتها.. الخ ) هو معنى قول الرسل جميعاً أنهم جاءوا للتفريق بين أهل الإيمان، وأهل الكفران، وبين الحق ومن اتبعه والباطل ومن اتبعه كما قال تعالى عن صالح: { ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً فإذا هم فريقان يختصمان } وكما قال سبحانه وتعالى عن حال الناس مع كل رسول أنهم يفترقون إلى مؤمن وكافر، وأن أهل الإيمان يجب عليهم أن يوالي بعضهم بعضاً في الله دون موالاة النسب مع الكفر،فلا ولاية للكافر وإن كان أباً، أو أخاً، أو زوجاً، أو ما كان من القرابة..
فعيسى -عليه السلام- رسول شأنه شأن جميع الرسل الذين جاءوا بدعوتهم، ففرقوا بين أهل الإيمان، وأهل الكفر، ووقعت الخصومة، والحرب حتى بين أبناء الرجل الواحد.
7- عيسى عليه السلام يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له:
(وفي إنجيل مرقص 12/28-35)
الوصية العظمى:
(وتقدم إليه واحد من الكتبة كان قد سمعهم يتجادلون، ورأى أنه أحسن الرد عليهم، فسأله: "أية وصية هي أولى الوصايا جميعاً؟" فأجابه يسوع: "أولى الوصايا جميعاً هي اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد، فأحبّ الربّ إلهك بكل قلبك، وبكل نفسك، وبكل فكرك، وبكل قوتك، هذه هي الوصية الأولى، وهناك ثانية مثلها، وهي: أن تحب قريبك كنفسك، فما من وصية أخرى أعظم من هاتين". فقال له: "صحيح يا معلم! حسب الحق تكلمت، فإن الله واحد، وليس آخر سواه، ومحبته بكل القلب، وبكل الفهم، وبكل القوة، ومحبة القريب كالنفس، أفضل من جميع المخلوقات، والذبائح!".
فلما رأى يسوع أنه أجاب بحكمة، قال له: "لست بعيداً عن ملكوت الله!" ولم يجرؤ أحد بعد ذلك أن يوجه إليه أي سؤال) (مرقص 12/28-35).
وفي هذا النص من الأدلة على أن عيسى -عليه السلام- دعا إلى توحيد الله وعبادته ما يأتي :-
1- جوابه في أن أولى الوصايا هي ما جاء في التوراة من أن الله سبحانه وتعالى إله واحد: "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد".
وهذا موافق تماماً لما جاء في القرآن، كقوله تعالى: { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم }، وكذلك من وجوب محبته سبحانه وتعالى فوق كل محبوب كما قال تعالى: { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله } الآيات.
2- إقرار السائل أن التوحيد هو أعظم الوصايا، وقوله له أجبت بالحق، ولست بعيداً عن ملكوت الله، أي الدخول إلى الجنة، والحياة الأخرى الأبدية.
فكيف يكون عيسى -عليه السلام- دعا بعد ذلك إلى عبادة نفسه، أو أمه! حاشاه، بل هو رسول كريم دعا كإخوانه من الرسل إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
8- عيسى عليه السلام يدعو ربه خالق السماوات والأرض:
في إنجيل متّى:12
جاء أن عيسى -عليه السلام- بعد أن وعظ الناس بموعظة بليغة في الهيكل، وحذّر اليهود، من أن عقوبة الله ستحل بهم قريباً في مدن صور، وصيدا، وكفر ناحوم، وأنه سيكون لها مثل ما صار لقرى لوط سدوم، وعمورة.
قال عيسى بعد ذلك ,,
راحة للتعابى :
"أحمدك أيها الأب، رب السماء والأرض، لأنك حجبت هذه الأمور عن الحكماء والفقهاء، وكشفتها للأطفال! نعم أيها الأب، لأنه هكذا حسن في نظرك. كل شيء قد سلمه إليّ أبي، ولا أحد يعرف الإبن إلا الأب، ولا أحد يعرف الأب إلا الإبن، ومن أراد الإبن أن يعلنه له.
تعالوا إليّ يا جميع المتعبين، والرازحين تحت الأحمال الثقيلة، وأنا أريحكم، إحملوا نيري عليكم، وتتلمذوا على يديّ، لأني وديع متواضع القلب، فتجدوا الراحة لنفوسكم، فإن نيري هين،وحملي خفيف!" (متّى:12/26-30).
وفي هذا النص من دلائل عبودية المسيح -عليه السلام- ما يلي:
1- توجهه بالحمد إلى خالق السماوات والأرض -سبحانه وتعالى-، ولو كان هو الله لحمد نفسه، وأثنى على ذاته.
2- جعله شرح صدور الأطفال والصغار إلى الدين الحق، وحجب هذا عن رؤساء اليهود، وعظماء ديانتهم، وأن هذه مشيئة الله سبحانه وتعالى (لأنه هكذا حسن في نظرك) وهذا شبيه بما جاء في القرآن الكريم من أن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وأنه هدى لنوره كثيراً ممن لم يكن يؤبه بهم كما قال تعالى في القرآن الكريم: { وكذلك فتناّ بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا، أليس الله بأعلم بالشاكرين }.
3- وأما قول عيسى كما جاء في الإنجيل: ( كل شيء قد سلمه لي أبي.. ) فمعناه أن الطريق إلى الله في وقت عيسى لا يكون إلا باتباعه، ولا يجوز أن يفهم منه أن الله قد سلمه مقاليد السماوات والأرض، وإدخال الجنة، والنجاة من النار بدليل أن الهداية بيد الله، وأنه قد وفق لها من شاء من عباده كما جاء: ( لأنه هكذا حسن في نظرك )، ولأن عيسى في كل أمر كان يفزع إلى الله، ويدعوه، فقد دعاه، وألحّ عليه أن يصرف عنه كأس الموت بعد أن علم بتآمر اليهود عليه لقتله، وقد دعاه من أجل تلاميذه، وأدعية عيسى -عليه السلام- وطلبه من الله في الإنجيل كثيرة..
وإنما معنى قوله: ( كل شيء قد سلمه لي أبي ) هو ما قلناه، وهذا من باب { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } ، فالهداية في وقت عيسى -عليه السلام- لا تكون إلا باتباعه لأنه الرسول المرسل في وقته، ولا يجوز لهم إلا اتباعه، والكفر به كفر بالله.
وكذلك الحال بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فالإسلام الحق، والدين المقبول عند الله لا يكون إلا باتباعه لأنه الرسول المرسل إلى الجميع: إلى اليهود، والنصارى، والمشركين، وكل الملل والطوائف، والأجناس لا قبول لأحد عند الله إلا باتباعه، وطاعته.
4- وصف عيسى -عليه السلام- لنفسه هنا بأنه وديع، ومتواضع، القلب، وصف لائق بالعبد، وأما الرب سبحانه وتعالى فهو متصف بالرحمة، ومعها الجبروت، وبالحلم ومعه الشدة،والمؤاخذة كما قال تعالى في القرآن الكريم: {نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم}، فالله، -سبحانه وتعالى- هو الرب الرحيم الودود، وهو كذلك الجبار المتكبر القوي ذو القوة المتين، شديد العقاب، ذو الطّول لا إله إلا هو إليه المصير، وأما صفات الرحمة، والوداعة وحدها فهي لائقة بالعبد، وعيسى -عليه السلام- لم يكن إلا عبداً لله سبحانه، وتعالى ولذلك لم يصف نفسه دائماً إلا بالرقة، والوداعة، والضعف، والإنكسار..
9- عيسى عليه السلام يشهد أنه رسول من عند الإله الواحد سبحانه وتعالى:
جاء في الأناجيل أن عيسى -عليه السلام- كان دائماً يذكر تلاميذه أنه رسول الله إليهم، وأن الإله وحده هو الله سبحانه وتعالى، وأن عيسى -عليه السلام- ليس إلا مجرد رسول تفضّل الله عليه بكل ما أعطاه، وهذه بعض النصوص في هذا الصدد.
في إنجيل يوحنا 8/32-48
وفي معرض جدال عيسى لليهود الذي آمن بعضهم به، وكفر بعضهم، كما قال تعالى في القرآن: {فآمنت طائفة وكفرت طائفة}، قال عيسى -عليه السلام- للذين آمنوا به من اليهود: "إن ثبتم في كلمتي، كنتم حقاً تلاميذي، وتعرفون الحق، والحق يحرركم". فرد اليهود: "نحن أحفاد إبراهيم، ولم نكن قط عبيداً لأحد! كيف تقول لنا: إنكم ستصيرون أحراراً؟" أجابهم يسوع: "الحقّ الحقّ أقول لكم: إن من يرتكب الخطيئة يكون عبداً لها، والعبد لا يبقى في بيت سيده دائماً: أما الابن فيعيش فيه أبداً، فإن حرركم الابن تصيرون بالحق أحراراً، أنا أعرف أنكم أحفاد إبراهيم،ولكنكم تسعون إلى قتلي، لأن كلمتي لا تجد لها مكاناً في قلوبكم، إني أتكلم بما رأيته عند الأب، وأنتم تعملون ما سمعتم من أبيكم". فاعترضوه قائلين: "أبونا إبراهيم!" فقال: "لو كنتم أولاد إبراهيم لعملتم أعمال إبراهيم، ولكنكم تسعون إلى قتلي وأنا إنسان كلمتكم بالحق الذي سمعته من الله، وهذا لم يفعله إبراهيم، أنتم تعملون أعمال أبيكم!" فقالوا له: "نحن لم نولد من زنا! لنا أب واحد هو الله"، فقال يسوع: "لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني، لأني خرجت من الله وجئت، ولم آت من نفسي، بل هو الذي أرسلني، لماذا لا تفهمون كلامي لأنكم لا تطيقون سماع كلمتي! إنكم أولاد أبيكم إبليس، وشهوات أبيكم ترغبون في أن تعملوا.. فهو من البدء كان قاتلاً للناس، ولم يثبت في الحق لأنه خالٍ من الحق، وعندما نطق بالكذب فهو ينضح بما فيه، لأنه كذاب، وأبو الكذب! أما أنا فلأني أقول الحق لستم تصدقونني، من منكم يثبت على خطيئة؟ فما دمت أقول الحق، فلماذا لا تصدقونني؟ من كان من الله حقاً، يسمع كلام الله، ولكنكم ترفضون كلام الله، لأنكم لستم من الله!" أ.هـ (إنجيل يوحنا 8/31-42).
أ- فانظر إلى ما نسبه يوحنا إلى المسيح –عليه السلام- هنا: ( لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني لأنني خرجت من الله وجئت، لم آت من نفسي، بل هو الذي أرسلني ) واليهود دائماً كانوا يدعون أنهم أبناء الله وأحباؤه، كما قال تعالى في القرآن عنهم: { وقالت اليهود نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وإليه المصير} (المائدة).
وقد رد المسيح على قولهم أنهم أبناء الله فقال لهم لو كنتم أبناء الله حقاً كما تدعون لآمنتم بي لأني خرجت من عند الله، أي أن الله هو الذي أخرجه وأرسله، قال عيسى: ( لم آت من نفسي بل هو الذي أرسلني ) وهذا نص في أنه مجرد رسول أرسله الله تعالى، وليس إلهاً كما تدعي النصارى وكفرت به، أن جوهره من جوهر الرب، تعالى الله عن ذلك.
ب- وفي هذا النص مما يوافق ما جاء في القرآن العزيز سعي اليهود -عليهم لعنة الله- في قتل عيسى بن مريم -عليه السلام- ولذلك قال لهم عيسى هنا ( لو كنتم أبناء إبراهيم لعملتم أعمال إبراهيم، ولكنكم تسعون إلى قتلي وأنا إنسان كلمتكم بالحق الذي سمعته من الله ) فاحتج عيسى -عليه السلام- وأبطل مدعاهم في بنوتهم لإبراهيم أنهم لو كانوا أبناءه حقاً. بنوة إيمان ومتابعة له لعملوا مثل عمله في الإيمان والعمل الصالح، ولما سعوا في قتل عيسى بن مريم الذي هو رسول الله يدعو إلى الإيمان والعمل الصالح كما كان إبراهيم كذلك.. ولكنهم كما قال عيسى أبناء الشيطان لعملهم مثل عمله.
وهذا يدلك على أن إطلاق لفظ الابن في لغتهم تطلق على بنوة النسب، وبنوة الطاعة، فسائغ في لغتهم أن يطلق علي المطيع لأمره الله ابن الله، والمطيع للشيطان ابن الشيطان ، ولا شك أن عيسى -عليه السلام- يعلم يقيناً أن اليهود هم من نسل إبراهيم فهم أولاد إسحاق، وإسحاق بن إبراهيم عليهما السلام ونفيه هنا أن يكونوا أبناء إبراهيم ليس نفي بنوة النسب وإنما نفي بنوة الطاعة والإتباع والمحبة على ما هو جار في لغتهم.
ج- وقول عيسى -عليه السلام- ( لأني خرجت من الله وجئت ) ليس كما ادعت النصارى أنه مولود من الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
فالإله الواحد سبحانه وتعالى: { لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } وإنما هذا كقوله -عليه السلام- أيضاً ( من كان من الله حقاً يسمع كلام الله، ولكنكم ترفضون كلام الله لأنكم لستم من الله).
د- وفي هذا النص مما يوافق القرآن الكريم في اتهام اليهود -عليهم لعنة الله- لعيسى -عليه السلام- أنه ابن زنا كما قال تعالى عنهم في القرآن الكريم: { وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً }.
وفي هذا النص يقولون لعيسى عليه السلام معرضين به : ( نحن لم نولد من زنا!! لنا أب واحد هو الله )، وهذا تعريض بعيسى -عليه السلام- واتهام له ولأمه برأها الله وشرفها..
هـ- قال عيسى –عليه السلام-: ( لم آت من نفسي بل هو الذي أرسلني ) وهذا يثبت أن عيسى –عليه السلام- رسول الله، وليس هو الله أو أن له مشيئة مع الله وقد تكرر ورود مثل هذا النص كثيراً في الأناجيل:
1- ( ولكن الذي أرسلني هو الحق، وما أقوله للعالم هو ما سمعته منه ) (يوحنا 8/27).
2- ( إن الذي أرسلني هو معي، ولم يتركني وحدي لأني دوماً أعمل ما يرضيه ) (يوحنا 8/30).
وهذا نص واضح في عبودية عيسى -عليه السلام-، وخضوعه لإرادة الله، وتعبده بما يرضي الرب تبارك وتعالى، ولو كان إلهاً مع الله بمشيئة مستقلة كما تدعي النصارى لما كان يقول (ودائماً أعمل ما يرضيه )، وأما معية الله لعيسى فهي كائنة لكل مؤمن يتقي الله سبحانه وتعالى، ومعية الله للأنبياء -عليهم السلام- عظيمة لأن الله يرعاهم ويصنعهم على عينه كما قال تعالى لموسى -عليه السلام- لما أرسله إلى فرعون: { إنني معكما أسمع وأرى }. وقال أيضاً: { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }.
ومعية الله مع المؤمنين معية تأييد، ونصر، ورعاية، وعيسى -عليه السلام- كان رسولاً باراً تقياً، وكان الله معه دائماً بالتأييد، والرعاية، والنصرة.
3- في إنجيل يوحنا - أيضاً- أن عيسى -عليه السلام- بعد أن أحيا (لعازر) الذي مات منذ أربعة أيام رفع بصره إلى السماء، وقال:
( أيها الأب أشكرك لأنك سمعت لي، وقد علمت أنك دوماً تسمع لي، ولكني قلت هذا لأجل الجمع الواقف حولي ليؤمنوا أنك أنت أرسلتني ) (يوحنا 11/42،43).
وهذا النص يوضح أن عيسى -عليه السلام- كان يحيي الموتى بإذن الله، وليس من عند نفسه، ولا بقوته، وقدرته، وأن الله -سبحانه وتعالى- قد أقدره على إحياء الموتى ليكون هذا معجزة له،ودليلاً على نبوته، ورسالته كما قال تعالى في القرآن: { وإذ تخرج الموتى بإذني }.
فإخراج الموتى من قبورهم الذي صنعه عيسى إنما صنعه بأمر الله -عز وجل- وإقداره له عليه، لا لأنه هو ابن الله صفته صفة الرب، أو أن له قدرة من ذاته أن يحيي الموتى وإنما أقدره الله على ذلك ليعلم الجميع أنه رسول الله كما جاء في نص الإنجيل: ( لأجل الجمع الواقف حولي ليؤمنوا أنك أنت أرسلتني ) وقد كانت الجموع حوله تنتظر هذه المعجزة، وكل ما طلبه عيسى أن يشهدوا له فقط بالرسالة، وأن الله هو الذي أرسله، ولو كان هو الله لقال لهم: انظروا بقدرتي صنعت، وأحييت، وخلقت، ورزقت، وسبحان الله أن يكون له ولد، أو أن يكون له شريك في الملك، أو شريك في الألوهية، فلا إله إلا هو، ولا رب سواه سبحانه وتعالى.
4- ( في إنجيل يوحنا 13-21 ):
أن عيسى -عليه السلام- قال لتلاميذه عندما أرسلهم لنشر الدعوة: ( من يقبل الذي أرسله يقبلني، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني ).
وهذه العبارة كقول الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم: [ من أطاع أميري فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصى أميري فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله ].
والشاهد أن عيسى -عليه السلام- قال: ( من يقبلني يقبل الذي أرسلني ) فيخبر أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أرسله إلى بني إسرائيل.
5- في إنجيل يوحنا أن المسيح -عليه السلام- قال:
"والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك، والذي أرسلته يسوع المسيح". وفي هذا دليل على الخلود في الجنة للذي يؤمن بالله الإله الحق وحده سبحانه وتعالى، وأنه هو الذي أرسل عيسى المسيح عليه السلام. (يوحنا 17/3-4).
6- في إنجيل يوحنا أيضاً:
أن عيسى -عليه السلام- لما أحس بقرب انتهاء وجوده على الأرض شرع يصلي (يدعو) من أجل أن يحفظ الله تلاميذه، فقال في جملة صلاته:-
"أظهرت اسمك للناس الذين وهبتهم لي من العالم (أي الذين آمنوا بي) وقد عملوا بكلمتك، وعرفوا الآن أن كل ما وهبته لي فهو منك لأني نقلت إليهم الوصايا التي أوصيتني بها فقبلوها،وعرفوا حقاً أنني خرجت من عندك (أي لست ابن زنا كما يدعي اليهود لعنهم الله) وآمنوا أنك أنت أرسلتني" ( يوحنا 17/8،9).
7- وقال أيضاً:
"أيها الأب البار إن العالم لم يعرفك، وأما أنا فعرفتك، هؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني وقد عرفتهم اسمك، وسأعرفهم أيضاً لتكون فيهم المحبة التي أحببتني بها، وأكون أنا فيهم" أ.هـ
وهذا النص دليل واضح أن عيسى –عليه السلام- كان نبياً رسولاً صالحاً، عرف الله ولم يكن هو الله، لأن الرب الإله لا يجهل شيئاً قبل وجوده، ولا يعرف شيئاً لم يكن يعرفه، وغاية عيسى –عليه السلام- كما دل عليه النص أنه آمن بالله وعرفه يوم كفر الناس، وأنه علَّم تلاميذه اسم الله، وصفاته، وأنه كان يتضرع لربه من أجلهم، ويتمنى أن تبقى فيهم روح الوحي التي نشرها فيهم وعلمهم إياها، وأن تظل تعاليمه في نفوسهم وهذا معنى قوله: ( وأكون أنا فيهم) وإلا فإن عيسى -عليه السلام- لا يحل في تلاميذه، ولا يحل تلاميذه فيه، وإنما الذي يكون في التلاميذ من المعلم هو العلم الذي علمه، والنور الذي نشره، والهدى الذي هداهم به، والإيمان الذي يجمع بين أهله، فأهل الإيمان جميعاً ملائكة وبشراً قد حل فيهم نور الإيمان، وهداية الله، ورحمته،ورضوانه، وتنزلت عليهم سكينته.
ولا يفهم من مثل هذه العبارات أن ذات الله سبحانه أو صفاته جل وعلا تحل في مخلوقاته، ومصنوعاته، ومخترعاته، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، فالرب جل وعلا هو الإله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
10- إطلاق لفظ (الأب) على الله سبحانه وتعالى بمعنى المربي والرحمن، وليس بمعنى أبو النسب:
تكرر استعمال لفظ الأب في الأناجيل التي يعتمدها النصارى بمعنى المربي، والرحمن، وهي نسبة تحبب إلى الله، وتقرب منه، وليست مطلقاً نسبة بنوة، ونسب وهذه جملة من الأقوال المنسوبة إلى عيسى -عليه السلام-:
1- قول عيسى -عليه السلام- "وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم، ويضطهدونكم لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات" (متّى 6/34).
2- وقوله أيضاً: "فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم السماوي كامل" (متّى 6/34).
3- وقوله أيضاً: "أما أنت فعندما تتصدق على أحد فلا تدع يدي اليسرى تعرف ما تفعل اليمنى لتكون صدقتك في الخفاء، وأبوك السماوي الذي يرى في الخفاء هو يكافئك".
4- وقوله أيضاً: "أما أنت فعندما تصلي فادخل غرفتك وأغلق الباب، وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يكافئك".
5- وقوله أيضاً -عليه السلام-: "فصلوا أنتم الصلاة: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس أسمك! ليأت ملكوتك! لتكن مشيئتك على الأرض كما هي في السماء! خبزنا كفافنا أعطنا اليوم! واغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن للمذنبين إلينا! ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير! فإن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم، وإن لم تغفروا للناس لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم" (متّى 6/15).
6- وقوله -عليه السلام- أيضاً: "وأما أنت فعندما تصوم، فاغسل وجهك، وعطر رأسك لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي في الخفاء هو يكافئك" (متّى 6/18".
7- وقوله أيضاً: "تأملوا طيور السماء لأنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع في مخازن، وأبوكم السماوي يعولها" (متّى 6/27).
8- وقوله: "لا تحملوا الهم قائلين: ما عسانا نأكل، ما عسانا نشرب، أو ما عسانا نكتسي فهذه الحاجات كلها تسعى إليها الأمم، فإن أباكم السماوي يعلم حاجتكم إلى هذه كلها، وأما أنتم فاسعوا أولاً إلى ملكوت الله وبره" (متّى 6/34).
9- وقوله أيضاً -عليه السلام-: "اطلبوا تعطوا.. اسعوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم.. إلى أن يقول: فأي إنسان فيكم يطلب منه ابنه خبزاً فيعطيه حجراً، أو سمكة فيعطيه حية، فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالأحرى جداً يعطي أبوكم السماوي عطايا جيدة للذين يطلبون منه" (متّى 7/12).
10- وكذلك ما جاء في إنجيل مرقص (12/26،27) على لسان عيسى -عليه السلام-: "ومتى وقفتم تصلون، وكان لكم على أحد شيء فاغفروا له لكي يغفر لكم أبوكم الذي في السماوات زلاتكم، ولكن إن لم تغفروا، لا يغفر لكم أيضاً أبوكم الذي في السماوات زلاتكم".
الأدلة الصريحة من بعض نصوص الإنجيل الواضحة لكل صاحب عقل على أن عيسى إنسان و رسول لله وليس هو الله، أو ابن الله :
في متى: 10 ولمّا دخَلَ يَسوعُ أُورُشليمَ ضَجّتِ المدينةُ كُلٌّها وسألَتْ: "مَنْ هذا؟" 11فأجابَتِ الجُموعُ: "هذا هوَ النَّبـيٌّ يَسوعُ مِنْ ناصرةِ الجليلِ"
أي من مدينة الناصرة التي نشأ فيها عيسى عليه السلام . متى 20 . 10 / 11
45فلمّا سَمِعَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ هذَينِ المَثلينِ مِنْ يَسوعَ، فَهِموا أنَّهُ قالَ هذا الكلامَ علَيهِم. 46فأرادوا أن يُمسكوهُ، ولكنَّهُم خافوا مِنَ الجُموعِ لأنَّهُم كانوا يَعُدّونَهُ نَبـيُا". متى 20 : 45 / 46 .
فالجموع كلها المعاصرة ليسوع كانت تعده نبيا فلم تعدونه يا نصارى إلها أو ابن إله ، أأنتم أعلم أمن عاش معه وعاصره.
قال الأعمى عندما سئل عن عيسى عليه السلام لما شفاه من مرضه : " ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك ؟ " . فقال : " إنه نبي " . يوحنا 9: 1 – 39
." يسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا " لوقا 24 : 17 – 19قال أحد المقربين من عيسى عليه السلام مخاطبا صاحبه: " هل انت متغرب وحدك في اورشليم ولم تعلم الامور التي حدثت فيها في هذه الايام ؟ ، المختصة بيسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا مقتدرا في الفعل والقول امام الله وجميع الشعب " لوقا 24 : 17 – 19
قالت السامرية للمسيح عليه السلام " يا سيد ارى انك نبي " يوحنا 4 : 1 - 29
(وفي إنجيل مرقص 12/28-35):(وتقدم إليه واحد من الكتبة كان قد سمعهم يتجادلون، ورأى أنه أحسن الرد عليهم، فسأله: أية وصية هي أولى الوصايا جميعاً؟"فأجابه يسوع: "أولى الوصايا جميعاً هي اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد، فأحبّ الربّ إلهك بكل قلبك، فقال له: "صحيح يا معلم! حسب الحق تكلمت، فإن الله واحد، وليس آخر سواه ) (مرقص 12/28-35).انظر ماذا أجابه الرجل : "، فإن الله واحد، وليس آخر سواه " يعني لا آخر إطلاقا لا إبن ولا روح قدس ولا صنم ولا ولاولا . أبعد هذا تقولون إن عيسى هو الله أو ابنه .وللأسف هذا الكاتب المسكين يعده النصارى اليوم كافرا لأنه يؤمن بأن الله واحد ولايؤمن بالتثليت رغم أنه أخذها من عند يسوع مباشرة وأقره عليها ؟؟انظركيف قال له عيسى : الرب إلهنا رب واحد ، وقال إلهنا يعني إله يسوع أيضا فهو عبد لله أيضا ، ثم قال واحد ، ولم يقل اثنين أو ثلاثة ولم يقل أنا الرب إلهكم ، هل هناك أصرح من هذا يا أصحاب العقول
قد قام فينا نبي عظيم " (إنجيل لوقا 7/11-17).
لما رآى يسوع أرملة تبكي إبنها الوحيد الذي مات " تحنَّن عليها، وقال لها: "لا تبكي!" ثم تقدم، ولمس النعش، فتوقف حاملوه، وقال: "أيها الشاب لك أقول: قم!" فجلس الميت، وبدأ يتكلم، فسلَّمه إلى أمه،فاستولى الخوف على الجميع، ومجدوا الله قائلين: "قد قام فينا نبي عظيم وتفقد الله شعبه،وذاع هذا الخبر عنه في منطقة اليهودية كلها، وفي جميع النواحي المجاورة" (إنجيل لوقا 7/11-17).
وليس هناك أصرح من هذا الدليل على بشرية عيسى، وأنه عبد رسول، فإنه بعد أن أحيا هذا الميت استطاع جميع الحاضرين أن يفرقوا بين الله، وبين عيسى فمجدوا الله سبحانه وتعالى خالق السماوات، والأرض وشهدوا لعيسى عليه السلام بالنبوة، وشكروا الله إذ أرسل في بني إسرائيل نبياً، إذ أن الله (تفقدهم) أي رحمهم وأرسل فيهم نبياً جديداً.وانظر كيف أقرهم عيسى على هذا القول، وكيف ذاع خبر ذلك في كل مكان..، ولو كان عيسى هو الرب الإله الخالق المحيي المميت ولم يوافقهم على قولهم: "قد قام نبي عظيم وتفقد الله شعبه" ولقال للجمع : (أنا لست نبيا ، انظروا هكذا أحيي الموتى، فإني أنا الرب الإله أوأنا ابن الله .. )هكذا كان يراه بعض تلاميذه المقربين المختارين لتبليغ تعاليمه ، كانوا يرونه إنساناً نبيا.
ّ" يا سيد ارى انك نبي " "هلموا انظروا انسانا " يوحنا 4 : 1 - 29
قال عيسى عليه السلام لامرأة سامرية : يسوع : اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى ههنا ، قالت السامرية : ليس لي زوج . قال لهايسوع : حسناً قلت ليس لي زوج . لانه كان لك خمسة ازواج والذي لك الآن ليس هو زوجك . هذا قلت بالصدق . فقالت السامرية : يا سيد ارى انك نبي .وبعد ذلك تركته المرأة وذهبت إلى قومها وقالت لهم : هلموا انظروا انسانا قال لي كل ما فعلت . في : يوحنا 4 : من 1 - 29
ما الذي جعل المرأة تقول له : ياسيد أرى أنك نبي ؟ .الإجابة : إن يسوع عليه السلام أخبرها بشيء من أمور الغيب .مع أن الغيب لا يعلمه إلا الله ولكن من المعلوم أن الله يطلع رسله على الغيبيات . وهذا هو ديدن أصحاب الفطر السليمة عندما يتعرضون لمثل هذه المواقف . فهم يقررون أن أى إنسان تظهر على يديه خارقة أو آية فإنهم ينسبونها إلى مقام الرسالة المؤيدة بتوفيق الله عز وجل
وفي إنجيل يوحنا أن المسيح -عليه السلام- قال:"والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك، والذي أرسلته يسوع المسيح" (يوحنا 17/3-4) . فهنا ذكر الأمرين مقترنين تماماأولا : أن الله هو الإله الحق وحده سبحانه وتعالى لا روح قدس ولا ابن ولا فلان ولا ....ثانيا أنه هو الذي أرسل يسوع المسيح عليه السلام . لا تتعجب عندما ترى دخول الآلاف من القساوسة والنصارى الإسلام كل عام .
في انجيل يوحنا : 8 . 40 ، من كلام المسيح لليهود : ( قال لهم يسوع : لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم ، ولكنكم تطلبون أن تقتلوني ، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله).
" هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم " يوحنا 6 : 14
لقد كان يشكر الله الذي في السموات والذي يرفع المؤمنون أكف الضراعة بالدعاء إليه حتى تتنزل البركات على الطعام . فهو يلتمس التأييد من الله عز وجل . ولهذا فإن الذين كانوا يلاحقونه عندما رأوه يفعل ذلك وهو يبارك الطعام ثم رأوا الطعام قد ازداد وفاض حتى شبع الناس كلهم قالوا : " هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم " يوحنا 6 : 14 .
وهذا كبير أصحاب عيسى الذين أرسلهم لدعوة الناس إلى الله ومقدمهم والمتكلم بلسانهم نيابة عنهم الذي وقف مع الاحد عشر ورفع صوته " ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال . يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون " .أعمال 2 : 14 _ 22
فانظر هداك الله كيف لم يفرق بين الرجال الاسرائيليين ويسوع الرجل وقرن الوصفين معا ونطقهما وقتا واحدا ونطقهما في وقت واحد مصداقا لما جاء في القرآن الكريم " قل إنما أنا بشر مثلكم " ، بما يعني انه بشر مثلهم مثل محمد صلى الله عليه وسلم ، لا يختلف عنهم إلا بالنبوة والرسالة من الله ، وهذا ليس عيبا إطلاقا فمحمد وعيسى وإبراهيم عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم هم أكرم الخلق وأفضلهم دينا وخلقا ولكنهم بشر أيضا .
وجاء في ترجمة أخرى أنه قال : " يا بني إسرائيل اسمعوا هذا الكلام : كان يسوع النـاصري رجلا أيده الله بينكم بما أجرى على يده من العجائب والمعجزات والآيات كما أنتم تعرفون " .
قال المسيح كما في إنجيل يوحنا 8:16 ( تعليمي ليس من عندي بل من عند الذي أرسلني)
إنه نبي : يوحنا 9 : 1 – 39 .
بينما كان المسيح عليه السلام يمشي ذات يوم مع تلاميذه إذ وجد إنسانا ً أعمى منذ ولادته ، فتفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له اذهب فاغتسل . فذهب الأعمى واغتسل وأتى بصيراً .فلما رآه جيرانه قالوا له : " كيف انفتحت عيناك ؟ " .فقال الذي كان أعمى : " انسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عينيّثم قال بعض الفريسيون للأعمى عندما علموا بخبره : " ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك ؟ " . فقال : " إنه نبي " .ثم بعد ذلك جاء اليهود به مرة أخرى وسألوه : " ماذا صنع بك ، كيف فتح عينيك ؟ " .فقال : " قد قلت لكم ولم تسمعوا ، لماذا تريدون ان تسمعوا ايضا . ألعلكم انتم تريدون ان تصيروا له تلاميذ ؟ .فقالوا له : " انت تلميذ ذاك . واما نحن فاننا تلاميذ موسى . نحن نعلم ان موسى كلمه الله . واما هذا فما نعلم من اين هو ؟!
يعني انه لمّا عادوا يسألوه قال لهم لقد قلت لكم من قبل إنه نبي ولكنكم لم تصدقوا فلماذا تريدون أن أقول لكم ثانية إنه نبي . هل ترغبون أن تصيروا له تلاميذ ؟فأنكروا عليه وقالوا أنت تلميذه طالما أنك قلت إنه نبي ، أما نحن فتلاميذ موسى الذي كلمه الله والآن لنسمع كيف سيرد عليهم الأعمى .قال لهم : " ان في هذا عجبا انكم لستم تعلمون من اين هو وقد فتح عينيّ .ونعلم ان الله لا يسمع للخطاة.ولكن ان كان احد يتقي الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع . منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى . لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا " .جاء في نسخ أخرى :" فلو لم يكن هذا الرجل من الله، لما استطاع أن يصنع شيئا " اليسوعية" ولم يسمع يوما أن أحدا من الناس فتح عيني من ولد أعمى " اليسوعية" وما سمع أحد يوما أن إنسانا فتح عيني مولود أعمى " العربية المشتركة .
وانظروا تركيز الأعمى على صفة الإنسان ولم يقل إنه لاهوتي وأنه إله أو بن إله .
لقد أراد الأعمى أن يفهموا أن الآية التى فعلها هي التي تبين صفته وليس مجرد شهادتي له ، لأن فتح عينى إنسان قد ولد أعمى لا يكون إلا بمشيئة الله ، وطالما أن الله قد استجاب له فهذا دليل على أنه نبي من عند الله و تقي وصالح
إن من يفعل هذا يجب أن يكون قد جاء من عند الله ، مثله مثل موسى عليه السلامفهما قد اشتركا في صفة واحدة وهي صفة النبوة .
ليؤمنوا انك ارسلتني يوحنا 11 : 46قصة عيسى "يسوع "عليه السلام مع مرثا أخت لعازر " " :دخل المسيح عليه السلام القرية التي كان ينزل بها لعازر بعد أربعة أيام من موته ، فلما علمت مرثا أن يسوع في طريقه إليها بادرت إليه وقالت : " يا سيد لو كنت ههنا لم يمت اخي ، لكني الآن ايضا اعلم ان كل ما تطلب من الله يعطيك الله اياه "( لكن لما تأخر عنه المسيح عليه السلام قالت له إن الله عز وجل يسمع لك فاسأله أن يكتب حياة أبدية في الجنة لأخي أي أرادت منه أن يدعو لأخيها بالنجاة والخلود في الجنة)فقال لها المسيح عليه السلام : " سيقوم اخوك " .فقالت مرثا : " انا اعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم الاخير " .( أي لو كانت مرثا تعلم أن المسيح عليه السلام قادر على أن يقيم أخوها في هذه الحظة ما ترددت في أن تطلب هذا منه ، ولكنّ ذهنها انصرف إلى قيامة الآخرة عندما أخبرها المسيح عليه السلام أن أخاها سيقوم ، لأنه كانت تعلم أن يسوع هو المسيح الذي تنتظره إسرائيل كنبي مرسل من قبل الله عز وجل (وبعدها ذهب المسيح إلى قبر لعازر وقال : " ارفعوا الحجر " . قالت مرثا : " يا سيد قد انتن لان له اربعة ايام " .ولما رفعوا الحجر عن قبر لعازر ، رفع يسوع عليه السلام عينيه إلى فوق نحو السماء ، وأخذ يدعو الله عز وجل قائلا ً : " ايها الآب اشكرك لانك سمعت لي ، وانا علمت انك في كل حين تسمع لي ، ولكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا انك ارسلتني "ثم صرخ بصوت عظيم : " لعازر هلم خارجا ً " .فخرج لعازر من قبره حيا ً فلما رآه اليهود " آمنوا به " يوحنا 11 : 46 .آمنوا بماذا ؟ قال قبلها : ليؤمني أن أرسلتني ثم قال الراوي : فآمنوا به ، يعني بأنه نبي أرسله الله .هل آمنوا بأنه الله ؟ واضح وضوح الشمس وسط النهار أنه لا لأنه لوكان ذلك لذكره الراوي لعدم وجود قبل هذا الكلام ادعاء عيسى أنه الله أو ابن الله.
المقصود بكلمة الأب هنا أبوة الرحمة واللطف وليست أبوة الولادة والدليل أن الإنجيل ذكر الأب في عدة مرات لكل الخلق ولأشخاص كثر لغير عيسى عليه السلام مثل قول الإنجيل :" لكن اذهبَ نحو إخواني، وقل بأنّي أصعد إلى أبي ، إلى ربّي وربّكم )" في (يوحنا 20-27) ولعلها من تغيير كتبة الإنجيل الذين تأثروا بالديانات الالوثنية التي كانت تطلق لفظ الآب على الآلهة ، ومعلوم أن الإنجيل كتب بعد دعوة بولس للتثليت فلعلهم غيروا الكثير من كلمات الله أو الرب إلى الأب .لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات" (متّى 6/34).2- وقوله أيضاً: "فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم السماوي كامل" (متّى 6/34).3- وقوله أيضاً: "أما أنت فعندما تتصدق على أحد فلا تدع يدي اليسرى تعرف ما تفعل اليمنى لتكون صدقتك في الخفاء، وأبوك السماوي الذي يرى في الخفاء هو يكافئك".4- وقوله أيضاً: "أما أنت فعندما تصلي فادخل غرفتك وأغلق الباب، وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يكافئك".7- وقوله أيضاً: "تأملوا طيور السماء لأنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع في مخازن، وأبوكم السماوي يعولها" (متّى 6/27).8- وقوله: "لا تحملوا الهم قائلين: ما عسانا نأكل، ما عسانا نشرب، أو ما عسانا نكتسي فهذه الحاجات كلها تسعى إليها الأمم، فإن أباكم السماوي يعلم حاجتكم إلى هذه كلها، وأما أنتم فاسعوا أولاً إلى ملكوت الله وبره" (متّى 6/34).
" ليؤمنوا انك ارسلتني " نعم هذه هي الغاية من المعجزات التي أعطاها الله أياه .
وهذا كبير أصحاب عيسى الذين أرسلهم لدعوة الناس إلى الله ومقدمهم والمتكلم بلسانهم نيابة عنهم بطرس الرسول الذي وقف مع الاحد عشر ورفع صوته " ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال . يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون " .أعمال 2 : 14 _ 22
فانظر هداك الله كيف قرن وصف عيسى بالرجل مع الرجال الإسرائيليين ونطقهما في وقت واحد ، بما يعني انه بشر مثلهم مثل محمد صلى الله عليه وسلم ، لا يختلف عنهم إلا بالنبوة والرسالة من الله والايمان .
وجاء في ترجمة أخرى أنه قال : " يا بني إسرائيل اسمعوا هذا الكلام : كان يسوع النـاصري رجلا أيده الله بينكم بما أجرى على يده من العجائب والمعجزات والآيات كما أنتم تعرفون " .
إنجيل لوقا : بالإصحاح 23 ، عدد 27 في قوله : ( بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً ).
- عيسى يعلّم إبليس أنه لا سجود إلا لله الرب وحده سبحانه وتعالى:في إنجيل متى فقرة 4:ثم أخذه إبليس أيضاً إلى قمة جبل عال جداً، وأراه جميع ممالك العالم وعظمتها، وقال له: "أعطيك هذه كلها إن جثوت وسجدت لي!"فقال له يسوع: "اذهب يا شيطان! فقد كتب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد!".فتركه إبليس، وإذا بعض الملائكة جاءوا وأخذوا يخدمونه).
عيسى يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له:ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني- جاء في إنجيل يوحنا 13-21 : أن يسوع قال لتلاميذه عندما أرسلهم لنشر الدعوة: (من يقبل الذي أرسله يقبلني، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني).والشاهد أن عيسى -عليه السلام- قال: (من يقبلني يقبل الذي أرسلني) فيخبر أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أرسله إلى بني إسرائيل ، فما هو إلا رسول وفقط ، مثل ما تلميذه هو رسول له .وهذه العبارة كقول الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم: [من أطاع أميري فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصى أميري فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله].
لأني لهذا قد أرسلت( ولما طلع النهار خرج، وذهب إلى مكان مقفر، فبحثت الجموع عنه حتى وجدوه، وتمسكوا به لئلا يرحل عنهم، ولكنه قال لهم: "لا بد لي من أن أبشر المدن الأخرى أيضاً بملكوت الله، لأني لهذا قد أرسلت". ومضى يبشر في مجامع اليهودية) (لوقا 4/31-44).لأني لهذا أُرسِلْتُ) نص واضح جلي على أنه رسول مرسل من الله سبحانه وتعالى، وأنه لم يأت بنفسه.
يسوع يعبد الله ويصلي له :كتب لوقا عن المسيح في [ 6 : 12 ] ما نصه : " وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ ".الامر هنا واضح إذ ان الرب لا يمكنه ان يصلي لنفسه طوال الليل كله منفردأ . وحتى الان ، ما زال المسيح يصلي لله من أجل المؤمنين . الرسالة الى اهل رومية [ 8 : 26 ، 27 ] .
تدعون ان الله نزل وعاش على الارض بينما كتابكم يقول : " لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟ ". ملوك الأول 8 : 27 ويقول أيضاً : " فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ .. " ملوك الأول 8 : 39 ( ترجمة فاندايك )
تحكي اناجيلكم أنه تمت محاكمة يسوع أمام رئيس الكهنة وأمام الوالى بيلاطس وأمام هيرودس بينما نفاجىء بأن الرب يقول في سفر إرميا : " لأَنَّهُ مَنْ مِثْلِي وَمَنْ يُحَاكِمُنِي وَمَنْ هُوَ الرَّاعِي الَّذِي يَقِفُ أَمَامِي؟ " إرمياء 49 : 19 ( ترجمة فاندايك ) فمن نصدق ؟
المسيح ملعون بجرة قلم من بولس"المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب : ملعون كل من علق على خشبة " (غلاطية 3: 13).
كتابكم المقدس يقول أن الله لا يتغير كما في سفر ملاخي 3 : 6 ، ويعقوب 1 : 17 ، فإذا كان الرب لا يتغير فكيف آمنتم بأنه صار انساناً وأخلى نفسه كما يقول بولس ؟!
كتابكم المقدس أوضح بأن الاعتراف بأن إنسانا هو الله يعتبر تجديفا وكفراً [ تثنية 13 : 6_10
في يوحنا [ 11 : 41 ] المسيح قام برفع عينيه إلى السماء ودعائه لله سبحانه وتعالى لكي يستجيب له في تحقيق معجزة إحياء العازر .... " وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ دَوْماً تَسْمَعُ لِي. وَلكِنِّي قُلْتُ هَذَا لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ". ( ترجمة الحياة )فلمن كان يتوجه ببصره إلي السماء إذا كان الأب حال فيه ؟ثم تأمل في قوله : " لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ". فالهدف من عمل هذه المعجزة هي أن يعلم الجميع أن المسيح رسول الله وقد كانت الجموع حوله تنتظر هذه المعجزة وأن كل ما طلبه المسيح هو أن يشهدوا له بالرسالة فقط .نفس الفعل تكرر منه بحسب متى [ 14 : 19 ] إذ يقول : " فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ . ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ .. فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا ". ( ترجمة فاندايك )لماذا رفع المسيح نظره إلى السماء ؟ ولمن يتجه ويطلب إذا كان الآب متحداً به ؟! أم أن المسألة واضحة وهي أنه كان يدعو خالق السموات والأرض ليمنحه القوة على تحقيق المعجزة ؟
فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: ((تَنَبَّأْ)). وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ ". مرقس 14 : 65 " و " وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ. وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. " مرقس 15: 19-20
يسوع يجوع ؟؟ ولا يعلم متى ينضج التين فكيف يكون إلها ؟؟جاء في إنجيل مرقص 11 : 14 " وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع.13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. 14 فاجاب يسوع وقال لها لا يأكل احد منك ثمرا بعد الى الابد.وكان تلاميذه يسمعونلعله يجد؟كيف لعله يجد هذا ما ذكره مرقص فى انجيله ان يسوع لم يكن يعلم موسم انبات الشجرة
Jn:5:24 الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة. (SVD)
Mk:12:29 فاجابه يسوع ان اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل.الرب الهنا رب واحد.
أتعبدون هذا..الإنسان....؟؟(Jn:5:30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.)وتتركون رب الكون (Mk:14:36 وقال يا ابا الآب كل شيء مستطاع لك.)
فالمسيح قال (أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله ) يو 8 : 40وقال ( تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني )وقال (أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا ) يو 5 : 30
إنجيل لوقا : بالإصحاح 23 ، عدد 27 في قوله : ( بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً ).
1) عندما طلب اليهود من عيسى أن يخرج من أورشليم قال : "لأنه لا يمكن أن يهلك نبي خارجاً من أورشليم ، يا أورشليم ،يا أورشليم ،يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين " فعيسى يصف نفسه بأنه نبي وأنه سيخرج من أورشليم لأن الأنبياء لا يقتلهم أحد خارجها "
2) وعيسى يلوم قومه لعدم تصديقهم له قائلاً : " الحق أقول لكم إنه ليس نبي ّ مقبولاً في وطنه " وهذا اعتراف من عيسى بأنه نبي وأن اليهود لم يقبلوه ، فها هو يخبر ما يحدث له وحدث للأنبياء من قبله من صعوبات لاقوها من أقوامهم فقال : " ليس نبي بلا كرامة ، إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته"
3) وها هو عيسى عندما قدم إلى المدينة خرجت الجموع تصرخ قائلة: "مبارك الآتي باسم الرب ..هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل" فهؤلاء معاصروه وأكثر الناس دراية به لم يقولوا عنه أنه إله أو ابن الله بل قالوا (يسوع النبي) وأنت تأتي بعد ألفي سنة لتقول أنه إله .
5) " وقصة معجزة أرغفة الخبز التي تمت بين خمسة آلاف من اليهود اجتمعوا إلى عيسى في الجليل ، نلاحظ إقرار الجموع بعيسى كنبي من الأنبياء " فلما رأى الناس المعجزة التي قام بها عيسى قالوا :" إن هذا حقاً النبي المنتظر مجيئه إلى العالم".
1) يقول عيسى : " الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني "2) وأخبر أنه لا يتكلم بشيء من عنده بل يتكلم بما أمره الله أن يبلغ به : "لم أتكلم من نفسي ، لكن الأب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول و بماذا أتكلم...فما أتكلم أنا به فكما قال لي الأب هكذا أتكلم"3) وقال : "الذي يقبلني يقبل الذي أرسلني "4) وقال : "والأب نفسه الذي أرسلني يشهد لي "5) وقال : "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني"6) وقال : " الذي يرذلني يرذل الذي أرسلني "
وكذلك يخبر أنه معلم ، وليس إله :1) " لا تدعوا لكم أباً على الأرض ؛ لأن أباكم واحد الذي في السماوات ، ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح"
معرفتنا للتثليث واضحة : (الربّ، الابن، والروح القدس)متساوون، ولكن كيف لنا أن نفهم هذه المساواة عندما نسمع يسوع يقول : " ولأنّ الأب أكبر منّي " ( يوحنا : 14 نصّ 28) . في الصلاة الكهنوتية ( كما في يوحنا : 17نصّ 3) : يسوع (عليه السلام) وحده مع "الأب "، إنّها الفرصة الأفضل أين تعرف عقيدة التثليث وتفسّر نفسها. فكانت المفاجأة الكبرى وأنا أقرأ والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك، ويعرفوا يسوع المسيح الذي أرسلته ". وفي (يوحنا 20-27) يسوع نفسه على قدم المساواة مع الناس، وينكر خاصية الألوهية عندما قال :"...لكن اذهبَ نحو إخواني، وقل بأنّي أصعد إلى أبي وأبيكم، إلى ربّي وربّكم )" .
وفي لوقا18:19 سأله أحد اليهود قائلا أيها المعلم الصالح فقال ( لمادا تدعوني صالحا ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله )
وجاء في قصة انجيل مرقص12:13 ( أن المسيح نظر إلى شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء إليها لم يجد شيئا لانه لم يكن وقت التين)فهل الله يجهل وقت جني الثمار؟
وقال في انجيل يوحنا 8:40 ( انا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله)
وقال في يوحنا8:16 ( تعليمي ليس من عندي بل من عند الذي أرسلني)
وقال في يوحنا 28:29 (ولست افعل شيئا من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي)
• المسيح كان يقول في يوحنا 20 عدد 17 : "قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي.ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم" تأمل أبى وأبيكم ألهى وألهكم هذا ما تقوله الاناجيل وليس نحن
ثم يؤكد المسيح عليه السلام قائلا ً : " أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً . كما أسمع أدين ودينونتي عادلة ، لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني " يوحنا 5 : 30
وفي لوقا6:12 ( وفي تلك الأيام خرج يسوع إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في صلاة لله)
وجاء في سفر الارقام 23:19 (ليس الله إنسانا فيكذب ولا إبن إنسان فيندم) إذن فالمسيح ليس إلاه وإنما هو إنسان كلمنا بالحق الذي سمعه من الله .
في انجيل متى بالإصحاح الثامن عدد 18 – 20 ورد قوله : ( فتقدم كاتب وقال له يا معلم أتبعك أينما تمضي ، فقال يسوع : للثعالب أوجرة ولطبور السماء أوكار ، وأما ابن الإنسان فليس أن يسند رأسه ).2- وفي انجيل مرقس : بالإصحاح الثامن ، عدد 31 ، قوله عن المسيح ( وابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراُ ، ويُرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ) .
3- وفي انجيل لوقا : بالإصحاح التاسع ، عدد 56 قوله عن المسيح : ( لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس ) .
إذاً كيف يتفق القول بأن المسيح ابن الإنسان ، أي أنه من البشر ، وهناك نصوص أخرى ، تذكر أنه أبن الله؟!
ويقول عيسى:" إلهي لقد أتممت العمل الذي أعطيتني لأعمله وهو أن يعرفوك أنك أنت الإله الحقيقي وحدك والذي أرسلته رسولك يسوع المسيح" وهنا يعترف عيسى بأنه رسول ليس إلا.
ويقول عيسى أيضاً : " والمجد الذي من الإله الواحد لستم تقبلونه" فالنص يؤكد وحدانية الله بجلاء.
وهذا نص آخر لعيسى يقول فيه :" ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات "فعيسى يحذر قومه من أنه لا يوجد إله على الأرض بل الله في السماء فلا وثنية بل وحدانية فالله واحد في السماوات .
وكيف تعبدوه وتصلون له وهو نفسه يعبد الله ويصلي له " قضى الليل كله في الصلاة لله " فهو يعبد الله ولو كان هو الله فلمن يصلي إذاً ؟
وأيضاً أنتم تطلبون منه كل شيء ، تطلبون النجاة والرحمة والمغفرة ..إلخ ، وهو ما استطاع أن ينقذ نفسه من بين أيدي اليهود عندما قبضوا عليه وصلبوه كما تزعمون ، بل صرخ بصوت عال مستنجداً بالله ليخلصه وينقذه من هؤلاء اليهود قائلاً : " إلوي إلوي لم شبقتني والتي معناها إلهي إلهي لماذا تركتني ؟" فلماذا تتوجهون إليه بطلب كل ما تريدون وهو لا يقدر عليه ، ألا تعلمون أن فاقد الشيء لا يعطيه
أحد اليهود واسمه نيقوديموس وهورئيس لليهود، "هذا جاء إلى يسوع ليلا وقال له يا معلّم نعلم أنك قد أتيت من الله معلّماً لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه ".
وفي (مرقس :15 نصّ 34) يسوع يصيح على الصليب - حسب زعمهم ـ قبل موته :" إلهي، إلهي، لماذا تركتني ؟!" على حسب عقيدة النصارى يسوع هو الإله، لماذا نادى إذن يا إلهي ؟! .
(31فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تلاَمِيذِي 32وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».) يوحنا 8: 31-32فلو كان يسوع إلها لقال لهم : تكونون عبادي ، ولكنه قال لهم تلاميذي ، والتلاميذ هم للأنبياء والمرسلين .
وبعد أن أنكرأبناء الناصرة التي ولد فيها نبوته بعد أن شاعت في كل بلدان اليهودية، عند ذلك ردّ عليهم قائلاً: (لا كرامة لنبي في بلده)!!، (وما من نبي يقبل في بلده)!! (لا يكون النبي بلا كرامة إلا في بلدته وبيته) (إنجيل متى 13/58) .
ولما آتاهم عيسى عليه السلام بالأدلة على نبوته ورسالته " امتلأ جميع من في المجمع غضباً لما سمعوا هذه الأمور، وقاموا يدفعونه إلى خارج المدينة، وساقوه إلى حافة الجبل الذي بنيت عليه مدينتهم ليطرحوه إلى الأسفل، إلا أنه اجتاز من وسطهم، وانصرف) (لوقا 4/14-30).
قال عيسى عليه السلام : "طوبى لصانعي السلام، فإنهم سيدعون أبناء الله" ، "طوبى لأنقياء القلب، فإنهم سيرون الله"..هذه نصوص صريحة واضحة أنه ما عنى بأبناء الله إلا بنوة التحنن، والتربية، والرحمة، والرعاية، وليست بنوة النسب، والجزء..
وقوله: (طوبى لأنقياء القلب فإنهم سيرون الله) تبشير بأن أهل الإيمان يرون ربهم يوم القيامة، وهو ما جاء به كذلك النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم..ولو كان عيسى -عليه السلام- إلهاً كما يزعم الضالون لما كان لقوله إن أنقياء القلب سيرون الله!! كيف سيرونه وهو معهم يأكل، ويشرب، وينام!!، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
3- قول عيسى عليه السلام: (لا تظنوا أني جئت لألغي الشريعة، أو الأنبياء، ما جئت لألغي بل لأكمل).هذا نص جلي واضح لكل ذي عينين أن عيسى -عليه السلام- رسول قد خلت من قبله الرسل، وأنه واحد من صنفهم ، وليس رباً، أو إلهاً لهم، أرسلهم إلى الناس كما يزعمون، وأنه ما جاء عليه السلام إلا ليعمل بالشريعة التي سبقته وهي شريعة موسى -عليه السلام- ويكمل ما بناه الأنبياء قبله،
أن لفظ البنوة في الكتب المقدسة لدى أهل الكتاب ورد بها على قبيل المجاز ، فإذا كان مضافاً إلى الله أريد به الرجل البار ، وقد إطلق على المسيح وغيره من الأنبياء والاشخاص فمثلاُ :آدم عليه السلام دعته الإناجيل ابن الله :فقد جاء في إنجيل لوقا : في الإصحاح الثالث ، عدد 33-38 ، بشأن نسب المسيح أنه يتصل بشيت ابن آدم الله .أطلقت الاسفار أبناء الله على الشرفاء أو الاقوياء :
فقد ورد بسفر التكوين في الاصحاح السادس ، عدد 1،2 قوله : ( وحدث لما ابتدأ الناس يكقرون على الأرض ، وولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات ) .أطلقت الاسفار ( ابن الله ) على كل شخص بار سواء كان نصرانياً أم غير نصراني : فقد ورد في إنجيل متى : بالإصحاح الخامس عدد 9 ، قول المسيح عليه السلام ( طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون ) .و بالمقابلة :أطلقت أسفار على الشخص الشرير أنه ابن الأفاعي :فقد ورد في إنجيل متى : بالإصحاح الثاني عشر ، عدد 34 ، قول المسيح لليهود : ( يا أولاد الإفاعي ، كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار ) .
يقول المسيح لتلاميذه : ( أحبوا أعداءكم ، باركوا لا عنيكم ، أحسنوا الى مبغضيكم ، وصلّوا لأجل الذين يسئون إليكم ويطردونكم ، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات ) ( إنجيل متى : الاصحاح الخامس ، عدد 44 –45 ).
سلسلة نسب المسيح (وحاشاه أن يكون نسبه هذا) في متى الإصحاح الأولثامار زانية ..... سفر التكوين 38: 13راحاب زانية....سفر يشوع 2 : 1راعوث زانية...لها سفر راعوث ويوضح كيف حصلت على زوج لهازوجة أوريا الحثي زانية ....صموئيل الثاني 11 : 1وقد حكم عليه العهد القديم أن لا يدخل فيه إبن زنا فضلا أن يكون الله نفسه من هذا النسل المشين.سفر التثنية 23: 2 لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منه احد في جماعة الربيقول القرآن أن المسيح تكلم في المهد وبرأ أمه من الزنا:فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً (31) وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (38 مريم)إن القرآن يذكر مريم عليها السلام وقصتها وكراماتها رغم إنها ليست اساسية فى عقيدتنا بعكس الكتاب المقدس فهو لا يذكر أي شئ عنها اللهم إلا عندما بشرها الملاك وعندما كان يكلمها أبنها بقوله الفظ "ما لي ولك يا امرأة" ( يو 2 : 4)
المسيح ملعون بجرة قلم من بولس"المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب : ملعون كل من علق على خشبة " (غلاطية 3: 13).واللعنة في اللغة هي الطرد من رحمة اللهإن هذا الكتاب المسمى مقدسا يأبى إلا أن يشوه صورة أنبياء الله الذين هم أطهر خلق الله فقد إتهم النبي إبراهيم أنه باع عرضه (تكوين 12: 11-16) و نبى الله داود أنه زنى بامرأة جاره (صموئيل الثانى 11: 2-5) و نبى الله سليمان أنه يعبد الأوثان (ملوك الأول 11: 5) فهؤلاء اليهود الكفرة الملاعين لا يستغرب عليهم هذا الذي ينسبونه لمريم والمسيح ولكن الغريب والعجيب بل المصيبة الذهنية الكبرى أن يقول النصارى أنه تمجيد ويألهونه ويكادون يألهون أمه؟ على ماذا ؟ أهذا تمجيد؟إذن فما هو الطعن والشتم ؟!أيهما يمجد المسيح ......... أيهما البارقليط الذي قال عنه المسيح "ذاك يمجدني ( يو 16 : 14 )." ؟ ....إختر أنت !!
المجوس أول من عبدوا المسيح عليه السلامحقائق حول المسيح بالأناجيليقول الكتاب المقدس : (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».) متى 2: 1-2
(9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا) متى 2: 9-11
جنَّ الليلُ على المسيح عليه السلام ذات مرة ، وكانت تلاحقه جموع تبلغ خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد ، فقال تلاميذه له : الموضع خلاء والوقت قد مضى . اصرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاماً .فقال لهم : لا حاجة لهم أن يمضوا . أعطوهم انتم ليأكلوا .فقالوا له : له ليس عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان .
فقال لهم :فقال ايتوني بها إلى هنا .فامر الجموع أن يتكئوا على العشب . ثم اخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر وأعطى الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع .فأكل الجميع وشبعوا . ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشر قفة مملوءة .
وفي إنجيل مرقس جاء وصف المسيح عليه السلام وهو يباشر الآية كالتالي : " فأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الأرغفة وأعطى تلاميذه ليقدموا اليهم . وقسم السمكتين للجميع " مرقس 6 : 41 .
فإذا جمعنا الروايات مع بعضها نجد أن المسيح عليه السلام وهو يباشر الآية كان ينظر إلى السماء وقد شكر وبارك وكسر ... إلخ
فهل كان يشكر يسوع عليه السلام السماء ؟؟ .إن يسوع عليه السلام كان يشكر الله عز و جل حتى يبارك في الطعام القليل لكي يكفي الجمّ الغفير من الناس الذي كان يلاحقه بدون طعام .
وإليكم هذا النص في كورنثوس الأولى وهو خضوع الأبن لله يوم القيامه.
15: 24 و بعد ذلك النهاية متى سلم الملك لله الاب متى ابطل كل رياسة و كل سلطان و كل قوة15: 26 اخر عدو يبطل هو الموت15: 27 لانه اخضع كل شيء تحت قدميه و لكن حينما يقول ان كل شيء قد اخضع فواضح انه غير الذي اخضع له الكل15: 28 و متى اخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه ايضا سيخضع للذي اخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل
هذا شئ غريب كيف لم تفهموه يا نصارى .كيف هم واحد واحدهم خاضع للأخر .لا تقولوا الجسد لأن القيامه كما تدعوا ستكون روحيه لا جسديه .يعني تقولون انه عقل الله (الأبن ) فهل عقل الله سيخضع لله اي انه سينفصل عن الهكماقرأوا النص احبتي المسلمين وزملائنا النصارى لتتأكدوا انه فعلا عقيدتكم يا نصارى اكبر عقيده متناقضه ولا يؤمن بها الا عديم العقل والمنفعه والمرائي ومتبع الشهوات والمغرور ومتبع الهوا15: 24 و بعد ذلك النهاية متى سلم الملك لله الاب متى ابطل كل رياسة و كل سلطان و كل قوةنقرأ هنا (سبحان الله من كتابهم تُدينهم) ان ملك سيسلم للأب والنصارى يزعمون ان يسوع ملك مملكه روحيه كما تدعي نبؤتهم المزعومه فلماذا لا يملك الأبن ايضا لتنطبق به نبؤتكم التي تقول انه من نسل داوود ويكون ملك.15: 25 لانه يجب ان يملك حتى يضع جميع الاعداء تحت قدميه15: 26 اخر عدو يبطل هو الموت15: 27 لانه اخضع كل شيء تحت قدميه و لكن حينما يقول ان كل شيء قد اخضع فواضح انه غير الذي اخضع له الكلاذا ان كان يسوع اله فيجب ان يخضع له الكل ليكون مثل الأب (ويا اسفا على الروح القدس) لكننا نتفاجأ بأن الأبن يخضع للأب..!! ومتى؟؟ يوم القيامه..!! فهذا يوم يجب ان يكونوا واحد هو والأب والروح القدس لأنهم اله واحد فلماذا ربهم منفصل يوم القيامه والأب مسيطر...عظيم جدا .. من النص الذي تحته خط نقرأ ان الخاضع ليس مثل المخضوع له (من كتابك ادينك) اقرأوا الأبن سيخضع للأب اذا هو ليس اله.15: 28 و متى اخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه ايضا سيخضع للذي اخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكلوبناءا على هذا فأن الأبن سيخضع للأب لماذا يجيب بولس بنفسه (ليكون الله الكل في الكل) اذا الأب هو الله لا الأبن ولا الروح القدسالله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر ... كبروا احبتي في الله.اليس هذا دليل يكفي لكل عاقل ان المسيح ليس اله .
ومن ذلك قول عيسى لتلاميذه:- (وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم، ويضطهدونكم لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات) (متى 6/45).وقوله عليه السلام: (فعندما تصلي فادخل غرفتك، وأغلق عليك بابك، وصل إلى أبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يكافئك) (متى 6/7).
1- قول عيسى -عليه السلام- "وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم، ويضطهدونكم لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات" (متّى 6/34).2- وقوله أيضاً: "فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم السماوي كامل" (متّى 6/34).3- وقوله أيضاً: "أما أنت فعندما تتصدق على أحد فلا تدع يدي اليسرى تعرف ما تفعل اليمنى لتكون صدقتك في الخفاء، وأبوك السماوي الذي يرى في الخفاء هو يكافئك".4- وقوله أيضاً: "أما أنت فعندما تصلي فادخل غرفتك وأغلق الباب، وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يكافئك".7- وقوله أيضاً: "تأملوا طيور السماء لأنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع في مخازن، وأبوكم السماوي يعولها" (متّى 6/27).8- وقوله: "لا تحملوا الهم قائلين: ما عسانا نأكل، ما عسانا نشرب، أو ما عسانا نكتسي فهذه الحاجات كلها تسعى إليها الأمم، فإن أباكم السماوي يعلم حاجتكم إلى هذه كلها، وأما أنتم فاسعوا أولاً إلى ملكوت الله وبره" (متّى 6/34).
أدعوك لان تفكر أيضا فى الاتى و ترى ماذا يقول لك شعورك و عقلك عنه :هل انت مقتنع بان الله ممكن ان يكون طور من أطوار جنين فى رحم مريم لمدة 9 شهور ثم يولد.؟
هل يمكنك الاقتناع بان الله كان جنينا ، يرضع و ينمو كاى انسان عادى و تخاف عليه امه و تنظفه من برازه؟
هل يمكنك الاقتناع ان الله ولد فى زريبة بهائم ؟
هل يمكنك الاقتناع ان الله هرب و هو طفل من الرومان لكى لا يقتلوه ؟
هل يمكنك الاقتناع ان الله ضرب و اهين و بصقوا عليه و قتلوه و لم يكتفوا بذلك بل مثلوا بجثته على الصليب الذى أصبح مقدسا ؟
هل انت انت يمكنك الاقتناع ان الله لم يكن يستطيع غفران خطيئة آدم الا بقتل نفسه ؟؟
و اذا كان الله ينوى الفداء كما يدعون لماذا أهلك قوم نوح بالطوفان قبل ذلك ، ألا يناقض ذلك قولهم انه قد بذل الله ابنه الوحيد ليثبت محبته للبشر ؟
ماذا يقول الرب لزوج أمه ..هل يقول له "عمي" أم "أبي" كما يذكر كتبة الأناجيل وكما تذكر أمه (حسب الكتاب ال...مقدس)Lk:2:48 فلما ابصراه اندهشا.وقالت له امه يا بنيّ لماذا فعلت بنا هكذا.هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين.سبحان ربي هذا بهتان عظيم
وماذا عن الحواريين : هل كانوا يعاملون المسيح على أنه إله يمشي على الأرض أم نبي إنسان ومعلم متواضع ولذا سموا تلاميذ؟؟ هل يمكن أن يكون للإله تلاميذ؟؟انظر إلى بطرس في (أعمال 22:2)يقول : " أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضا تعلمون" .فهل عرفت أنت عن المسيح ما لم يعرفه الحواريون ؟ايكون المسيح إلـها ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه أذى حفنة من اليهود؟أتقبل أن تعبد إلها ضعيفا؟وإذا كان المسيح هو الله فهل يمكن أن يموت الإله؟ إن نصوص العهد القديم تنفي ذلك يكل صراحة انظر مثلا في إرمياء 10:10 : (أما الرب فهو الإله الحق، الإله الحي) وفي حزقيال (3:18) : حي أنا يقول الرب.ومن الذي كان يخاطبه المسيح في الأناجيل بلفظ أبي وإلهي إن كان هو الأب والإله أم أنه كان يخاطب نفسه؟ انظر قول المسيح عليه السلام : (وهذه الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع الذي أرسلته) يوحنا 17 : 3 . وقوله : « إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم » يوحنا 20:18 وقوله عن نفسه: "أنا لا اقدر أن أفعل من نفسي شيئاً " (يوحنا 5/30) لذا عجز أن يعد ابني زبدي بالملكوت (متى 20/23)، ولما سماه أحدهم صالحاً قال: "لم تدعوني صالحاً؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد، وهو الله" (لوقا 18/18-20).وأخبر في مرقص32:13 أنه لا يعلم وقت يوم القيامة ولكن الله هو الذي يعلمها فهل يكون المسيح هو الله ويجهل ما يعلمه الله؟ أم أن العلم والإرادة والصلاح صفات للجسد وليست صفات للروح؟ ومن الذي كان يصلي له المسيح إن كان هو الإلـه ؟! ألم يذكر العهد الجديد أن المسيح كان يعبد الله؟ أكان المسيح يعبد نفسه؟؟ وهل استعمال المسيح لمصطلح ابن الإنسان عن نفسه تكرارا ومرارا في الإنجيل (ذكرت 81 مرة ) إلا تأكيدا لبشريته وبراءته مما سينسبه الناس إليه؟ بل إن المسيح قال عن نفسه صراحة أنه نبي إنسان ففي يوحنا (8/40) قال ( أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله ) وفي لوقا 4/25 قال «الحق أقول لكم: ما من نبي يقبل في بلدته. » فهل بعد شهادة المسيح لنفسه شهادة أخرى؟ وفي لوقا 7/17 قال الناس أمامه بعد أن أحيا ميتا[12] بإذن الله «قد قام فينا نبي عظيم » وفي متى (8:9 ) بعد أن رأى الجموع معجزاته "تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا" فهل يا ترى كان الجموع يمجدون المسيح أم رب المسيح؟
نصوص وأدلة تنفي إلوهية عيسى
كانت قمة الاندهاش عندما طالعت قول المسيح ـ في أواخر إنجيل يوحنا ـ: " اذهبي إلى أخوتي و قولي لهم: إني أصعد إلى أبي و أبيكم و إلـهي و إلـهكم! "مصرحا بأن الله تعالى إلـهه.
وبعد بحث وجدت كتاب رائع يوضح فية جميع النصوص من الكتب المقدسة التي تنفي الوهية عيسى
وقد نقلت لكم من كتاب الاستاذ :سـعــد رســتـم
النصوص من الانجيل والكتب المقدسة المسيحية المؤكدة لوحدانية الله تعالى الذي في السماوات و أنه رب واحد و إله واحد لا يشاركه في ربوبيته و لا ألوهـيته أحد و لا تجوز العبادة إلا له وحده فقط :
لقد تضافرت على إثبات تلك العقيدة : أي توحيد الذات و توحيد الربوبية و الألوهية، و التي هي أساس جميع الرسالات السماوية، نصوص العهد الجديد و العهد القديم[1] ، و فيما يلي بيان بعض هذه النصوص :
أ ـ من العهد الجديد :
(1) جاء في إنجيل مرقس (12 / 28 ـ 32) أن أحد اليهود الكتبة سأل المسيح فقال:
" أيةُ وصيَّةٍ هي أوّل الكلّ؟ فأجابه يسوع: إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد، و تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل فكرك و من كل قدرتك، و هذه هي الوصية الأولى. و الثانية مثلها و هي: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين. فقال له الكاتب: جيدا يا معلم قلت: لأن الـلـه واحـد و ليـس آخـر سواه.."
و مثل هذا أيضا جاء في إنجيل لوقا و إنجيل متى، و فيه قال عيسى عليه السلام بعد بيانه لهاتين الوصيتين: " بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس [2] كلـه و الأنبياء "[3] .
و هذا يؤكد أن توحيد الربوبية و الألوهية أساس الشريعة و أساس دعوة جميع الأنبياء عليهم السلام، و هذا ما صدقه القرآن في قوله عز وجل: { و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت } النحل / 36، و قوله سبحانه: { و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } الأنبياء / 25.
و مما يجدر بالذكر التنبيه إليه أن سيدنا عيسى عليه السلام بين أنه لا وصية أعظم من هاتين الوصيتين، و أنهما أساس الناموس و أساس جميع دعوات الأنبياء، و بناء عليه، فلو كانت ألوهية عيسى عليه السلام و مشاركة الابن لله في ألوهيته، عقيدة حقة و الإيمان بها شرط ضروري للنجاة و الخلاص الأخروي ـ كما نص عليه دستور الإيمان الذي تقرر بمجمع نيقية ـ لبيـَّن عيسى عليه السلام ضرورة الإيمان بذلك و لم يكتمه، خاصة في هذا المقام الذي سئل فيه عن أهم الوصايا، فلما لم يذكر ذلك في هذا المقام، علم أن ألوهية عيسى ليست من وصايا الله عز و جل أصلا.
(2) و جاء في إنجيل يوحنا (17 / 1ـ 3):
" تكلم يسوع بهذا و رفع عينيه نحو السماء و قال: أيها الآب قد أتـت الساعة... و هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإلـه الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي أرسلته ".
قلت: ففي هذه الآية بين عيسى عليه السلام أن النجاة الأخروية تكمن في الإيمان بأن الآب هو الإلـه الحقيقي وحده، فلفظة وحدك صريحة قاطعة في انفراد الآب بالألوهية، و عدم مشاركة أي أحد آخر ـ و منهم المسيح الابن ـ له فيها. و يؤكد هذه أكثر عطف المسيح، كرسولٍ لله تعالى، فيما يجب معرفته و الإيمان به. و هذا هو عين ما قاله القرآن الكريم و هو وجوب الإيمان بالله وحده لا شريك له، و بأن المسيح رسول الله، على نبينا و عليه الصلاة و السلام.
(3) و جاء في إنجيل متى (4 / 8 ـ10) قصة امتحان الشيطان للمسيح :
" ثم أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جدا و أراه جميع ممالك العالم و مجدها. و قال له: أعطيك هذه جميعها إن خررت و سجدت لي! حينئذ قال له يسـوع: اذهب يا شيـطان. لأنه مكتوب: للرب إلـهك تسجد و إياه وحده تعبد"[4] .
قلت: فسيدنا المسيح عليه السلام يؤكد على ما هو منصوص في التوراة بأن الرب الإله وحده فقط الذي ينبغي و يصح السجود له و عبادته، و بالتالي فلا تجوز العبادة و لا السجود لأي شيء آخر غيره، سواء كان المسيح الابن أو العذراء الأم أو الصليب أو أي كائن آخر سوى الله تعالى.
ثم إن نفس امتحان الشيطان لعيسى عليه السلام و وسوسته له و محاولته إضلاله لأكبر دليل، في حد ذاته، على بشرية عيسى المحضة و عدم إلـهيته، إذ ما معنى امتحان الشيطان لله خالقه و ربه؟! و متى و كيف يكون الله تعالى في حاجة للامتحان و الاختبار؟!
(4) و في إنجيل متى (19 / 16 ـ 17):
" و إذا واحد تقدم و قال: أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحيوة الأبدية؟ فقال (المسيح) له: و لماذا تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحد و هو الله. و لكن إذا أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا "[5] .
قلت: لقد نفى سيدنا عيسى عليه السلام بكل صراحة عن نفسه الصلاح، و لعل المقصود به الصلاح الذاتي المطلق أي القداسة الذاتية المطلقة، و أثبته لله الواحد الأحد فقط. و لا أدل من هذا على نفيه الألوهية عن نفسه، و ليت شعري، إذا كان عليه السلام لم يرض بأن يوصَفَ حتى بالصالح فقط، فكيف يمكن أن يرضى بأن يوصَف بأنه إلـهنا و ربنا؟!
(5) و في إنجيل متى (23 / 8 ـ 10) يقول المسيح عليه السلام لأتباعه:
" و أما أنتم فلا تدعوا سيدي، لأن معلمكم واحد المسيح و أنتم جميعا أخوة، و لا تدعوا لكم أبـاً على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السماوات ".
قلت: المعروف أنه في لغة الإنجيل، كثيرا ما يعبر عن الله بالآب، و هنا كذلك، فقول عيسى عليه السلام " لا تدعوا لكم أبـا على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات " يعنى ليس لكم إله إلا الله وحده الذي في السماوات، و هذا صريح في نفي ألوهية كل أحد ممن هو على الأرض، و يدخل في هذا النفي المسيح كذلك لكونه على الأرض.
و يؤكد ذلك أيضا الاقتصار على وصف المسيح بالسيد و المعلم و عدم وصفه بالإلـه.
هذا و فيما يلي نورد عبارتين للقديس بولس الذي يحتل مكانة عظيمة لدى إخواننا النصارى حيث تعتبر رسائله من إلهام الله تعالى و بالتالي لها منزلة الوحي المعصوم عندهم، لذا ألحقت رسائله الأربعة عشر بالأناجيل و اعتبرت جزءا من كتاب العهد الجديد:
(6) جاء في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (الإصحاح الثامن / 4 ـ 6):
"... فمن جهة أكل ما ذبح للأوثان نعلم أن ليس وثن في العالم و أن ليس إله آخر إلا واحدا. لأنه و إن وجد ما يسمى آلـهة سواء كان في السماء أو على الأرض، كما يوجد آلهة كثيرة و أرباب كثيرون. لكن لنا إلـه واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء و نحن به. و رب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء و نحن به. ".
قلت: فقوله " ليس إله آخر إلا واحداً " هو نفس الكلمة الطيبة و شعار التوحيد الخالد الذي بعث به جميع الأنبياء: " لا إله إلا الله ". و قوله " و لكن لنا إلـه واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء " في غاية الصراحة و الوضوح في إفراد الآب وحده بالإلـهية و أن كل ما سواه ـ بما فيهم المسيح ـ مخلوق منه.
و يزيد هذا الإفراد للآب بالألوهية، تأكيداً، ذكر يسوع المسيح بعده بصفة الرب فقط، و لا شك أنه لا يريد بالرب هنا الألوهية و إلا عاد مناقضا لنفسه إذ يكون قد أثبت لنا إلـهين اثنين بعد أن أكد أنه ليس لنا إلا إله واحد، لذلك لابد أن يكون مراده بالرب معنى غير الله، و هذا المعنى هو السيد المعلم، كما تدل عليه رسائله الأخرى و كما هو مصرح به في إنجيل يوحنا من أن لفظة الرب ـ عندما تطلق على المسيح ـ يقصد بها المعلم، ففي الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا (الآية 38):
" فقالا ربي ! ـ الذي تفسيره: يا معلم! ـ أين تمكث؟ "
و كذلك في إنجيل يوحنا (الإصحاح 20 / آية 16):
" قال لها يسوع: يا مريم! فالتفتت تلك و قالت له ربّوني! الذي تفسيره يا معلم."
(7) و أخيراً في رسالة بولس إلى أهل أفسس (4 / 6):
" ربٌّ واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة. إلـه و آب واحد للكل، الذي على الكل و بالكل و في كلكم ".
ب ـ من العهد القديم :
(1) أول وصية من الوصايا العشر التي أوحاها الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام و كتبها له في الألواح، كما جاءت في سفر الخروج (20 / 1ـ 4) من التـوراة الحالية:
" أنا الرب إلـهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك آلـهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالا منحوتا و لا صورة مما في السماء من فوق و ما في الأرض من تحت و ما في الماء من تحت الأرض. و لا تسجد لهن و لا تعبدهن ".
(2) و في سفر الخروج أيضا (23 / 13): " و لا تذكروا اسم آلهة أخرى و لا يسمع من فمك ".
(3) و في سفر التثنية من التوراة (6 / 4 ـ 5 ثم 14 ـ 16) يوحي الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن يقول لبني إسرائيل:
" اسمع يا إسرائيل! الرب إلهنا رب واحد. فتحب الرب إلـهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل قوتك...
الرب إلـهك تتقي، و إياه تعبد، و باسمه تحلف، لا تسيروا وراء آلهة أخرى من آلهة الأمم التي حولكم، لأن الرب إلـهكم إلـه غيور في وسطكم، لئلا يحمى غضب الرب إلـهكم عليكم فيبيدكم عن وجه الأرض ".
(4) و في سفر التثنية (4 / 39) من التوراة أيضا:
" فاعلم اليوم و ردد في قلبك أن الرب هو الإلـه في السماء من فوق و على الأرض من أسفل، ليس سواه ".
(5) و في سفر أخبار الأيام الأول (17 / 20) قول داود عليه السلام لله عز وجلّ:
" يا رب ليس مثلك، و لا إلـه غيرك، حسب كل ما سمعناه بآذاننا ".
(6) و في سفر نحميا (9 / 5 ـ 7) من العهد القديم:
" قوموا باركوا الرب إلـهكم من الأزل إلى الأبد و ليتبارك اسم جلالك المتعالي على كل بركة و تسبيح. أنت هو الرب وحدك. أنت صنعت السماوات و سماء السماوات و كل جندها و الأرض و كل ما عليها و البحار و كل ما فيها. و أنت تحييها كلها و جند السماء لك يسجد ".
(7) و في زبور داود عليه السلام المسمى بسفر المزامير (16 / 1 ـ 2 ـ 4):
" احفظني يا الله لأنني عليك توكلت. و قلت للرب أنت سيدي. خيري لا شيء غيرك.... تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر، لا أسكب سكائبهم من دم و لا أذكر أسماءهم بشفتي ".
(8) و في المزامير لداود عليه السلام أيضا (18 / 30 ـ 31):
" الله طريقه كامل. قول الرب نقي. ترسٌ هو لجميع المحتمين به. لأنه من هو إله غير الرب؟ و من هو صخرة سوى إلـهنا؟؟ ".
(9) و في سفر النبي إشعيا عليه السلام (44 / 6):
" هكذا يقول الرب ملك إسرائيل و فاديه. رب الجنود: أنا الأول و أنا الآخر و لا إلـه غيري ".
(10) و في سفر النبي إشعيا أيضا (45 / 5 ـ 6 ـ 7):
" أنا الرب و ليس آخر. لا إله سواي... لكي يعرفوا من مشرق الشمس و من مغربها أن ليس غيري. أنا الرب و ليس (من رب) آخر. مصور النور و خالق الظلمة و صانع السلام و خالق الشر أنا صانع كل هذه ".
(11) و أيضا في سفر النبي إشعيا عليه السلام (45 / 18 و 21 ـ 22):
" أنا الرب و ليس (من رب) آخر... أليس أنا الرب و لا إله غيري؟ إلـهٌ بارٌّ و مخلِّصٌ ليس سواي. التفتوا إلي و أخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأنني أنا الله و ليس (من إلـه) آخر ".
(12) أما سفر النبي إرميا عليه السلام ، و هو سفر طويل يضم 52 إصحاحا، فمحوره كله يدور حول توحيد الله تعالى و نبذ كل آلهة سواه، و عبادته وحده و تقديم البخور و النذور و الأضاحي له وحده و عدم تقديمها لآلهة مزيفة غيره، و الدعاء باسمه وحده و التوكل عليه وحده و عدم التوكل على غيره، و لا يتسع المجال لذكر كل شواهد ذلك فنكتفي بالإشارة لمواضعها :
إرميا: 1/16، 7/6 و 9، 10/3ـ16، 10/25، 11/10ـ11 و 17، 16/11، 16/19ـ21، 17/5ـ8، 18/5، 25/6،35/15، 44/3ـ8، 44/15ـ28.
(13) و الإصحاح السادس من سفر النبي حزقيال عليه السلام ، يدور كله حول عاقبة بني إسرائيل الذين اتجهوا لعبادة أصنام و آلهة غير الله و ما سيحل بهم من عذاب الله و سخطه و انتقامه.
(14) و في سفر النبي هوشع عليه السلام (13 / 4):
" و أنا الرب إلـهك، من أرض مصر، و إلـها سواي لست تعرف، و لا مخـلِّص غيري ".
(15) و في سفر النبي يوئيل عليه السلام (2/ 27):
" و تعلمون أني أنا في وسط إسرائيل و أني أنا الرب إلـهكم و ليس هناك غيري ".
(16) و في سفر النبي زكريا عليه السلام (14 / 9):
" و يكون الرب ملكا على الأرض كلها. و في ذلك اليوم يكون رب واحد، و اسمه واحد "[6] .
القسم الثاني :
نصوص يبين فيها المسيح بكل وضوح أن الله تعالى إلـهه و معبوده
(1) في إنجيل يوحنا (20 / 17):
" قال لها يسوع: لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. و لكن اذهبي إلى إخوتي و قولي لهم: إني أصعد إلى أبي و أبيكم و إلهي و إلهكم "
قلت: هذه الآية من أصرح العبارات في نفي عيسى الألوهية عن نفسه. إذ كيف يكون إلـها و هو يعترف و يقر بأن الله تعالى إلـهه؟! و هل الله يكون له إلـه؟؟
و هذا هو ما صدَّقَه القرآن الكريم حين أكد أن عيسى عليه السلام كان يقول:
" و قال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي و ربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و ما للظالمين من أنصار " المائدة / 72.
و مثله أيضا ما قاله تعالى عنه عليه السلام أنه سيقول يوم القيامة:
" ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي و ربكم " المائدة / 117.
(2) و في إنجيل متى (27 / 46)، و إنجيل مرقس (15 / 34):
" و نحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: إيلي إيلي لم شبقتني: أي إلـهي إلـهي لماذا تتركني؟ "
قلت: فههنا كذلك يبين عيسى المسيح عليه السلام أن الله تعالى إلـهه، و يستغيث بإلـهه هذا بتكرار و تضرع، فأين هذا ممن يدعي أن عيسى المسيح نفسه كان هو الله تعالى؟!
(3) و في رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس (1 / 3 و 16 ـ 17):
" مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح.....
لا أزال شاكرا لأجلكم ذاكرا إياكم في صلواتي. كي يعطيكم إلهُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ، أبو المجد، روح الحكمة و الإعلان في معرفته "
قلت: فوصف بولسُ اللهَ تعالى بأنه أبو المسيح، ثم وصفه بـإلـه المسيح، مما يفيد بكل وضوح أن يسوع المسيح عبدٌ لله و ليس بإله، إذ لو كان المسيح إلـها لما قال بولس أن الله تعالى إلـهه، لأن " الإلـه " أزلي واجب الوجود لا خالق و لا إله له، و هذا من أوضح الواضحات !!
القسم الثالث :
نصوص تبين عبادة المسيح لله عز و جل و إكثاره من الصلاة له تبارك و تعالى
(1) في إنجيل متى (4 / 23 ـ 24) وإنجيل مرقس (6 / 40 ـ 48):
"و بعد ما صفَّ الجموع، صعَد (أي المسيح) إلى الجبل منفرداً ليصلي. و لما صار المساء كان هناك وحده. و في الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيا على البحر!".
قلت: من هذا النص يتبين أمران:
أولاً: أن سيدنا المسيح عليه السلام كان يحبِّذ الصلاة منفردا مما يفيد أن هذه الصلاة كانت فعلا لرغبته بعبادة الله تعالى، لا لمجرد تعليم التلاميذ.
ثانياً: أنه عليه السلام كان يقضي أحيانا أكثر النهار و أكثر الليل في الصلاة، كما يفيده قوله: " و لما صار المساء "، و قوله: " و في الهزيع الرابع من الليل " الذي يفيد أنه إلى ذلك الوقت كان لا يزال منفردا لوحده مستيقظا مشغولا بالصلاة و المناجاة و العبادة.
و النصوص الأخرى التالية تؤكد ذلك الموضوع :
(2) في إنجيل مرقس (1 / 35):
" و في الصباح الباكر جدا قام و خرج و مضى إلى موضع خلاء. و كان يصلي هناك ".
(3) و في إنجيل لوقا (5 / 16):
" و أما هو (أي عيسى) فكان يعتزل في البراري و يصلي ".
(4) و في إنجيل لوقا (6 / 12) أيضا:
" و بعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام أخذ بطرس و يوحنا و يعقوب و صعد على جبل ليصلي. و فيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة و لباسه مبيضا لامعا ".
(6) و في إنجيل لوقا أيضا (9 / 18):
" و فيما هو يصلي على انفراد، كان التلاميذ معه ".
(7) و في إنجيل لوقا كذلك (11 / 1):
" و إذا كان يصلي في موضع، فلما فرغ قال واحد من تلاميذه: يا رب! علمنا أن نصلي كما علم يوحنا أيضا تلاميذه ".
(8) و في إنجيل متى (26 / 36):
" حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جثـسيماني فقال للتلاميذ: اجلسوا ههنا حتى أمضي و أصلي هناك ".
(9) و في إنجيل متى أيضا (26/ 39 ـ 44):
" ثم تقدم قليلا و خرَّ على وجهه (أي سجد)[7] و كان يصلي قائلا: يا أبتاه إن أمكن فلتعبر هذه الكأس. و لكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت. ثم جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياما. فقال لبطرس: أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة؟ اسهروا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة، أما الروح فنشيط و أما الجسد فضعيف. فمضى ثانية و صلى.... ثم جاء فوجدهم أيضا نياما... فتركهم و صلى ثالثة "[8] .
قلت: من تلك النصوص يظهر مدى اهتمام عيسى بالصلاة لله عز وجلَّ، و أن الصلاة كانت عبادة محببة له و مفزع يلجأ إليه عند الملمات، و أنه كان في الغالب يصعد للهضاب ليصلي لوحده منفردا، يقضي بذلك أحيانا أكثر الليل و أكثر النهار أيضا.
و نسأل القارىء المنصف: هل الله تعالى يصلي؟؟ و إن صلَّى فلمن يصلي؟ ألنفسه؟! و هل هذا يمكن أن يقول به مجنونٌ فضلا عن عاقل؟! إذن أليست تلك النصوص دلائل بينة و قاطعة على نفي إلـهية عيسى و تأكيد عبوديته لله الواحد القهار؟؟
القسم الرابع :
نص يبين المسيح فيه أن الله تعالى أعظم منه و نصٌّ لبولس يؤكد فيه أن الابن خاضع لله مثل جميع المخــلوقات
(1) في إنجيل يوحنا (14 / 28) يقول السيد المسيح عليه السلام لتلاميذه :
" سمعتم أني قلت لكم أنا أذهب ثم آتي إليكم. لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني أمضي إلى الآب، لأن أبي أعظم منّي "
قلت: الجملة الأخيرة صريحة في نفي عيسى عليه السلام الألوهية عن نفسه، لأنه لو كان إلـها ـ كما يدعون ـ لكان كاملا مطلقا، و الكامل المطلق لا يوجد من هو أعظم منه، في حين أن المسيح عليه السلام يثبت أن الآب (أي الله تعالى) أعظم منه. و هذا النص أيضا يبين خطأ دستور الإيمان الذي أقره مجمع نيقية و الذي نص على التساوي بين الآب و الابن. سبحان الله! رسول الله عيسى المسيح عليه السلام ينفي التساوي بينه و بين الله و يبين أن الله تعالى أعظم منه، و آباء مجمع نيقية يصرون على تساويهما، فأيهما نصدق؟؟
(2) و في رسالة بولس الأول إلى أهل كورنثوس (15 / 28):
" و متى أُخْضِعَ له (أي لله) الكـل، فحينئذ الابن نفسه أيضا سيخضع للذي أخضع له الكل، لكي يكون الله الكـل في الكـل. "
قلت: ففي هذا النص يبين بولس أن المسيح سيخضع في النهاية لله، و هذا بحد ذاته من أوضح الأدلة على عدم إلـهية المسيح لأن الإلـه لا يخضع لأحد، كما أن في قوله: " سيخضع للذي أخضعَ له الكل "، دلالة أخرى على عدم إلـهية المسيح لأن مفاد هذه الجملة أن الله تعالى هو الذي كان قد أخضع للمسيح كل شيء، مما يعني أن المسيح لم يكن يستطع، بذاته و مستقلا عن الله، أن يسخر و يخضع الأشياء. فهل مثل هذا يكون إلـها؟!!
القسم الخامس:
نصوص يؤكد فيها المسيح محدودية علمه
(1) في إنجيل مرقس (13 / 32) يقول المسيح عن يوم القيامة :
" و أما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا الملائكة الذين في السماء و لا الابن، إلا الآب ".
(2) و في إنجيل متى (24 / 36)، قول عيسى أيضا :
" و أما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا ملائكة السماوات[9] ، إلا أبي وحده ".
قلت: هذا النص من أوضح الأدلة على نفي إلـهية المسيح عليه السلام ، لأن المسيح حصر علم قيام الساعة بأبيه الله تعالى وحده فقط، و نفي هذا العلم عن نفسه و عن سائر عباد الله الآخرين من الملائكة و غيرهم، و سوى بين نفسه و بين سائر المخلوقات في انتفاء العلم بالساعة، و هذا ما صدقه القرآن الكريم أيضا حين أكد انحصار علم الساعة بالله تعالى وحده كما جاء في قوله تعالى مثلا: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي..} الأعراف / 187. و هذا من أوضح الأدلة على بشرية عيسى عليه السلام المحضة، لأنه لو كان إلـها لكان علمه محيطا بكل شيء و مساويا لعلم الآب في كل شيء.
هذا و لما لم يكن العلم من صفات الجسد، فلا يجري فيه عذر أساقفة النصارى المشهور بأنه " نفى العلم باعتبار جسميته و ناسوته "! لأن العلم ليس من صفات الجسد بل من صفات الروح. فظهر من ذلك بشريته المحضة عدم وجود أي طبيعة إلـهية في المسيح عليه السلام إذ لو وجدت لما جهل هذه الأمور.
(3) في إنجيل متى (21 / 18 ـ 19) و إنجيل مرقس (11 / 11 ـ 4) :
" فدخل يسوع أورشليم... و في الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع. فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء إليها لم يجد شيئا إلا ورقا. لأنه لم يكن وقت التين. فأجاب يسوع و قال لها: لا يأكل أحد منك ثمرا بعد إلى الأبد! ".
هذا النص يبين أن سيدنا عيسى عليه السلام لما رأى الشجرة من بعد، لم يدر و لم يعلم أنها في الواقع غير مثمرة، بل توقع لأول وهلة أن تكون مثمرة، لذلك ذهب باتجاهها، لكن لما اقترب منها ظهر له أنها غير مثمرة فعند ذلك غضب عليها و لعنها!.
و في هذا عدة دلائل واضحة على نفي إلـهية عيسى عليه السلام :
فأولاً: عدم علمه منذ البداية بخلو الشجرة من الثمر يؤكد بشريته المحضة لأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السماء.
وثانياً: كونه جاع تأكيد آخر أنه بشر محض يحتاج للغذاء للإبقاء على حياته، فإن قالوا بأنه جاع بحسب ناسوته، قلنا أفلم يكن لاهوته قادرا على إمداد ذلك الناسوت (أي الجسد)؟! خاصة أنكم تدعون أن اللاهوت طبيعة دائمة له و حاضرة لا تنفك عنه!!
وثالثاً: أنه لما وجد الشجرة غير مثمرة لعنها و بقي جائعا! و لو كان إلـها لكان عوضا عن أن يلعنها و يبقى جائعا، يأمرها أمرا تكوينيا أن تخرج ثمرها على الفور، لأن الله لا يعجزه شيء بل يقول للشيء كن فيكون، فكيف يُصْرَفون عن هذه الدلائل الواضحات و الآيات البينات! وهل بعد الحق إلا الضلال ؟
القسم السادس :
نصوص تفيد ابتداء بعثة المسيح بنـزول الملائكة و روح القدس عليه عند اعتماده عن يد النبي يحيى (يوحنا) المعمدان عليه السلام
(1) جاء في إنجيل متى (3 / 13 ـ 17):
" حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن، إلى يوحنا ليعتمد منه، و لكن يوحنا منعه قائلاً: أنا محتاج أن أعتمد منك و أنت تأتي إلي؟ (15) فأجاب يسوع و قال له اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل برٍّ، حينئذ سمح له. (16) فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء، و إذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة و آتيا عليه (17) و صوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ".
و أقول: من البديهي أنه لو كان المسيح عليه السلام هو الله تعالى نفسه الذي تجسد و نزل لعـالم الدنيا ـ كما يدعون ـ لكـانت رســالته مبـتـدئة منذ ولادتـه، و لكان روح القدس ملازما له باعتباره جزء اللاهوت الذي لا يتجزأ ـ كما يدعون ـ، و لما احتاج إلى من ينزل عليه بالوحي أو الرسالة، و لما كان هناك أي معنى أصلا لابتداء بعثته بهبوط روح القدس عليه و ابتداء هبوط الملائكة صاعدين نازلين بالوحي و الرسائل عندما بلغ الثلاثين من العمر و اعتمد على يد يوحنا النبي عليه السلام ! فهذا النص و النصوص التالية التي تبين كيفية بدء البعثة النبوية للمسيح، لأكبر و أوضح دليل ـ عند ذوي التجرد و الإنصاف ـ على بشرية المسيح المحضة و عدم إلهيته و أنه ليس الله المتجسد بل عبدٌ رسولٌ و نبيٌّ مبعوثٌ برسالة من الله كسائر الأنبياء و الرسل و حسب.
(2) و لقد استشهد متى في إنجيله، ببشارة كانت قد وردت في سفر إشعيا من العهد القديم فاعتبرها بشارة عن المسيح، و هي تشير أيضا لنزول روح الله (أي جبريل) على المبشَّر به، ليعلن الحق للأمم:
" (14) فلما خرج الفريسـيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه. (15) فعلم يسوع و انصرف من هناك. و تبعه جموع كثيرة فشفاهم جميعا. (16) و أوصاهم ألا يظهروه.(17) لكي يتم ما قيل بأشعيا النبي القائل: هو ذا فتاي [ و بالترجمة الجديدة: هو ذا عبدي ] الذي اخترته، حبيبي الذي سُـرَّت به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق.." متى: 12 / 14 ـ17.
و الشاهد قوله: أضع روحي عليه، أي أنزل جبريل، روح الله، عليه بالوحي، فيخبر الأمم بالحق .
(3) و إلى هذا الشروع بالعمل الرسالي أشار يوحنا في إنجيله فقال :
" من الآن ترون السماء مفتوحة و ملائكة الله يصعدون و ينزلون على ابن الإنسان " يوحنا: 1/51.
(4) هذا و قد نقل يوحنا الإنجيلي أيضا عن النبي يحيى (يوحنا) المعمدان أنه قال لليهود لما تباحثوا معه عن ذاك (أي المسيح) الذي بدأ يعمد الناس، فقال النبي يحيى عليه السلام لهم: " إذاً فرحي قد كمُلَ. ينبغي أن ذلك يزيد و أنا أنقص " يوحنا: 3 / 29 ـ 3. مبينا بدء رسالة المسيح و تواتر وحي الله تعالى إليه.
(5) و لننظر ما ذكره لوقا عن بدء بعثة المسيح بنزول روح القدس عليه:
" و لما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا و إذ كان يصلي انفتحت السماء و نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة و كان صوت من السماء قائلا: أنت ابني الحبيب بك سررت. و كان يسوع عند بدء رسالته في نحو الثلاثين من عمره... و رجع يسوع من الأردن و هو ممتلئ من الروح القدس " لوقا: 3 / 21 ـ 23، ثم 4/.
و نسأل أصحاب التثليث: أليس هذا النص أوضح دليل على نفي إلـهية المسيح و نفي التثليث، فأولاً: لو كان المسيح إلـها متجسدا لما احتاج لروح القدس ليهبط عليه بالرسالة! و ثانياً: لو كان التثليث حقا لكان المسيح متحدا دائما و أزلا مع روح القدس، فما احتاج أن يهبط عليه كحمامة!، و لما قال الله تعالى عند اعتماده و ابتداء بعثته هذا ابني الحبيب، لأنه من المفروض أنه كان جزء اللاهوت بزعمهم من البداية و لأن الله لا يمكن أن تنفصل عنه إحدى صفاته.
القسم السابع :
المسيح يُعرِّف نفسه بأنه نبيٌّ و رسولٌ لِلَّه و يؤكد أنه عبدٌ مأمورٌ لا يفعل إلا ما يأمره به الله تعالى و لا يتكلم إلا بما يسمعه من الله تعالى
البديهي أن المسيح عليه السلام لو كان هو الله تعالى نفسه الذي تجسَّد و صار بشرا و جاء لعالم الدنيا بنفسه ـ كما استقر عليه دستور الإيمان المسيحي ـ لما صح أن يطلق عليه لقب نبيّ، لأن " النبيّ " اسم لشخص منفصل عن الله يُـنبىء عن الله تعالى، أي يخبر عنه، بما يسمعه من الله إما بواسطة الكلام المباشر أو الوحي الخفي أو ملكٍ رسول، كذلك لا يصح أن يطلق عليه اسم " رسول " لأن الرسول اسم لشخص منفصل عن الله، يبعثه الله تعالى لأداء مهمة ما، أما الله تعالى لو تجسد فعلا و صار بنفسه إنسانا و نزل لعالم الدنيا ليعلن الدين الجديد بنفسه، فلا يكون عندئذٍ رسولاً، إذ ليس ثمة مرسل ٍ له ، بل في هذه الحالة يكون هو نفسه، و بدون واسطة، قد أخذ على عاتقه مهمة الاتصال بمخاطبيه.
و حاصله أنه لو صح أن المسيح كان الله نفسه متجسدا، لما صح أن يسمى رسولا و لا نبيا. ولكن الحقيقة أن الأناجيل طافحة بالنصوص التي يعرِّفُ المسيح عليه السلام فيها نفسه بأنه " نبيّ " و بأنه " رسول " أرسله الله تعالى للناس، و أن ما يقوله للناس ليس من عند نفسه بل من عند الله الذي أرسله، فتعليمه ليس لنفسه بل للآب الذي أرسله، فهل هناك أصرح من هذا في بيان الغيرية بين عيسى والله تعالى؟، وأنهما اثنان: مُـنبىء ونبي ، و مُرسل و رسـول ؟!
و فيما يلي بعض ما جاء في هذا المجال :
(1) في إنجيل متى (13 / 54 ـ 58):
" و لما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا و قالوا من أين لهذا هذه الحكمة و القوات؟ أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم و إخوته يعقوب و يوسي و سمعان و يهوذا؟ أو ليست أخواته جميعهن عندنا؟ فمن أين لهذا هذه كلها؟ فكانوا يعثرون به. و أما يسوع فقال لهم: ليس نبيٌّ بلا كرامة إلا في وطنه و في بيته. و لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم "
و الشاهد في قوله " ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه " حيث عبر عن نفسه بأنه نبي، و هذه الجملة وردت في الأناجيل الأربعة جميعا[10] .
(2) و في إنجيل متى كذلك (10 / 40 ـ 41) في ذكره لما قاله السيد المسيح عليه السلام للحواريين الاثني عشر حين أرسلهم لدعوة بني إسرائيل و تبشيرهم بالإنجيل:
"من يقبلكم يقبلني و من يقبلني يقبل الذي أرسلني و من يقبل نـبـياً باسم نـبـي فأجر نـبـيٍ يأخذ."
(3) في إنجيل لوقا (10/16) في آخر الخطبة التي قالها السيد المسيح عليه السلام للتلاميذ السبعين الذي أرسلهم اثنين اثنين للوعظ و البشارة بالإنجيل في قرى فلسطين، أنه قال لهم:
" الذي يسمع منكم يسمع مني و الذي يرذلكم يرذلني و الذي يرذلني يرذل الذي أرسلني ".
(4) و في إنجيل لوقا (4 / 42 ـ 43):
" و لما صار النهار خرج و ذهب إلى موضع خلاء و كان الجموع يفتشون عليه فجاءوا إليه و أمسكوه لئلا يذهب عنهم. فقال لهم: إنه ينبغي لي أن أبشِّـر المدن الأخرى أيضا بملكوت الله لأني بهذا أُرْسِـلْتُ ".
(5) و في إنجيل يوحنا (7 / 28 ـ 29):
" فنادى يسوع و هو يعلم في الهيكل قائلا: تعرفونني و تعرفون من أين أنا و من نفسي لم آت بل الذي أرسلني هو حق الذي أنتم لستم تعرفونه. أنا أعرفه لأني منه و هو أرسلني "
(6) و فيه أيضا (8 / 16 ـ 17):
" و إن كنت أدين فدينونتي حق لأني لست وحدي بل أنا و الآب الذي أرسلني. و أيضا في ناموسكم مكتوب أن شهادة رجلين حق. أنا هو الشاهد لنفسي و يشـهد لي الآب الذي أرسلني "
قلت: استشهاد المسيح عليه السلام بحكم التوراة " شهادة رجلين حق " تصريح منه بالغيرية بينه وبين الله تعالى الذي يشهد له، فهما إذن اثنان: مرسِل و رسول، و هذا ينفي بوضوح قضية أن المسيح هو الله نفسه متجسدا.
و الآن إليكم هذه العبارة التي قد تفاجئكم بشدة وضوحها و صراحتها في نفي إلهية عيسى :
(7) ففي إنجيل يوحنا (8 / 40):
" و لكنكم الآن تطلبون أن تقتلونني و أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله "
أقول: لو لم يكن في الإنجيل سوى هذه الآية لكفى بها دلالة على نفي إلـهية عيسى عليه السلام .
(7) و فيه أيضا (8 / 26 ـ 29):
" لكن الذي أرسلني هو حق و أنا ما سمعته فهذا أقوله للعالم. و لم يفهموا أنه كان يقول لهم عن الآب. فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو و لست أفعل شيئا من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي و الذي أرسلني هو معي و لم يتركني الآب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يرضيه "
(8) و فيه أيضا: (10/36) :
" فالذي قدَّسه الآب و أرسله إلى العالم أتقولون له إنك تجدَّف لأني قلت أني ابن الله؟! "
(9) و فيه أيضا: (20/20) :
" فقال لهم يسوع أيضا سـلام لكم. كما أرسلنـي الآب أرسلـكم أنا "
قلت: ففي العبارة الأخيرة يماثل سيدنا المسيح عليه السلام بين إرسال الآب له و إرساله هو لتلاميذه للدعوة و التبشير، و بالتالي فكما أن تلاميذه و حوارييه ليسوا عيسى بعينه! فبمقتضى التماثل لا يكون عيسى عليه السلام هو الله بعينه، بل يكون رسوله و مبعوثه.
و فيما يلي بعض النصوص التي يبين فيها المسيح عليه السلام أنه لا يتكلم من نفسه بل هو حامل لرسالة من الله مأمور بتبليغها للناس، و أنه لا يعلم إلا ما يوحى إليه:
(1) في إنجيل يوحنا (14/24) :
" الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي. و الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني"
(2) و فيه أيضا: (15/15)
" لكني سميتكم أحبَّاء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي "
(3) و فيه كذلك (12 / 49 ـ 50):
" لأني لم أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول و بماذا أتكلَّم. و أنا أعلم أن وصيته هي حيوة أبدية فما أتكلم أنا به فكما قال لي الآب هكذا أتكلم "
و أعتقد أن هذه العبارات واضحة للغاية في تأكيد ما قلناه، و نظائر هذا في الأناجيل كثير، لا سيما إنجيل يوحنا، و فيما ذكرناه الكفاية.
كان هذا ما عرَّف به المسيح نفسه، فكيف عرفه تلاميذه و بماذا وصفوه؟ هل جاء على لسان أي أحد منهم و لو مرة واحدة عبارة يصفه بها بأنه الله نفسه متجسدا؟ أم وصفوه،كما علمهم المسيح، بأنه نـبـي و رسول مرسل من الله ؟
لنستمع للأناجيل تعطينا الإجابة الواضحة :
(1) في إنجيل متى (21 / 10 ـ 11) قول المؤمنين بالمسيح عليه السلام لدى استقبالهم له عند دخوله بيت المقدس :
" مبارك الآتي باسم الرب... هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل ".
(2) و في إنجيل لوقا (7 / 12 ـ 16) :
" فلما اقترب (يسوع المسيح) إلى باب المدينة إذا ميت محمول، ابن وحيدٍ لأمّه. و هي أرملة و معها جمع كثير من المدينة. فما رآها الرب تحنّن عليها و قال لها لا تبكي. ثم تقدّم و لمس النعش فوقف الحاملون. فقال: أيها الشاب أقول لك قُـمْ!. فجلس الميت و ابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمّه. فأخذ الجميع خوفٌ و مجدوا الله قائلين: قد قام فينا نّبِيٌّ عظيم و افتقد الله شعبه ".
(3) و في إنجيل يوحنا (4/19) : عن المرأة التي دهشت لما أخبرها المسيح، الذي لم يكن يعرفها من قبل، عن أزواجها الخمسة السابقين! أنها قالت:
" يا سـيـّد! أرى أنك نـبـيّ.. ".
(4) و في إنجيل يوحنا (6/14) : أيضا بعد ذكره لمعجزة تكثير أرغفة الشعير الخمسة و السمكتين:
" فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا: إن هذا هو بالحقيقة النـبـي الآتي إلى العالم ".
(5) و أخيراً جاء في آخر إنجيل لوقا (24/19) : ضمن روايته للحوار الذي جرى بين المسيح، بعد صلبه (حسب تصورهم)، و اثنين من حوارييه، الذين لم يعرفوه لأنه كان متنكرا و لأنهم كانوا يتصورون أنه قد مات:
" فقال (لهما) (يسوع): و ما هي؟ (أي تلك الأحداث التي جعلتكم مغمومين) قالا: المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنسـانا نّـبِـيَّـاً مقتدرا في الفعل و القول أمام الله ".
أجل، هكذا كان إيمان الحواريين بالمسيح: أنه كان إنسانا نبياً. و من الجدير بالذكر أن هذا الحوار جرى في آخر حياة المسيح عليه السلام ، و قبيل رفعه، فلا مجال للقول بأن هذا كان تصورهم القديم في بداية الدعوة لكنهم آمنوا بعد ذلك بألوهيته؟؟
و نحن نسأل كل منصف: من الذي كان يعرف حقيقة المسيح أكثر: هل هم تلاميذه و حواريوه الخلّص و أقرب الناس إليه؟ أم الآباء و الأساقفة اليونان أو الروم الذين أداروا مجمع نيقية أو مجمع أفسس أو مجمع خلقيدونية و الذين تفصلهم عن المسيح ثلاثة أو أربعة قرون؟؟
(1) جاء في إنجيل لوقا: (5/19) :
" فأجاب يسوع و قال لهم: الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل ".
(2) و فيه أيضا في نفس الإصحاح (5/ 30) :
" أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين و دينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني ".
(3) و في نفس الإنجيل و الإصحاح أيضا (5 / 36) :
" و أما أنا فلي شهادة أعظم من يوحنَّا. لأن الأعمال التي أعطاني الآب لأعملها، هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الآب قد أرسلني ".
(4) و في إنجيل يوحنا (4 / 35) :
" الآبُ يحبُّ الابن و قد دفع كل شيء في يده ".
(5) و في إنجيل متى (28 / 18) :
" فتقدَّم يسوع و تمهَّل قائلاً: دُفِعَ إليَّ كل سلطان في السماء و على الأرض ".
(6) و في إنجيل لوقا (10 / 21 ـ 22) :
" و التفت (أي المسيح) إلى تلاميذه و قال: كل شيء قد دُفِـعَ إليَّ من أبي ".
(ب) و في إنجيل متى (9 / 6 ـ :
“... حينئذ قال للمفلوج: قم احمل فراشك و اذهب إلى بيتك. فقام و مضى إلى بيته. فلما رأى الجموعُ ذلكَ تعجّبوا و مـجـَّدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا “
(ج) و في إنجيل يوحنا (3 / 1 ـ 2):
" كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيسا لليهود. هذا جاء إلى يسوع ليلا و قال له: يا معلم، نعلم أنك قد أتيت من الله معلما لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه "
( د) و في إنجيل يوحنا أيضا (9 / 30 ـ 31) يقول الأعمى من الولادة (أي الأكمه)، الذي أبرأ عيسى عليه السلام عينيه، لليهود الذين جاءوا إليه يجادلونه بسبب إيمانه بنبوّة عيسى عليه السلام : (2) و في إنجيل لوقا: ( 23/34) :
" فقال يسوع: يا أبتاه! اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ".
قلت: إن الإلـه لا يحتاج أن يسأل أحدا غيره أن يغفر ذنب أحد، بل يغفر ذنب من يشاء بنفسه و يعذب من يشاء، فطلب عيسى عليه السلام المغفرة من الله للذين ظلموه، دليل على عدم إلـهيته و على أنه ليس له من الأمر شيء بل الأمر لله الآب وحده.
(3) و في إنجيل متى (26 / 50 ـ 54) :
" حينئذ تقدموا و ألقوا الأيادي على يسوع و أمسكوه. و إذا واحد من الذين مع يسوع مد يده و استل سيفه و ضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه. فقال له يسوع: رد سيفك إلى مكانه، لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون. أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة؟! فكيف تكمل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون. "
قلت: الشاهد في قول المسيح عليه السلام : " أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي..... " الذي هو دليل واضح على نفي إلـهية عيسى لأن الإلـه لا يستعين بغيره و لا يطلب شيئا من سواه، و لو كان المسيح إلـها لقال عوضا عن ذلك: " أتظن أني لا أستطيع الآن أن أحضر أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة... " أو قال " أتظن أنني لا أستطيع أن أقضي عليهم جميعا بأمر كن فيكون؟!..." الخ. أما قوله: أستطيع أن أطلب من أبي فيدل على أنه عبدٌ لله تعالى محتاج دائما لنصره و مدده.
(4) في إنجيل يوحنا (14 / 15 ـ 16) :
" إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي و أنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد "
قلت: الشاهد هو قوله: " و أنا أطلب من الآب.. " مما يثبت احتياج عيسى عليه السلام لله تعالى و أنه لا يقدر من نفسه على أن يفعل ما يريد بل يطلب ذلك من ربه سبحانه و تعالى.
(5) يشتمل الإصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا على دعاء طويل لعيسى عليه السلام يرفعه إلى ربه تعالى ضارعا له سائلا إياه أن ينجده و أن يحفظ تلاميذه و يقدسهم و يحفظهم من الشرير... الخ، و هذا الدعاء يُعْرَف بِاسم: الدعاء لأجل التلاميذ و بِاسم: صلاة يسوع الكهنوتية، و هو يبتدأ هكذا:
" تكلم يسوع بهذا و رفع عينيه نحو السماء وقال: أيها الآب قد أتت الساعة! مـجِّـدْ ابنَك ليمَجَّدَك ابنُك أيضا...
(إلى أن قال في حق تلاميذه): أيها الآب القدوس! احفظهم في اسمك الذي أعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن....
لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير..".
قلت: و كل هذا لا يصح على القول بإلـهية عيسى عليه السلام لأن الإله لا يطلب شيئا من غيره و لا يحتاج للدعاء و السؤال، بل يفعل ما يشاء بنفسه و بقدرته الذاتية.
القسم الحادي عشر :
المسيح عليه السلام يصرِّح بأنه إنســان و ابن إنســان و كذلك حواريّوه الخُلَّـص كانوا يؤمنون بأن المسيح إنسان نبيٌّ و رجلٌ مؤيّدٌ من الله
(1) في إنجيل يوحنا (8 / 40) يقول سيدنا المسيح عليه السلام لليهود :
" و لكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنـسـان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله ".
قلت: ما أبعد النجعة بين ما عرَّف به المسيح عليه السلام نفسه هنا من أنه: إنسان يتكلم بالحق الذي يسمعه من الله، و بين تعريف المسيح في دستور الإيمان النصراني الذي تقرر عقب مجمع نيقية و الذي أوردناه في بداية الكتاب! فأي القولين نختار: أقول المسيح المختار عليه السلام أم قول غلاة الأحبار؟!
(2) أما النصوص التي يؤكد فيها المسيح أنه ابن الإنسان فهي كثيرة جدا و هذا اللقب أي:" ابن الإنسان " كان اللقب المحبب لعيسى عليه السلام و قد تكرر في الأناجيل و الرسائل الملحقة بها 85 مرة. و نكتفي هنا بذكر نموذجين فقط :
أ ـ " و من أراد أن يصير فيكم أولا، يكون للجميع عبدا، لأن ابن الإنسان أيضا لم يأت لـيُـخْـدَم بل لـيَـخْـدِم و ليبذِل نفسه فدية عن كثيرين " إنجيل مرقس: 10 / 44 ـ 45.
ب ـ " و كما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحيوة الأبدية " إنجيل يوحنا: 3 / 14 ـ 15.
(3) و قد مرت معنا قريبا عبارة الحواريَّيْن الاثنين اللذين كانا يتكلمان مع المسيح بعد حادثة صلبه ـ أو بالأحرى بعد شائعة صلبه ـ دون أن يعرفاه، لأنه كان متنكرا، حيث لما سألهما عن سبب حزنهما؟ حدّثاه عما حدث لـ:
" يسوع الناصري الذي كان إنسانا نـبـيَّـاً مقتدرا في القول و الفعل أمام الله و جميع الشعب " انظر إنجيل لوقا: 24 / 13 ـ20.
(4) كذلك مرت معنا عبارة القديس بطرس التي جاءت في كلمته التي ألقاها في مجمع التلاميذ و المؤمنين بعد رفع المسيح فكان مما قاله:
" أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجـل قد تبرهن لكم من قِبَلِ الله بقوّات و عجائب و آيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضا تعلمون " أعمال الرسل: 3/22.
(5) و في إنجيل يوحنا قصة المرأة السامرية التي آمنت بالمسيح لما أخبرها بالغيب المتعلق بأزواجها السابقين الخمسة! فقالت مندهشةً:
" يا سيد أرى أنك نـبـيّ!......
و قالت للناس: هلموا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت! ألـعـلَّ هذا هو المسيح! " يوحنا: 4 / 19 ثم 29.
و الحاصل أن المسيح عليه السلام نفسه كان يؤكد بشريته و إنسانيته و أنه من نسل البشر، كما أن حوارييه و المؤمنين به من تلاميذه و معاصريه، كانوا ينظرون إليه على أنه إنسان ابن إنسان و ما كان أحد يعتبره إلها ابن إله.
القسم الثاني عشر :
الحواريون و كُـتَّاب الأناجيل يعـتبرون المسيح عليه السلام عبداً لِلَّـه اجتباه الله و اختاره و يعتبرونه بشرا نبيا كموسى عليه السلام
يرى المسلمون ـ تبعا لتعليم كلام الله تعالى في القرآن الكريم ـ أن عيسى المسيح عليه السلام كان عبدَ اللهِ و رسولَه، و لعل بعض عوام النصارى يمجُّ وصف المسيح بـ " العبوديّة " و يرى فيه إنقاصا لقدر المسيح عليه السلام ، لكن الحقيقة التي قد يندهش لها المسلم قبل النصراني العامي، أن هذا الوصف بعينه، أعني وصف المسيح بالعبودية لله، جاء في متن الأناجيل، بل في متن التوراة و الزبور، أي في تلك البشارات التي كان كتَّاب الأناجيل و الحواريون يستشهدون بها على أن المقصود بها المسيح عليه السلام .
و فيما يلي الشواهد على ذلك :
(1) يقول متَّـى ـ و هو أحد الحواريين الاثني عشر ـ في إنجيله (12 / 12 ـ20) :
" و لما خرج الفريسيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه. فعلم يسوع و انصرف من هناك. و تبعـته جموع كثيرة فشفاهم جميعا. و أوصاهم أن لا يظهروه. لكي يتم ما قيل بإشعيا النبي القائل: " هو ذا[11] فـتاي الذي اخترته. حبيبي الذي سُـرَّتْ به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق. لا يخاصم و لا يصيح و لا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبةً مرصوصةً لا يقصف و فتيلة مدخنة لا يطفىء. حتى يُخرِج الحق إلى النصرة و على اسمه يكون رجاء الأمم "
قلت: ففي هذا النص يستشهد كاتب الإنجيل الأول القديس متى الحواري، و هو من الحواريين الاثني عشر و من أوائل المؤمنين بالمسيح عليه السلام ، ببشارة وردت في سفر إشعيا من العهد القديم، على أنها تتكلم عن المسيح عليه السلام. و هذه البشارة تبتدأ بإعلان عبودية المسيح لله عز و جل و ذلك حين تقول: " هو ذا فتاي الذي اخترته "، إذ كلمة فتاي مرادف لكلمة عبدي أو غلامي، و للتأكد من ذلك ما علينا إلا أن نرجع إلى سفر إشعيا نفسه الذي وردت فيه تلك البشارة حيث نجد البشارة في الإصحاح الثاني و الأربعين منه كما يلي:
" هو ذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سُرَّت به نفسي، وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم. لا يصيح و لا يرفع و لا يسمع في الشارع صوته، قصبة مرضوضة لا يقصف و فتيلة خامدة لا يطفئ.... الخ" إشعيا: 42 / 1 ـ 4.
(3) و في سفر أعمال الرسل أيضا (3 / 12 ـ 26) ينقل لوقا الخطبة التي ألقاها القديس و الحواري بطرس أمام الشعب الإسرائيلي فيقول:
" فلما رأى بطرس ذاك أجاب أيها الشعب الإسرائيليون...
إن إله إبراهيم و إسحق و يعقوب إلـه آبائنا مجَّـد عـبـده يسوع الذي أسلمتموه أنتم و أنكرتموه أمام وجه بيلاطس و هو حاكم بإطلاقه. و لكن أنتم أنكرتم القدوس البار و طلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل. و رئيس الحيوة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات و نحن شهود لذلك.
و الآن أيها الإخوة أنا أعلم أنكم بجهالة عملتم كما رؤساؤكم أيضا. و أما الله فما سبق و أنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تممه هكذا. فتوبوا و ارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب. و يرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل. الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر. فإن موسى قال للآباء إن نبيا مثلي سيقيم لكم الرب إلـهكم من إخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به. و يكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب. و جميع الأنبياء أيضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا و أنبأوا بهذه الأيام. أنتم أبناء الأنبياء و العهد الذي عاهد به الله أباءنا قائلا لإبراهيم: و بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض. إليكم أولا إذا أقام الله فـتـاه يسوع أرسله يبارككم بردِّ كلَّ واحد منكم عن شروره "
من هذا النص أيضا يتبين أن عقيدة القديس بطرس ـ الذي كان من أقرب الحواريين للمسيح[15] ـ بالمسيح عليه السلام لم تتجاوز كونه عبد الله، و كونه نبيا كموسى عليه السلام، حيث استشهد بطرس ببشارة واردة في التوراة يقول فيها الله تعالى لموسى أن يقول لبني إسرائيل: " إن نبيا مثلي سيقيم لكم الرب إلـهكم من إخوتكم " فاعتبر البشارة متعلقة بالمسيح، مما يعني كون المسيح عليه السلام في اعتقاده نبيا مثل موسى عليه السلام، و المثلية هذه تؤكد كون عيسى عبداً رسولاً و بشراً نبيا كما كان موسى عبداً رسولاً و بشراً نبيا.
الاعتراض الأول: يجيب علماء المسيحية عن النصوص الإنجيلية التي استشهدنا بها بأن تلك الصفات و الأعراض البشرية التي تثبتها النصوص للمسيح ـ كصلاته لله أو عدم علمه بالساعة أو دعائه الله و طلبه منه المدد أو نومه و جوعه و عطشه و ألمه و موته... إلخ ـ إنما هي أعراضٌ لناسوته، و يقولون: نحن نقِرُّ و لا ننكر، بل نؤكد الطبيعة البشرية (الناسوتية) الكاملة للسيد المسيح، و نقول أنه إله تأنَّس أي صار بشرا، لذلك لما صار بشرا فلا بد أن تعرض له جميع صفات البشر، هذا في نفس كونه هو بذاته إلها حقا كامل الألوهية، و هذه هي العقيدة التي أقرها مجمع خلقيدونية المسكوني عام 451 م. و التي نصت على أن المسيح أقنوم (أي شخـص) واحد ذو طبيعتين: طبيعة ناسوتية و طبيعة لاهوتية!.
الجواب: أولاً: إن قولكم أن هذه الأعراض البشرية هي بحسب الناسوت و الجسد الذي تدرع به الله الابن، لا يمشي في جميع ما ذكر في الأناجيل عن المسيح من أعراض الضعف الطبيعي البشري، حيث تبين معنا فيما مضى أن بعض هذ الأعراض ليست أعراض جسدية بل من أعراض الروح، فإذا قالوا إنما جاع و عطش و تألم و مات بحسب الجسد الحقيقي الذي تجسد به، فماذا يقولون في نفيه علم الساعة عن نفسه و في جهله بعدم حمل شجرة التين للثمر و في ترقيه التدريجي بالحكمة و في ابتداء بعثته بنزول روح القدس عليه عند معموديته عن يد يوحنا المعمدان؟ هل يقولون أنه كان ناقص العلم بحسب جسده؟! و متى كان الجسد يجهل أو يعلم؟ أم يقولون تدرج بالحكمة بحسب جسده؟؟ فمتى يكون الجسد حكيما؟! أم يقولون أن ابتداء بعثته و رسالته كان بحسب جسده! ومتى كان الجسد هو الذي يبعث بالرسالة؟ أليس الذي يبعث هو الشخص؟ و كذلك خوفه وارتعاده، و حزنه و بكاؤه و اضطرابه في الروح... الخ أليست هذه كلها صفات نفسية معنوية تتنافى مع كون الشخص إلها أو ذا طبيعة إلهية؟!
و ثانيـاً: إن قولكم أن المسيح عليه السلام شخص واحد ذو طبيعتين ناسوتية و لاهوتية أي أنه هو إلـه خالق رازق كامل، و بنفس الوقت هو نفسه و عينه بشر مخلوق محتاج ناقص أيضا، فضلا عن أنه ادعاء لا دليل على شقه الأول أصلا من الإنجيل و تعاليم المسيح عليه السلام ـ كما سنفصله في الفصل القادم إن شاء الله ـ هو قولٌ لا يُفهَمُ معناه و لا يُعْقَل المراد منه و لا مُحَصَّل له، إذ هو بمثابة قولنا عن شخص واحد بعينه أنه قديم و مُحْدَث بنفس الوقت! أو أنه موجود و معدوم بنفس الوقت! أو أنه عالم بكل شيء و غير عالم بكل شيء بنفس الوقت!.. الخ، و أعتقد أن كل عاقل منصف يحترم العقل الذي زيننا الله تعالى به لا يشك في استحالة مثل هذا الفرض و لا يجادل في أن مثل هذا الكلام لا يعدو السفسطة المحضة و المناقضة الصريحة لأبسط بديهيات العقل و مسلمات المنطق و الوجدان[17] .
هذا و من المفيد ذكره هنا أن إقرار هذه العقيدة ـ أعني عقيدة المسيح الأقنوم (الشخص) الواحد في طبيعتين ناسوتية و لاهوتية ـ الذي تم، كما قلنا، في مجمع خلقيدونية عام 451 م.، إنما كان على أثر جدل واسع بين آباء و أساقفة النصارى حول هذه النقطة و كان قرار ذلك المجمع هو السبب في انشقاق الكنائس الشرقية عن كنيسة روما، أعني الكنيسة القبطية التي رفضت قراره و قالت بالمسيح الشخص الواحد ذي الطبيعة الواحدة فقط [الناشئة في الأصل من طبيعيتن] و اتفق مع الأقباط في ذلك اليعاقبةُ في بلاد الشام و الجزيرة (الذين يعرفون بالسريان الأورثوذوكس) و طائفة من الأرمن هم أتباع الكنيسة الغريغورية الأرمنية.
[16] ملاحظة : نحن نحتجّ على النصارى بما في كتبهم التي يؤمنون بأنها وحي الله ، دون أن يعني هذا أننا نتفق معهم بالضرورة بصحة و إلهامية كل ما جاء فيها ، إذ من البديهي أننا كمسلمين نؤمن بما كشفه الله تعالى العليم الخبير لنا حول حقيقة ما حصل في النهاية للمسيح عليه السلام و هي أنهم " و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم و إن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن و ما قتلوه يقينا. بل رفعه الله إليه و كان الله عزيزا حكيما " النساء / 157 ـ 158 و صدق الله العظيم.
[17] من قوانين الفكر البديهية أن: 1- الشيء هو هو فإن (أ) هي (أ).
2- الشيء لا يمكن أن يكون هو و ليس هو في آن واحد، فإن (أ) لا يمكن أن تكون (أ) و لا (أ) في نفس الوقت.
3- الشيء لا يمكن أن يكون هو نفسه و آخر معه بنفس الوقت، فإن (أ) لا يمكن أن تكون (أ ب) في آن واحد. و هذه كلها من بديهيات العقل المسلمة، و التنكر لها ينسف جميع المعارف البشرية.
[18] من أراد التوسع في ذلك فليرجع لكتاب "إظهار الحق " لرحمة الله بن خليل الرحمن الهندي، بحث: " في إبطال التثليث " أو لكتاب "ما هي النصرانية "؟ تأليف الشيخ محمد تقي عثماني (الباكستاني)، طبع و نشر رابطة العالم الإسلامي، بحث التوحيد في التثليث: من ص 37 إلى ص 72 منه.
"تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلاَ فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ" (غافر: 42- 43)
إبطال ديدات عقيدة ألوهية المسيح من نصوص العهد الجديد
و قدكان دأب الشيخ في نقده لهذه العقيدة، هو إبطالها من خلال إبطال نصوص العهد الجديد التي يستدل بها على ألوهية المسيح، حيث اقتبس أهل كتاب العهد الجديد مجموعة من النصوص كحجج لإثبات ألوهية المسيح، و من ذلك : إطلاق الأناجيل على المسيح لفظ ابن الله/ المسيح من فوق و ليس من هذا العالم/ ما ورد أن المسيح و الآب واحد/ رؤية المسيح رؤية لله/ لأنه في الآب و الآب فيه/ خروج المسيح من عند الله/ إطلاق لفظ الإله و الرب على المسيح/ (التعميد) باسم الثلاثة/ ظهور المعجزات على يد المسيح .
و قد كان سبيل الشيخ ديدات في إبطال هذه العقيدة على ثلاثة أوجه :
1- إيراد الأدلة النقلية التي تنفى عقيدة ألوهية المسيح، و تفرق بين صفات الله و صفات المسيح عليه السلام :
و هي عديدة نذكر منها : أعمال الرسل (2 : 22)، إنجيل يوحنا: (13 : 18)، (17 : 3)، (19 : 10)، (12 : 49)، (14 : 28)، (20 : 17)، (30 : 31) ( 8: 40)، إنجيل مرقــس (13 : 32) . فرغم تنوع هذه النصوص، إلا أن أغلبها كان من إنجيل يوحنا، الذي يرى زعماء المسيحية أنه الإنجيل الذي صرح بألوهية المسيح.كما أورد الشيخ في كتابه ( هل المسيح هو الله ) مجموعة النصوص الصريحة، التي تثبت عدم مشاركة المسيح لله في صفات الإلوهية و الربوبية، إذ أن النصوص تثبت صفاتٍ للمسيح لا يمكن أن يتصف بها الإله، يقول الشيخ :" أن القول بيسوع هو المسيح ليس فقط استهزاء بالإلهية و لكنه أيضا من أحط مراتب الكفر و سب للذكاء الإنساني !" ، و عن كيفية إيراد العناوين يقول :" أشرنا في رؤوس العناوين و تمت الرؤوس إلى يسوع بلفظ الجلالة موضوعا بين قوسين هكذا (المسيح) لكي تظهر سخافة ادعاء بأن يسوع هو الله!". ومن هذه العناوين :
- ميلاد ( الله ) استخرجه من النصوص : ( الرسالة أهل رومية 1 :3 )، (أعمال الرسل 2 :30 ) ، ( متى1 :1 ) ( لوقا 2 :21 )، ( رؤيا يوحنا 12 : 2 )، ( لوقا 11 :27)، ( متى 2: 1 )، (متى13 :55 )، (يوحنا 12 :14) (متى 11 :19)، (لوقا 7 :34 )...
-عائلة (الله ): ( يوحنا 1 : 45)، (متى 13 :54 – 56 )...
-نشأة (الله ):(لوقا 2 :52 ) ، (لوقا 2 :41 - 42)، (يوحنا 5 :30 )، (مرقس 13 – 32 ) ، (مرقس 11 :12 – 13 ) ، (يوحنا 7 : 14 – 15 )...
-(الله) الذي ليس مثل الإله: (يوحنا 19 : 28) ، (مرقس 4: 38)، (لوقا 92 :20) ...
(الله ) الهارب:(يوحنا 7 :11) ، ( يوحنا 10 : 39 ) ، (يوحنا 8: 59 )...
- نهاية ( الله) المفترضة(مرقس 15 : 37)، (يوحنا 19 :33)، (متى27 :59)... ثم يبين الشيخ نتيجة النصوص قائلا: "... و لكن طبقا للاقتباسات المستخرجة من الكتاب المقدس، و التي سقناها فإننا نجد أن عيسى لم يشارك طبيعة المسيح، و لا هو من كل جهة مثل المسيح لذلك فإنه قطعا ليس هو الله..." ومنه اتضح الفرق بين طبيعة الإله وطبيعة المسيح عليه السلام وصفاته، و بهذا يكون الشيخ قد أبطل ألوهية المسيح عليه السلام بالأدلة النقلية من العهد الجديد.
2- بيان عدم صحة تأويل النصوص التي بنيت عليها عقيدة ألوهية المسيح:
و أما رده على تأويل النصوص و إبطال الاستدلال بها على عقيدة ألوهية المسيح، فكان تركيزه على نصوص هي :
- إبطال تأويل ما ورد بإنجيل يوحنا : (في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله) (يوحنا 1: 1):
و هو من أهم النصوص التي يلجا لها النصارى للتدليل على مساواة المسيح بالله و إننا نلمح ذلك جليا في كلام القس ستانلي شوبيرج مناظر الشيخ أحمد ديدات، و هو يوضح ما يعنيه الإنجيل عندما يقول أن المسيح مساو لله ويستشهد قائلا : " و ها هو إنجيل يوحنا يخبرنا (في البدء كان الكلمة...) فلقد كان الابن مع الله، كل شيء خلق بقدرته و بدونه لم يكن شيء مما خلق ليخلق و الكلمة صار جسدا... ذلكم هو يسوع المسيح الابن الوحيد المولود لله ".
و لنتأمل رد الشيخ ديدات على هذا الدليل إذ يقول :"... فماذا يقول يوحنا في بداية إصحاحاته؟ هل يقول على لسان عيسى :( أنا اله ) أو (عبدوني)؟ كلا إنه يقول (في البدء كان الكلمة، و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله)، فما قصة هذه العبارة ؟ من أول من تفوه بها؟ إن أدل من قالها هو (فيلون اليهودي )، الذي كان أول من صاغ هذه العبارة ( في البدء ... ) و تلك العبارة هي التي استفتح يوحنا إنجيله بها ".
فبادي ذي بدء بين الشيخ أن العبارة ليست من كلمات عيسى عليه السلام، بل هي من كلام فيلون اليهودي حيث اقتبسها يوحنا و صدر بها إنجيله. ثم يواصل الشيخ ديدات نقده مع التسليم بالعبارة السابقة قائلا: " إن الكلمة اليونانية التي تعني ألوهية ( هوتيوس Hotheos)، و لكن عندما يكون الإله لا يستحق أن يعبد فاليونانيون يستخدمون لفظة ( توثيوس Tontheos) و عندما ترجم إنجيل يوحنا من اليونانية القديمة إلى الإنجليزية في أول عبارة، قام المترجمون باستخدام الحرف الكبير عند ترجمتهم عبارة ( و كان الكلمة الله)، في حين أن الكلمة في الأصل اليوناني هي : (Tontheos) وليست (Hotheos)، و كان من الضروري والملزم أن تكتب الكلمة التي تدل على لفظ الجلالة god و ليس God كما فعل ذلك المترجمون دون أي وجه حق ". فالشيخ هنا ميز بين الإله المعبود بحق و الإله غير الجدير بالعبادة كما بين أن كلمة المسيح الواردة في النص قد وردت في الكتب اليونانية بـ (Tontheos) أي الإله الذي لا يستحق العبادة . و منه فإن اللفظة هنا لا تدل على المسيح؛ المعنى الذي ينسبه المسيحيون للمسيح عليه السلام و في هذا يقول الشيخ في ذلك" أن هذا ما تريدون اعتقاده للناس و تريدونه لأنفسكم أيضا أن هذه ليست ترجمة دقيقة للمعنى المراد".
فالشيخ قد بين من النصوص الصريحة للإنجيل معنى كلمة (الله) الواردة في بداية إنجيل يوحنا و بين أثر التلاعب في ترجمة الأصول، و تأويل معناها حتى تخدم المعتقد المراد .
- إبطال تأويل ما ورد بإنجيل يوحنا ( الإصحاح الثامن) : ( الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ) (يوحنا 8 : 58)
يفسر القس ستانلي النص قائلا: " إن هذا لمثير للاهتمام أن الإنجيل يخبرنا أن يسوع مساو لله لقد قرر يسوع أن يصبح إنسانا ". فالقس يستشهد بالنص على وجود عيسى غير الإنساني حيث كان قبل وجود إبراهيم ـ عليه السلام ـ و هذا الوجود بسبب مساواته لله و يشرح الشيخ ديدات صفة هذا الوجود قائلا: " و هو ذلك يقول لهم أن المسيح الذي خلق إبراهيم و خلق كل الخلق قد أوجد المسيح قبل أن يولد في عالم الجنس شأنه شأن كل مخلوقاته ..."
و بيَّن الشيخ أن الفهم الخاطئ هو من سوء فهم اليهود للمسيح عليه السلام :" و إذا كان الإنجيل يعيب على اليهود سوء فهمهم الذي أودى بهم إلى الخلط بين وجود المسيح كمشيئة الله، و بين الوجود الحسي، فمن المستحيل أن يكون حملة الإنجيل اليوم لهم نفس إدراك يهود الأمس و فهمهم لكلمات المسيح عندما يفترضون جدلا أن وجود المسيح الجسمي كان سابقا للوجود الفعلي لإبراهيم، لكي يصلوا في النهاية إلى أن عيسى إله، و ينسبوا إليه الألوهية "، فالشيخ هنا يبين طبيعة الوجود، و أنه وجود مشيئة لا وجود حسي جسماني، و يوضح أن التصور بأن عيسى نفسه جسما وروحا كان موحدا مع الله، قبل بدء الخلق ثم ظهر في بدء العام الأول للتاريخ الميلادي تصور غير منطقي .
- إبطال تأويل قوله (أنا و الآب واحد) في إنجيل يوحنا الإصحاح العاشر:
و لطالما ألحَّ الشيخ في سؤاله " أين ادعى عيسى أنه إله !؟ "، و قد كان ذلك أيضا في محاورة له حول (ألوهية المسيح)، إذ وجَّه السؤال للدكتور موريس ( و هو رجل إنجليزي من كندا، وخادم للكنيسة البروتستانتية، و هو حاصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت المسيحي)، فأجاب موريس قائلا: "( أنا و أبي شخص واحد )" لكي يبرهن أن المسيح و عيسى واحد؛ نفس الشخص". يقول الشيخ ديدات معلقا عن هذه الإجابة :" و عيسى هنا في نظره - يدعى الألوهية لنفسه- و كان هذا النص الذي اقتبسه معروفا جيدا لدي، و لكنه كان مقتبسا من سياق معين، و لم يكن يحتمل بأي حال المعنى الذي كان يقصده الدكتور، و لذلك سألته و ما السياق ؟ " ، و لقد طرح الشيخ هذا السؤال على رجال كبار من حملة الدكتوراه في اللاهوت المسيحي، حيث سألهم عن السياق و عن المعنى المقصود بهذه العبارات. ثم يوضح الشيخ السياق الذي يدل بوضوح على معنى قوله ( أنا و الآب واحد)، و هو: "أنا و الآب غرضنا و هدفنا واحد، و هو هداية البشر إلى المعتقدات السليمة نحو الله، و ليس معناه الإتحاد و الاندماج بالله و مشاركته في وحدانيته، و لا يدل على مشاركته في علمه اللانهائي، و هو يعني الوحدة في القصد ". و أتبع الشيخ توضيحه هذا بنص آخر ليوحنا يبين معنى التوحيد في القصد هو (ليكون الجميع واحد كما إنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحد فينا.." (يوحنا 17: 20 -22 )، و من هذا النص يفهم أن ليس عيسى وحده الذي خص بهذا التوحد، فلماذا خص بالتأليه دون سائر المؤمنين. و هكذا أقر الشيخ التأويل الخاطئ للنص قائلا :" أين و متى تنتهي المغالطات المسيحية ؟ إن تعبير (أنا و الأب واحد) كان بريئا كل البراءة، و لا يعني أكثر من الاتفاق في غرض ما مع مشيئة الله "
المسيح قد صرح في إنجيل متى [ 5 : 17 ] قائلاً : ((لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْغِيَ الشَّرِيعَةَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأُلْغِيَ، بَلْ لأُكَمِّلَ.))
1- عيسى يعلّم إبليس أنه لا سجود إلا لله، وأن الله هو الرب وحده سبحانه وتعالى :
في إنجيل متى فقرة 4:
( ثم صعد الروح بيسوع إلى البرية، ليجرّب من قبل إبليس، وبعدما صام أربعين نهاراً، وأربعين ليلة، جاع أخيراً، فتقدم إليه المجرب وقال له: "إن كنت ابن الله، فقل لهذه الحجارة أن تتحول إلى خبز!" فأجابه قائلاً: "قد كتب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله!" ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة، وأوقفه على حافة سطح الهيكل، وقال له: "إن كنت ابن الله، فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه قد كتب: يوصي ملائكته بك، فيحملونك على أيديهم لكي لا تصطدم قدمك بحجر!" فقال له يسوع: "وقد كتب أيضاً لا تجرب الرب إلهك!".
ثم أخذه إبليس أيضاً إلى قمة جبل عال جداً، وأراه جميع ممالك العالم وعظمتها، وقال له: "أعطيك هذه كلها إن جثوت وسجدت لي!" فقال له يسوع: "اذهب يا شيطان! فقد كتب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد!".
فتركه إبليس، وإذا بعض الملائكة جاءوا وأخذوا يخدمونه ).
وفي هذا النص من الأدلة على عبودية المسيح لله ما يلي :
1- أن روح القدس ( وهو ملاك الرب الذي ينزل بالوحي من الله للأنبياء ) أصعد عيسى إلى البرية ليمرنه ويجربه على عصيان إبليس والرد عليه، ويعرفه بأساليبه في الغواية ليحذرها،ويستحيل لو كان عيسى هو الله أو أنه الله كما تدعي النصارى أن يأخذه الملاك ليعلمه !! كيف يتقي شر الشيطان، فهل يحتاج خالق للسماوات والأرض إلى تعليم؟!
2- صام عيسى أربعين يوماً وليلة وجاع.. فهل الرب يصوم ويجوع !! أم أن الرب الإله لا بد وأن يكون غنياً عن كل ما سواه.. قال تعالى في القرآن في بيان بطلان كون عيسى وأمه إلهين: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون } فمن يحتاج إلى الطعام لا يكون إلهاً ورباً وخالقاً، لأن الإله الرب لا بد وأن يكون غنياً عن كل ما سواه، ولا شك أن من يأكل من البشر ويشرب ويبول ويتغوط.. فهل يوصف الإله بذلك؟ أليس لمن يقول بألوهية المسيح وربوبيته من عقل يميزون بين الرب الإله الخالق المنزه عن كل نقص وبين الإنسان المحتاج الفقير العاجز؟؟
3- تقدم الشيطان إليه ليجربه بقوله له: إن كنت ابن الله حقاً اقلب هذه الأحجار إلى خبز.. أي لتأكل منها بعدما جعت، ورد عيسى عليه بأنه ( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله ).
ومعنى أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان أي أن الحياة الحقيقية ليست بما يحيي الجسد فقط، وإنما الحياة الحقيقية بما يحيي الروح فمن آمن بالله وعمل بكلماته فهو الحي حقيقة، وأما الكافر الذي يعيش لبطنه فقط فهو ميت في ظاهر حي كما قال تعالى في القرآن: { أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } أي لا يستوي هذا وهذا.. فمن كان ميتاً أي بالكفر فأحيينا أي بالإيمان وجعلنا له نوراً أي هداية وشريعة يعرف بها الحلال من الحرام والحق من الباطل، والهدى من الضلال، والشرك من التوحيد، والصلاح من الفساد، ليس يستوي هذا ومن هو ضال لا يهتدي يعيش للدنيا فقط ولا يميز بين شرك وتوحيد، وهدي وضلال، وخير وشر.
معنى ابن الله كما ورد في النص :
4- ألفاظ ابن الله التي جاءت في الأناجيل والكتب المقدسة عند النصارى من المتشابه الذي يجب رده إلى المحكم فإن هذه اللفظة (ابن الله) استخدمت في عيسى، وفي أتباعه، وفي كل مؤمن بالله غير كافر به.. وقد ادعاها كل من اليهود والنصارى جميعاً كما قال تعالى في القرآن: { وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه }.
وهذه الكلمة تحتمل معنيين: بنوة الهداية، والإيمان، والتشريف، وهو ما يسمونه بالبنوة الروحية، ويقال في مقابلها: أبناء الشيطان، وأبناء الأفاعي كما جاء في الإنجيل في وصف اليهود: (يا أبناء الأفاعي )، والكل يعلم أنهم ليسوا أبناء الأفاعي من النسب، ولا الشيطان من الصلب، وإنما نسبوا إلى الأفاعي لمكرهم وخطرهم، وسمومهم، وإلى الشيطان لتلبيسهم، وكذبهم.
والنسبة إلى الله بالأبناء للهداية، والتوفيق، والعمل بشريعة الله، والسير على هداه، والإستضاءة بنوره المنزل على عباده المرسلين.
والمعنى الثاني نبوة النسب، والإبن الذي هو قطعة من أبيه، وبضعة منه.
ولا شك عند كل ذي لب، وإيمان، وبصيرة، وتمييز بين الخالق، والمخلوق أن المعنى الثاني منتف عن الله سبحانه وتعالى، فليس بين الله وأحد من خلقه بنوة نسب قط، تعالى عن ذلك علواً كبيراً، وإذا كانت هذه اللفظة: (ابن الله) دائرة في المعنى بين بنوة الشريف، والإيمان، والتقديس، والمحبة.. وبين بنوة النسب، والولادة، والجزئية، فتكون هذه اللفظة هنا من المتشابه الذي يجب أن يحمل على المحكم الذي لا يتغير معناه، واللفظ المحكم هو ما لا يكون معناه إلا واحداً، ولا يختلف أهل اللسان فيه، ولا أهل العقل حول حقيقة معناه.
ونحن نورد هنا عشرات من الأدلة من الإنجيل نفسه أن لفظ (ابن الله) الوارد في الأناجيل، وفي كتب رسل المسيح -عليه السلام- ما أريد بها إلا بنوة التشريف، والتقديس، والرفعة، والمحبة،وأنها لا تنتمي إلى بنوة النسب، والولادة بأي حال تعالى الله عما يقول الجاهلون الكافرون الضالون علواً كبيراً.
فقول إبليس المتكرر.. (إن كنت ابن الله) هو من هذا الباب. ومن ذلك قول عيسى لتلاميذه:- ( وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم، ويضطهدونكم لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات) ( متى 6/45).
وقوله عليه السلام: ( فعندما تصلي فادخل غرفتك، وأغلق عليك بابك، وصل إلى أبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يكافئك ) ( متى 6/7).
ومثل هذا كثير جداً من الكلام المنسوب إلى المسيح عليه السلام، وكله شاهد أنه كان يستعمل اسم (الأب) في التعبير عن الله بمعنى المربي، والذي يكلأ عباده المؤمنين وليس بمعنى أبوة النسب، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
5- قول إبليس لعيسى: " إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل لأنه قد كتب: يوصي ملائكته بك فيحملونك على أيديهم لكي لا تصطدم قدمك بحجر"!! فقال عيسى: ( وقد كتب أيضاً: لا تجرب الرب إلهك )!! .
في هذا النص إقرار عيسى لإبليس على النص السابق من كلام الله، وأنه هو المقصود به، وإذا كان هو المقصود بذلك، فكيف يكون هو ابن الله أو الله كما يدعون ويزعمون أن صفاته وأعماله هي صفات الرب وأعماله ثم يقال عنه: ( يوصي ملائكته بك )!!
فهل يحتاج الإله الرب أن يُوَصَّى عليه، وأن يكون الملائكة حفظٌ له، وحماية له ألا يصطدم قدمه بحجر!!، وهل يكون من يحتاج أن تحميه الملائكة من السقوط إلا عبداً محتاجاً ذليلاً فقيراً؟!!
6- قول عيسى –عليه السلام- رداً على إبليس وقد كتب أيضاً: " لا تجرب الرب إلهك "!!
فهذا من أعظم الأدلة على أن عيسى يعتقد أن الله سبحانه وتعالى هو ربه، وهو إلهه وأنه لا يحسن به أن يجربه بمعنى أن يطلب منه شيئاً لينظر أيقدر عليه أم لا؟ فإذا كان عيسى –عليه السلام- هو الله كما يزعمون فمن يجرب؟! هل يجرب أباه؟! فينظر أيحميه من الحجارة أم لا؟ أم يجرب نفسه فينظر هل يستطيع إذا قفز من فوق الهيكل أن يحمي نفسه من السقوط أم لا؟ تباً لعقول تقرأ ولا تفقه!!.
هل هناك أصرح من هذا الدليل في أن عيسى -عليه السلام- يتبرأ من الحول، والقوة، ويجعل الله وحده هو صاحب الحول، والقوة، وأنه هو وحده ربه وإلهه.
7- دعوة إبليس للمسيح -عليه السلام- أن يسجد له!! وقوله له بعد أن أراه من فوق جبل عال جداً جميع ممالك العالم، وعظمتها: "أعطيك هذه كلها إذا جثوت، وسجدت لي"! وقول عيسى عليه السلام رداً عليه: ( اذهب يا شيطان، وقد كتب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد ) فيه من الأدلة على فساد معتقد النصارى في ألوهية المسيح وربوبيته الشيء الكثير فمن ذلك:-
أ- عرض إبليس عليه ممالك الدنيا، وإيراءه إياها، واطلاعه عليها، ولو كان عيسى هو الله، أو ابن الله لقال له: أنا مالكها، وخالقها، وهي لي، وتحت تصرفي؟ بل ما كان لإبليس أن يتجرأ أصلاً ليقول للإله، أعطيك هذه إن سجدت لي !!..
ب- عجباً أن يأمر إبليس خالق السماوات والأرض أن يسجد له!! ألا يستحي النصارى وهم يقرأون هذا الكلام!! ألا يستحون أن من يعتقدون فيه الألوهية، والربوبية أن يصحبه إبليس،ويعرض عليه السجود له مقابل أن يملكه الدنيا.
ج- لو كان عيسى هو الله أو ابن الله لما كان رده على عرض إبليس هذا أن يقول: لا قد نزل في كتب الأنبياء السابقين: " للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ".
هل هناك أصرح من هذا في أن عيسى دعا إلى عبادة لله خالق السماوات، والأرض، وأن عيسى لا يعبد إلا الله، ولا يسجد إلا له سبحانه وتعالى.
يكفي هذا الدليل لكل من يريد بصيرة في الدين أن عيسى عليه السلام جاء ليقول كما قال الله عنه: { وقال المسيح يا بني إسرائيل: اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}.
د- يأس الشيطان من عيسى، وذهابه عنه، وعدم قدرته عليه حق لعصمة الله له تحقيقاً لقول امرأة عمران أم مريم عندما وضعت مريم: { رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم.. وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم }، وليس من ذرية مريم إلا عيسى عبدالله ورسوله، وقد أعاذه الله الشيطان الرجيم صغيراً وكبيراً.
8- وقول الإنجيل: " فتركه إبليس، وإذا بعض الملائكة جاءوا إليه وأخذوا يخدمونه" دليل جديد على عبودية المسيح، فالذي يحتاج إلى الخدمة هو العبد الفقير المحتاج، وهم جاءوه، ولم يستدعهم، وهذا مما يدل على أن الله أرسلهم إليه، وهم كانوا يخدمونه، ولم يأتوا ليعبدوه، والرب سبحانه وتعالى تعبده الملائكة، ولا تخدمه، لأنه الحي القيوم القائم بنفسه المقيم لغيره،فالملائكة تحتاجه، وهي فقيرة إليه، وأما هو فغني عن الجميع سبحانه وتعالى.
2- عيسى عليه السلام يبشر في بلدته الناصرة التي تطرده وترفضه:
ذكر إنجيل لوقا أن عيسى عليه الصلاة والسلام بدأ (معموديته) على يد يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا عليهما السلام)، وأنه بينما كان يصلي (هكذا) انفتحت السماء، وهبط عليه روح القدس متخذاً هيئة جسمية مثل حمامة، وانطلق صوت من السماء يقول: " أنت ابني الحبيب بك سررت كل سرور" (لوقا 3/21).
وبالرغم من أن هذا كله حكاية، وليس كلاماً منزلاً من الله سبحانه وتعالى كما نرى، ولا هو مروي، أو منقول من قول عيسى -عليه السلام-، ومعلوم أن لوقا كاتب هذا الإنجيل لم يكن أيضاً تلميذاً للمسيح عليه السلام..، بالرغم من كل هذا فإن هذا النص يدل دلالة قطعية على أن عيسى لم يكن إلا رسولاً نزل عليه الوحي، وليس هو ابن الله نسباً، أو ذاتاً، أو أقنوماً كما ادعت النصارى بعد ذلك، وهذه هي الأدلة:-
1- ذكره أن عيسى تعمد.. والرب لا يَتَعَمَّدُ (أي يؤهل ليدخل في خدمة الله وعبادته) فكيف يتعمد الرب؟.. ألعبادة نفسه؟!! أم لعبادة أبيه؟! أم لعبادة ذاته؟!! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً..
2- قوله: ( بينما كان يصلي )، والرب لا يصلي لأحد، لأنه هو المعبود سبحانه وتعالى.
3- قوله: ( هبط عليه روح القدس مثل حمامة ) يدل على أن روح القدس هذا هو الملاك الذي ينزل على الأنبياء، وليس أقنوماً، ولا جزءاً من الله كما ادعت النصارى، وهذا إبطال لقولهم إن الله ثالث ثلاثة لأنه لو كان روح القدس الذي كان مثل حمامة جزءاً من الله -تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً-، وكان المسيح جزءاً آخر، وكان الله في السماوات جزءاً ثالثاً، كما تدعي النصارى لكان هذا من أبطل الباطل، لأنه ليس إلا رب واحد، تعالى أن يكون له جزء، كما قال تعالى في القرآن الكريم: { وجعلوا له من عباده جزءاً إن الإنسان لكفور مبين }.
فكيف يدعي النصارى -وهذه مقالتهم في الشرك، والتثليث- أنهم يؤمنون بوحدانية الله سبحانه وتعالى؟!!
4- لو فرضنا أن من روى هذا الإنجيل سمع النداء الذي انطلق من السماء يقول: ( أنت ابني الحبيب بك سررت كل سرور ).
فإن هذا لا يعني بحال أن عيسى بن مريم –عليه السلام- جزء منه، تعالى الله سبحانه وتعالى عما يقولون المبطلون علواً كبيراً وإنما كما يطلقون على الله بأنه الأب فيقولون ( أبانا الذي في السماوات )، وكما يذكرون أن عيسى قال لهم مراراً: ( أبي، وأبيكم ) فلماذا لا يكون معنى البنوة هنا بنوة الرحمة والتعليم والإرسال؟
وبعد هذا النص السابق ساق الإنجيل هذا النص تحت عنوان:
الناصرة ترفض يسوع:
( وعاد يسوع إلى منطقة الجليل بقدرة الروح، وذاع صيته في القرى المجاورة كلها، وكان يعلم في مجامع اليهود، والجميع يمجدونه، وجاء إلى الناصرة حيث كان قد نشأ، ودخل المجمع كعادته يوم السبت، ووقف ليقرأ، فقدم إليه كتاب النبي أشعياء، فلما فتحه وجد المكان الذي كتب فيه: "روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر الفقراء؛ أرسلني لأنادي للمأسورين بالإطلاق،وللعميان بالبصر، لأطلق المسحوقين أحراراً، وأبشر بسنة القبول عند الرب". ثم طوى الكتاب وسلمه إلى الخادم، وجلس، وكانت جميع عيون الحاضرين في المجمع شاخصة إليه، فأخذ يخاطبهم قائلاً: "اليوم تم ما سمعتم من آيات..". وشهد له جميع الحاضرين، متعجبين من كلام النعمة الخارج من فمه، وتساءلوا: "أليس هذا ابن يوسف؟"، فقال لهم: "لا شك أنكم تقولون لي هذا المثل: أيها الطبيب اشف نفسك! فاصنع هنا في بلدتك ما سمعنا أنه جرى في كفر ناحوم.." ثم أضاف: "الحق أقول لكم: كان في إسرائيل أرامل كثيرات في زمان إيليا، حين أغلقت السماء ثلاث سنين وستة أشهر حتى حدثت مجاعة عظيمة في الأرض كلها؛ ولكن إيليا لم يرسل إلى أية واحدة منهن بل إلى امرأة أرملة في صرفة صيدا، وكان في إسرائيل، في زمان النبي أليشع، كثيرون مصابون بالبرص; ولكن لم يطهر أي واحد منهم، بل نعمان السوري!" فامتلأ جميع من في المجمع غضباً لما سمعوا هذه الأمور، وقاموا يدفعونه إلى خارج المدينة، وساقوه إلى حافة الجبل الذي بنيت عليه مدينتهم ليطرحوه إلى الأسفل، إلا أنه اجتاز من وسطهم، وانصرف) ( لوقا 4/14-30).
وفي هذا النص من الأدلة على عبودية المسيح ما يأتي:
1- قوله: ( وعاد يسوع إلى منطقة الجليل بقدرة الروح ) فيه دليل أنه ليس الله أو ابن الله كما يدعون، وأن له قدرة إلهية من ذات، وهنا يقول بأنه عاد إلى الجليل بقدرة الروح أي أن الملك أعانه ليذهب إلى الجليل، ومن في حاجة إلى الملك لا يكون رباً ولا إلهاً، ولا خالقاً، ولا قادراً بنفسه.
2- قول عيسى -عليه السلام- لمن كان يعلمهم ويعظهم في مجمع الناصرة: ( اليوم تم ما قد سمعتم من آيات )، أي أنه تحقق وعد الله الذي جاء على لسان النبي أشعياء، والنص هو: ( روح الرب عليّ، لأنه مسحني لأبشر الفقراء، وأرسلني لأنادي للمأسورين بالإطلاق، وللعميان بالبصر، لأطلق المسجونين أحراراً، وأبشر بسنة القبول للرب )..
هل هناك ما هو أصرح من هذا النص في أن عيسى هو رسول الله الذي بشرت به الأنبياء فالنص يقول: ( روح الرب عليّ ): أي وحي الله إلى طريق الله روح القدس وانظر فلم يقل روح الرب هي ذاتي، أو أقنومي، أو جزئي، أو نفسي، ومعنى ( مسحني لأبشر الفقراء ): أي جعلني مسيحياً، والمسيح سواء أريد به من يمسح بالزيت على عادة بني إسرائيل عندما يتنبأ منهم نبي، أو المسيح من المسح وهو المحو للشرك، والكفر، أو غير ذلك فالمعنى على كل حال بمعنى النبوة والرسالة وليس بمعنى الألوهية والربوبية.
ثم قوله: ( أرسلني لأنادي للمأسورين بالإطلاق.. الخ ) دليل على أنه نبي مرسل، وليس هو الرب، أو ابنه النازل إلى البشر، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
3- لقد كان رد أبناء بلده (الناصرة) على عيسى -عليه السلام- رداً في منتهى السوء، والقباحة، والإفك، فبدلاً من الاعتراف برسالته، ونبوته إذا بهم يسبونه في عرضه، ويتهمونه أنه (ابن زنا)!!!
حاشاه -عليه الصلاة والسلام- فيقول له هؤلاء المجرمون: (أليس هذا ابن يوسف؟) يوسف النجار الذي كما ذكر خطيباً لمريم –عليها السلام- قبل أن ينزل عليها ملاك الرب، ويبشرها بعيسى عليه السلام كما جاء في القرآن الكريم: { فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً، قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً، قال إنما رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً }..
وهؤلاء المجرمون من اليهود أبناء بلدته الذين جاءوا ليستمعوا إلى مواعظه في الهيكل ردوا عليه هذا الرد عندما قال لهم: ( إنه مسيح الرب الذي جاء ليفتح الله به آذاناً صماً، وقلوباً عمياً،ويفك أسر المأسورين من معاصيهم، والذين قيدهم الشيطان بخطاياهم، ويبشرهم بمغفرة الذنوب ) لقد كان ردهم على هذه الدعوة الكريمة أن قالوا: ( أليس هذا ابن يوسف؟ ) متهمين إياه.. ولما قالوا له هذا القول الفاجر الآثم، وأنكروا عصمته، وعصمة أمه، وأنكروا نبوته بعد أن شاعت في كل بلدان اليهودية، عند ذلك ردّ عليهم قائلاً: ( لا كرامة لنبي في بلده )!!، ( وما من نبي يقبل في بلده )!! ( لا يكون النبي بلا كرامة إلا في بلدته وبيته ) (إنجيل متى 13/58) .
ثم بين لهم أن أهله، وأولى الناس به من يقبلونه، ويؤمنون برسالته، وأخبرهم أن نبي الله إيليا لم يشفع وقت المجاعة إلا إلى أرملة غير إسرائيلية، وأن أليشع لم يشفع في شفاء مريض إلا مريضاً سورياً غير إسرائيلي..: (نعمان السوري)، وأخبرهم أن رحمة الله برسالة عيسى قد لا تصيب إلا من هم خارج بني إسرائيل، وأن ما يمكن أن يجريه الله على يديه من خير قد يحوزه غير أبناء بلده (الناصرة) التي كفرت به!! ولما سمع أبناء بلده هذا الكلام كان من شأنهم أن أخرجوه منها، (وساقوه إلى حافة الجبل الذي بنيت عليه مدينتهم ليطرحوه إلى أسفل).
وكل هذا النص شواهد أنه لم يقل إني إله، وإنما قال لهم فقط: إنني نبي، ولا كرامة لنبي في بلده، فلماذا لم يقل لهم: (أنا ربكم وخالقكم)..؟
وهل كان يليق بالرب أن يقول له أهل بلدته (هكذا)؟! أنت ابن زنا.. وهل ينزل الرب سبحانه وتعالى من السماء ليقول له البشر الذي خلقهم ورزقهم: (ألست ابن يوسف النجار؟).. سبحانك ربنا لا إله إلا أنت أستغفرك، وأتوب إليك، وأعتذر لك حتى ترضى من ذكر هذا الكفر، وسبحانك لا أحد أصبر على أذى منك وحدك!!. يدّعون لك الولد، وأنت ترزقهم، وتعافيهم، لا إله إلا أنت،سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك!! وتعاليت عما يقول المجرمون الظالمون علواً كبيراً.
4- وهل ينزل الرب من عليائه سبحانه وتعالى ليقبض عليه أهل بلدته (هكذا)، ثم (يدفعونه إلى خارج المدينة، ويسوقونه إلى حافة الجبل ليطرحوه).. هل من يفعل به هكذا يكون رباً إلهاً خالقاً للسماوات والأرض؟! وهل يليق بالرب ذلك؟!
3- معجزات عيسى عليه السلام لا تدل إلا على أنه نبي مرسل مؤيد بالمعجزات:
لا يوجد في الأناجيل كلها رغم ما نالها من التحريف، والخطأ نص واحد يقول فيه عيسى عليه السلام أنه الله، أو أنه ابن الله بنوة نسب، وولادة، وجزء (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً).
أو أن ذاته ذات الله، وفعله فعله، أو أن مشيئته مساوية لمشيئة الرب، أو أنه خالق، أو رازق أو مصور، بل الموجود على العكس من ذلك تماماً، ولو كان عيسى إلهاً، ورباً، وخالقاً، ورازقاً كما يدعي الضالون لأظهر ذلك، وقاله إذ أن مثل ذلك هو الاعتقاد.. ألا نرى إلى قول الله سبحانه وتعالى في القرآن وهو يذكر عن نفسه جل وعلا أنه هو الخالق، والرازق، والبارئ،والمصور، والذي بيده الأمر كله، وإليه يرجع الأمر كله، وأن له كان صفات المجد، والألوهية، والربوبية لا ينازعه أحد، ولا يشاركه مشارك، وليس لأحد معه من الأمر شيء، بل لا يملك أحد من كل خلقه ملائكة، وإنساً، وجناً، لنفسه من أمره خيراً، ولا شراً إلا بمشيئة الرب الواحد سبحانه وتعالى.
وعيسى -عليه السلام- لم يدّع شيئاً من ذلك قط، ولا خلع على نفسه قط صفة من صفات الألوهية، والربوبية، بل تكلم بضد ذلك تماماً ذكر أنه عبد يصلي، ولا مشيئة له مع مشيئة من أرسله،وأظهر دائماً من الضعف، والعجز، والخوف، والتبرء من الحول، والطول ما يظهر لكل ذي عينين أنه عبدالله ورسوله، وليس ابن الله، أو الله، أو أن له شركة مع الله في شيء من صفاته قط،وعامة ما روته الأناجيل، وتمسك به الضالون في إدعاء ربوبية المسيح -عليه السلام- بعض المعجزات والبركات، والكرامات التي أظهرها الله على يديه كإحياء بعض الموتى، وشفاء من لهم آفات وعاهات دائمة يعجز الطب عنها، وإخراج بعض الأرواح الشريرة، والشياطين التي تتلبس بعض الناس، وقد أفاضت الأناجيل بخاصة في قضية تخليص بعض الناس التي تلبست بهم الشياطين، علماً بأن هذا الأمر يجري على يد أناس بسطاء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بل ذكر عن بعض سادة هذه الأمة الإسلامية كالإمام أحمد بن حنبل أن الشياطين كانت تخرج ممن تلبست به بمن يأمرها بإسمه دون أن يتكلف عناء الذهاب إلى المريض بنفسه، أو حتى نقله إليه، وهناك من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من أخرج آلافاً من هذه الشياطين من جسوم المرضى، والذين يؤذنهم، ويصرعونهم.. وأما إحياء الموتى فقد كان على يد كثير من الأنبياء قبل عيسى -عليه السلام- كما جاء في قتيل بني إسرائيل على عهد موسى، وطيور إبراهيم، وأما شفاء الأمراض المستعصية فهي معجزة لهذا النبي الكريم، وقد جاء وصفه في القرآن: {وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً}، فعيسى رسول مبارك، ومن بركته ما أجرى الله على يديه من الخير والبركة للناس في الدنيا كشفاء من شفي من المرض، والخير والبركة في الآخرة كالدعوة إلى الإيمان، والتوحيد، وابتغاء ما عند الله سبحانه وتعالى.. وكل هذه المعجزات، والكرامات قد جرى أمثالها على يد كثير الأنبياء، والمرسلين، وخيار الصالحين، ولا يعني مطلقاً أن فاعلها هو الرب الإله خالق السماوات والأرض.
وهذه نماذج مما جاء في الإنجيل عن معجزاته -عليه السلام- والبركات التي أجراها الله على يديه:
أ- يسوع يطرد روحاً نجساً:
(ونزل إلى كفر ناحوم، وهي مدينة بمنطقة الجليل، وأخذ يعلم الشعب أيام السبت، فذهلوا من تعليمه، لأن كلمته كانت ذات سلطة، وكان في المجمع رجل يسكنه روح شيطان نجس، فصرخ بصوت عال: "آه! ما شأنك بنا يا يسوع الناصري؟ أجئت لتهلكنا؟ أنا أعرف من أنت: أنت قدوس الله". فزجره يسوع قائلاً: "إخرس، واخرج منه". وإذ طرحه الشيطان في الوسط، خرج منه،ولم يصبه بأذى، فاستولت الدهشة على الجميع، وأخذوا يتساءلون فيما بينهم: "أي كلمة هي هذه؟ فإنه بسلطة وبقدرة يأمر الأرواح النجسة فتخرج!" وذاع صيته في كل مكان من المنطقة المجاورة) (ومثل هذا العمل يقوم به اليوم وأمس ألوف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا يدعي لهم أحد نبوة، ولا ألوهية أو ربوبية).
ب- يسوع يشفي الله على يديه كثيرين:
(ثم غادر المجمع، ودخل بيت سمعان، وكانت حماة سمعان تعاني حمى شديدة، فطلبوا إليه إعانتها، فوقف بجانب فراشها، وزجر الحمى، فذهبت عنها، فوقفت في الحال، وأخذت تخدمهم، ولما غربت الشمس، أخذ جميع الذين كان عندهم مرضى مصابون بعلل مختلفة يحضرونهم إليه، فوضع يديه على كل واحد منهم، وشفاهم، وخرجت أيضاً شياطين من كثيرين، وهي تصرخ قائلة: "أنت ابن الله"، فكان يزجرهم، ولا يدعهم يتكلمون، إذ عرفوا أنه المسيح.
ولما طلع النهار خرج، وذهب إلى مكان مقفر، فبحثت الجموع عنه حتى وجدوه، وتمسكوا به لئلا يرحل عنهم، ولكنه قال لهم: "لا بد لي من أن أبشر المدن الأخرى أيضاً بملكوت الله، لأني لهذا قد أرسلت". ومضى يبشر في مجامع اليهودية) (لوقا 4/31-44).
ومن الأدلة في هذا النص على عبودية المسيح لله، وأنه رسول الله ما يأتي:
1- قول الشيطان لعيسى عليه السلام: ( ما شأنك بنا يا يسوع الناصري ).. فقد نسبه إلى بلدته، وأقره عيسى على ذلك، ومثل هذا المنسوب إلى بلدة لا يكون إلهاً، ورباً، وخالقاً..
2- قول الشيطان له: ( أنت قدوس الله )، وإقرار عيسى لذلك، والمعنى أنت مقدس من قبل الله سبحانه وتعالى، ولا شك أن عيسى مقدس لأن الله سبحانه وتعالى قدّسه، وطهّره، وزكّاه، والذي يقدسه الله لا يكون هو الله.
3- قول الشياطين له ( أنت ابن الله ) لا تعني أنه جزء منه، وأنه ولده نسباً وصهراً كما ذكرنا ذلك مراراً، وإنما هذا جار على عادتهم في استعمال هذا اللفظ.
4- قال عيسى في النهاية: ( لا بد لي أن أبشر المدن الأخرى بملكوت الله لأني لهذا أُرسِلْتُ ) نص واضح جلي على أنه رسول مرسل من الله سبحانه وتعالى، وأنه لم يأت بنفسه.
5- قول راوي الإنجيل ( ومضى يبشر في مجمع اليهودية ) أي أنه رسول إلى بني إسرائيل كما قال تعالى في القرآن عنه: { ورسولاً إلى بني إسرائيل }.. الآية.
4- الجميع يشهدون بأن عيسى عليه السلام نبي الله بعد أن رأوا معجزاته:
وهذا نص آخر يبين أن الشعب اليهودي الذي أرسل إليهم عيسى -عليه السلام- شهد كثير منهم له بالنبوة بعد أن رأوا ما أجرى الله على يديه من المعجزات.
ج- يسوع يحيي ابن الأرملة:
"وفي اليوم التالي ذهب إلى مدينة اسمها نايين، يرافقه كثيرون من تلاميذه وجمع عظيم، ولما اقترب من باب المدينة، إذا ميت محمول، وهو ابن محمول، وهو ابن وحيد لأمه التي كانت أرملة، وكان معها جمع كبير من المدينة، فلما رآها الرب، تحنَّن عليها، وقال لها: "لا تبكي!" ثم تقدم، ولمس النعش، فتوقف حاملوه، وقال: "أيها الشاب لك أقول: قم!" فجلس الميت، وبدأ يتكلم، فسلَّمه إلى أمه، فاستولى الخوف على الجميع، ومجدوا الله قائلين: "قد قام فينا نبي عظيم وتفقد الله شعبه!" وذاع هذا الخبر عنه في منطقة اليهودية كلها، وفي جميع النواحي المجاورة" (إنجيل لوقا 7/11-17).
الأدلة من هذا النص على أن عيسى عليه السلام هو رسول الله، وليس هو الله:
والشاهد في هذا النص أن عيسى -عليه السلام- بعدما أحيا الله على يديه هذا الميت الذي يذكر إنجيل لوقا أنه ابن وحيد لامرأة أرملة أن جميع الناس الحاضرين مجدوا الله قائلين:
( قد قام فينا نبي عظيم، وتفقد الله شعبه) ولست أرى أصرح من هذا الدليل على بشرية عيسى، وأنه عبد رسول، فإنه بعد أن أحيا هذا الميت استطاع جميع الحاضرين أن يفرقوا بين الله، وبين عيسى فمجدوا الله سبحانه وتعالى خالق السماوات، والأرض وشهدوا لعيسى عليه السلام بالنبوة، وشكروا الله إذ أرسل في بني إسرائيل نبياً، ويسمون أنفسهم شعب الله إذ أن الله ( تفقده) أي اهتم به، ونظر إليه بعين رحمته، وأرسل فيهم نبياً جديداً، وانظر قول الإنجيل: (قد قام فينا نبي عظيم، وتفقد الله شعبه).
وانظر كيف أقرهم عيسى على هذا القول، وكيف ذاع خبر ذلك في كل مكان..، ولو كان عيسى هو الرب الإله الخالق المحيي المميت لقال للجمع: (انظروا هكذا أحيي الموتى، فإني أنا الرب الإله)، ولم يوافقه على قولهم: "قد قام نبي عظيم وتفقد الله شعبه".
5- الأناجيل تشهد جميعها أن عيسى عليه السلام كان رسولاً داعياً إلى الله:
من يقرأ الأناجيل المعتمدة من النصارى يجد أنها تشهد لعيسى أنه رسول الله الداعي إليه، ولو كان إلهاً، ورباً، وخالقاً للسماوات، والأرض كما يزعمون لما كان رسولاً داعياً إلى الله، بل كان داعياً لنفسه، أو قائلاً لهم: إنني أنا الله خالق السماوات والأرض أدعوكم أن تعبدوني، وتسجدوا لي، وتعظموني، وتسبحوا بحمدي، ولا يوجد قط في الأناجيل دعوة كهذه، بالنص، ولا بالمعنى،بل ليس فيها إلا أنه نبي رسول من الله، ومن ذلك:
1- ففي إنجيل متّى: الفصل الرابع:
أ- بدء خدمة يسوع:
ولما سمع يسوع أنه قد ألقي القبض على يوحنا، عاد إلى منطقة الجليل، وإذ ترك الناصرة، توجه إلى كفر ناحوم الواقعة على شاطئ البحيرة ضمن زبولون، ونفتاليم، وسكن فيها، ليتم ما قيل بلسان النبي إشعياء القائل: "أرض زبولون، وأرض نفتاليم على طريق البحيرة ما وراء نهر الأردن، بلاد الجليل التي يسكنها الأجانب - الشعب الجالس في الظلمة، أبصر نوراً عظيماً،والجالسون في أرض الموت، وظلاله، أشرق عليهم نور!".
من ذلك الحين بدأ يسوع يبشر قائلاً: "توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات!" (إنجيل متّى: الفصل الرابع).
الأدلة من هذا النص:
وهذا النص واضح في أن عيسى بدأ الخدمة هكذا، أي بدأ في العمل للدعوة إلى ربه سبحانه وتعالى ومولاه بعد أن سمع بالقبض على يحيى -عليه السلام- ويحيى هو المسمى عند النصارى (بيوحنا المعمدان)، وقول عيسى للناس الذين يدعوهم إلى الله: "توبوا، فقد اقترب ملكوت السماوات"، أي ارجعوا أيها الناس إلى الله فقد اقترب وعد الله بتمكين أهل الإيمان في الأرض، وهو ما يعبر عنه بملكوت السماوات، أو مملكة الله، ولا شك أن ذلك قد تحقق بحمد الله على يد النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث الله نبيه عيسى مبشراً به كما قال تعالى في القرآن: { وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين } (الصف:6)
ب- نماذج من كلمات عيسى عليه السلام في دعوته إلى الله:
وهذه نماذج من مواعظ عيسى عليه السلام، ودعوته كما جاء في إنجيل متّى: ( طوبى للمساكين بالروح، فإن لهم ملكوت السماوات، طوبى للحزانى، فإنهم سيعزّون، طوبى للودعاء، فإنهم سيرثون الأرض، طوبى للجياع، والعطاش إلى البرّ، فإنهم سيشبعون، طوبى لأنقياء القلب، فإنهم سيرون الله، طوبى لصانعي السلام، فإنهم سيدعون أبناء الله، طوبى للمضطهدين من أجل البرّ، فإن لهم ملكوت السماوات، طوبى لكم متى أهانكم الناس واضطهدوكم، وقالوا فيكم من أجلي كل سوء كاذبين، افرحوا وتهللوا، فإن مكافأتكم في السماوات عظيمة، فإنهم هكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلكم! ).
ج- ملح الأرض ونور العالم:
"أنتم ملح الأرض، فإذا فسد الملح، فماذا يعيد إليه ملوحته؟ إنه لا يعود يصلح لشيء إلا لأن يطرح خارجاً ليدوسه الناس !
أنتم نور العالم، لا يمكن أن تخفي مدينة مبنية على جبل؛ ولا يضيء الناس مصباحاً ثم يضعونه تحت مكيال، بل يضعونه في مكان مرتفع ليضيء لجميع من في البيت هكذا، فليضيء نوركم أمام الناس، ليروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات".
د- موقف المسيح من الشريعة:
ولا تظنوا أني جئت لألغي الشريعة، أو الأنبياء، ما جئت لألغي بل لأكمل، فالحق أقول لكم: "إلى أن تزول الأرض والسماء، لن يزول حرف واحد، أو نقطة واحدة من الشريعة، حتى يتم كل شيء يا من خالف واحدة من هذه الوصايا الصغرى، وعلم الناس أن يفعلوا فعله، يدعى الأصغر في ملكوت السماوات، وأما من عمل بها، وعلمها، فيدعى عظيماً في ملكوت السماوات"،فإني أقول لكم: "إن لم يزد برّكم على برّ الكتبة الفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات أبداً" (إنجيل متّى الفصل الخامس).
وفي هذه النصوص دليل واضح على أن عيسى -عليه السلام- عندما كان يدعو تلاميذه، ويعلمهم لم يكن يدعوهم إلا على أنه رسول من الله -سبحانه وتعالى- يدعوهم إلى توحيد الله، وعبادته،انظر إلى قوله لهم: (هكذا فليضيء نوركم أمام الناس ليروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات).
فها أنت ترى هنا أنه يدعوهم إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة، والصفات الكريمة ليكونوا شامة في الناس، وعلامة مضيئة لهم، وأن الناس إذا رأوا أن من انتسب إلى الدين كان صالحاً باراً فإنهم بسبب هذا يتوجهون إلى الرب -سبحانه وتعالى- الذي في السماء، ولو كان عيسى -عليه السلام- إلهاً، ورباً، أو ابناً للإله، والرب لكان قال لهم: (إني آمركم بما آمركم به لأعبد، ولأمجد وأعظم)، وقد عبر عيسى -عليه السلام- هنا عن الرب سبحانه وتعالى بأنه (أبوهم) الذي في السماء وقد كان سائغاً في لغتهم تسمية الرب الإله الخالق بالأب على أنه هو المربي وهو الذي يرعى عباده الصالحين، وقد تكرر من عيسى عليه السلام القول أن الله سبحانه وتعالى هو أبوه، وأبوهم كما علم تلاميذه أن يقولوا في صلاتهم ...
"أبانا الذي في السماء، ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك..".
وبالتالي فحمل ما جاء عن عيسى -عليه السلام- باسم الأب أنه يعني -كما يقول الظالمون- أبوة النسب، وأن عيسى -عليه السلام- إله من جوهر أبيه، وأن ذاته هي ذات الرب -حملهم خطأ كبير وتعالى الله عما يقولون علواً كبيراً-.. وهذه النصوص من الإنجيل الذي يؤمنون به، ويعترفون به شاهدة عليهم أن عيسى -عليه السلام- لم يكن إلا عبداً مربوياً مخلوقاً فقيراً عاجزاً نبياً رسولاً يدعوا إلى تمجيد إلهه، ومولاه خالق السماوات، والأرض.
2- قول عيسى -عليه السلام- لتلاميذه إنهم إذا تخلقوا بالأخلاق الكريمة، وصبروا على الجوع، والعطش كانوا رحماء، كرماء، أنقياء القلب، صانعين للسلام، مضطهدين في الله ولله، قال عيسى عن هؤلاء: "طوبى لصانعي السلام، فإنهم سيدعون أبناء الله" ، "طوبى لأنقياء القلب، فإنهم سيرون الله"..
هذه نصوص صريحة واضحة أنه ما عنى بأبناء الله إلا بنوة التحنن، والتربية، والرحمة، والرعاية، وليست بنوة النسب، والجزء..
وقوله: ( طوبى لأنقياء القلب فإنهم سيرون الله ) تبشير بأن أهل الإيمان يرون ربهم يوم القيامة، وهو ما جاء به كذلك النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم..
ولو كان عيسى -عليه السلام- إلهاً كما يزعم الضالون لما كان لقوله إن أنقياء القلب سيرون الله!! كيف سيرونه وهو معهم يأكل، ويشرب، وينام!!، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وقول عيسى -عليه السلام- لهم كما جاء في الإنجيل: "افرحوا، وتهللوا فإن مكافأتكم في السماء عظيمة، فإنهم هكذا اضطهدوا الأنبياء قبلكم".. دليل على أن المكافئ، والمجازي هو الله،وأن الجزاء لا يكون إلا عنده يوم القيامة، ولو كان عيسى -عليه السلام- هو الله لقال لهم: "سأكافئكم وأجازيكم وأفعل بكم وأفعل".. ولكنه رد الأمر إلى خالق السماوات والأرض سبحانه وتعالى.
3- قول عيسى عليه السلام: (لا تظنوا أني جئت لألغي الشريعة، أو الأنبياء، ما جئت لألغي بل لأكمل).
هذا نص جلي واضح لكل ذي عينين أن عيسى -عليه السلام- رسول قد خلت من قبله الرسل، وأنه واحد من سِلكِهم، وليس رباً، أو إلهاً لهم، أرسلهم إلى الناس كما يزعمون، وأنه ما جاء عليه السلام إلا ليعمل بالشريعة التي سبقته وهي شريعة موسى -عليه السلام- ويكمل ما بناه الأنبياء قبله، وقد جاء تصديق ذلك في القرآن الكريم كما قال سبحانه وتعالى عن عيسى -عليه السلام- أنه قال لقومه: { ومصدقاً لما بين يدي من التوراة، ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم، وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون، إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم } (آل عمران:50،51).
فعيسى -عليه السلام- لم يكن إلا نبياً رسولاً جاء للعمل بشريعة موسى -عليه السلام- ولم يلغها، وإنما جاء ليكملها بتحليل بعض ما حرم الله على بني إسرائيل، وجاء ليدعو بني إسرائيل إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ويجدد لهم ما اندرس من دينهم، ويبعث فيهم جذوة الإيمان التي انطفأت بظلمهم وعتوهم، وتحريفهم كلام الله سبحانه وتعالى..
ولو كان عيسى -عليه السلام- إلهاً ورباً كما يدعي الضالون ما كان ليصح بتاتاً أن يقول لهم: ( ما جئت لألغي بل لأكمل )!!، يكمل ماذا؟!
فلا شك أنه -عليه السلام- حلقة في سلسلة الأنبياء والمرسلين -عليهم السلام- وليس رباً إلهاً كما يدعي الظالمون المشركون الحائدون عن تعاليمه، ودينه عليه الصلاة والسلام.
6- عيسى عليه السلام يخبر أنه نبي رسول ويبين حقيقة يحيى عليه السلام (يوحنا المعمدان) وأنه هو (إيليا) المبشر به في التوراة:
جاء في الفصل الحادي عشر في إنجيل ( متّى ) النص الآتي:
يسوع ويوحنا المعمدان:
بعدما انتهى يسوع من توصية تلاميذه الإثني عشر، انتقل من هناك، وذهب يعلم ويبشر في مدنهم، ولما سمع يوحنا، وهو في السجن، بأعمال المسيح، أرسل إليه بعض تلاميذه، يسأله: "أأنت هو الآتي، أم ننتظر غيرك؟" فأجابهم يسوع قائلاً: "اذهبوا أخبروا يوحنا بما تسمعون وترون: العمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتى يقامون،والمساكين يبشرون، وطوبى لمن لا يشك في!".
وما أن انصرف تلاميذ يوحنا، حتى أخذ يسوع يتحدث إلى الجموع عن يوحنا: "ماذا خرجتم إلى البرية لتروا؟ أقصبة تهزها الرياح؟
بل ماذا خرجتم لتروا: أإنساناً يلبس ثياباً ناعمة؟ ها إن لابسي الثياب الناعمة في قصور الملوك! إذن، ماذا خرجتم لتروا؟ أنبياً؟ نعم، أقول لكم، وأعظم من نبي، فهذا هو الذي كتب عنه: ها إني مرسل قدامك رسولي الذي يمهد لك طريقك! الحق أقول لكم: إنه لم يظهر بين من ولدتهم النساء أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه! فمنذ أن بدأ يوحنا المعمدان خدمته، وملكوت السماوات معرض للعنف؛ والعنفاء يختطفونه! فإن الشريعة والأنبياء تنبأوا جميعاً حتى ظهور يوحنا، وإن شئتم أن تصدقوا فإن يوحنا هذا، هو إيليا الذي كان رجوعه منتظراً، ومن له أذنان فليسمع!"
"ولكن بمن أشبه هذا الجيل؟ إنهم يشبهون أولاداً جالسين في الساحات العامة، ينادون أصحابهم قائلين: زمّرنا لكم، فلم ترقصوا! وندبنا لكم فلم تنتحبوا! فقد جاء يوحنا لا يأكل، ولا يشرب،فقالوا إن شيطاناً يسكنه! ثم جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب، فقالوا: هذا رجل شره، وسكير صديق لجباة الضرائب، والخاطئين، ولكن الحكمة قد بررها أبناؤها" (إنجيل متّى 11/1-20).
وفي هذا النص من الأدلة على بشرية عيسى -عليه السلام- وأنه عبد الله ورسوله، وأنه لم يكن رباً، وإلهاً وأن هذا يتناقض تماماً مع ما دعا إليه ما يأتي:
1- قول كاتب الإنجيل ( بعدما انتهى يسوع من توصية تلاميذه ) ولم يقل عبيده، بل هم تلاميذه، ومعنى ذلك أنه ليس إلا أستاذاً ومعلماً ورسولاً ونبياً، فالرب الخالق -سبحانه وتعالى- لا يقال لمن يعلمهم تلاميذه.
2- سؤال يحيى (يوحنا المعمدان) وإرساله، وهو في السجن من يسأل عيسى -عليه السلام- ( أأنت هو الآتي، أم ننتظر غيرك؟ ) يدل على أن عيسى –عليه السلام- نبي مرسل، وهو المسيح المبشر به في التوراة، ولا يوجد نص واحد في التوراة يقول إن الله سيأتي بنفسه إلى أهل الأرض، أو سيرسل ولده إليهم،.. ولو كان شيئاً من ذلك لأخبر الله عنه في الرسالات السابقة،وخاصة في بني إسرائيل الذي أرسل عيسى منهم، وإليهم كما قال تعالى في القرآن الكريم عنه: { ورسولاً إلى بني إسرائيل }.
فكيف لم يخبرهم الله -عز وجل- على لسان موسى والأنبياء -عليهم السلام- الكثيرين منهم قبله وبعده أنه سيرسل إليهم إبنه أو نفسه وأن هذا الإبن سيكون منسوباً إلى بني إسرائيل من نسل داود إنساناً، وإلى الله سبحانه وتعالى روحاً، ونفساً، وذاتاً كما يدّعون، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
3- إشادة عيسى بن مريم -عليه السلام- بيحيى -عليه السلام- وبيان أنه لا يختلف مع يحيى إلا في الأسلوب، فقد كان يحيى -عليه السلام- آخذاً بالحزم، والتقشف كما جاء في الإنجيل من أنه كان لا يلبس إلا ثوباً من وبر الجمال، ويشد وسطه بحزام من جلد، ولا يأكل إلا من البرية الجراد، والعسل البري (متّى 3/5) وأخذ نفسه بذلك.
وبالبعد عن مخالطة العصاة، وتشديد النكير عليهم، وأما عيسى -عليه السلام- فقد جاء باللين، والرحمة معهم، ومحاولة استمالتهم بالتي هي أحسن إخراجاً لهم من المعصية، ودعوة لهم بالخير، وكان يأكل مع العصاة، ويشرب معهم، ويجالسهم، وقد ضرب عيسى عليه السلام له وليحيى مثلاً -في عدم قبول بني إسرائيل لهما بالرغم من تنوع أسلوبيهما في الدعوة- بأولاد جالسين في الساحات العامة ثم جاءهم أصحاب لهم زمروا لهم فلم يطربوا، وندبوا فلم ينتحبوا!!.
قال عيسى عليه السلام كما جاء في الإنجيل: "جاء يوحنا لا يأكل، ولا يشرب" فقالوا: ( إن شيطاناً يسكنه!! وجاء ابن الإنسان) ( وهو عيسى بن مريم )، وكان دائماً يسمي نفسه ابن الإنسان ليثبت لهم دائماً بشريته، وأنه إنسان، وليس إلهاً، وذلك كما كان كل نبي يقول: { قل إنما أنا بشر مثلكم }.. قال عيسى: ( وجاء ابن الإنسان يأكل ويشرب -أي مع العصاة والخاطئين- فقالوا هذا رجل سكير وشره، صديق لجباة الضرائب والخاطئين ).
ووصف عيسى -عليه السلام- نفسه بذلك دليل واضح، وصريح على أنه رسول من الله شأنه شأن يحيى -عليه السلام-، ولا اختلاف بينهم إلا في أسلوب الدعوة إلى الله، وهل يهجر العصاة،ويشدد عليهم زجراً لهم أم يتلطف معهم ويدعوهم بالحسنى لاستمالتهم إلى الحق؟..
فهل من يقول هذا الكلام قد قام في نفسه مجرد ظن أنه هو الله أو إبنه نزل يدعو الناس إلى عبادة نفسه؟
4- أجاب عيسى –عليه السلام- تلاميذ يحيى بن زكريا (يوحنا المعمدان) بأن ينظروا ما أجراه الله على يديه من الأعمال العظيمة: " فالعمي يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون،والصم يسمعون، والموتى يقامون، والمساكين يبشرون".
وكل هذه من المعجزات التي أيده الله بها والتي مضى مثلها في الرسل قبله، وجاء أعظم منها على يد محمد بن عبدالله -عليه الصلاة والسلام- بعده، وقد استدل عيسى بهذه الآيات على أنه فعلاً هو المسيح المبشر به في التوراة وذلك جواباً على سؤال يحيى.
فالذي بشرت به التوراة كما أسلفنا هو المسيح الذي يمهد الأرض أمام النبي الخاتم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه، ولم تبشر التوراة، وأي كتاب من السماء قط بأن الله ينزل بنفسه من فوق سبع سماواته ليكون بشراً يمشي في الأرض، ويخاطب الناس، ويدعوهم، ويأكل، ويشرب، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فضلاً أن يكذب، ويهان ويصفع على قفاه، ويعلق على خشبة الصلب، ويبصق في وجهه، تعالى الله أن يمكن أعداءه من رسول، وتعالى الله في ذاته أن يكون محلاً لكل هذه النقائص..
5- قارن عيسى -عليه السلام- بين نفسه وبين يحيى -عليه السلام- بأن عيسى هو الأصغر ولكنه الأعظم في ملكوت الله حيث قال: ( إني أقول لكم: إنه ليس بين من ولدتهم النساء أعظم من يوحنا، ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه ) ( لوقا 7/29).
وأنت ترى هنا أن عيسى -عليه السلام- قد قارن بين نفسه وبين يحيى -عليه السلام- مقارنة بشر ببشر، ونبي بنبي، ولا شك أن يحيى -عليه السلام- عظيم كما جاء في القرآن الكريم: { يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ً} ولكن عيسى -عليه السلام- أعظم منه، والصغر هنا صغر السن، ومثل هذه المقارنة ما كانت لتعقد لو أن عيسى -عليه السلام- كان إلهاً، ويحيى -عليه السلام- كان بشراً نبياً، لأنه لا مقارنة بين الله، وخلقه، ولو كان عيسى موجوداً قبل الخلق كله كما يزعم النصارى ما قال عن نفسه ويحيى ( ولكن الأصغر في ملكوت الله أعظم منه )!!.
فهل يرى النصارى هذه الآيات من الإنجيل الدالة على كذب ما قالوا في عيسى وأنه لم يكن إلا بشراً رسولاً عليه وعلى كل رسل الله الصلاة والسلام.
6- قول عيسى -عليه السلام- ( كل من يعترف بي أمام الناس أعترف أنا أيضاً به أمام أبي الذي في السماوات ).
هو بمعنى من يؤمن بي هنا في الدنيا أشهد له بالإيمان أمام الله يوم القيامة، وهذا معنى قول الله تعالى في القرآن :
{ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً }.
فكل رسول شاهد وشهيد على قومه يوم القيامة، سيشهد لمن أطاعه بالجنة، ولمن عصاه بالنار، وعيسى -عليه السلام- يستشهد الله -عز وجل- على قومه، فيشهد على من كان معه كما قال تعالى:
{ وكنت شهيداً عليهم ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد }.
7- قول عيسى -عليه السلام- ( ما جئت لأرسي سلاماً على الأرض بل سيفاً.. فإني جئت لأجعل الإنسان على خلاف مع أبيه، والبنت مع أمها، والكنة مع حماتها.. الخ ) هو معنى قول الرسل جميعاً أنهم جاءوا للتفريق بين أهل الإيمان، وأهل الكفران، وبين الحق ومن اتبعه والباطل ومن اتبعه كما قال تعالى عن صالح: { ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحاً فإذا هم فريقان يختصمان } وكما قال سبحانه وتعالى عن حال الناس مع كل رسول أنهم يفترقون إلى مؤمن وكافر، وأن أهل الإيمان يجب عليهم أن يوالي بعضهم بعضاً في الله دون موالاة النسب مع الكفر،فلا ولاية للكافر وإن كان أباً، أو أخاً، أو زوجاً، أو ما كان من القرابة..
فعيسى -عليه السلام- رسول شأنه شأن جميع الرسل الذين جاءوا بدعوتهم، ففرقوا بين أهل الإيمان، وأهل الكفر، ووقعت الخصومة، والحرب حتى بين أبناء الرجل الواحد.
7- عيسى عليه السلام يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له:
(وفي إنجيل مرقص 12/28-35)
الوصية العظمى:
(وتقدم إليه واحد من الكتبة كان قد سمعهم يتجادلون، ورأى أنه أحسن الرد عليهم، فسأله: "أية وصية هي أولى الوصايا جميعاً؟" فأجابه يسوع: "أولى الوصايا جميعاً هي اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد، فأحبّ الربّ إلهك بكل قلبك، وبكل نفسك، وبكل فكرك، وبكل قوتك، هذه هي الوصية الأولى، وهناك ثانية مثلها، وهي: أن تحب قريبك كنفسك، فما من وصية أخرى أعظم من هاتين". فقال له: "صحيح يا معلم! حسب الحق تكلمت، فإن الله واحد، وليس آخر سواه، ومحبته بكل القلب، وبكل الفهم، وبكل القوة، ومحبة القريب كالنفس، أفضل من جميع المخلوقات، والذبائح!".
فلما رأى يسوع أنه أجاب بحكمة، قال له: "لست بعيداً عن ملكوت الله!" ولم يجرؤ أحد بعد ذلك أن يوجه إليه أي سؤال) (مرقص 12/28-35).
وفي هذا النص من الأدلة على أن عيسى -عليه السلام- دعا إلى توحيد الله وعبادته ما يأتي :-
1- جوابه في أن أولى الوصايا هي ما جاء في التوراة من أن الله سبحانه وتعالى إله واحد: "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد".
وهذا موافق تماماً لما جاء في القرآن، كقوله تعالى: { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم }، وكذلك من وجوب محبته سبحانه وتعالى فوق كل محبوب كما قال تعالى: { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله } الآيات.
2- إقرار السائل أن التوحيد هو أعظم الوصايا، وقوله له أجبت بالحق، ولست بعيداً عن ملكوت الله، أي الدخول إلى الجنة، والحياة الأخرى الأبدية.
فكيف يكون عيسى -عليه السلام- دعا بعد ذلك إلى عبادة نفسه، أو أمه! حاشاه، بل هو رسول كريم دعا كإخوانه من الرسل إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
8- عيسى عليه السلام يدعو ربه خالق السماوات والأرض:
في إنجيل متّى:12
جاء أن عيسى -عليه السلام- بعد أن وعظ الناس بموعظة بليغة في الهيكل، وحذّر اليهود، من أن عقوبة الله ستحل بهم قريباً في مدن صور، وصيدا، وكفر ناحوم، وأنه سيكون لها مثل ما صار لقرى لوط سدوم، وعمورة.
قال عيسى بعد ذلك ,,
راحة للتعابى :
"أحمدك أيها الأب، رب السماء والأرض، لأنك حجبت هذه الأمور عن الحكماء والفقهاء، وكشفتها للأطفال! نعم أيها الأب، لأنه هكذا حسن في نظرك. كل شيء قد سلمه إليّ أبي، ولا أحد يعرف الإبن إلا الأب، ولا أحد يعرف الأب إلا الإبن، ومن أراد الإبن أن يعلنه له.
تعالوا إليّ يا جميع المتعبين، والرازحين تحت الأحمال الثقيلة، وأنا أريحكم، إحملوا نيري عليكم، وتتلمذوا على يديّ، لأني وديع متواضع القلب، فتجدوا الراحة لنفوسكم، فإن نيري هين،وحملي خفيف!" (متّى:12/26-30).
وفي هذا النص من دلائل عبودية المسيح -عليه السلام- ما يلي:
1- توجهه بالحمد إلى خالق السماوات والأرض -سبحانه وتعالى-، ولو كان هو الله لحمد نفسه، وأثنى على ذاته.
2- جعله شرح صدور الأطفال والصغار إلى الدين الحق، وحجب هذا عن رؤساء اليهود، وعظماء ديانتهم، وأن هذه مشيئة الله سبحانه وتعالى (لأنه هكذا حسن في نظرك) وهذا شبيه بما جاء في القرآن الكريم من أن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وأنه هدى لنوره كثيراً ممن لم يكن يؤبه بهم كما قال تعالى في القرآن الكريم: { وكذلك فتناّ بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا، أليس الله بأعلم بالشاكرين }.
3- وأما قول عيسى كما جاء في الإنجيل: ( كل شيء قد سلمه لي أبي.. ) فمعناه أن الطريق إلى الله في وقت عيسى لا يكون إلا باتباعه، ولا يجوز أن يفهم منه أن الله قد سلمه مقاليد السماوات والأرض، وإدخال الجنة، والنجاة من النار بدليل أن الهداية بيد الله، وأنه قد وفق لها من شاء من عباده كما جاء: ( لأنه هكذا حسن في نظرك )، ولأن عيسى في كل أمر كان يفزع إلى الله، ويدعوه، فقد دعاه، وألحّ عليه أن يصرف عنه كأس الموت بعد أن علم بتآمر اليهود عليه لقتله، وقد دعاه من أجل تلاميذه، وأدعية عيسى -عليه السلام- وطلبه من الله في الإنجيل كثيرة..
وإنما معنى قوله: ( كل شيء قد سلمه لي أبي ) هو ما قلناه، وهذا من باب { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } ، فالهداية في وقت عيسى -عليه السلام- لا تكون إلا باتباعه لأنه الرسول المرسل في وقته، ولا يجوز لهم إلا اتباعه، والكفر به كفر بالله.
وكذلك الحال بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فالإسلام الحق، والدين المقبول عند الله لا يكون إلا باتباعه لأنه الرسول المرسل إلى الجميع: إلى اليهود، والنصارى، والمشركين، وكل الملل والطوائف، والأجناس لا قبول لأحد عند الله إلا باتباعه، وطاعته.
4- وصف عيسى -عليه السلام- لنفسه هنا بأنه وديع، ومتواضع، القلب، وصف لائق بالعبد، وأما الرب سبحانه وتعالى فهو متصف بالرحمة، ومعها الجبروت، وبالحلم ومعه الشدة،والمؤاخذة كما قال تعالى في القرآن الكريم: {نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم}، فالله، -سبحانه وتعالى- هو الرب الرحيم الودود، وهو كذلك الجبار المتكبر القوي ذو القوة المتين، شديد العقاب، ذو الطّول لا إله إلا هو إليه المصير، وأما صفات الرحمة، والوداعة وحدها فهي لائقة بالعبد، وعيسى -عليه السلام- لم يكن إلا عبداً لله سبحانه، وتعالى ولذلك لم يصف نفسه دائماً إلا بالرقة، والوداعة، والضعف، والإنكسار..
9- عيسى عليه السلام يشهد أنه رسول من عند الإله الواحد سبحانه وتعالى:
جاء في الأناجيل أن عيسى -عليه السلام- كان دائماً يذكر تلاميذه أنه رسول الله إليهم، وأن الإله وحده هو الله سبحانه وتعالى، وأن عيسى -عليه السلام- ليس إلا مجرد رسول تفضّل الله عليه بكل ما أعطاه، وهذه بعض النصوص في هذا الصدد.
في إنجيل يوحنا 8/32-48
وفي معرض جدال عيسى لليهود الذي آمن بعضهم به، وكفر بعضهم، كما قال تعالى في القرآن: {فآمنت طائفة وكفرت طائفة}، قال عيسى -عليه السلام- للذين آمنوا به من اليهود: "إن ثبتم في كلمتي، كنتم حقاً تلاميذي، وتعرفون الحق، والحق يحرركم". فرد اليهود: "نحن أحفاد إبراهيم، ولم نكن قط عبيداً لأحد! كيف تقول لنا: إنكم ستصيرون أحراراً؟" أجابهم يسوع: "الحقّ الحقّ أقول لكم: إن من يرتكب الخطيئة يكون عبداً لها، والعبد لا يبقى في بيت سيده دائماً: أما الابن فيعيش فيه أبداً، فإن حرركم الابن تصيرون بالحق أحراراً، أنا أعرف أنكم أحفاد إبراهيم،ولكنكم تسعون إلى قتلي، لأن كلمتي لا تجد لها مكاناً في قلوبكم، إني أتكلم بما رأيته عند الأب، وأنتم تعملون ما سمعتم من أبيكم". فاعترضوه قائلين: "أبونا إبراهيم!" فقال: "لو كنتم أولاد إبراهيم لعملتم أعمال إبراهيم، ولكنكم تسعون إلى قتلي وأنا إنسان كلمتكم بالحق الذي سمعته من الله، وهذا لم يفعله إبراهيم، أنتم تعملون أعمال أبيكم!" فقالوا له: "نحن لم نولد من زنا! لنا أب واحد هو الله"، فقال يسوع: "لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني، لأني خرجت من الله وجئت، ولم آت من نفسي، بل هو الذي أرسلني، لماذا لا تفهمون كلامي لأنكم لا تطيقون سماع كلمتي! إنكم أولاد أبيكم إبليس، وشهوات أبيكم ترغبون في أن تعملوا.. فهو من البدء كان قاتلاً للناس، ولم يثبت في الحق لأنه خالٍ من الحق، وعندما نطق بالكذب فهو ينضح بما فيه، لأنه كذاب، وأبو الكذب! أما أنا فلأني أقول الحق لستم تصدقونني، من منكم يثبت على خطيئة؟ فما دمت أقول الحق، فلماذا لا تصدقونني؟ من كان من الله حقاً، يسمع كلام الله، ولكنكم ترفضون كلام الله، لأنكم لستم من الله!" أ.هـ (إنجيل يوحنا 8/31-42).
أ- فانظر إلى ما نسبه يوحنا إلى المسيح –عليه السلام- هنا: ( لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني لأنني خرجت من الله وجئت، لم آت من نفسي، بل هو الذي أرسلني ) واليهود دائماً كانوا يدعون أنهم أبناء الله وأحباؤه، كما قال تعالى في القرآن عنهم: { وقالت اليهود نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وإليه المصير} (المائدة).
وقد رد المسيح على قولهم أنهم أبناء الله فقال لهم لو كنتم أبناء الله حقاً كما تدعون لآمنتم بي لأني خرجت من عند الله، أي أن الله هو الذي أخرجه وأرسله، قال عيسى: ( لم آت من نفسي بل هو الذي أرسلني ) وهذا نص في أنه مجرد رسول أرسله الله تعالى، وليس إلهاً كما تدعي النصارى وكفرت به، أن جوهره من جوهر الرب، تعالى الله عن ذلك.
ب- وفي هذا النص مما يوافق ما جاء في القرآن العزيز سعي اليهود -عليهم لعنة الله- في قتل عيسى بن مريم -عليه السلام- ولذلك قال لهم عيسى هنا ( لو كنتم أبناء إبراهيم لعملتم أعمال إبراهيم، ولكنكم تسعون إلى قتلي وأنا إنسان كلمتكم بالحق الذي سمعته من الله ) فاحتج عيسى -عليه السلام- وأبطل مدعاهم في بنوتهم لإبراهيم أنهم لو كانوا أبناءه حقاً. بنوة إيمان ومتابعة له لعملوا مثل عمله في الإيمان والعمل الصالح، ولما سعوا في قتل عيسى بن مريم الذي هو رسول الله يدعو إلى الإيمان والعمل الصالح كما كان إبراهيم كذلك.. ولكنهم كما قال عيسى أبناء الشيطان لعملهم مثل عمله.
وهذا يدلك على أن إطلاق لفظ الابن في لغتهم تطلق على بنوة النسب، وبنوة الطاعة، فسائغ في لغتهم أن يطلق علي المطيع لأمره الله ابن الله، والمطيع للشيطان ابن الشيطان ، ولا شك أن عيسى -عليه السلام- يعلم يقيناً أن اليهود هم من نسل إبراهيم فهم أولاد إسحاق، وإسحاق بن إبراهيم عليهما السلام ونفيه هنا أن يكونوا أبناء إبراهيم ليس نفي بنوة النسب وإنما نفي بنوة الطاعة والإتباع والمحبة على ما هو جار في لغتهم.
ج- وقول عيسى -عليه السلام- ( لأني خرجت من الله وجئت ) ليس كما ادعت النصارى أنه مولود من الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
فالإله الواحد سبحانه وتعالى: { لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } وإنما هذا كقوله -عليه السلام- أيضاً ( من كان من الله حقاً يسمع كلام الله، ولكنكم ترفضون كلام الله لأنكم لستم من الله).
د- وفي هذا النص مما يوافق القرآن الكريم في اتهام اليهود -عليهم لعنة الله- لعيسى -عليه السلام- أنه ابن زنا كما قال تعالى عنهم في القرآن الكريم: { وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً }.
وفي هذا النص يقولون لعيسى عليه السلام معرضين به : ( نحن لم نولد من زنا!! لنا أب واحد هو الله )، وهذا تعريض بعيسى -عليه السلام- واتهام له ولأمه برأها الله وشرفها..
هـ- قال عيسى –عليه السلام-: ( لم آت من نفسي بل هو الذي أرسلني ) وهذا يثبت أن عيسى –عليه السلام- رسول الله، وليس هو الله أو أن له مشيئة مع الله وقد تكرر ورود مثل هذا النص كثيراً في الأناجيل:
1- ( ولكن الذي أرسلني هو الحق، وما أقوله للعالم هو ما سمعته منه ) (يوحنا 8/27).
2- ( إن الذي أرسلني هو معي، ولم يتركني وحدي لأني دوماً أعمل ما يرضيه ) (يوحنا 8/30).
وهذا نص واضح في عبودية عيسى -عليه السلام-، وخضوعه لإرادة الله، وتعبده بما يرضي الرب تبارك وتعالى، ولو كان إلهاً مع الله بمشيئة مستقلة كما تدعي النصارى لما كان يقول (ودائماً أعمل ما يرضيه )، وأما معية الله لعيسى فهي كائنة لكل مؤمن يتقي الله سبحانه وتعالى، ومعية الله للأنبياء -عليهم السلام- عظيمة لأن الله يرعاهم ويصنعهم على عينه كما قال تعالى لموسى -عليه السلام- لما أرسله إلى فرعون: { إنني معكما أسمع وأرى }. وقال أيضاً: { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }.
ومعية الله مع المؤمنين معية تأييد، ونصر، ورعاية، وعيسى -عليه السلام- كان رسولاً باراً تقياً، وكان الله معه دائماً بالتأييد، والرعاية، والنصرة.
3- في إنجيل يوحنا - أيضاً- أن عيسى -عليه السلام- بعد أن أحيا (لعازر) الذي مات منذ أربعة أيام رفع بصره إلى السماء، وقال:
( أيها الأب أشكرك لأنك سمعت لي، وقد علمت أنك دوماً تسمع لي، ولكني قلت هذا لأجل الجمع الواقف حولي ليؤمنوا أنك أنت أرسلتني ) (يوحنا 11/42،43).
وهذا النص يوضح أن عيسى -عليه السلام- كان يحيي الموتى بإذن الله، وليس من عند نفسه، ولا بقوته، وقدرته، وأن الله -سبحانه وتعالى- قد أقدره على إحياء الموتى ليكون هذا معجزة له،ودليلاً على نبوته، ورسالته كما قال تعالى في القرآن: { وإذ تخرج الموتى بإذني }.
فإخراج الموتى من قبورهم الذي صنعه عيسى إنما صنعه بأمر الله -عز وجل- وإقداره له عليه، لا لأنه هو ابن الله صفته صفة الرب، أو أن له قدرة من ذاته أن يحيي الموتى وإنما أقدره الله على ذلك ليعلم الجميع أنه رسول الله كما جاء في نص الإنجيل: ( لأجل الجمع الواقف حولي ليؤمنوا أنك أنت أرسلتني ) وقد كانت الجموع حوله تنتظر هذه المعجزة، وكل ما طلبه عيسى أن يشهدوا له فقط بالرسالة، وأن الله هو الذي أرسله، ولو كان هو الله لقال لهم: انظروا بقدرتي صنعت، وأحييت، وخلقت، ورزقت، وسبحان الله أن يكون له ولد، أو أن يكون له شريك في الملك، أو شريك في الألوهية، فلا إله إلا هو، ولا رب سواه سبحانه وتعالى.
4- ( في إنجيل يوحنا 13-21 ):
أن عيسى -عليه السلام- قال لتلاميذه عندما أرسلهم لنشر الدعوة: ( من يقبل الذي أرسله يقبلني، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني ).
وهذه العبارة كقول الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم: [ من أطاع أميري فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصى أميري فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله ].
والشاهد أن عيسى -عليه السلام- قال: ( من يقبلني يقبل الذي أرسلني ) فيخبر أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أرسله إلى بني إسرائيل.
5- في إنجيل يوحنا أن المسيح -عليه السلام- قال:
"والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك، والذي أرسلته يسوع المسيح". وفي هذا دليل على الخلود في الجنة للذي يؤمن بالله الإله الحق وحده سبحانه وتعالى، وأنه هو الذي أرسل عيسى المسيح عليه السلام. (يوحنا 17/3-4).
6- في إنجيل يوحنا أيضاً:
أن عيسى -عليه السلام- لما أحس بقرب انتهاء وجوده على الأرض شرع يصلي (يدعو) من أجل أن يحفظ الله تلاميذه، فقال في جملة صلاته:-
"أظهرت اسمك للناس الذين وهبتهم لي من العالم (أي الذين آمنوا بي) وقد عملوا بكلمتك، وعرفوا الآن أن كل ما وهبته لي فهو منك لأني نقلت إليهم الوصايا التي أوصيتني بها فقبلوها،وعرفوا حقاً أنني خرجت من عندك (أي لست ابن زنا كما يدعي اليهود لعنهم الله) وآمنوا أنك أنت أرسلتني" ( يوحنا 17/8،9).
7- وقال أيضاً:
"أيها الأب البار إن العالم لم يعرفك، وأما أنا فعرفتك، هؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني وقد عرفتهم اسمك، وسأعرفهم أيضاً لتكون فيهم المحبة التي أحببتني بها، وأكون أنا فيهم" أ.هـ
وهذا النص دليل واضح أن عيسى –عليه السلام- كان نبياً رسولاً صالحاً، عرف الله ولم يكن هو الله، لأن الرب الإله لا يجهل شيئاً قبل وجوده، ولا يعرف شيئاً لم يكن يعرفه، وغاية عيسى –عليه السلام- كما دل عليه النص أنه آمن بالله وعرفه يوم كفر الناس، وأنه علَّم تلاميذه اسم الله، وصفاته، وأنه كان يتضرع لربه من أجلهم، ويتمنى أن تبقى فيهم روح الوحي التي نشرها فيهم وعلمهم إياها، وأن تظل تعاليمه في نفوسهم وهذا معنى قوله: ( وأكون أنا فيهم) وإلا فإن عيسى -عليه السلام- لا يحل في تلاميذه، ولا يحل تلاميذه فيه، وإنما الذي يكون في التلاميذ من المعلم هو العلم الذي علمه، والنور الذي نشره، والهدى الذي هداهم به، والإيمان الذي يجمع بين أهله، فأهل الإيمان جميعاً ملائكة وبشراً قد حل فيهم نور الإيمان، وهداية الله، ورحمته،ورضوانه، وتنزلت عليهم سكينته.
ولا يفهم من مثل هذه العبارات أن ذات الله سبحانه أو صفاته جل وعلا تحل في مخلوقاته، ومصنوعاته، ومخترعاته، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، فالرب جل وعلا هو الإله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
10- إطلاق لفظ (الأب) على الله سبحانه وتعالى بمعنى المربي والرحمن، وليس بمعنى أبو النسب:
تكرر استعمال لفظ الأب في الأناجيل التي يعتمدها النصارى بمعنى المربي، والرحمن، وهي نسبة تحبب إلى الله، وتقرب منه، وليست مطلقاً نسبة بنوة، ونسب وهذه جملة من الأقوال المنسوبة إلى عيسى -عليه السلام-:
1- قول عيسى -عليه السلام- "وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم، ويضطهدونكم لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات" (متّى 6/34).
2- وقوله أيضاً: "فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم السماوي كامل" (متّى 6/34).
3- وقوله أيضاً: "أما أنت فعندما تتصدق على أحد فلا تدع يدي اليسرى تعرف ما تفعل اليمنى لتكون صدقتك في الخفاء، وأبوك السماوي الذي يرى في الخفاء هو يكافئك".
4- وقوله أيضاً: "أما أنت فعندما تصلي فادخل غرفتك وأغلق الباب، وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يكافئك".
5- وقوله أيضاً -عليه السلام-: "فصلوا أنتم الصلاة: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس أسمك! ليأت ملكوتك! لتكن مشيئتك على الأرض كما هي في السماء! خبزنا كفافنا أعطنا اليوم! واغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن للمذنبين إلينا! ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير! فإن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم، وإن لم تغفروا للناس لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم" (متّى 6/15).
6- وقوله -عليه السلام- أيضاً: "وأما أنت فعندما تصوم، فاغسل وجهك، وعطر رأسك لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي في الخفاء هو يكافئك" (متّى 6/18".
7- وقوله أيضاً: "تأملوا طيور السماء لأنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع في مخازن، وأبوكم السماوي يعولها" (متّى 6/27).
8- وقوله: "لا تحملوا الهم قائلين: ما عسانا نأكل، ما عسانا نشرب، أو ما عسانا نكتسي فهذه الحاجات كلها تسعى إليها الأمم، فإن أباكم السماوي يعلم حاجتكم إلى هذه كلها، وأما أنتم فاسعوا أولاً إلى ملكوت الله وبره" (متّى 6/34).
9- وقوله أيضاً -عليه السلام-: "اطلبوا تعطوا.. اسعوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم.. إلى أن يقول: فأي إنسان فيكم يطلب منه ابنه خبزاً فيعطيه حجراً، أو سمكة فيعطيه حية، فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالأحرى جداً يعطي أبوكم السماوي عطايا جيدة للذين يطلبون منه" (متّى 7/12).
10- وكذلك ما جاء في إنجيل مرقص (12/26،27) على لسان عيسى -عليه السلام-: "ومتى وقفتم تصلون، وكان لكم على أحد شيء فاغفروا له لكي يغفر لكم أبوكم الذي في السماوات زلاتكم، ولكن إن لم تغفروا، لا يغفر لكم أيضاً أبوكم الذي في السماوات زلاتكم".
الأدلة الصريحة من بعض نصوص الإنجيل الواضحة لكل صاحب عقل على أن عيسى إنسان و رسول لله وليس هو الله، أو ابن الله :
في متى: 10 ولمّا دخَلَ يَسوعُ أُورُشليمَ ضَجّتِ المدينةُ كُلٌّها وسألَتْ: "مَنْ هذا؟" 11فأجابَتِ الجُموعُ: "هذا هوَ النَّبـيٌّ يَسوعُ مِنْ ناصرةِ الجليلِ"
أي من مدينة الناصرة التي نشأ فيها عيسى عليه السلام . متى 20 . 10 / 11
45فلمّا سَمِعَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ هذَينِ المَثلينِ مِنْ يَسوعَ، فَهِموا أنَّهُ قالَ هذا الكلامَ علَيهِم. 46فأرادوا أن يُمسكوهُ، ولكنَّهُم خافوا مِنَ الجُموعِ لأنَّهُم كانوا يَعُدّونَهُ نَبـيُا". متى 20 : 45 / 46 .
فالجموع كلها المعاصرة ليسوع كانت تعده نبيا فلم تعدونه يا نصارى إلها أو ابن إله ، أأنتم أعلم أمن عاش معه وعاصره.
قال الأعمى عندما سئل عن عيسى عليه السلام لما شفاه من مرضه : " ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك ؟ " . فقال : " إنه نبي " . يوحنا 9: 1 – 39
." يسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا " لوقا 24 : 17 – 19قال أحد المقربين من عيسى عليه السلام مخاطبا صاحبه: " هل انت متغرب وحدك في اورشليم ولم تعلم الامور التي حدثت فيها في هذه الايام ؟ ، المختصة بيسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا مقتدرا في الفعل والقول امام الله وجميع الشعب " لوقا 24 : 17 – 19
قالت السامرية للمسيح عليه السلام " يا سيد ارى انك نبي " يوحنا 4 : 1 - 29
(وفي إنجيل مرقص 12/28-35):(وتقدم إليه واحد من الكتبة كان قد سمعهم يتجادلون، ورأى أنه أحسن الرد عليهم، فسأله: أية وصية هي أولى الوصايا جميعاً؟"فأجابه يسوع: "أولى الوصايا جميعاً هي اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد، فأحبّ الربّ إلهك بكل قلبك، فقال له: "صحيح يا معلم! حسب الحق تكلمت، فإن الله واحد، وليس آخر سواه ) (مرقص 12/28-35).انظر ماذا أجابه الرجل : "، فإن الله واحد، وليس آخر سواه " يعني لا آخر إطلاقا لا إبن ولا روح قدس ولا صنم ولا ولاولا . أبعد هذا تقولون إن عيسى هو الله أو ابنه .وللأسف هذا الكاتب المسكين يعده النصارى اليوم كافرا لأنه يؤمن بأن الله واحد ولايؤمن بالتثليت رغم أنه أخذها من عند يسوع مباشرة وأقره عليها ؟؟انظركيف قال له عيسى : الرب إلهنا رب واحد ، وقال إلهنا يعني إله يسوع أيضا فهو عبد لله أيضا ، ثم قال واحد ، ولم يقل اثنين أو ثلاثة ولم يقل أنا الرب إلهكم ، هل هناك أصرح من هذا يا أصحاب العقول
قد قام فينا نبي عظيم " (إنجيل لوقا 7/11-17).
لما رآى يسوع أرملة تبكي إبنها الوحيد الذي مات " تحنَّن عليها، وقال لها: "لا تبكي!" ثم تقدم، ولمس النعش، فتوقف حاملوه، وقال: "أيها الشاب لك أقول: قم!" فجلس الميت، وبدأ يتكلم، فسلَّمه إلى أمه،فاستولى الخوف على الجميع، ومجدوا الله قائلين: "قد قام فينا نبي عظيم وتفقد الله شعبه،وذاع هذا الخبر عنه في منطقة اليهودية كلها، وفي جميع النواحي المجاورة" (إنجيل لوقا 7/11-17).
وليس هناك أصرح من هذا الدليل على بشرية عيسى، وأنه عبد رسول، فإنه بعد أن أحيا هذا الميت استطاع جميع الحاضرين أن يفرقوا بين الله، وبين عيسى فمجدوا الله سبحانه وتعالى خالق السماوات، والأرض وشهدوا لعيسى عليه السلام بالنبوة، وشكروا الله إذ أرسل في بني إسرائيل نبياً، إذ أن الله (تفقدهم) أي رحمهم وأرسل فيهم نبياً جديداً.وانظر كيف أقرهم عيسى على هذا القول، وكيف ذاع خبر ذلك في كل مكان..، ولو كان عيسى هو الرب الإله الخالق المحيي المميت ولم يوافقهم على قولهم: "قد قام نبي عظيم وتفقد الله شعبه" ولقال للجمع : (أنا لست نبيا ، انظروا هكذا أحيي الموتى، فإني أنا الرب الإله أوأنا ابن الله .. )هكذا كان يراه بعض تلاميذه المقربين المختارين لتبليغ تعاليمه ، كانوا يرونه إنساناً نبيا.
ّ" يا سيد ارى انك نبي " "هلموا انظروا انسانا " يوحنا 4 : 1 - 29
قال عيسى عليه السلام لامرأة سامرية : يسوع : اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى ههنا ، قالت السامرية : ليس لي زوج . قال لهايسوع : حسناً قلت ليس لي زوج . لانه كان لك خمسة ازواج والذي لك الآن ليس هو زوجك . هذا قلت بالصدق . فقالت السامرية : يا سيد ارى انك نبي .وبعد ذلك تركته المرأة وذهبت إلى قومها وقالت لهم : هلموا انظروا انسانا قال لي كل ما فعلت . في : يوحنا 4 : من 1 - 29
ما الذي جعل المرأة تقول له : ياسيد أرى أنك نبي ؟ .الإجابة : إن يسوع عليه السلام أخبرها بشيء من أمور الغيب .مع أن الغيب لا يعلمه إلا الله ولكن من المعلوم أن الله يطلع رسله على الغيبيات . وهذا هو ديدن أصحاب الفطر السليمة عندما يتعرضون لمثل هذه المواقف . فهم يقررون أن أى إنسان تظهر على يديه خارقة أو آية فإنهم ينسبونها إلى مقام الرسالة المؤيدة بتوفيق الله عز وجل
وفي إنجيل يوحنا أن المسيح -عليه السلام- قال:"والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك، والذي أرسلته يسوع المسيح" (يوحنا 17/3-4) . فهنا ذكر الأمرين مقترنين تماماأولا : أن الله هو الإله الحق وحده سبحانه وتعالى لا روح قدس ولا ابن ولا فلان ولا ....ثانيا أنه هو الذي أرسل يسوع المسيح عليه السلام . لا تتعجب عندما ترى دخول الآلاف من القساوسة والنصارى الإسلام كل عام .
في انجيل يوحنا : 8 . 40 ، من كلام المسيح لليهود : ( قال لهم يسوع : لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم ، ولكنكم تطلبون أن تقتلوني ، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله).
" هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم " يوحنا 6 : 14
لقد كان يشكر الله الذي في السموات والذي يرفع المؤمنون أكف الضراعة بالدعاء إليه حتى تتنزل البركات على الطعام . فهو يلتمس التأييد من الله عز وجل . ولهذا فإن الذين كانوا يلاحقونه عندما رأوه يفعل ذلك وهو يبارك الطعام ثم رأوا الطعام قد ازداد وفاض حتى شبع الناس كلهم قالوا : " هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم " يوحنا 6 : 14 .
وهذا كبير أصحاب عيسى الذين أرسلهم لدعوة الناس إلى الله ومقدمهم والمتكلم بلسانهم نيابة عنهم الذي وقف مع الاحد عشر ورفع صوته " ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال . يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون " .أعمال 2 : 14 _ 22
فانظر هداك الله كيف لم يفرق بين الرجال الاسرائيليين ويسوع الرجل وقرن الوصفين معا ونطقهما وقتا واحدا ونطقهما في وقت واحد مصداقا لما جاء في القرآن الكريم " قل إنما أنا بشر مثلكم " ، بما يعني انه بشر مثلهم مثل محمد صلى الله عليه وسلم ، لا يختلف عنهم إلا بالنبوة والرسالة من الله ، وهذا ليس عيبا إطلاقا فمحمد وعيسى وإبراهيم عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم هم أكرم الخلق وأفضلهم دينا وخلقا ولكنهم بشر أيضا .
وجاء في ترجمة أخرى أنه قال : " يا بني إسرائيل اسمعوا هذا الكلام : كان يسوع النـاصري رجلا أيده الله بينكم بما أجرى على يده من العجائب والمعجزات والآيات كما أنتم تعرفون " .
قال المسيح كما في إنجيل يوحنا 8:16 ( تعليمي ليس من عندي بل من عند الذي أرسلني)
إنه نبي : يوحنا 9 : 1 – 39 .
بينما كان المسيح عليه السلام يمشي ذات يوم مع تلاميذه إذ وجد إنسانا ً أعمى منذ ولادته ، فتفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له اذهب فاغتسل . فذهب الأعمى واغتسل وأتى بصيراً .فلما رآه جيرانه قالوا له : " كيف انفتحت عيناك ؟ " .فقال الذي كان أعمى : " انسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عينيّثم قال بعض الفريسيون للأعمى عندما علموا بخبره : " ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك ؟ " . فقال : " إنه نبي " .ثم بعد ذلك جاء اليهود به مرة أخرى وسألوه : " ماذا صنع بك ، كيف فتح عينيك ؟ " .فقال : " قد قلت لكم ولم تسمعوا ، لماذا تريدون ان تسمعوا ايضا . ألعلكم انتم تريدون ان تصيروا له تلاميذ ؟ .فقالوا له : " انت تلميذ ذاك . واما نحن فاننا تلاميذ موسى . نحن نعلم ان موسى كلمه الله . واما هذا فما نعلم من اين هو ؟!
يعني انه لمّا عادوا يسألوه قال لهم لقد قلت لكم من قبل إنه نبي ولكنكم لم تصدقوا فلماذا تريدون أن أقول لكم ثانية إنه نبي . هل ترغبون أن تصيروا له تلاميذ ؟فأنكروا عليه وقالوا أنت تلميذه طالما أنك قلت إنه نبي ، أما نحن فتلاميذ موسى الذي كلمه الله والآن لنسمع كيف سيرد عليهم الأعمى .قال لهم : " ان في هذا عجبا انكم لستم تعلمون من اين هو وقد فتح عينيّ .ونعلم ان الله لا يسمع للخطاة.ولكن ان كان احد يتقي الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع . منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عيني مولود اعمى . لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا " .جاء في نسخ أخرى :" فلو لم يكن هذا الرجل من الله، لما استطاع أن يصنع شيئا " اليسوعية" ولم يسمع يوما أن أحدا من الناس فتح عيني من ولد أعمى " اليسوعية" وما سمع أحد يوما أن إنسانا فتح عيني مولود أعمى " العربية المشتركة .
وانظروا تركيز الأعمى على صفة الإنسان ولم يقل إنه لاهوتي وأنه إله أو بن إله .
لقد أراد الأعمى أن يفهموا أن الآية التى فعلها هي التي تبين صفته وليس مجرد شهادتي له ، لأن فتح عينى إنسان قد ولد أعمى لا يكون إلا بمشيئة الله ، وطالما أن الله قد استجاب له فهذا دليل على أنه نبي من عند الله و تقي وصالح
إن من يفعل هذا يجب أن يكون قد جاء من عند الله ، مثله مثل موسى عليه السلامفهما قد اشتركا في صفة واحدة وهي صفة النبوة .
ليؤمنوا انك ارسلتني يوحنا 11 : 46قصة عيسى "يسوع "عليه السلام مع مرثا أخت لعازر " " :دخل المسيح عليه السلام القرية التي كان ينزل بها لعازر بعد أربعة أيام من موته ، فلما علمت مرثا أن يسوع في طريقه إليها بادرت إليه وقالت : " يا سيد لو كنت ههنا لم يمت اخي ، لكني الآن ايضا اعلم ان كل ما تطلب من الله يعطيك الله اياه "( لكن لما تأخر عنه المسيح عليه السلام قالت له إن الله عز وجل يسمع لك فاسأله أن يكتب حياة أبدية في الجنة لأخي أي أرادت منه أن يدعو لأخيها بالنجاة والخلود في الجنة)فقال لها المسيح عليه السلام : " سيقوم اخوك " .فقالت مرثا : " انا اعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم الاخير " .( أي لو كانت مرثا تعلم أن المسيح عليه السلام قادر على أن يقيم أخوها في هذه الحظة ما ترددت في أن تطلب هذا منه ، ولكنّ ذهنها انصرف إلى قيامة الآخرة عندما أخبرها المسيح عليه السلام أن أخاها سيقوم ، لأنه كانت تعلم أن يسوع هو المسيح الذي تنتظره إسرائيل كنبي مرسل من قبل الله عز وجل (وبعدها ذهب المسيح إلى قبر لعازر وقال : " ارفعوا الحجر " . قالت مرثا : " يا سيد قد انتن لان له اربعة ايام " .ولما رفعوا الحجر عن قبر لعازر ، رفع يسوع عليه السلام عينيه إلى فوق نحو السماء ، وأخذ يدعو الله عز وجل قائلا ً : " ايها الآب اشكرك لانك سمعت لي ، وانا علمت انك في كل حين تسمع لي ، ولكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا انك ارسلتني "ثم صرخ بصوت عظيم : " لعازر هلم خارجا ً " .فخرج لعازر من قبره حيا ً فلما رآه اليهود " آمنوا به " يوحنا 11 : 46 .آمنوا بماذا ؟ قال قبلها : ليؤمني أن أرسلتني ثم قال الراوي : فآمنوا به ، يعني بأنه نبي أرسله الله .هل آمنوا بأنه الله ؟ واضح وضوح الشمس وسط النهار أنه لا لأنه لوكان ذلك لذكره الراوي لعدم وجود قبل هذا الكلام ادعاء عيسى أنه الله أو ابن الله.
المقصود بكلمة الأب هنا أبوة الرحمة واللطف وليست أبوة الولادة والدليل أن الإنجيل ذكر الأب في عدة مرات لكل الخلق ولأشخاص كثر لغير عيسى عليه السلام مثل قول الإنجيل :" لكن اذهبَ نحو إخواني، وقل بأنّي أصعد إلى أبي ، إلى ربّي وربّكم )" في (يوحنا 20-27) ولعلها من تغيير كتبة الإنجيل الذين تأثروا بالديانات الالوثنية التي كانت تطلق لفظ الآب على الآلهة ، ومعلوم أن الإنجيل كتب بعد دعوة بولس للتثليت فلعلهم غيروا الكثير من كلمات الله أو الرب إلى الأب .لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات" (متّى 6/34).2- وقوله أيضاً: "فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم السماوي كامل" (متّى 6/34).3- وقوله أيضاً: "أما أنت فعندما تتصدق على أحد فلا تدع يدي اليسرى تعرف ما تفعل اليمنى لتكون صدقتك في الخفاء، وأبوك السماوي الذي يرى في الخفاء هو يكافئك".4- وقوله أيضاً: "أما أنت فعندما تصلي فادخل غرفتك وأغلق الباب، وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يكافئك".7- وقوله أيضاً: "تأملوا طيور السماء لأنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع في مخازن، وأبوكم السماوي يعولها" (متّى 6/27).8- وقوله: "لا تحملوا الهم قائلين: ما عسانا نأكل، ما عسانا نشرب، أو ما عسانا نكتسي فهذه الحاجات كلها تسعى إليها الأمم، فإن أباكم السماوي يعلم حاجتكم إلى هذه كلها، وأما أنتم فاسعوا أولاً إلى ملكوت الله وبره" (متّى 6/34).
" ليؤمنوا انك ارسلتني " نعم هذه هي الغاية من المعجزات التي أعطاها الله أياه .
وهذا كبير أصحاب عيسى الذين أرسلهم لدعوة الناس إلى الله ومقدمهم والمتكلم بلسانهم نيابة عنهم بطرس الرسول الذي وقف مع الاحد عشر ورفع صوته " ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال . يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون " .أعمال 2 : 14 _ 22
فانظر هداك الله كيف قرن وصف عيسى بالرجل مع الرجال الإسرائيليين ونطقهما في وقت واحد ، بما يعني انه بشر مثلهم مثل محمد صلى الله عليه وسلم ، لا يختلف عنهم إلا بالنبوة والرسالة من الله والايمان .
وجاء في ترجمة أخرى أنه قال : " يا بني إسرائيل اسمعوا هذا الكلام : كان يسوع النـاصري رجلا أيده الله بينكم بما أجرى على يده من العجائب والمعجزات والآيات كما أنتم تعرفون " .
إنجيل لوقا : بالإصحاح 23 ، عدد 27 في قوله : ( بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً ).
- عيسى يعلّم إبليس أنه لا سجود إلا لله الرب وحده سبحانه وتعالى:في إنجيل متى فقرة 4:ثم أخذه إبليس أيضاً إلى قمة جبل عال جداً، وأراه جميع ممالك العالم وعظمتها، وقال له: "أعطيك هذه كلها إن جثوت وسجدت لي!"فقال له يسوع: "اذهب يا شيطان! فقد كتب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد!".فتركه إبليس، وإذا بعض الملائكة جاءوا وأخذوا يخدمونه).
عيسى يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له:ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني- جاء في إنجيل يوحنا 13-21 : أن يسوع قال لتلاميذه عندما أرسلهم لنشر الدعوة: (من يقبل الذي أرسله يقبلني، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني).والشاهد أن عيسى -عليه السلام- قال: (من يقبلني يقبل الذي أرسلني) فيخبر أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أرسله إلى بني إسرائيل ، فما هو إلا رسول وفقط ، مثل ما تلميذه هو رسول له .وهذه العبارة كقول الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم: [من أطاع أميري فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصى أميري فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله].
لأني لهذا قد أرسلت( ولما طلع النهار خرج، وذهب إلى مكان مقفر، فبحثت الجموع عنه حتى وجدوه، وتمسكوا به لئلا يرحل عنهم، ولكنه قال لهم: "لا بد لي من أن أبشر المدن الأخرى أيضاً بملكوت الله، لأني لهذا قد أرسلت". ومضى يبشر في مجامع اليهودية) (لوقا 4/31-44).لأني لهذا أُرسِلْتُ) نص واضح جلي على أنه رسول مرسل من الله سبحانه وتعالى، وأنه لم يأت بنفسه.
يسوع يعبد الله ويصلي له :كتب لوقا عن المسيح في [ 6 : 12 ] ما نصه : " وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ ".الامر هنا واضح إذ ان الرب لا يمكنه ان يصلي لنفسه طوال الليل كله منفردأ . وحتى الان ، ما زال المسيح يصلي لله من أجل المؤمنين . الرسالة الى اهل رومية [ 8 : 26 ، 27 ] .
تدعون ان الله نزل وعاش على الارض بينما كتابكم يقول : " لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟ ". ملوك الأول 8 : 27 ويقول أيضاً : " فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ .. " ملوك الأول 8 : 39 ( ترجمة فاندايك )
تحكي اناجيلكم أنه تمت محاكمة يسوع أمام رئيس الكهنة وأمام الوالى بيلاطس وأمام هيرودس بينما نفاجىء بأن الرب يقول في سفر إرميا : " لأَنَّهُ مَنْ مِثْلِي وَمَنْ يُحَاكِمُنِي وَمَنْ هُوَ الرَّاعِي الَّذِي يَقِفُ أَمَامِي؟ " إرمياء 49 : 19 ( ترجمة فاندايك ) فمن نصدق ؟
المسيح ملعون بجرة قلم من بولس"المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب : ملعون كل من علق على خشبة " (غلاطية 3: 13).
كتابكم المقدس يقول أن الله لا يتغير كما في سفر ملاخي 3 : 6 ، ويعقوب 1 : 17 ، فإذا كان الرب لا يتغير فكيف آمنتم بأنه صار انساناً وأخلى نفسه كما يقول بولس ؟!
كتابكم المقدس أوضح بأن الاعتراف بأن إنسانا هو الله يعتبر تجديفا وكفراً [ تثنية 13 : 6_10
في يوحنا [ 11 : 41 ] المسيح قام برفع عينيه إلى السماء ودعائه لله سبحانه وتعالى لكي يستجيب له في تحقيق معجزة إحياء العازر .... " وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ دَوْماً تَسْمَعُ لِي. وَلكِنِّي قُلْتُ هَذَا لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ". ( ترجمة الحياة )فلمن كان يتوجه ببصره إلي السماء إذا كان الأب حال فيه ؟ثم تأمل في قوله : " لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي ". فالهدف من عمل هذه المعجزة هي أن يعلم الجميع أن المسيح رسول الله وقد كانت الجموع حوله تنتظر هذه المعجزة وأن كل ما طلبه المسيح هو أن يشهدوا له بالرسالة فقط .نفس الفعل تكرر منه بحسب متى [ 14 : 19 ] إذ يقول : " فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ . ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ .. فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا ". ( ترجمة فاندايك )لماذا رفع المسيح نظره إلى السماء ؟ ولمن يتجه ويطلب إذا كان الآب متحداً به ؟! أم أن المسألة واضحة وهي أنه كان يدعو خالق السموات والأرض ليمنحه القوة على تحقيق المعجزة ؟
فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: ((تَنَبَّأْ)). وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ ". مرقس 14 : 65 " و " وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ. وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ. " مرقس 15: 19-20
يسوع يجوع ؟؟ ولا يعلم متى ينضج التين فكيف يكون إلها ؟؟جاء في إنجيل مرقص 11 : 14 " وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع.13 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا.لانه لم يكن وقت التين. 14 فاجاب يسوع وقال لها لا يأكل احد منك ثمرا بعد الى الابد.وكان تلاميذه يسمعونلعله يجد؟كيف لعله يجد هذا ما ذكره مرقص فى انجيله ان يسوع لم يكن يعلم موسم انبات الشجرة
Jn:5:24 الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياة ابدية ولا يأتي الى دينونة بل قد انتقل من الموت الى الحياة. (SVD)
Mk:12:29 فاجابه يسوع ان اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل.الرب الهنا رب واحد.
أتعبدون هذا..الإنسان....؟؟(Jn:5:30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.)وتتركون رب الكون (Mk:14:36 وقال يا ابا الآب كل شيء مستطاع لك.)
فالمسيح قال (أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله ) يو 8 : 40وقال ( تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني )وقال (أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا ) يو 5 : 30
إنجيل لوقا : بالإصحاح 23 ، عدد 27 في قوله : ( بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً ).
1) عندما طلب اليهود من عيسى أن يخرج من أورشليم قال : "لأنه لا يمكن أن يهلك نبي خارجاً من أورشليم ، يا أورشليم ،يا أورشليم ،يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين " فعيسى يصف نفسه بأنه نبي وأنه سيخرج من أورشليم لأن الأنبياء لا يقتلهم أحد خارجها "
2) وعيسى يلوم قومه لعدم تصديقهم له قائلاً : " الحق أقول لكم إنه ليس نبي ّ مقبولاً في وطنه " وهذا اعتراف من عيسى بأنه نبي وأن اليهود لم يقبلوه ، فها هو يخبر ما يحدث له وحدث للأنبياء من قبله من صعوبات لاقوها من أقوامهم فقال : " ليس نبي بلا كرامة ، إلا في وطنه وبين أقربائه وفي بيته"
3) وها هو عيسى عندما قدم إلى المدينة خرجت الجموع تصرخ قائلة: "مبارك الآتي باسم الرب ..هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل" فهؤلاء معاصروه وأكثر الناس دراية به لم يقولوا عنه أنه إله أو ابن الله بل قالوا (يسوع النبي) وأنت تأتي بعد ألفي سنة لتقول أنه إله .
5) " وقصة معجزة أرغفة الخبز التي تمت بين خمسة آلاف من اليهود اجتمعوا إلى عيسى في الجليل ، نلاحظ إقرار الجموع بعيسى كنبي من الأنبياء " فلما رأى الناس المعجزة التي قام بها عيسى قالوا :" إن هذا حقاً النبي المنتظر مجيئه إلى العالم".
1) يقول عيسى : " الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني "2) وأخبر أنه لا يتكلم بشيء من عنده بل يتكلم بما أمره الله أن يبلغ به : "لم أتكلم من نفسي ، لكن الأب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول و بماذا أتكلم...فما أتكلم أنا به فكما قال لي الأب هكذا أتكلم"3) وقال : "الذي يقبلني يقبل الذي أرسلني "4) وقال : "والأب نفسه الذي أرسلني يشهد لي "5) وقال : "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني"6) وقال : " الذي يرذلني يرذل الذي أرسلني "
وكذلك يخبر أنه معلم ، وليس إله :1) " لا تدعوا لكم أباً على الأرض ؛ لأن أباكم واحد الذي في السماوات ، ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح"
معرفتنا للتثليث واضحة : (الربّ، الابن، والروح القدس)متساوون، ولكن كيف لنا أن نفهم هذه المساواة عندما نسمع يسوع يقول : " ولأنّ الأب أكبر منّي " ( يوحنا : 14 نصّ 28) . في الصلاة الكهنوتية ( كما في يوحنا : 17نصّ 3) : يسوع (عليه السلام) وحده مع "الأب "، إنّها الفرصة الأفضل أين تعرف عقيدة التثليث وتفسّر نفسها. فكانت المفاجأة الكبرى وأنا أقرأ والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك، ويعرفوا يسوع المسيح الذي أرسلته ". وفي (يوحنا 20-27) يسوع نفسه على قدم المساواة مع الناس، وينكر خاصية الألوهية عندما قال :"...لكن اذهبَ نحو إخواني، وقل بأنّي أصعد إلى أبي وأبيكم، إلى ربّي وربّكم )" .
وفي لوقا18:19 سأله أحد اليهود قائلا أيها المعلم الصالح فقال ( لمادا تدعوني صالحا ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله )
وجاء في قصة انجيل مرقص12:13 ( أن المسيح نظر إلى شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء إليها لم يجد شيئا لانه لم يكن وقت التين)فهل الله يجهل وقت جني الثمار؟
وقال في انجيل يوحنا 8:40 ( انا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله)
وقال في يوحنا8:16 ( تعليمي ليس من عندي بل من عند الذي أرسلني)
وقال في يوحنا 28:29 (ولست افعل شيئا من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي)
• المسيح كان يقول في يوحنا 20 عدد 17 : "قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي.ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم" تأمل أبى وأبيكم ألهى وألهكم هذا ما تقوله الاناجيل وليس نحن
ثم يؤكد المسيح عليه السلام قائلا ً : " أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً . كما أسمع أدين ودينونتي عادلة ، لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني " يوحنا 5 : 30
وفي لوقا6:12 ( وفي تلك الأيام خرج يسوع إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في صلاة لله)
وجاء في سفر الارقام 23:19 (ليس الله إنسانا فيكذب ولا إبن إنسان فيندم) إذن فالمسيح ليس إلاه وإنما هو إنسان كلمنا بالحق الذي سمعه من الله .
في انجيل متى بالإصحاح الثامن عدد 18 – 20 ورد قوله : ( فتقدم كاتب وقال له يا معلم أتبعك أينما تمضي ، فقال يسوع : للثعالب أوجرة ولطبور السماء أوكار ، وأما ابن الإنسان فليس أن يسند رأسه ).2- وفي انجيل مرقس : بالإصحاح الثامن ، عدد 31 ، قوله عن المسيح ( وابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراُ ، ويُرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ) .
3- وفي انجيل لوقا : بالإصحاح التاسع ، عدد 56 قوله عن المسيح : ( لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس ) .
إذاً كيف يتفق القول بأن المسيح ابن الإنسان ، أي أنه من البشر ، وهناك نصوص أخرى ، تذكر أنه أبن الله؟!
ويقول عيسى:" إلهي لقد أتممت العمل الذي أعطيتني لأعمله وهو أن يعرفوك أنك أنت الإله الحقيقي وحدك والذي أرسلته رسولك يسوع المسيح" وهنا يعترف عيسى بأنه رسول ليس إلا.
ويقول عيسى أيضاً : " والمجد الذي من الإله الواحد لستم تقبلونه" فالنص يؤكد وحدانية الله بجلاء.
وهذا نص آخر لعيسى يقول فيه :" ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات "فعيسى يحذر قومه من أنه لا يوجد إله على الأرض بل الله في السماء فلا وثنية بل وحدانية فالله واحد في السماوات .
وكيف تعبدوه وتصلون له وهو نفسه يعبد الله ويصلي له " قضى الليل كله في الصلاة لله " فهو يعبد الله ولو كان هو الله فلمن يصلي إذاً ؟
وأيضاً أنتم تطلبون منه كل شيء ، تطلبون النجاة والرحمة والمغفرة ..إلخ ، وهو ما استطاع أن ينقذ نفسه من بين أيدي اليهود عندما قبضوا عليه وصلبوه كما تزعمون ، بل صرخ بصوت عال مستنجداً بالله ليخلصه وينقذه من هؤلاء اليهود قائلاً : " إلوي إلوي لم شبقتني والتي معناها إلهي إلهي لماذا تركتني ؟" فلماذا تتوجهون إليه بطلب كل ما تريدون وهو لا يقدر عليه ، ألا تعلمون أن فاقد الشيء لا يعطيه
أحد اليهود واسمه نيقوديموس وهورئيس لليهود، "هذا جاء إلى يسوع ليلا وقال له يا معلّم نعلم أنك قد أتيت من الله معلّماً لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه ".
وفي (مرقس :15 نصّ 34) يسوع يصيح على الصليب - حسب زعمهم ـ قبل موته :" إلهي، إلهي، لماذا تركتني ؟!" على حسب عقيدة النصارى يسوع هو الإله، لماذا نادى إذن يا إلهي ؟! .
(31فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تلاَمِيذِي 32وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».) يوحنا 8: 31-32فلو كان يسوع إلها لقال لهم : تكونون عبادي ، ولكنه قال لهم تلاميذي ، والتلاميذ هم للأنبياء والمرسلين .
وبعد أن أنكرأبناء الناصرة التي ولد فيها نبوته بعد أن شاعت في كل بلدان اليهودية، عند ذلك ردّ عليهم قائلاً: (لا كرامة لنبي في بلده)!!، (وما من نبي يقبل في بلده)!! (لا يكون النبي بلا كرامة إلا في بلدته وبيته) (إنجيل متى 13/58) .
ولما آتاهم عيسى عليه السلام بالأدلة على نبوته ورسالته " امتلأ جميع من في المجمع غضباً لما سمعوا هذه الأمور، وقاموا يدفعونه إلى خارج المدينة، وساقوه إلى حافة الجبل الذي بنيت عليه مدينتهم ليطرحوه إلى الأسفل، إلا أنه اجتاز من وسطهم، وانصرف) (لوقا 4/14-30).
قال عيسى عليه السلام : "طوبى لصانعي السلام، فإنهم سيدعون أبناء الله" ، "طوبى لأنقياء القلب، فإنهم سيرون الله"..هذه نصوص صريحة واضحة أنه ما عنى بأبناء الله إلا بنوة التحنن، والتربية، والرحمة، والرعاية، وليست بنوة النسب، والجزء..
وقوله: (طوبى لأنقياء القلب فإنهم سيرون الله) تبشير بأن أهل الإيمان يرون ربهم يوم القيامة، وهو ما جاء به كذلك النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم..ولو كان عيسى -عليه السلام- إلهاً كما يزعم الضالون لما كان لقوله إن أنقياء القلب سيرون الله!! كيف سيرونه وهو معهم يأكل، ويشرب، وينام!!، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
3- قول عيسى عليه السلام: (لا تظنوا أني جئت لألغي الشريعة، أو الأنبياء، ما جئت لألغي بل لأكمل).هذا نص جلي واضح لكل ذي عينين أن عيسى -عليه السلام- رسول قد خلت من قبله الرسل، وأنه واحد من صنفهم ، وليس رباً، أو إلهاً لهم، أرسلهم إلى الناس كما يزعمون، وأنه ما جاء عليه السلام إلا ليعمل بالشريعة التي سبقته وهي شريعة موسى -عليه السلام- ويكمل ما بناه الأنبياء قبله،
أن لفظ البنوة في الكتب المقدسة لدى أهل الكتاب ورد بها على قبيل المجاز ، فإذا كان مضافاً إلى الله أريد به الرجل البار ، وقد إطلق على المسيح وغيره من الأنبياء والاشخاص فمثلاُ :آدم عليه السلام دعته الإناجيل ابن الله :فقد جاء في إنجيل لوقا : في الإصحاح الثالث ، عدد 33-38 ، بشأن نسب المسيح أنه يتصل بشيت ابن آدم الله .أطلقت الاسفار أبناء الله على الشرفاء أو الاقوياء :
فقد ورد بسفر التكوين في الاصحاح السادس ، عدد 1،2 قوله : ( وحدث لما ابتدأ الناس يكقرون على الأرض ، وولد لهم بنات أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات ) .أطلقت الاسفار ( ابن الله ) على كل شخص بار سواء كان نصرانياً أم غير نصراني : فقد ورد في إنجيل متى : بالإصحاح الخامس عدد 9 ، قول المسيح عليه السلام ( طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون ) .و بالمقابلة :أطلقت أسفار على الشخص الشرير أنه ابن الأفاعي :فقد ورد في إنجيل متى : بالإصحاح الثاني عشر ، عدد 34 ، قول المسيح لليهود : ( يا أولاد الإفاعي ، كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار ) .
يقول المسيح لتلاميذه : ( أحبوا أعداءكم ، باركوا لا عنيكم ، أحسنوا الى مبغضيكم ، وصلّوا لأجل الذين يسئون إليكم ويطردونكم ، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات ) ( إنجيل متى : الاصحاح الخامس ، عدد 44 –45 ).
سلسلة نسب المسيح (وحاشاه أن يكون نسبه هذا) في متى الإصحاح الأولثامار زانية ..... سفر التكوين 38: 13راحاب زانية....سفر يشوع 2 : 1راعوث زانية...لها سفر راعوث ويوضح كيف حصلت على زوج لهازوجة أوريا الحثي زانية ....صموئيل الثاني 11 : 1وقد حكم عليه العهد القديم أن لا يدخل فيه إبن زنا فضلا أن يكون الله نفسه من هذا النسل المشين.سفر التثنية 23: 2 لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منه احد في جماعة الربيقول القرآن أن المسيح تكلم في المهد وبرأ أمه من الزنا:فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً (31) وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (38 مريم)إن القرآن يذكر مريم عليها السلام وقصتها وكراماتها رغم إنها ليست اساسية فى عقيدتنا بعكس الكتاب المقدس فهو لا يذكر أي شئ عنها اللهم إلا عندما بشرها الملاك وعندما كان يكلمها أبنها بقوله الفظ "ما لي ولك يا امرأة" ( يو 2 : 4)
المسيح ملعون بجرة قلم من بولس"المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب : ملعون كل من علق على خشبة " (غلاطية 3: 13).واللعنة في اللغة هي الطرد من رحمة اللهإن هذا الكتاب المسمى مقدسا يأبى إلا أن يشوه صورة أنبياء الله الذين هم أطهر خلق الله فقد إتهم النبي إبراهيم أنه باع عرضه (تكوين 12: 11-16) و نبى الله داود أنه زنى بامرأة جاره (صموئيل الثانى 11: 2-5) و نبى الله سليمان أنه يعبد الأوثان (ملوك الأول 11: 5) فهؤلاء اليهود الكفرة الملاعين لا يستغرب عليهم هذا الذي ينسبونه لمريم والمسيح ولكن الغريب والعجيب بل المصيبة الذهنية الكبرى أن يقول النصارى أنه تمجيد ويألهونه ويكادون يألهون أمه؟ على ماذا ؟ أهذا تمجيد؟إذن فما هو الطعن والشتم ؟!أيهما يمجد المسيح ......... أيهما البارقليط الذي قال عنه المسيح "ذاك يمجدني ( يو 16 : 14 )." ؟ ....إختر أنت !!
المجوس أول من عبدوا المسيح عليه السلامحقائق حول المسيح بالأناجيليقول الكتاب المقدس : (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».) متى 2: 1-2
(9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا) متى 2: 9-11
جنَّ الليلُ على المسيح عليه السلام ذات مرة ، وكانت تلاحقه جموع تبلغ خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد ، فقال تلاميذه له : الموضع خلاء والوقت قد مضى . اصرف الجموع لكي يمضوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعاماً .فقال لهم : لا حاجة لهم أن يمضوا . أعطوهم انتم ليأكلوا .فقالوا له : له ليس عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة وسمكتان .
فقال لهم :فقال ايتوني بها إلى هنا .فامر الجموع أن يتكئوا على العشب . ثم اخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر وأعطى الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع .فأكل الجميع وشبعوا . ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشر قفة مملوءة .
وفي إنجيل مرقس جاء وصف المسيح عليه السلام وهو يباشر الآية كالتالي : " فأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الأرغفة وأعطى تلاميذه ليقدموا اليهم . وقسم السمكتين للجميع " مرقس 6 : 41 .
فإذا جمعنا الروايات مع بعضها نجد أن المسيح عليه السلام وهو يباشر الآية كان ينظر إلى السماء وقد شكر وبارك وكسر ... إلخ
فهل كان يشكر يسوع عليه السلام السماء ؟؟ .إن يسوع عليه السلام كان يشكر الله عز و جل حتى يبارك في الطعام القليل لكي يكفي الجمّ الغفير من الناس الذي كان يلاحقه بدون طعام .
وإليكم هذا النص في كورنثوس الأولى وهو خضوع الأبن لله يوم القيامه.
15: 24 و بعد ذلك النهاية متى سلم الملك لله الاب متى ابطل كل رياسة و كل سلطان و كل قوة15: 26 اخر عدو يبطل هو الموت15: 27 لانه اخضع كل شيء تحت قدميه و لكن حينما يقول ان كل شيء قد اخضع فواضح انه غير الذي اخضع له الكل15: 28 و متى اخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه ايضا سيخضع للذي اخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل
هذا شئ غريب كيف لم تفهموه يا نصارى .كيف هم واحد واحدهم خاضع للأخر .لا تقولوا الجسد لأن القيامه كما تدعوا ستكون روحيه لا جسديه .يعني تقولون انه عقل الله (الأبن ) فهل عقل الله سيخضع لله اي انه سينفصل عن الهكماقرأوا النص احبتي المسلمين وزملائنا النصارى لتتأكدوا انه فعلا عقيدتكم يا نصارى اكبر عقيده متناقضه ولا يؤمن بها الا عديم العقل والمنفعه والمرائي ومتبع الشهوات والمغرور ومتبع الهوا15: 24 و بعد ذلك النهاية متى سلم الملك لله الاب متى ابطل كل رياسة و كل سلطان و كل قوةنقرأ هنا (سبحان الله من كتابهم تُدينهم) ان ملك سيسلم للأب والنصارى يزعمون ان يسوع ملك مملكه روحيه كما تدعي نبؤتهم المزعومه فلماذا لا يملك الأبن ايضا لتنطبق به نبؤتكم التي تقول انه من نسل داوود ويكون ملك.15: 25 لانه يجب ان يملك حتى يضع جميع الاعداء تحت قدميه15: 26 اخر عدو يبطل هو الموت15: 27 لانه اخضع كل شيء تحت قدميه و لكن حينما يقول ان كل شيء قد اخضع فواضح انه غير الذي اخضع له الكلاذا ان كان يسوع اله فيجب ان يخضع له الكل ليكون مثل الأب (ويا اسفا على الروح القدس) لكننا نتفاجأ بأن الأبن يخضع للأب..!! ومتى؟؟ يوم القيامه..!! فهذا يوم يجب ان يكونوا واحد هو والأب والروح القدس لأنهم اله واحد فلماذا ربهم منفصل يوم القيامه والأب مسيطر...عظيم جدا .. من النص الذي تحته خط نقرأ ان الخاضع ليس مثل المخضوع له (من كتابك ادينك) اقرأوا الأبن سيخضع للأب اذا هو ليس اله.15: 28 و متى اخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه ايضا سيخضع للذي اخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكلوبناءا على هذا فأن الأبن سيخضع للأب لماذا يجيب بولس بنفسه (ليكون الله الكل في الكل) اذا الأب هو الله لا الأبن ولا الروح القدسالله اكبر ... الله اكبر ... الله اكبر ... كبروا احبتي في الله.اليس هذا دليل يكفي لكل عاقل ان المسيح ليس اله .
ومن ذلك قول عيسى لتلاميذه:- (وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم، ويضطهدونكم لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات) (متى 6/45).وقوله عليه السلام: (فعندما تصلي فادخل غرفتك، وأغلق عليك بابك، وصل إلى أبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يكافئك) (متى 6/7).
1- قول عيسى -عليه السلام- "وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم، ويضطهدونكم لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات" (متّى 6/34).2- وقوله أيضاً: "فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم السماوي كامل" (متّى 6/34).3- وقوله أيضاً: "أما أنت فعندما تتصدق على أحد فلا تدع يدي اليسرى تعرف ما تفعل اليمنى لتكون صدقتك في الخفاء، وأبوك السماوي الذي يرى في الخفاء هو يكافئك".4- وقوله أيضاً: "أما أنت فعندما تصلي فادخل غرفتك وأغلق الباب، وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يكافئك".7- وقوله أيضاً: "تأملوا طيور السماء لأنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع في مخازن، وأبوكم السماوي يعولها" (متّى 6/27).8- وقوله: "لا تحملوا الهم قائلين: ما عسانا نأكل، ما عسانا نشرب، أو ما عسانا نكتسي فهذه الحاجات كلها تسعى إليها الأمم، فإن أباكم السماوي يعلم حاجتكم إلى هذه كلها، وأما أنتم فاسعوا أولاً إلى ملكوت الله وبره" (متّى 6/34).
أدعوك لان تفكر أيضا فى الاتى و ترى ماذا يقول لك شعورك و عقلك عنه :هل انت مقتنع بان الله ممكن ان يكون طور من أطوار جنين فى رحم مريم لمدة 9 شهور ثم يولد.؟
هل يمكنك الاقتناع بان الله كان جنينا ، يرضع و ينمو كاى انسان عادى و تخاف عليه امه و تنظفه من برازه؟
هل يمكنك الاقتناع ان الله ولد فى زريبة بهائم ؟
هل يمكنك الاقتناع ان الله هرب و هو طفل من الرومان لكى لا يقتلوه ؟
هل يمكنك الاقتناع ان الله ضرب و اهين و بصقوا عليه و قتلوه و لم يكتفوا بذلك بل مثلوا بجثته على الصليب الذى أصبح مقدسا ؟
هل انت انت يمكنك الاقتناع ان الله لم يكن يستطيع غفران خطيئة آدم الا بقتل نفسه ؟؟
و اذا كان الله ينوى الفداء كما يدعون لماذا أهلك قوم نوح بالطوفان قبل ذلك ، ألا يناقض ذلك قولهم انه قد بذل الله ابنه الوحيد ليثبت محبته للبشر ؟
ماذا يقول الرب لزوج أمه ..هل يقول له "عمي" أم "أبي" كما يذكر كتبة الأناجيل وكما تذكر أمه (حسب الكتاب ال...مقدس)Lk:2:48 فلما ابصراه اندهشا.وقالت له امه يا بنيّ لماذا فعلت بنا هكذا.هوذا ابوك وانا كنا نطلبك معذبين.سبحان ربي هذا بهتان عظيم
وماذا عن الحواريين : هل كانوا يعاملون المسيح على أنه إله يمشي على الأرض أم نبي إنسان ومعلم متواضع ولذا سموا تلاميذ؟؟ هل يمكن أن يكون للإله تلاميذ؟؟انظر إلى بطرس في (أعمال 22:2)يقول : " أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضا تعلمون" .فهل عرفت أنت عن المسيح ما لم يعرفه الحواريون ؟ايكون المسيح إلـها ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه أذى حفنة من اليهود؟أتقبل أن تعبد إلها ضعيفا؟وإذا كان المسيح هو الله فهل يمكن أن يموت الإله؟ إن نصوص العهد القديم تنفي ذلك يكل صراحة انظر مثلا في إرمياء 10:10 : (أما الرب فهو الإله الحق، الإله الحي) وفي حزقيال (3:18) : حي أنا يقول الرب.ومن الذي كان يخاطبه المسيح في الأناجيل بلفظ أبي وإلهي إن كان هو الأب والإله أم أنه كان يخاطب نفسه؟ انظر قول المسيح عليه السلام : (وهذه الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع الذي أرسلته) يوحنا 17 : 3 . وقوله : « إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم » يوحنا 20:18 وقوله عن نفسه: "أنا لا اقدر أن أفعل من نفسي شيئاً " (يوحنا 5/30) لذا عجز أن يعد ابني زبدي بالملكوت (متى 20/23)، ولما سماه أحدهم صالحاً قال: "لم تدعوني صالحاً؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد، وهو الله" (لوقا 18/18-20).وأخبر في مرقص32:13 أنه لا يعلم وقت يوم القيامة ولكن الله هو الذي يعلمها فهل يكون المسيح هو الله ويجهل ما يعلمه الله؟ أم أن العلم والإرادة والصلاح صفات للجسد وليست صفات للروح؟ ومن الذي كان يصلي له المسيح إن كان هو الإلـه ؟! ألم يذكر العهد الجديد أن المسيح كان يعبد الله؟ أكان المسيح يعبد نفسه؟؟ وهل استعمال المسيح لمصطلح ابن الإنسان عن نفسه تكرارا ومرارا في الإنجيل (ذكرت 81 مرة ) إلا تأكيدا لبشريته وبراءته مما سينسبه الناس إليه؟ بل إن المسيح قال عن نفسه صراحة أنه نبي إنسان ففي يوحنا (8/40) قال ( أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله ) وفي لوقا 4/25 قال «الحق أقول لكم: ما من نبي يقبل في بلدته. » فهل بعد شهادة المسيح لنفسه شهادة أخرى؟ وفي لوقا 7/17 قال الناس أمامه بعد أن أحيا ميتا[12] بإذن الله «قد قام فينا نبي عظيم » وفي متى (8:9 ) بعد أن رأى الجموع معجزاته "تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا" فهل يا ترى كان الجموع يمجدون المسيح أم رب المسيح؟
نصوص وأدلة تنفي إلوهية عيسى
كانت قمة الاندهاش عندما طالعت قول المسيح ـ في أواخر إنجيل يوحنا ـ: " اذهبي إلى أخوتي و قولي لهم: إني أصعد إلى أبي و أبيكم و إلـهي و إلـهكم! "مصرحا بأن الله تعالى إلـهه.
وبعد بحث وجدت كتاب رائع يوضح فية جميع النصوص من الكتب المقدسة التي تنفي الوهية عيسى
وقد نقلت لكم من كتاب الاستاذ :سـعــد رســتـم
النصوص من الانجيل والكتب المقدسة المسيحية المؤكدة لوحدانية الله تعالى الذي في السماوات و أنه رب واحد و إله واحد لا يشاركه في ربوبيته و لا ألوهـيته أحد و لا تجوز العبادة إلا له وحده فقط :
لقد تضافرت على إثبات تلك العقيدة : أي توحيد الذات و توحيد الربوبية و الألوهية، و التي هي أساس جميع الرسالات السماوية، نصوص العهد الجديد و العهد القديم[1] ، و فيما يلي بيان بعض هذه النصوص :
أ ـ من العهد الجديد :
(1) جاء في إنجيل مرقس (12 / 28 ـ 32) أن أحد اليهود الكتبة سأل المسيح فقال:
" أيةُ وصيَّةٍ هي أوّل الكلّ؟ فأجابه يسوع: إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد، و تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل فكرك و من كل قدرتك، و هذه هي الوصية الأولى. و الثانية مثلها و هي: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين. فقال له الكاتب: جيدا يا معلم قلت: لأن الـلـه واحـد و ليـس آخـر سواه.."
و مثل هذا أيضا جاء في إنجيل لوقا و إنجيل متى، و فيه قال عيسى عليه السلام بعد بيانه لهاتين الوصيتين: " بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس [2] كلـه و الأنبياء "[3] .
و هذا يؤكد أن توحيد الربوبية و الألوهية أساس الشريعة و أساس دعوة جميع الأنبياء عليهم السلام، و هذا ما صدقه القرآن في قوله عز وجل: { و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت } النحل / 36، و قوله سبحانه: { و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } الأنبياء / 25.
و مما يجدر بالذكر التنبيه إليه أن سيدنا عيسى عليه السلام بين أنه لا وصية أعظم من هاتين الوصيتين، و أنهما أساس الناموس و أساس جميع دعوات الأنبياء، و بناء عليه، فلو كانت ألوهية عيسى عليه السلام و مشاركة الابن لله في ألوهيته، عقيدة حقة و الإيمان بها شرط ضروري للنجاة و الخلاص الأخروي ـ كما نص عليه دستور الإيمان الذي تقرر بمجمع نيقية ـ لبيـَّن عيسى عليه السلام ضرورة الإيمان بذلك و لم يكتمه، خاصة في هذا المقام الذي سئل فيه عن أهم الوصايا، فلما لم يذكر ذلك في هذا المقام، علم أن ألوهية عيسى ليست من وصايا الله عز و جل أصلا.
(2) و جاء في إنجيل يوحنا (17 / 1ـ 3):
" تكلم يسوع بهذا و رفع عينيه نحو السماء و قال: أيها الآب قد أتـت الساعة... و هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإلـه الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي أرسلته ".
قلت: ففي هذه الآية بين عيسى عليه السلام أن النجاة الأخروية تكمن في الإيمان بأن الآب هو الإلـه الحقيقي وحده، فلفظة وحدك صريحة قاطعة في انفراد الآب بالألوهية، و عدم مشاركة أي أحد آخر ـ و منهم المسيح الابن ـ له فيها. و يؤكد هذه أكثر عطف المسيح، كرسولٍ لله تعالى، فيما يجب معرفته و الإيمان به. و هذا هو عين ما قاله القرآن الكريم و هو وجوب الإيمان بالله وحده لا شريك له، و بأن المسيح رسول الله، على نبينا و عليه الصلاة و السلام.
(3) و جاء في إنجيل متى (4 / 8 ـ10) قصة امتحان الشيطان للمسيح :
" ثم أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جدا و أراه جميع ممالك العالم و مجدها. و قال له: أعطيك هذه جميعها إن خررت و سجدت لي! حينئذ قال له يسـوع: اذهب يا شيـطان. لأنه مكتوب: للرب إلـهك تسجد و إياه وحده تعبد"[4] .
قلت: فسيدنا المسيح عليه السلام يؤكد على ما هو منصوص في التوراة بأن الرب الإله وحده فقط الذي ينبغي و يصح السجود له و عبادته، و بالتالي فلا تجوز العبادة و لا السجود لأي شيء آخر غيره، سواء كان المسيح الابن أو العذراء الأم أو الصليب أو أي كائن آخر سوى الله تعالى.
ثم إن نفس امتحان الشيطان لعيسى عليه السلام و وسوسته له و محاولته إضلاله لأكبر دليل، في حد ذاته، على بشرية عيسى المحضة و عدم إلـهيته، إذ ما معنى امتحان الشيطان لله خالقه و ربه؟! و متى و كيف يكون الله تعالى في حاجة للامتحان و الاختبار؟!
(4) و في إنجيل متى (19 / 16 ـ 17):
" و إذا واحد تقدم و قال: أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحيوة الأبدية؟ فقال (المسيح) له: و لماذا تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحد و هو الله. و لكن إذا أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا "[5] .
قلت: لقد نفى سيدنا عيسى عليه السلام بكل صراحة عن نفسه الصلاح، و لعل المقصود به الصلاح الذاتي المطلق أي القداسة الذاتية المطلقة، و أثبته لله الواحد الأحد فقط. و لا أدل من هذا على نفيه الألوهية عن نفسه، و ليت شعري، إذا كان عليه السلام لم يرض بأن يوصَفَ حتى بالصالح فقط، فكيف يمكن أن يرضى بأن يوصَف بأنه إلـهنا و ربنا؟!
(5) و في إنجيل متى (23 / 8 ـ 10) يقول المسيح عليه السلام لأتباعه:
" و أما أنتم فلا تدعوا سيدي، لأن معلمكم واحد المسيح و أنتم جميعا أخوة، و لا تدعوا لكم أبـاً على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السماوات ".
قلت: المعروف أنه في لغة الإنجيل، كثيرا ما يعبر عن الله بالآب، و هنا كذلك، فقول عيسى عليه السلام " لا تدعوا لكم أبـا على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات " يعنى ليس لكم إله إلا الله وحده الذي في السماوات، و هذا صريح في نفي ألوهية كل أحد ممن هو على الأرض، و يدخل في هذا النفي المسيح كذلك لكونه على الأرض.
و يؤكد ذلك أيضا الاقتصار على وصف المسيح بالسيد و المعلم و عدم وصفه بالإلـه.
هذا و فيما يلي نورد عبارتين للقديس بولس الذي يحتل مكانة عظيمة لدى إخواننا النصارى حيث تعتبر رسائله من إلهام الله تعالى و بالتالي لها منزلة الوحي المعصوم عندهم، لذا ألحقت رسائله الأربعة عشر بالأناجيل و اعتبرت جزءا من كتاب العهد الجديد:
(6) جاء في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (الإصحاح الثامن / 4 ـ 6):
"... فمن جهة أكل ما ذبح للأوثان نعلم أن ليس وثن في العالم و أن ليس إله آخر إلا واحدا. لأنه و إن وجد ما يسمى آلـهة سواء كان في السماء أو على الأرض، كما يوجد آلهة كثيرة و أرباب كثيرون. لكن لنا إلـه واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء و نحن به. و رب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء و نحن به. ".
قلت: فقوله " ليس إله آخر إلا واحداً " هو نفس الكلمة الطيبة و شعار التوحيد الخالد الذي بعث به جميع الأنبياء: " لا إله إلا الله ". و قوله " و لكن لنا إلـه واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء " في غاية الصراحة و الوضوح في إفراد الآب وحده بالإلـهية و أن كل ما سواه ـ بما فيهم المسيح ـ مخلوق منه.
و يزيد هذا الإفراد للآب بالألوهية، تأكيداً، ذكر يسوع المسيح بعده بصفة الرب فقط، و لا شك أنه لا يريد بالرب هنا الألوهية و إلا عاد مناقضا لنفسه إذ يكون قد أثبت لنا إلـهين اثنين بعد أن أكد أنه ليس لنا إلا إله واحد، لذلك لابد أن يكون مراده بالرب معنى غير الله، و هذا المعنى هو السيد المعلم، كما تدل عليه رسائله الأخرى و كما هو مصرح به في إنجيل يوحنا من أن لفظة الرب ـ عندما تطلق على المسيح ـ يقصد بها المعلم، ففي الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا (الآية 38):
" فقالا ربي ! ـ الذي تفسيره: يا معلم! ـ أين تمكث؟ "
و كذلك في إنجيل يوحنا (الإصحاح 20 / آية 16):
" قال لها يسوع: يا مريم! فالتفتت تلك و قالت له ربّوني! الذي تفسيره يا معلم."
(7) و أخيراً في رسالة بولس إلى أهل أفسس (4 / 6):
" ربٌّ واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة. إلـه و آب واحد للكل، الذي على الكل و بالكل و في كلكم ".
ب ـ من العهد القديم :
(1) أول وصية من الوصايا العشر التي أوحاها الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام و كتبها له في الألواح، كما جاءت في سفر الخروج (20 / 1ـ 4) من التـوراة الحالية:
" أنا الرب إلـهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك آلـهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالا منحوتا و لا صورة مما في السماء من فوق و ما في الأرض من تحت و ما في الماء من تحت الأرض. و لا تسجد لهن و لا تعبدهن ".
(2) و في سفر الخروج أيضا (23 / 13): " و لا تذكروا اسم آلهة أخرى و لا يسمع من فمك ".
(3) و في سفر التثنية من التوراة (6 / 4 ـ 5 ثم 14 ـ 16) يوحي الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن يقول لبني إسرائيل:
" اسمع يا إسرائيل! الرب إلهنا رب واحد. فتحب الرب إلـهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل قوتك...
الرب إلـهك تتقي، و إياه تعبد، و باسمه تحلف، لا تسيروا وراء آلهة أخرى من آلهة الأمم التي حولكم، لأن الرب إلـهكم إلـه غيور في وسطكم، لئلا يحمى غضب الرب إلـهكم عليكم فيبيدكم عن وجه الأرض ".
(4) و في سفر التثنية (4 / 39) من التوراة أيضا:
" فاعلم اليوم و ردد في قلبك أن الرب هو الإلـه في السماء من فوق و على الأرض من أسفل، ليس سواه ".
(5) و في سفر أخبار الأيام الأول (17 / 20) قول داود عليه السلام لله عز وجلّ:
" يا رب ليس مثلك، و لا إلـه غيرك، حسب كل ما سمعناه بآذاننا ".
(6) و في سفر نحميا (9 / 5 ـ 7) من العهد القديم:
" قوموا باركوا الرب إلـهكم من الأزل إلى الأبد و ليتبارك اسم جلالك المتعالي على كل بركة و تسبيح. أنت هو الرب وحدك. أنت صنعت السماوات و سماء السماوات و كل جندها و الأرض و كل ما عليها و البحار و كل ما فيها. و أنت تحييها كلها و جند السماء لك يسجد ".
(7) و في زبور داود عليه السلام المسمى بسفر المزامير (16 / 1 ـ 2 ـ 4):
" احفظني يا الله لأنني عليك توكلت. و قلت للرب أنت سيدي. خيري لا شيء غيرك.... تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر، لا أسكب سكائبهم من دم و لا أذكر أسماءهم بشفتي ".
(8) و في المزامير لداود عليه السلام أيضا (18 / 30 ـ 31):
" الله طريقه كامل. قول الرب نقي. ترسٌ هو لجميع المحتمين به. لأنه من هو إله غير الرب؟ و من هو صخرة سوى إلـهنا؟؟ ".
(9) و في سفر النبي إشعيا عليه السلام (44 / 6):
" هكذا يقول الرب ملك إسرائيل و فاديه. رب الجنود: أنا الأول و أنا الآخر و لا إلـه غيري ".
(10) و في سفر النبي إشعيا أيضا (45 / 5 ـ 6 ـ 7):
" أنا الرب و ليس آخر. لا إله سواي... لكي يعرفوا من مشرق الشمس و من مغربها أن ليس غيري. أنا الرب و ليس (من رب) آخر. مصور النور و خالق الظلمة و صانع السلام و خالق الشر أنا صانع كل هذه ".
(11) و أيضا في سفر النبي إشعيا عليه السلام (45 / 18 و 21 ـ 22):
" أنا الرب و ليس (من رب) آخر... أليس أنا الرب و لا إله غيري؟ إلـهٌ بارٌّ و مخلِّصٌ ليس سواي. التفتوا إلي و أخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأنني أنا الله و ليس (من إلـه) آخر ".
(12) أما سفر النبي إرميا عليه السلام ، و هو سفر طويل يضم 52 إصحاحا، فمحوره كله يدور حول توحيد الله تعالى و نبذ كل آلهة سواه، و عبادته وحده و تقديم البخور و النذور و الأضاحي له وحده و عدم تقديمها لآلهة مزيفة غيره، و الدعاء باسمه وحده و التوكل عليه وحده و عدم التوكل على غيره، و لا يتسع المجال لذكر كل شواهد ذلك فنكتفي بالإشارة لمواضعها :
إرميا: 1/16، 7/6 و 9، 10/3ـ16، 10/25، 11/10ـ11 و 17، 16/11، 16/19ـ21، 17/5ـ8، 18/5، 25/6،35/15، 44/3ـ8، 44/15ـ28.
(13) و الإصحاح السادس من سفر النبي حزقيال عليه السلام ، يدور كله حول عاقبة بني إسرائيل الذين اتجهوا لعبادة أصنام و آلهة غير الله و ما سيحل بهم من عذاب الله و سخطه و انتقامه.
(14) و في سفر النبي هوشع عليه السلام (13 / 4):
" و أنا الرب إلـهك، من أرض مصر، و إلـها سواي لست تعرف، و لا مخـلِّص غيري ".
(15) و في سفر النبي يوئيل عليه السلام (2/ 27):
" و تعلمون أني أنا في وسط إسرائيل و أني أنا الرب إلـهكم و ليس هناك غيري ".
(16) و في سفر النبي زكريا عليه السلام (14 / 9):
" و يكون الرب ملكا على الأرض كلها. و في ذلك اليوم يكون رب واحد، و اسمه واحد "[6] .
القسم الثاني :
نصوص يبين فيها المسيح بكل وضوح أن الله تعالى إلـهه و معبوده
(1) في إنجيل يوحنا (20 / 17):
" قال لها يسوع: لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. و لكن اذهبي إلى إخوتي و قولي لهم: إني أصعد إلى أبي و أبيكم و إلهي و إلهكم "
قلت: هذه الآية من أصرح العبارات في نفي عيسى الألوهية عن نفسه. إذ كيف يكون إلـها و هو يعترف و يقر بأن الله تعالى إلـهه؟! و هل الله يكون له إلـه؟؟
و هذا هو ما صدَّقَه القرآن الكريم حين أكد أن عيسى عليه السلام كان يقول:
" و قال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي و ربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و ما للظالمين من أنصار " المائدة / 72.
و مثله أيضا ما قاله تعالى عنه عليه السلام أنه سيقول يوم القيامة:
" ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي و ربكم " المائدة / 117.
(2) و في إنجيل متى (27 / 46)، و إنجيل مرقس (15 / 34):
" و نحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: إيلي إيلي لم شبقتني: أي إلـهي إلـهي لماذا تتركني؟ "
قلت: فههنا كذلك يبين عيسى المسيح عليه السلام أن الله تعالى إلـهه، و يستغيث بإلـهه هذا بتكرار و تضرع، فأين هذا ممن يدعي أن عيسى المسيح نفسه كان هو الله تعالى؟!
(3) و في رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس (1 / 3 و 16 ـ 17):
" مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح.....
لا أزال شاكرا لأجلكم ذاكرا إياكم في صلواتي. كي يعطيكم إلهُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ، أبو المجد، روح الحكمة و الإعلان في معرفته "
قلت: فوصف بولسُ اللهَ تعالى بأنه أبو المسيح، ثم وصفه بـإلـه المسيح، مما يفيد بكل وضوح أن يسوع المسيح عبدٌ لله و ليس بإله، إذ لو كان المسيح إلـها لما قال بولس أن الله تعالى إلـهه، لأن " الإلـه " أزلي واجب الوجود لا خالق و لا إله له، و هذا من أوضح الواضحات !!
القسم الثالث :
نصوص تبين عبادة المسيح لله عز و جل و إكثاره من الصلاة له تبارك و تعالى
(1) في إنجيل متى (4 / 23 ـ 24) وإنجيل مرقس (6 / 40 ـ 48):
"و بعد ما صفَّ الجموع، صعَد (أي المسيح) إلى الجبل منفرداً ليصلي. و لما صار المساء كان هناك وحده. و في الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيا على البحر!".
قلت: من هذا النص يتبين أمران:
أولاً: أن سيدنا المسيح عليه السلام كان يحبِّذ الصلاة منفردا مما يفيد أن هذه الصلاة كانت فعلا لرغبته بعبادة الله تعالى، لا لمجرد تعليم التلاميذ.
ثانياً: أنه عليه السلام كان يقضي أحيانا أكثر النهار و أكثر الليل في الصلاة، كما يفيده قوله: " و لما صار المساء "، و قوله: " و في الهزيع الرابع من الليل " الذي يفيد أنه إلى ذلك الوقت كان لا يزال منفردا لوحده مستيقظا مشغولا بالصلاة و المناجاة و العبادة.
و النصوص الأخرى التالية تؤكد ذلك الموضوع :
(2) في إنجيل مرقس (1 / 35):
" و في الصباح الباكر جدا قام و خرج و مضى إلى موضع خلاء. و كان يصلي هناك ".
(3) و في إنجيل لوقا (5 / 16):
" و أما هو (أي عيسى) فكان يعتزل في البراري و يصلي ".
(4) و في إنجيل لوقا (6 / 12) أيضا:
" و بعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام أخذ بطرس و يوحنا و يعقوب و صعد على جبل ليصلي. و فيما هو يصلي صارت هيئة وجهه متغيرة و لباسه مبيضا لامعا ".
(6) و في إنجيل لوقا أيضا (9 / 18):
" و فيما هو يصلي على انفراد، كان التلاميذ معه ".
(7) و في إنجيل لوقا كذلك (11 / 1):
" و إذا كان يصلي في موضع، فلما فرغ قال واحد من تلاميذه: يا رب! علمنا أن نصلي كما علم يوحنا أيضا تلاميذه ".
(8) و في إنجيل متى (26 / 36):
" حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جثـسيماني فقال للتلاميذ: اجلسوا ههنا حتى أمضي و أصلي هناك ".
(9) و في إنجيل متى أيضا (26/ 39 ـ 44):
" ثم تقدم قليلا و خرَّ على وجهه (أي سجد)[7] و كان يصلي قائلا: يا أبتاه إن أمكن فلتعبر هذه الكأس. و لكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت. ثم جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياما. فقال لبطرس: أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة؟ اسهروا و صلوا لئلا تدخلوا في تجربة، أما الروح فنشيط و أما الجسد فضعيف. فمضى ثانية و صلى.... ثم جاء فوجدهم أيضا نياما... فتركهم و صلى ثالثة "[8] .
قلت: من تلك النصوص يظهر مدى اهتمام عيسى بالصلاة لله عز وجلَّ، و أن الصلاة كانت عبادة محببة له و مفزع يلجأ إليه عند الملمات، و أنه كان في الغالب يصعد للهضاب ليصلي لوحده منفردا، يقضي بذلك أحيانا أكثر الليل و أكثر النهار أيضا.
و نسأل القارىء المنصف: هل الله تعالى يصلي؟؟ و إن صلَّى فلمن يصلي؟ ألنفسه؟! و هل هذا يمكن أن يقول به مجنونٌ فضلا عن عاقل؟! إذن أليست تلك النصوص دلائل بينة و قاطعة على نفي إلـهية عيسى و تأكيد عبوديته لله الواحد القهار؟؟
القسم الرابع :
نص يبين المسيح فيه أن الله تعالى أعظم منه و نصٌّ لبولس يؤكد فيه أن الابن خاضع لله مثل جميع المخــلوقات
(1) في إنجيل يوحنا (14 / 28) يقول السيد المسيح عليه السلام لتلاميذه :
" سمعتم أني قلت لكم أنا أذهب ثم آتي إليكم. لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني أمضي إلى الآب، لأن أبي أعظم منّي "
قلت: الجملة الأخيرة صريحة في نفي عيسى عليه السلام الألوهية عن نفسه، لأنه لو كان إلـها ـ كما يدعون ـ لكان كاملا مطلقا، و الكامل المطلق لا يوجد من هو أعظم منه، في حين أن المسيح عليه السلام يثبت أن الآب (أي الله تعالى) أعظم منه. و هذا النص أيضا يبين خطأ دستور الإيمان الذي أقره مجمع نيقية و الذي نص على التساوي بين الآب و الابن. سبحان الله! رسول الله عيسى المسيح عليه السلام ينفي التساوي بينه و بين الله و يبين أن الله تعالى أعظم منه، و آباء مجمع نيقية يصرون على تساويهما، فأيهما نصدق؟؟
(2) و في رسالة بولس الأول إلى أهل كورنثوس (15 / 28):
" و متى أُخْضِعَ له (أي لله) الكـل، فحينئذ الابن نفسه أيضا سيخضع للذي أخضع له الكل، لكي يكون الله الكـل في الكـل. "
قلت: ففي هذا النص يبين بولس أن المسيح سيخضع في النهاية لله، و هذا بحد ذاته من أوضح الأدلة على عدم إلـهية المسيح لأن الإلـه لا يخضع لأحد، كما أن في قوله: " سيخضع للذي أخضعَ له الكل "، دلالة أخرى على عدم إلـهية المسيح لأن مفاد هذه الجملة أن الله تعالى هو الذي كان قد أخضع للمسيح كل شيء، مما يعني أن المسيح لم يكن يستطع، بذاته و مستقلا عن الله، أن يسخر و يخضع الأشياء. فهل مثل هذا يكون إلـها؟!!
القسم الخامس:
نصوص يؤكد فيها المسيح محدودية علمه
(1) في إنجيل مرقس (13 / 32) يقول المسيح عن يوم القيامة :
" و أما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا الملائكة الذين في السماء و لا الابن، إلا الآب ".
(2) و في إنجيل متى (24 / 36)، قول عيسى أيضا :
" و أما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما أحد و لا ملائكة السماوات[9] ، إلا أبي وحده ".
قلت: هذا النص من أوضح الأدلة على نفي إلـهية المسيح عليه السلام ، لأن المسيح حصر علم قيام الساعة بأبيه الله تعالى وحده فقط، و نفي هذا العلم عن نفسه و عن سائر عباد الله الآخرين من الملائكة و غيرهم، و سوى بين نفسه و بين سائر المخلوقات في انتفاء العلم بالساعة، و هذا ما صدقه القرآن الكريم أيضا حين أكد انحصار علم الساعة بالله تعالى وحده كما جاء في قوله تعالى مثلا: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي..} الأعراف / 187. و هذا من أوضح الأدلة على بشرية عيسى عليه السلام المحضة، لأنه لو كان إلـها لكان علمه محيطا بكل شيء و مساويا لعلم الآب في كل شيء.
هذا و لما لم يكن العلم من صفات الجسد، فلا يجري فيه عذر أساقفة النصارى المشهور بأنه " نفى العلم باعتبار جسميته و ناسوته "! لأن العلم ليس من صفات الجسد بل من صفات الروح. فظهر من ذلك بشريته المحضة عدم وجود أي طبيعة إلـهية في المسيح عليه السلام إذ لو وجدت لما جهل هذه الأمور.
(3) في إنجيل متى (21 / 18 ـ 19) و إنجيل مرقس (11 / 11 ـ 4) :
" فدخل يسوع أورشليم... و في الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع. فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء إليها لم يجد شيئا إلا ورقا. لأنه لم يكن وقت التين. فأجاب يسوع و قال لها: لا يأكل أحد منك ثمرا بعد إلى الأبد! ".
هذا النص يبين أن سيدنا عيسى عليه السلام لما رأى الشجرة من بعد، لم يدر و لم يعلم أنها في الواقع غير مثمرة، بل توقع لأول وهلة أن تكون مثمرة، لذلك ذهب باتجاهها، لكن لما اقترب منها ظهر له أنها غير مثمرة فعند ذلك غضب عليها و لعنها!.
و في هذا عدة دلائل واضحة على نفي إلـهية عيسى عليه السلام :
فأولاً: عدم علمه منذ البداية بخلو الشجرة من الثمر يؤكد بشريته المحضة لأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السماء.
وثانياً: كونه جاع تأكيد آخر أنه بشر محض يحتاج للغذاء للإبقاء على حياته، فإن قالوا بأنه جاع بحسب ناسوته، قلنا أفلم يكن لاهوته قادرا على إمداد ذلك الناسوت (أي الجسد)؟! خاصة أنكم تدعون أن اللاهوت طبيعة دائمة له و حاضرة لا تنفك عنه!!
وثالثاً: أنه لما وجد الشجرة غير مثمرة لعنها و بقي جائعا! و لو كان إلـها لكان عوضا عن أن يلعنها و يبقى جائعا، يأمرها أمرا تكوينيا أن تخرج ثمرها على الفور، لأن الله لا يعجزه شيء بل يقول للشيء كن فيكون، فكيف يُصْرَفون عن هذه الدلائل الواضحات و الآيات البينات! وهل بعد الحق إلا الضلال ؟
القسم السادس :
نصوص تفيد ابتداء بعثة المسيح بنـزول الملائكة و روح القدس عليه عند اعتماده عن يد النبي يحيى (يوحنا) المعمدان عليه السلام
(1) جاء في إنجيل متى (3 / 13 ـ 17):
" حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن، إلى يوحنا ليعتمد منه، و لكن يوحنا منعه قائلاً: أنا محتاج أن أعتمد منك و أنت تأتي إلي؟ (15) فأجاب يسوع و قال له اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل برٍّ، حينئذ سمح له. (16) فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء، و إذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة و آتيا عليه (17) و صوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ".
و أقول: من البديهي أنه لو كان المسيح عليه السلام هو الله تعالى نفسه الذي تجسد و نزل لعـالم الدنيا ـ كما يدعون ـ لكـانت رســالته مبـتـدئة منذ ولادتـه، و لكان روح القدس ملازما له باعتباره جزء اللاهوت الذي لا يتجزأ ـ كما يدعون ـ، و لما احتاج إلى من ينزل عليه بالوحي أو الرسالة، و لما كان هناك أي معنى أصلا لابتداء بعثته بهبوط روح القدس عليه و ابتداء هبوط الملائكة صاعدين نازلين بالوحي و الرسائل عندما بلغ الثلاثين من العمر و اعتمد على يد يوحنا النبي عليه السلام ! فهذا النص و النصوص التالية التي تبين كيفية بدء البعثة النبوية للمسيح، لأكبر و أوضح دليل ـ عند ذوي التجرد و الإنصاف ـ على بشرية المسيح المحضة و عدم إلهيته و أنه ليس الله المتجسد بل عبدٌ رسولٌ و نبيٌّ مبعوثٌ برسالة من الله كسائر الأنبياء و الرسل و حسب.
(2) و لقد استشهد متى في إنجيله، ببشارة كانت قد وردت في سفر إشعيا من العهد القديم فاعتبرها بشارة عن المسيح، و هي تشير أيضا لنزول روح الله (أي جبريل) على المبشَّر به، ليعلن الحق للأمم:
" (14) فلما خرج الفريسـيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه. (15) فعلم يسوع و انصرف من هناك. و تبعه جموع كثيرة فشفاهم جميعا. (16) و أوصاهم ألا يظهروه.(17) لكي يتم ما قيل بأشعيا النبي القائل: هو ذا فتاي [ و بالترجمة الجديدة: هو ذا عبدي ] الذي اخترته، حبيبي الذي سُـرَّت به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق.." متى: 12 / 14 ـ17.
و الشاهد قوله: أضع روحي عليه، أي أنزل جبريل، روح الله، عليه بالوحي، فيخبر الأمم بالحق .
(3) و إلى هذا الشروع بالعمل الرسالي أشار يوحنا في إنجيله فقال :
" من الآن ترون السماء مفتوحة و ملائكة الله يصعدون و ينزلون على ابن الإنسان " يوحنا: 1/51.
(4) هذا و قد نقل يوحنا الإنجيلي أيضا عن النبي يحيى (يوحنا) المعمدان أنه قال لليهود لما تباحثوا معه عن ذاك (أي المسيح) الذي بدأ يعمد الناس، فقال النبي يحيى عليه السلام لهم: " إذاً فرحي قد كمُلَ. ينبغي أن ذلك يزيد و أنا أنقص " يوحنا: 3 / 29 ـ 3. مبينا بدء رسالة المسيح و تواتر وحي الله تعالى إليه.
(5) و لننظر ما ذكره لوقا عن بدء بعثة المسيح بنزول روح القدس عليه:
" و لما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا و إذ كان يصلي انفتحت السماء و نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة و كان صوت من السماء قائلا: أنت ابني الحبيب بك سررت. و كان يسوع عند بدء رسالته في نحو الثلاثين من عمره... و رجع يسوع من الأردن و هو ممتلئ من الروح القدس " لوقا: 3 / 21 ـ 23، ثم 4/.
و نسأل أصحاب التثليث: أليس هذا النص أوضح دليل على نفي إلـهية المسيح و نفي التثليث، فأولاً: لو كان المسيح إلـها متجسدا لما احتاج لروح القدس ليهبط عليه بالرسالة! و ثانياً: لو كان التثليث حقا لكان المسيح متحدا دائما و أزلا مع روح القدس، فما احتاج أن يهبط عليه كحمامة!، و لما قال الله تعالى عند اعتماده و ابتداء بعثته هذا ابني الحبيب، لأنه من المفروض أنه كان جزء اللاهوت بزعمهم من البداية و لأن الله لا يمكن أن تنفصل عنه إحدى صفاته.
القسم السابع :
المسيح يُعرِّف نفسه بأنه نبيٌّ و رسولٌ لِلَّه و يؤكد أنه عبدٌ مأمورٌ لا يفعل إلا ما يأمره به الله تعالى و لا يتكلم إلا بما يسمعه من الله تعالى
البديهي أن المسيح عليه السلام لو كان هو الله تعالى نفسه الذي تجسَّد و صار بشرا و جاء لعالم الدنيا بنفسه ـ كما استقر عليه دستور الإيمان المسيحي ـ لما صح أن يطلق عليه لقب نبيّ، لأن " النبيّ " اسم لشخص منفصل عن الله يُـنبىء عن الله تعالى، أي يخبر عنه، بما يسمعه من الله إما بواسطة الكلام المباشر أو الوحي الخفي أو ملكٍ رسول، كذلك لا يصح أن يطلق عليه اسم " رسول " لأن الرسول اسم لشخص منفصل عن الله، يبعثه الله تعالى لأداء مهمة ما، أما الله تعالى لو تجسد فعلا و صار بنفسه إنسانا و نزل لعالم الدنيا ليعلن الدين الجديد بنفسه، فلا يكون عندئذٍ رسولاً، إذ ليس ثمة مرسل ٍ له ، بل في هذه الحالة يكون هو نفسه، و بدون واسطة، قد أخذ على عاتقه مهمة الاتصال بمخاطبيه.
و حاصله أنه لو صح أن المسيح كان الله نفسه متجسدا، لما صح أن يسمى رسولا و لا نبيا. ولكن الحقيقة أن الأناجيل طافحة بالنصوص التي يعرِّفُ المسيح عليه السلام فيها نفسه بأنه " نبيّ " و بأنه " رسول " أرسله الله تعالى للناس، و أن ما يقوله للناس ليس من عند نفسه بل من عند الله الذي أرسله، فتعليمه ليس لنفسه بل للآب الذي أرسله، فهل هناك أصرح من هذا في بيان الغيرية بين عيسى والله تعالى؟، وأنهما اثنان: مُـنبىء ونبي ، و مُرسل و رسـول ؟!
و فيما يلي بعض ما جاء في هذا المجال :
(1) في إنجيل متى (13 / 54 ـ 58):
" و لما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا و قالوا من أين لهذا هذه الحكمة و القوات؟ أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعى مريم و إخوته يعقوب و يوسي و سمعان و يهوذا؟ أو ليست أخواته جميعهن عندنا؟ فمن أين لهذا هذه كلها؟ فكانوا يعثرون به. و أما يسوع فقال لهم: ليس نبيٌّ بلا كرامة إلا في وطنه و في بيته. و لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم "
و الشاهد في قوله " ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه " حيث عبر عن نفسه بأنه نبي، و هذه الجملة وردت في الأناجيل الأربعة جميعا[10] .
(2) و في إنجيل متى كذلك (10 / 40 ـ 41) في ذكره لما قاله السيد المسيح عليه السلام للحواريين الاثني عشر حين أرسلهم لدعوة بني إسرائيل و تبشيرهم بالإنجيل:
"من يقبلكم يقبلني و من يقبلني يقبل الذي أرسلني و من يقبل نـبـياً باسم نـبـي فأجر نـبـيٍ يأخذ."
(3) في إنجيل لوقا (10/16) في آخر الخطبة التي قالها السيد المسيح عليه السلام للتلاميذ السبعين الذي أرسلهم اثنين اثنين للوعظ و البشارة بالإنجيل في قرى فلسطين، أنه قال لهم:
" الذي يسمع منكم يسمع مني و الذي يرذلكم يرذلني و الذي يرذلني يرذل الذي أرسلني ".
(4) و في إنجيل لوقا (4 / 42 ـ 43):
" و لما صار النهار خرج و ذهب إلى موضع خلاء و كان الجموع يفتشون عليه فجاءوا إليه و أمسكوه لئلا يذهب عنهم. فقال لهم: إنه ينبغي لي أن أبشِّـر المدن الأخرى أيضا بملكوت الله لأني بهذا أُرْسِـلْتُ ".
(5) و في إنجيل يوحنا (7 / 28 ـ 29):
" فنادى يسوع و هو يعلم في الهيكل قائلا: تعرفونني و تعرفون من أين أنا و من نفسي لم آت بل الذي أرسلني هو حق الذي أنتم لستم تعرفونه. أنا أعرفه لأني منه و هو أرسلني "
(6) و فيه أيضا (8 / 16 ـ 17):
" و إن كنت أدين فدينونتي حق لأني لست وحدي بل أنا و الآب الذي أرسلني. و أيضا في ناموسكم مكتوب أن شهادة رجلين حق. أنا هو الشاهد لنفسي و يشـهد لي الآب الذي أرسلني "
قلت: استشهاد المسيح عليه السلام بحكم التوراة " شهادة رجلين حق " تصريح منه بالغيرية بينه وبين الله تعالى الذي يشهد له، فهما إذن اثنان: مرسِل و رسول، و هذا ينفي بوضوح قضية أن المسيح هو الله نفسه متجسدا.
و الآن إليكم هذه العبارة التي قد تفاجئكم بشدة وضوحها و صراحتها في نفي إلهية عيسى :
(7) ففي إنجيل يوحنا (8 / 40):
" و لكنكم الآن تطلبون أن تقتلونني و أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله "
أقول: لو لم يكن في الإنجيل سوى هذه الآية لكفى بها دلالة على نفي إلـهية عيسى عليه السلام .
(7) و فيه أيضا (8 / 26 ـ 29):
" لكن الذي أرسلني هو حق و أنا ما سمعته فهذا أقوله للعالم. و لم يفهموا أنه كان يقول لهم عن الآب. فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو و لست أفعل شيئا من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي و الذي أرسلني هو معي و لم يتركني الآب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يرضيه "
(8) و فيه أيضا: (10/36) :
" فالذي قدَّسه الآب و أرسله إلى العالم أتقولون له إنك تجدَّف لأني قلت أني ابن الله؟! "
(9) و فيه أيضا: (20/20) :
" فقال لهم يسوع أيضا سـلام لكم. كما أرسلنـي الآب أرسلـكم أنا "
قلت: ففي العبارة الأخيرة يماثل سيدنا المسيح عليه السلام بين إرسال الآب له و إرساله هو لتلاميذه للدعوة و التبشير، و بالتالي فكما أن تلاميذه و حوارييه ليسوا عيسى بعينه! فبمقتضى التماثل لا يكون عيسى عليه السلام هو الله بعينه، بل يكون رسوله و مبعوثه.
و فيما يلي بعض النصوص التي يبين فيها المسيح عليه السلام أنه لا يتكلم من نفسه بل هو حامل لرسالة من الله مأمور بتبليغها للناس، و أنه لا يعلم إلا ما يوحى إليه:
(1) في إنجيل يوحنا (14/24) :
" الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي. و الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني"
(2) و فيه أيضا: (15/15)
" لكني سميتكم أحبَّاء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي "
(3) و فيه كذلك (12 / 49 ـ 50):
" لأني لم أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول و بماذا أتكلَّم. و أنا أعلم أن وصيته هي حيوة أبدية فما أتكلم أنا به فكما قال لي الآب هكذا أتكلم "
و أعتقد أن هذه العبارات واضحة للغاية في تأكيد ما قلناه، و نظائر هذا في الأناجيل كثير، لا سيما إنجيل يوحنا، و فيما ذكرناه الكفاية.
كان هذا ما عرَّف به المسيح نفسه، فكيف عرفه تلاميذه و بماذا وصفوه؟ هل جاء على لسان أي أحد منهم و لو مرة واحدة عبارة يصفه بها بأنه الله نفسه متجسدا؟ أم وصفوه،كما علمهم المسيح، بأنه نـبـي و رسول مرسل من الله ؟
لنستمع للأناجيل تعطينا الإجابة الواضحة :
(1) في إنجيل متى (21 / 10 ـ 11) قول المؤمنين بالمسيح عليه السلام لدى استقبالهم له عند دخوله بيت المقدس :
" مبارك الآتي باسم الرب... هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل ".
(2) و في إنجيل لوقا (7 / 12 ـ 16) :
" فلما اقترب (يسوع المسيح) إلى باب المدينة إذا ميت محمول، ابن وحيدٍ لأمّه. و هي أرملة و معها جمع كثير من المدينة. فما رآها الرب تحنّن عليها و قال لها لا تبكي. ثم تقدّم و لمس النعش فوقف الحاملون. فقال: أيها الشاب أقول لك قُـمْ!. فجلس الميت و ابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمّه. فأخذ الجميع خوفٌ و مجدوا الله قائلين: قد قام فينا نّبِيٌّ عظيم و افتقد الله شعبه ".
(3) و في إنجيل يوحنا (4/19) : عن المرأة التي دهشت لما أخبرها المسيح، الذي لم يكن يعرفها من قبل، عن أزواجها الخمسة السابقين! أنها قالت:
" يا سـيـّد! أرى أنك نـبـيّ.. ".
(4) و في إنجيل يوحنا (6/14) : أيضا بعد ذكره لمعجزة تكثير أرغفة الشعير الخمسة و السمكتين:
" فلما رأى الناس الآية التي صنعها يسوع قالوا: إن هذا هو بالحقيقة النـبـي الآتي إلى العالم ".
(5) و أخيراً جاء في آخر إنجيل لوقا (24/19) : ضمن روايته للحوار الذي جرى بين المسيح، بعد صلبه (حسب تصورهم)، و اثنين من حوارييه، الذين لم يعرفوه لأنه كان متنكرا و لأنهم كانوا يتصورون أنه قد مات:
" فقال (لهما) (يسوع): و ما هي؟ (أي تلك الأحداث التي جعلتكم مغمومين) قالا: المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنسـانا نّـبِـيَّـاً مقتدرا في الفعل و القول أمام الله ".
أجل، هكذا كان إيمان الحواريين بالمسيح: أنه كان إنسانا نبياً. و من الجدير بالذكر أن هذا الحوار جرى في آخر حياة المسيح عليه السلام ، و قبيل رفعه، فلا مجال للقول بأن هذا كان تصورهم القديم في بداية الدعوة لكنهم آمنوا بعد ذلك بألوهيته؟؟
و نحن نسأل كل منصف: من الذي كان يعرف حقيقة المسيح أكثر: هل هم تلاميذه و حواريوه الخلّص و أقرب الناس إليه؟ أم الآباء و الأساقفة اليونان أو الروم الذين أداروا مجمع نيقية أو مجمع أفسس أو مجمع خلقيدونية و الذين تفصلهم عن المسيح ثلاثة أو أربعة قرون؟؟
(1) جاء في إنجيل لوقا: (5/19) :
" فأجاب يسوع و قال لهم: الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل ".
(2) و فيه أيضا في نفس الإصحاح (5/ 30) :
" أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا. كما أسمع أدين و دينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني ".
(3) و في نفس الإنجيل و الإصحاح أيضا (5 / 36) :
" و أما أنا فلي شهادة أعظم من يوحنَّا. لأن الأعمال التي أعطاني الآب لأعملها، هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الآب قد أرسلني ".
(4) و في إنجيل يوحنا (4 / 35) :
" الآبُ يحبُّ الابن و قد دفع كل شيء في يده ".
(5) و في إنجيل متى (28 / 18) :
" فتقدَّم يسوع و تمهَّل قائلاً: دُفِعَ إليَّ كل سلطان في السماء و على الأرض ".
(6) و في إنجيل لوقا (10 / 21 ـ 22) :
" و التفت (أي المسيح) إلى تلاميذه و قال: كل شيء قد دُفِـعَ إليَّ من أبي ".
(ب) و في إنجيل متى (9 / 6 ـ :
“... حينئذ قال للمفلوج: قم احمل فراشك و اذهب إلى بيتك. فقام و مضى إلى بيته. فلما رأى الجموعُ ذلكَ تعجّبوا و مـجـَّدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا “
(ج) و في إنجيل يوحنا (3 / 1 ـ 2):
" كان إنسان من الفريسيين اسمه نيقوديموس رئيسا لليهود. هذا جاء إلى يسوع ليلا و قال له: يا معلم، نعلم أنك قد أتيت من الله معلما لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه "
( د) و في إنجيل يوحنا أيضا (9 / 30 ـ 31) يقول الأعمى من الولادة (أي الأكمه)، الذي أبرأ عيسى عليه السلام عينيه، لليهود الذين جاءوا إليه يجادلونه بسبب إيمانه بنبوّة عيسى عليه السلام : (2) و في إنجيل لوقا: ( 23/34) :
" فقال يسوع: يا أبتاه! اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ".
قلت: إن الإلـه لا يحتاج أن يسأل أحدا غيره أن يغفر ذنب أحد، بل يغفر ذنب من يشاء بنفسه و يعذب من يشاء، فطلب عيسى عليه السلام المغفرة من الله للذين ظلموه، دليل على عدم إلـهيته و على أنه ليس له من الأمر شيء بل الأمر لله الآب وحده.
(3) و في إنجيل متى (26 / 50 ـ 54) :
" حينئذ تقدموا و ألقوا الأيادي على يسوع و أمسكوه. و إذا واحد من الذين مع يسوع مد يده و استل سيفه و ضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه. فقال له يسوع: رد سيفك إلى مكانه، لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون. أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة؟! فكيف تكمل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون. "
قلت: الشاهد في قول المسيح عليه السلام : " أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي..... " الذي هو دليل واضح على نفي إلـهية عيسى لأن الإلـه لا يستعين بغيره و لا يطلب شيئا من سواه، و لو كان المسيح إلـها لقال عوضا عن ذلك: " أتظن أني لا أستطيع الآن أن أحضر أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة... " أو قال " أتظن أنني لا أستطيع أن أقضي عليهم جميعا بأمر كن فيكون؟!..." الخ. أما قوله: أستطيع أن أطلب من أبي فيدل على أنه عبدٌ لله تعالى محتاج دائما لنصره و مدده.
(4) في إنجيل يوحنا (14 / 15 ـ 16) :
" إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي و أنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد "
قلت: الشاهد هو قوله: " و أنا أطلب من الآب.. " مما يثبت احتياج عيسى عليه السلام لله تعالى و أنه لا يقدر من نفسه على أن يفعل ما يريد بل يطلب ذلك من ربه سبحانه و تعالى.
(5) يشتمل الإصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا على دعاء طويل لعيسى عليه السلام يرفعه إلى ربه تعالى ضارعا له سائلا إياه أن ينجده و أن يحفظ تلاميذه و يقدسهم و يحفظهم من الشرير... الخ، و هذا الدعاء يُعْرَف بِاسم: الدعاء لأجل التلاميذ و بِاسم: صلاة يسوع الكهنوتية، و هو يبتدأ هكذا:
" تكلم يسوع بهذا و رفع عينيه نحو السماء وقال: أيها الآب قد أتت الساعة! مـجِّـدْ ابنَك ليمَجَّدَك ابنُك أيضا...
(إلى أن قال في حق تلاميذه): أيها الآب القدوس! احفظهم في اسمك الذي أعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن....
لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير..".
قلت: و كل هذا لا يصح على القول بإلـهية عيسى عليه السلام لأن الإله لا يطلب شيئا من غيره و لا يحتاج للدعاء و السؤال، بل يفعل ما يشاء بنفسه و بقدرته الذاتية.
القسم الحادي عشر :
المسيح عليه السلام يصرِّح بأنه إنســان و ابن إنســان و كذلك حواريّوه الخُلَّـص كانوا يؤمنون بأن المسيح إنسان نبيٌّ و رجلٌ مؤيّدٌ من الله
(1) في إنجيل يوحنا (8 / 40) يقول سيدنا المسيح عليه السلام لليهود :
" و لكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنـسـان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله ".
قلت: ما أبعد النجعة بين ما عرَّف به المسيح عليه السلام نفسه هنا من أنه: إنسان يتكلم بالحق الذي يسمعه من الله، و بين تعريف المسيح في دستور الإيمان النصراني الذي تقرر عقب مجمع نيقية و الذي أوردناه في بداية الكتاب! فأي القولين نختار: أقول المسيح المختار عليه السلام أم قول غلاة الأحبار؟!
(2) أما النصوص التي يؤكد فيها المسيح أنه ابن الإنسان فهي كثيرة جدا و هذا اللقب أي:" ابن الإنسان " كان اللقب المحبب لعيسى عليه السلام و قد تكرر في الأناجيل و الرسائل الملحقة بها 85 مرة. و نكتفي هنا بذكر نموذجين فقط :
أ ـ " و من أراد أن يصير فيكم أولا، يكون للجميع عبدا، لأن ابن الإنسان أيضا لم يأت لـيُـخْـدَم بل لـيَـخْـدِم و ليبذِل نفسه فدية عن كثيرين " إنجيل مرقس: 10 / 44 ـ 45.
ب ـ " و كما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحيوة الأبدية " إنجيل يوحنا: 3 / 14 ـ 15.
(3) و قد مرت معنا قريبا عبارة الحواريَّيْن الاثنين اللذين كانا يتكلمان مع المسيح بعد حادثة صلبه ـ أو بالأحرى بعد شائعة صلبه ـ دون أن يعرفاه، لأنه كان متنكرا، حيث لما سألهما عن سبب حزنهما؟ حدّثاه عما حدث لـ:
" يسوع الناصري الذي كان إنسانا نـبـيَّـاً مقتدرا في القول و الفعل أمام الله و جميع الشعب " انظر إنجيل لوقا: 24 / 13 ـ20.
(4) كذلك مرت معنا عبارة القديس بطرس التي جاءت في كلمته التي ألقاها في مجمع التلاميذ و المؤمنين بعد رفع المسيح فكان مما قاله:
" أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجـل قد تبرهن لكم من قِبَلِ الله بقوّات و عجائب و آيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضا تعلمون " أعمال الرسل: 3/22.
(5) و في إنجيل يوحنا قصة المرأة السامرية التي آمنت بالمسيح لما أخبرها بالغيب المتعلق بأزواجها السابقين الخمسة! فقالت مندهشةً:
" يا سيد أرى أنك نـبـيّ!......
و قالت للناس: هلموا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت! ألـعـلَّ هذا هو المسيح! " يوحنا: 4 / 19 ثم 29.
و الحاصل أن المسيح عليه السلام نفسه كان يؤكد بشريته و إنسانيته و أنه من نسل البشر، كما أن حوارييه و المؤمنين به من تلاميذه و معاصريه، كانوا ينظرون إليه على أنه إنسان ابن إنسان و ما كان أحد يعتبره إلها ابن إله.
القسم الثاني عشر :
الحواريون و كُـتَّاب الأناجيل يعـتبرون المسيح عليه السلام عبداً لِلَّـه اجتباه الله و اختاره و يعتبرونه بشرا نبيا كموسى عليه السلام
يرى المسلمون ـ تبعا لتعليم كلام الله تعالى في القرآن الكريم ـ أن عيسى المسيح عليه السلام كان عبدَ اللهِ و رسولَه، و لعل بعض عوام النصارى يمجُّ وصف المسيح بـ " العبوديّة " و يرى فيه إنقاصا لقدر المسيح عليه السلام ، لكن الحقيقة التي قد يندهش لها المسلم قبل النصراني العامي، أن هذا الوصف بعينه، أعني وصف المسيح بالعبودية لله، جاء في متن الأناجيل، بل في متن التوراة و الزبور، أي في تلك البشارات التي كان كتَّاب الأناجيل و الحواريون يستشهدون بها على أن المقصود بها المسيح عليه السلام .
و فيما يلي الشواهد على ذلك :
(1) يقول متَّـى ـ و هو أحد الحواريين الاثني عشر ـ في إنجيله (12 / 12 ـ20) :
" و لما خرج الفريسيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه. فعلم يسوع و انصرف من هناك. و تبعـته جموع كثيرة فشفاهم جميعا. و أوصاهم أن لا يظهروه. لكي يتم ما قيل بإشعيا النبي القائل: " هو ذا[11] فـتاي الذي اخترته. حبيبي الذي سُـرَّتْ به نفسي. أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق. لا يخاصم و لا يصيح و لا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبةً مرصوصةً لا يقصف و فتيلة مدخنة لا يطفىء. حتى يُخرِج الحق إلى النصرة و على اسمه يكون رجاء الأمم "
قلت: ففي هذا النص يستشهد كاتب الإنجيل الأول القديس متى الحواري، و هو من الحواريين الاثني عشر و من أوائل المؤمنين بالمسيح عليه السلام ، ببشارة وردت في سفر إشعيا من العهد القديم، على أنها تتكلم عن المسيح عليه السلام. و هذه البشارة تبتدأ بإعلان عبودية المسيح لله عز و جل و ذلك حين تقول: " هو ذا فتاي الذي اخترته "، إذ كلمة فتاي مرادف لكلمة عبدي أو غلامي، و للتأكد من ذلك ما علينا إلا أن نرجع إلى سفر إشعيا نفسه الذي وردت فيه تلك البشارة حيث نجد البشارة في الإصحاح الثاني و الأربعين منه كما يلي:
" هو ذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سُرَّت به نفسي، وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم. لا يصيح و لا يرفع و لا يسمع في الشارع صوته، قصبة مرضوضة لا يقصف و فتيلة خامدة لا يطفئ.... الخ" إشعيا: 42 / 1 ـ 4.
(3) و في سفر أعمال الرسل أيضا (3 / 12 ـ 26) ينقل لوقا الخطبة التي ألقاها القديس و الحواري بطرس أمام الشعب الإسرائيلي فيقول:
" فلما رأى بطرس ذاك أجاب أيها الشعب الإسرائيليون...
إن إله إبراهيم و إسحق و يعقوب إلـه آبائنا مجَّـد عـبـده يسوع الذي أسلمتموه أنتم و أنكرتموه أمام وجه بيلاطس و هو حاكم بإطلاقه. و لكن أنتم أنكرتم القدوس البار و طلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل. و رئيس الحيوة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات و نحن شهود لذلك.
و الآن أيها الإخوة أنا أعلم أنكم بجهالة عملتم كما رؤساؤكم أيضا. و أما الله فما سبق و أنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تممه هكذا. فتوبوا و ارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب. و يرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل. الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر. فإن موسى قال للآباء إن نبيا مثلي سيقيم لكم الرب إلـهكم من إخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به. و يكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب. و جميع الأنبياء أيضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا و أنبأوا بهذه الأيام. أنتم أبناء الأنبياء و العهد الذي عاهد به الله أباءنا قائلا لإبراهيم: و بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض. إليكم أولا إذا أقام الله فـتـاه يسوع أرسله يبارككم بردِّ كلَّ واحد منكم عن شروره "
من هذا النص أيضا يتبين أن عقيدة القديس بطرس ـ الذي كان من أقرب الحواريين للمسيح[15] ـ بالمسيح عليه السلام لم تتجاوز كونه عبد الله، و كونه نبيا كموسى عليه السلام، حيث استشهد بطرس ببشارة واردة في التوراة يقول فيها الله تعالى لموسى أن يقول لبني إسرائيل: " إن نبيا مثلي سيقيم لكم الرب إلـهكم من إخوتكم " فاعتبر البشارة متعلقة بالمسيح، مما يعني كون المسيح عليه السلام في اعتقاده نبيا مثل موسى عليه السلام، و المثلية هذه تؤكد كون عيسى عبداً رسولاً و بشراً نبيا كما كان موسى عبداً رسولاً و بشراً نبيا.
الاعتراض الأول: يجيب علماء المسيحية عن النصوص الإنجيلية التي استشهدنا بها بأن تلك الصفات و الأعراض البشرية التي تثبتها النصوص للمسيح ـ كصلاته لله أو عدم علمه بالساعة أو دعائه الله و طلبه منه المدد أو نومه و جوعه و عطشه و ألمه و موته... إلخ ـ إنما هي أعراضٌ لناسوته، و يقولون: نحن نقِرُّ و لا ننكر، بل نؤكد الطبيعة البشرية (الناسوتية) الكاملة للسيد المسيح، و نقول أنه إله تأنَّس أي صار بشرا، لذلك لما صار بشرا فلا بد أن تعرض له جميع صفات البشر، هذا في نفس كونه هو بذاته إلها حقا كامل الألوهية، و هذه هي العقيدة التي أقرها مجمع خلقيدونية المسكوني عام 451 م. و التي نصت على أن المسيح أقنوم (أي شخـص) واحد ذو طبيعتين: طبيعة ناسوتية و طبيعة لاهوتية!.
الجواب: أولاً: إن قولكم أن هذه الأعراض البشرية هي بحسب الناسوت و الجسد الذي تدرع به الله الابن، لا يمشي في جميع ما ذكر في الأناجيل عن المسيح من أعراض الضعف الطبيعي البشري، حيث تبين معنا فيما مضى أن بعض هذ الأعراض ليست أعراض جسدية بل من أعراض الروح، فإذا قالوا إنما جاع و عطش و تألم و مات بحسب الجسد الحقيقي الذي تجسد به، فماذا يقولون في نفيه علم الساعة عن نفسه و في جهله بعدم حمل شجرة التين للثمر و في ترقيه التدريجي بالحكمة و في ابتداء بعثته بنزول روح القدس عليه عند معموديته عن يد يوحنا المعمدان؟ هل يقولون أنه كان ناقص العلم بحسب جسده؟! و متى كان الجسد يجهل أو يعلم؟ أم يقولون تدرج بالحكمة بحسب جسده؟؟ فمتى يكون الجسد حكيما؟! أم يقولون أن ابتداء بعثته و رسالته كان بحسب جسده! ومتى كان الجسد هو الذي يبعث بالرسالة؟ أليس الذي يبعث هو الشخص؟ و كذلك خوفه وارتعاده، و حزنه و بكاؤه و اضطرابه في الروح... الخ أليست هذه كلها صفات نفسية معنوية تتنافى مع كون الشخص إلها أو ذا طبيعة إلهية؟!
و ثانيـاً: إن قولكم أن المسيح عليه السلام شخص واحد ذو طبيعتين ناسوتية و لاهوتية أي أنه هو إلـه خالق رازق كامل، و بنفس الوقت هو نفسه و عينه بشر مخلوق محتاج ناقص أيضا، فضلا عن أنه ادعاء لا دليل على شقه الأول أصلا من الإنجيل و تعاليم المسيح عليه السلام ـ كما سنفصله في الفصل القادم إن شاء الله ـ هو قولٌ لا يُفهَمُ معناه و لا يُعْقَل المراد منه و لا مُحَصَّل له، إذ هو بمثابة قولنا عن شخص واحد بعينه أنه قديم و مُحْدَث بنفس الوقت! أو أنه موجود و معدوم بنفس الوقت! أو أنه عالم بكل شيء و غير عالم بكل شيء بنفس الوقت!.. الخ، و أعتقد أن كل عاقل منصف يحترم العقل الذي زيننا الله تعالى به لا يشك في استحالة مثل هذا الفرض و لا يجادل في أن مثل هذا الكلام لا يعدو السفسطة المحضة و المناقضة الصريحة لأبسط بديهيات العقل و مسلمات المنطق و الوجدان[17] .
هذا و من المفيد ذكره هنا أن إقرار هذه العقيدة ـ أعني عقيدة المسيح الأقنوم (الشخص) الواحد في طبيعتين ناسوتية و لاهوتية ـ الذي تم، كما قلنا، في مجمع خلقيدونية عام 451 م.، إنما كان على أثر جدل واسع بين آباء و أساقفة النصارى حول هذه النقطة و كان قرار ذلك المجمع هو السبب في انشقاق الكنائس الشرقية عن كنيسة روما، أعني الكنيسة القبطية التي رفضت قراره و قالت بالمسيح الشخص الواحد ذي الطبيعة الواحدة فقط [الناشئة في الأصل من طبيعيتن] و اتفق مع الأقباط في ذلك اليعاقبةُ في بلاد الشام و الجزيرة (الذين يعرفون بالسريان الأورثوذوكس) و طائفة من الأرمن هم أتباع الكنيسة الغريغورية الأرمنية.
[16] ملاحظة : نحن نحتجّ على النصارى بما في كتبهم التي يؤمنون بأنها وحي الله ، دون أن يعني هذا أننا نتفق معهم بالضرورة بصحة و إلهامية كل ما جاء فيها ، إذ من البديهي أننا كمسلمين نؤمن بما كشفه الله تعالى العليم الخبير لنا حول حقيقة ما حصل في النهاية للمسيح عليه السلام و هي أنهم " و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم و إن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن و ما قتلوه يقينا. بل رفعه الله إليه و كان الله عزيزا حكيما " النساء / 157 ـ 158 و صدق الله العظيم.
[17] من قوانين الفكر البديهية أن: 1- الشيء هو هو فإن (أ) هي (أ).
2- الشيء لا يمكن أن يكون هو و ليس هو في آن واحد، فإن (أ) لا يمكن أن تكون (أ) و لا (أ) في نفس الوقت.
3- الشيء لا يمكن أن يكون هو نفسه و آخر معه بنفس الوقت، فإن (أ) لا يمكن أن تكون (أ ب) في آن واحد. و هذه كلها من بديهيات العقل المسلمة، و التنكر لها ينسف جميع المعارف البشرية.
[18] من أراد التوسع في ذلك فليرجع لكتاب "إظهار الحق " لرحمة الله بن خليل الرحمن الهندي، بحث: " في إبطال التثليث " أو لكتاب "ما هي النصرانية "؟ تأليف الشيخ محمد تقي عثماني (الباكستاني)، طبع و نشر رابطة العالم الإسلامي، بحث التوحيد في التثليث: من ص 37 إلى ص 72 منه.
"تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلاَ فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ" (غافر: 42- 43)
إبطال ديدات عقيدة ألوهية المسيح من نصوص العهد الجديد
و قدكان دأب الشيخ في نقده لهذه العقيدة، هو إبطالها من خلال إبطال نصوص العهد الجديد التي يستدل بها على ألوهية المسيح، حيث اقتبس أهل كتاب العهد الجديد مجموعة من النصوص كحجج لإثبات ألوهية المسيح، و من ذلك : إطلاق الأناجيل على المسيح لفظ ابن الله/ المسيح من فوق و ليس من هذا العالم/ ما ورد أن المسيح و الآب واحد/ رؤية المسيح رؤية لله/ لأنه في الآب و الآب فيه/ خروج المسيح من عند الله/ إطلاق لفظ الإله و الرب على المسيح/ (التعميد) باسم الثلاثة/ ظهور المعجزات على يد المسيح .
و قد كان سبيل الشيخ ديدات في إبطال هذه العقيدة على ثلاثة أوجه :
1- إيراد الأدلة النقلية التي تنفى عقيدة ألوهية المسيح، و تفرق بين صفات الله و صفات المسيح عليه السلام :
و هي عديدة نذكر منها : أعمال الرسل (2 : 22)، إنجيل يوحنا: (13 : 18)، (17 : 3)، (19 : 10)، (12 : 49)، (14 : 28)، (20 : 17)، (30 : 31) ( 8: 40)، إنجيل مرقــس (13 : 32) . فرغم تنوع هذه النصوص، إلا أن أغلبها كان من إنجيل يوحنا، الذي يرى زعماء المسيحية أنه الإنجيل الذي صرح بألوهية المسيح.كما أورد الشيخ في كتابه ( هل المسيح هو الله ) مجموعة النصوص الصريحة، التي تثبت عدم مشاركة المسيح لله في صفات الإلوهية و الربوبية، إذ أن النصوص تثبت صفاتٍ للمسيح لا يمكن أن يتصف بها الإله، يقول الشيخ :" أن القول بيسوع هو المسيح ليس فقط استهزاء بالإلهية و لكنه أيضا من أحط مراتب الكفر و سب للذكاء الإنساني !" ، و عن كيفية إيراد العناوين يقول :" أشرنا في رؤوس العناوين و تمت الرؤوس إلى يسوع بلفظ الجلالة موضوعا بين قوسين هكذا (المسيح) لكي تظهر سخافة ادعاء بأن يسوع هو الله!". ومن هذه العناوين :
- ميلاد ( الله ) استخرجه من النصوص : ( الرسالة أهل رومية 1 :3 )، (أعمال الرسل 2 :30 ) ، ( متى1 :1 ) ( لوقا 2 :21 )، ( رؤيا يوحنا 12 : 2 )، ( لوقا 11 :27)، ( متى 2: 1 )، (متى13 :55 )، (يوحنا 12 :14) (متى 11 :19)، (لوقا 7 :34 )...
-عائلة (الله ): ( يوحنا 1 : 45)، (متى 13 :54 – 56 )...
-نشأة (الله ):(لوقا 2 :52 ) ، (لوقا 2 :41 - 42)، (يوحنا 5 :30 )، (مرقس 13 – 32 ) ، (مرقس 11 :12 – 13 ) ، (يوحنا 7 : 14 – 15 )...
-(الله) الذي ليس مثل الإله: (يوحنا 19 : 28) ، (مرقس 4: 38)، (لوقا 92 :20) ...
(الله ) الهارب:(يوحنا 7 :11) ، ( يوحنا 10 : 39 ) ، (يوحنا 8: 59 )...
- نهاية ( الله) المفترضة(مرقس 15 : 37)، (يوحنا 19 :33)، (متى27 :59)... ثم يبين الشيخ نتيجة النصوص قائلا: "... و لكن طبقا للاقتباسات المستخرجة من الكتاب المقدس، و التي سقناها فإننا نجد أن عيسى لم يشارك طبيعة المسيح، و لا هو من كل جهة مثل المسيح لذلك فإنه قطعا ليس هو الله..." ومنه اتضح الفرق بين طبيعة الإله وطبيعة المسيح عليه السلام وصفاته، و بهذا يكون الشيخ قد أبطل ألوهية المسيح عليه السلام بالأدلة النقلية من العهد الجديد.
2- بيان عدم صحة تأويل النصوص التي بنيت عليها عقيدة ألوهية المسيح:
و أما رده على تأويل النصوص و إبطال الاستدلال بها على عقيدة ألوهية المسيح، فكان تركيزه على نصوص هي :
- إبطال تأويل ما ورد بإنجيل يوحنا : (في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله) (يوحنا 1: 1):
و هو من أهم النصوص التي يلجا لها النصارى للتدليل على مساواة المسيح بالله و إننا نلمح ذلك جليا في كلام القس ستانلي شوبيرج مناظر الشيخ أحمد ديدات، و هو يوضح ما يعنيه الإنجيل عندما يقول أن المسيح مساو لله ويستشهد قائلا : " و ها هو إنجيل يوحنا يخبرنا (في البدء كان الكلمة...) فلقد كان الابن مع الله، كل شيء خلق بقدرته و بدونه لم يكن شيء مما خلق ليخلق و الكلمة صار جسدا... ذلكم هو يسوع المسيح الابن الوحيد المولود لله ".
و لنتأمل رد الشيخ ديدات على هذا الدليل إذ يقول :"... فماذا يقول يوحنا في بداية إصحاحاته؟ هل يقول على لسان عيسى :( أنا اله ) أو (عبدوني)؟ كلا إنه يقول (في البدء كان الكلمة، و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله)، فما قصة هذه العبارة ؟ من أول من تفوه بها؟ إن أدل من قالها هو (فيلون اليهودي )، الذي كان أول من صاغ هذه العبارة ( في البدء ... ) و تلك العبارة هي التي استفتح يوحنا إنجيله بها ".
فبادي ذي بدء بين الشيخ أن العبارة ليست من كلمات عيسى عليه السلام، بل هي من كلام فيلون اليهودي حيث اقتبسها يوحنا و صدر بها إنجيله. ثم يواصل الشيخ ديدات نقده مع التسليم بالعبارة السابقة قائلا: " إن الكلمة اليونانية التي تعني ألوهية ( هوتيوس Hotheos)، و لكن عندما يكون الإله لا يستحق أن يعبد فاليونانيون يستخدمون لفظة ( توثيوس Tontheos) و عندما ترجم إنجيل يوحنا من اليونانية القديمة إلى الإنجليزية في أول عبارة، قام المترجمون باستخدام الحرف الكبير عند ترجمتهم عبارة ( و كان الكلمة الله)، في حين أن الكلمة في الأصل اليوناني هي : (Tontheos) وليست (Hotheos)، و كان من الضروري والملزم أن تكتب الكلمة التي تدل على لفظ الجلالة god و ليس God كما فعل ذلك المترجمون دون أي وجه حق ". فالشيخ هنا ميز بين الإله المعبود بحق و الإله غير الجدير بالعبادة كما بين أن كلمة المسيح الواردة في النص قد وردت في الكتب اليونانية بـ (Tontheos) أي الإله الذي لا يستحق العبادة . و منه فإن اللفظة هنا لا تدل على المسيح؛ المعنى الذي ينسبه المسيحيون للمسيح عليه السلام و في هذا يقول الشيخ في ذلك" أن هذا ما تريدون اعتقاده للناس و تريدونه لأنفسكم أيضا أن هذه ليست ترجمة دقيقة للمعنى المراد".
فالشيخ قد بين من النصوص الصريحة للإنجيل معنى كلمة (الله) الواردة في بداية إنجيل يوحنا و بين أثر التلاعب في ترجمة الأصول، و تأويل معناها حتى تخدم المعتقد المراد .
- إبطال تأويل ما ورد بإنجيل يوحنا ( الإصحاح الثامن) : ( الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ) (يوحنا 8 : 58)
يفسر القس ستانلي النص قائلا: " إن هذا لمثير للاهتمام أن الإنجيل يخبرنا أن يسوع مساو لله لقد قرر يسوع أن يصبح إنسانا ". فالقس يستشهد بالنص على وجود عيسى غير الإنساني حيث كان قبل وجود إبراهيم ـ عليه السلام ـ و هذا الوجود بسبب مساواته لله و يشرح الشيخ ديدات صفة هذا الوجود قائلا: " و هو ذلك يقول لهم أن المسيح الذي خلق إبراهيم و خلق كل الخلق قد أوجد المسيح قبل أن يولد في عالم الجنس شأنه شأن كل مخلوقاته ..."
و بيَّن الشيخ أن الفهم الخاطئ هو من سوء فهم اليهود للمسيح عليه السلام :" و إذا كان الإنجيل يعيب على اليهود سوء فهمهم الذي أودى بهم إلى الخلط بين وجود المسيح كمشيئة الله، و بين الوجود الحسي، فمن المستحيل أن يكون حملة الإنجيل اليوم لهم نفس إدراك يهود الأمس و فهمهم لكلمات المسيح عندما يفترضون جدلا أن وجود المسيح الجسمي كان سابقا للوجود الفعلي لإبراهيم، لكي يصلوا في النهاية إلى أن عيسى إله، و ينسبوا إليه الألوهية "، فالشيخ هنا يبين طبيعة الوجود، و أنه وجود مشيئة لا وجود حسي جسماني، و يوضح أن التصور بأن عيسى نفسه جسما وروحا كان موحدا مع الله، قبل بدء الخلق ثم ظهر في بدء العام الأول للتاريخ الميلادي تصور غير منطقي .
- إبطال تأويل قوله (أنا و الآب واحد) في إنجيل يوحنا الإصحاح العاشر:
و لطالما ألحَّ الشيخ في سؤاله " أين ادعى عيسى أنه إله !؟ "، و قد كان ذلك أيضا في محاورة له حول (ألوهية المسيح)، إذ وجَّه السؤال للدكتور موريس ( و هو رجل إنجليزي من كندا، وخادم للكنيسة البروتستانتية، و هو حاصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت المسيحي)، فأجاب موريس قائلا: "( أنا و أبي شخص واحد )" لكي يبرهن أن المسيح و عيسى واحد؛ نفس الشخص". يقول الشيخ ديدات معلقا عن هذه الإجابة :" و عيسى هنا في نظره - يدعى الألوهية لنفسه- و كان هذا النص الذي اقتبسه معروفا جيدا لدي، و لكنه كان مقتبسا من سياق معين، و لم يكن يحتمل بأي حال المعنى الذي كان يقصده الدكتور، و لذلك سألته و ما السياق ؟ " ، و لقد طرح الشيخ هذا السؤال على رجال كبار من حملة الدكتوراه في اللاهوت المسيحي، حيث سألهم عن السياق و عن المعنى المقصود بهذه العبارات. ثم يوضح الشيخ السياق الذي يدل بوضوح على معنى قوله ( أنا و الآب واحد)، و هو: "أنا و الآب غرضنا و هدفنا واحد، و هو هداية البشر إلى المعتقدات السليمة نحو الله، و ليس معناه الإتحاد و الاندماج بالله و مشاركته في وحدانيته، و لا يدل على مشاركته في علمه اللانهائي، و هو يعني الوحدة في القصد ". و أتبع الشيخ توضيحه هذا بنص آخر ليوحنا يبين معنى التوحيد في القصد هو (ليكون الجميع واحد كما إنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحد فينا.." (يوحنا 17: 20 -22 )، و من هذا النص يفهم أن ليس عيسى وحده الذي خص بهذا التوحد، فلماذا خص بالتأليه دون سائر المؤمنين. و هكذا أقر الشيخ التأويل الخاطئ للنص قائلا :" أين و متى تنتهي المغالطات المسيحية ؟ إن تعبير (أنا و الأب واحد) كان بريئا كل البراءة، و لا يعني أكثر من الاتفاق في غرض ما مع مشيئة الله "
بعض قصص اسلام الكثير من النصارى واليهود
Documentary : The Tragedy of New Muslims in Egypt.
https://www.youtube.com/watch?v=Wh_XtudF07M
(إجعلني مسلماً) إعتناق النساء البريطانيات الإسلام Make Me A Muslim British women converting to Islam
https://www.youtube.com/watch?v=YJf6k7dXE64
انتشار الإسلام في ألمانيا
https://www.youtube.com/watch?v=CuoMN1QrMN8
شاهد مذا حدث لهذا الرضيع الأجنبي عند سماعه آيات من القرآن الكريم .. سبحان الله
https://www.youtube.com/watch?v=S4c2DULHU-k
رد فعل أشخاص يسمعون القرآن لأول مرة
https://www.facebook.com/Portal.Gaza.nOw2/videos/209244496101275/
اشخاص في امريكا يسمعون القرآن لأول مرة شاعد ردة الفعل..سبحان الله
https://www.youtube.com/watch?v=lB7doxPtv1A
شاهد ردة فعل الاجانب عند سماع القران الكريم
https://www.youtube.com/watch?v=OBdmjnAYodw
شاهد ردة فعل الاجانب عند سماع القران الكريم 2
https://www.youtube.com/watch?v=km2z8ISu0MY
شاهد ردة فعل الاجانب عند سماع القران الكريم 3
https://www.youtube.com/watch?v=hP9ROdmukRQ
مجرم عصابات يبكي عندما يسمع القرآن ويعتنق الإسلام
https://www.youtube.com/watch?v=XRWFxFvctuY
طالبة أمريكية مسلمة جعلت قسيسا يتخبط من سؤال واحد-A question by a student made a priest mumble
https://www.youtube.com/watch?v=r2nlXvBwIqc
زوجة رجب طيب اردوغان تجهش بالبكاء وسط مسلمي بورماhttps://www.facebook.com/firdawsfm/videos/426687260857272/
إسلام 3052 شخص من قرية واحدة في إفريقيا على يد بعثات مصرية تنشر دين الله بالجهود الذاتية
https://www.facebook.com/Thawrah2Day/videos/10154758538218561/
راهب يعلن اسلامة ويكشف اسرار خطيرة في العقيدة المسيحية عن التثليث والصلب
https://www.youtube.com/watch?v=RM6u3WEEQuI
هولندية تطلب من مغربي أن يسمعها صوت الآذان بصوته لن تصدق ماذا فعلت
https://www.youtube.com/watch?v=SI7Ofe1akkU
امراة اجنبية اسلمت بكت وابكت المذيع لماذا....؟
https://www.youtube.com/watch?v=lZ1gGgU9DOk
ضابطة موساد (مخابرات) اسرائيلى تدخل الاسلام
https://www.youtube.com/watch?v=DiVlaYJ7llc
اسلام ابنة ظابط بالجيش الامريكي وارتدائها للنقاب daughtar of U.S. millitary officer convert to Islam
https://www.youtube.com/watch?v=UOw-NgOzyT4
قصة أسلام الاخت غير الشقيقة لتوني بلير ( مترجم )
https://www.youtube.com/watch?v=S158cp2k_w8
قصة اسيرة طالبان ايفون رايدليIslamic Story of Yvonne Ridley Captive Taliban
https://www.youtube.com/watch?v=CGbA44_0WEg
قصة كبير القساوسة الذي أسلم بسبب حلم فى منام
https://www.youtube.com/watch?v=G2m6cgaR4tg
الشماس السابق الذي كلفته الكنيسة بدراسة القرآن
https://www.youtube.com/watch?v=Qz-YeObJH2g
د.وديع شماس مسيحى سابق يفضح الكنيسة و زكريا بطرس6.flv
https://www.youtube.com/watch?v=nLxqV7Zp5f8
الله اكبر قسيس يعترف بدخول النصاري لاسلام
https://www.youtube.com/watch?v=IZ1mCGKD3KY
حاخام يهودي يفجرها نعم أعترف بنبوة النبي الأكرم محمد صلي الله عليه وسلم و الإسلام دين المستقبل
https://www.youtube.com/watch?v=RBwhN0JBoHc
كيف قادني الإنجيل إلى الإسلام؟
https://www.youtube.com/watch?v=fo8xZODgc8g
قصة إسلام الداعية الألماني بسبب اعتراف قس
https://www.youtube.com/watch?v=1X4YKHr0rCE
داعية ألماني يهدم أساس الدين المسيحي في 45 ثانية
https://www.youtube.com/watch?v=AAWpKTHoxWk
من الظلمات إلى النور | يوسف استس Yusuf Estes
https://www.youtube.com/watch?v=0bOuy_tCNCE
مسيحي يفضح الكنيسة ويتحدث عن عظمة الاسلام.mp4
https://www.youtube.com/watch?v=L-d6I9Lm7bQ
القس بيشوى ملك يحكى بنفسه قصة إسلامه الله أكبر
https://www.youtube.com/watch?v=5QR2CKO9skI
لماذا أسلمت: عذاب القبر في المسيحية
https://www.youtube.com/watch?v=EvZYVH1D96U
أسرار الكنيسة: سر التعميد
https://www.youtube.com/watch?v=Zh2lzuLPEPc
اراد ان يبحث عن عيوب في القرآن ... فماذا وجد ؟؟!!.
https://www.youtube.com/watch?v=jjeRyAMGoCQ
القصة الكاملة لاسلام خادمة الكنيسة مادلين عصام
https://www.youtube.com/watch?v=CF63TvDLaZI
اسلام نبيلة صدقى من الزاوية الحمراء -الله اكبر.FLV
https://www.youtube.com/watch?v=IKhCeX8-3Ng
قصة إسلام دميانة شكري مؤثر جداً ولقاء خطير
https://www.youtube.com/watch?v=p7g2FqVkfyo
أسرة مسيحية من أبوقرقاص المنيا تدخل الإسلام كلها 1/4/2013
https://www.youtube.com/watch?v=oEp31STZWtA
الله أكبر : فيديو اشهار مارى اشرف نبيه عزيز
https://www.youtube.com/watch?v=mmHJ1GTGD_Q
لقاء ماريان وكريستين اللتان أسلمتا في مصر 3
https://www.youtube.com/watch?v=jnVxMxmiHI0
مريان وكرستين يفضحون أكاذيب القساوس و أرهاب الكنيسة(1/4)
https://www.youtube.com/watch?v=eaEW7Cn1Rkw
هبة ميخائيل تشهر اسلامها وتحكي معاناتها مع المسيحية
https://www.youtube.com/watch?v=eak7vqvBX6E
ميرنا عادل تعلن اسلامها وتفضح ممارسات الكنائس :: خطير
https://www.youtube.com/watch?v=HV1uTQq4HWE
المرصد يقدم :إسلام اثنين من صعايدة مصر الطيبين
https://www.youtube.com/watch?v=v1WjJTMutU8
إسلام الأرثوذكسي ارديلس صفوت وأسرته | قصتى مع الخلاص
https://www.youtube.com/watch?v=25t-aPWPuLY
خطير جداُ نصراني يعلن اسلامه ويفضح النصاري بالمستندات
https://www.youtube.com/watch?v=y5rYvZLo-Sg
https://www.youtube.com/watch?v=Wh_XtudF07M
(إجعلني مسلماً) إعتناق النساء البريطانيات الإسلام Make Me A Muslim British women converting to Islam
https://www.youtube.com/watch?v=YJf6k7dXE64
انتشار الإسلام في ألمانيا
https://www.youtube.com/watch?v=CuoMN1QrMN8
شاهد مذا حدث لهذا الرضيع الأجنبي عند سماعه آيات من القرآن الكريم .. سبحان الله
https://www.youtube.com/watch?v=S4c2DULHU-k
رد فعل أشخاص يسمعون القرآن لأول مرة
https://www.facebook.com/Portal.Gaza.nOw2/videos/209244496101275/
اشخاص في امريكا يسمعون القرآن لأول مرة شاعد ردة الفعل..سبحان الله
https://www.youtube.com/watch?v=lB7doxPtv1A
شاهد ردة فعل الاجانب عند سماع القران الكريم
https://www.youtube.com/watch?v=OBdmjnAYodw
شاهد ردة فعل الاجانب عند سماع القران الكريم 2
https://www.youtube.com/watch?v=km2z8ISu0MY
شاهد ردة فعل الاجانب عند سماع القران الكريم 3
https://www.youtube.com/watch?v=hP9ROdmukRQ
مجرم عصابات يبكي عندما يسمع القرآن ويعتنق الإسلام
https://www.youtube.com/watch?v=XRWFxFvctuY
طالبة أمريكية مسلمة جعلت قسيسا يتخبط من سؤال واحد-A question by a student made a priest mumble
https://www.youtube.com/watch?v=r2nlXvBwIqc
زوجة رجب طيب اردوغان تجهش بالبكاء وسط مسلمي بورماhttps://www.facebook.com/firdawsfm/videos/426687260857272/
إسلام 3052 شخص من قرية واحدة في إفريقيا على يد بعثات مصرية تنشر دين الله بالجهود الذاتية
https://www.facebook.com/Thawrah2Day/videos/10154758538218561/
راهب يعلن اسلامة ويكشف اسرار خطيرة في العقيدة المسيحية عن التثليث والصلب
https://www.youtube.com/watch?v=RM6u3WEEQuI
هولندية تطلب من مغربي أن يسمعها صوت الآذان بصوته لن تصدق ماذا فعلت
https://www.youtube.com/watch?v=SI7Ofe1akkU
امراة اجنبية اسلمت بكت وابكت المذيع لماذا....؟
https://www.youtube.com/watch?v=lZ1gGgU9DOk
ضابطة موساد (مخابرات) اسرائيلى تدخل الاسلام
https://www.youtube.com/watch?v=DiVlaYJ7llc
اسلام ابنة ظابط بالجيش الامريكي وارتدائها للنقاب daughtar of U.S. millitary officer convert to Islam
https://www.youtube.com/watch?v=UOw-NgOzyT4
قصة أسلام الاخت غير الشقيقة لتوني بلير ( مترجم )
https://www.youtube.com/watch?v=S158cp2k_w8
قصة اسيرة طالبان ايفون رايدليIslamic Story of Yvonne Ridley Captive Taliban
https://www.youtube.com/watch?v=CGbA44_0WEg
قصة كبير القساوسة الذي أسلم بسبب حلم فى منام
https://www.youtube.com/watch?v=G2m6cgaR4tg
الشماس السابق الذي كلفته الكنيسة بدراسة القرآن
https://www.youtube.com/watch?v=Qz-YeObJH2g
د.وديع شماس مسيحى سابق يفضح الكنيسة و زكريا بطرس6.flv
https://www.youtube.com/watch?v=nLxqV7Zp5f8
الله اكبر قسيس يعترف بدخول النصاري لاسلام
https://www.youtube.com/watch?v=IZ1mCGKD3KY
حاخام يهودي يفجرها نعم أعترف بنبوة النبي الأكرم محمد صلي الله عليه وسلم و الإسلام دين المستقبل
https://www.youtube.com/watch?v=RBwhN0JBoHc
كيف قادني الإنجيل إلى الإسلام؟
https://www.youtube.com/watch?v=fo8xZODgc8g
قصة إسلام الداعية الألماني بسبب اعتراف قس
https://www.youtube.com/watch?v=1X4YKHr0rCE
داعية ألماني يهدم أساس الدين المسيحي في 45 ثانية
https://www.youtube.com/watch?v=AAWpKTHoxWk
من الظلمات إلى النور | يوسف استس Yusuf Estes
https://www.youtube.com/watch?v=0bOuy_tCNCE
مسيحي يفضح الكنيسة ويتحدث عن عظمة الاسلام.mp4
https://www.youtube.com/watch?v=L-d6I9Lm7bQ
القس بيشوى ملك يحكى بنفسه قصة إسلامه الله أكبر
https://www.youtube.com/watch?v=5QR2CKO9skI
لماذا أسلمت: عذاب القبر في المسيحية
https://www.youtube.com/watch?v=EvZYVH1D96U
أسرار الكنيسة: سر التعميد
https://www.youtube.com/watch?v=Zh2lzuLPEPc
اراد ان يبحث عن عيوب في القرآن ... فماذا وجد ؟؟!!.
https://www.youtube.com/watch?v=jjeRyAMGoCQ
القصة الكاملة لاسلام خادمة الكنيسة مادلين عصام
https://www.youtube.com/watch?v=CF63TvDLaZI
اسلام نبيلة صدقى من الزاوية الحمراء -الله اكبر.FLV
https://www.youtube.com/watch?v=IKhCeX8-3Ng
قصة إسلام دميانة شكري مؤثر جداً ولقاء خطير
https://www.youtube.com/watch?v=p7g2FqVkfyo
أسرة مسيحية من أبوقرقاص المنيا تدخل الإسلام كلها 1/4/2013
https://www.youtube.com/watch?v=oEp31STZWtA
الله أكبر : فيديو اشهار مارى اشرف نبيه عزيز
https://www.youtube.com/watch?v=mmHJ1GTGD_Q
لقاء ماريان وكريستين اللتان أسلمتا في مصر 3
https://www.youtube.com/watch?v=jnVxMxmiHI0
مريان وكرستين يفضحون أكاذيب القساوس و أرهاب الكنيسة(1/4)
https://www.youtube.com/watch?v=eaEW7Cn1Rkw
هبة ميخائيل تشهر اسلامها وتحكي معاناتها مع المسيحية
https://www.youtube.com/watch?v=eak7vqvBX6E
ميرنا عادل تعلن اسلامها وتفضح ممارسات الكنائس :: خطير
https://www.youtube.com/watch?v=HV1uTQq4HWE
المرصد يقدم :إسلام اثنين من صعايدة مصر الطيبين
https://www.youtube.com/watch?v=v1WjJTMutU8
إسلام الأرثوذكسي ارديلس صفوت وأسرته | قصتى مع الخلاص
https://www.youtube.com/watch?v=25t-aPWPuLY
خطير جداُ نصراني يعلن اسلامه ويفضح النصاري بالمستندات
https://www.youtube.com/watch?v=y5rYvZLo-Sg