أ احمد ابوالقاسم الهواري
  • الرئيسية
  • الصفحة الأدبية
    • تعلم اللغة العربية
    • شعراء وشعر عربي
    • شعراء ثوريون معاصرون
    • تعلم الانجليزية ببساطة
    • الأذكار بالصور للاطفال
    • اسرار جذب الأشخاص تجاهك
    • الجاسوس الذي كاد ان يصبح رئيسا لسوريا
    • ربوا اولادكم بالحب
    • دعوة للسعادة
    • كن كالقمر
    • طرائف الرياضيات
    • قال الاستاذ للتلميذ
    • اشهر 5 اخطاء في التاريخ
    • رفقا بالقوارير
    • ماتت أمي
    • جسم زوجتك من حقنا ان نراه
    • الموت المبرمج
    • نصائح هكر
    • بريدك الالكتروني
  • الصفحة الصحية
    • الطب النبوي للشيخ عبدالكريم الصفدي
    • وصفات علاج الامراض بالاعشاب
    • العلاج بالتغذية والعسل النقي
    • السرطان والعلاج
    • السمنة والتخسيس
    • الحجامة
    • الرقية الشرعية وفوائد الطعام
    • وصفات غذائية
    • اكلات اللحوم ومشتفاتها
    • الحلويات وطرق عملها
  • الصفحة الإسلامية
    • بعض علماء ودعاة الأمة الربانيين >
      • علماء المملكة العربية السعودية >
        • الشيخ محمد بن عبدالوهاب
        • الشيخ محمد بن صالح العثيمين
        • الشيخ عبدالعزيز بن باز
        • الشيخ عبدالله بن جبرين
        • الشيخ الدكتور محمد العريفي
        • الشيخ عائض القرني
        • الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
      • علماء ودعاة جمهورية مصر العربية >
        • الشيخ الدكتور طارق عبدالحليم الطواب الهو
        • الشيخ الدكتور هاني السباعي
        • الشيخ رفاعي سرور
        • الشيخ محمد محمد الراوي
        • الشيخ حازم صلاح ابواسماعيل
        • الشيخ محمد عبدالحميد كشك
        • الشيخ محمد الغزالي
        • الشيخ محمد متولي الشعراوي
        • الشيخ محمد عبدالمقصود
        • الشيخ الدكتور جمال عبدالهادي
        • الشيخ الدكتور محمود شعبان
        • الشيخ الدكتور عبدالله بدر
        • الشيخ وجدي غنيم
        • الشيخ ابواسحاق الحويني
        • الشيخ محمد حسين يعقوب
        • الشيخ وحيد عبدالسلام بالي
        • الدكتور راغب السرجاني
        • الشيخ مسعد انور
        • الشيخ مصطفى العدوي
        • الشيخ الدكتور عمر عبدالكافي
        • الشيخ مازن السرساوي
        • الشيخ أحمد فريد
    • بعض مجاهدي العصر الحديث >
      • المجاهد نور الدين زنكي
      • الشهيد حسن البنا
      • الشهيد سيد قطب
      • الشهيد ابومصعب الزرقاوي
      • الشهيد اسامة بن لادن
      • الشهيد خطاب
      • الشهيد عبدالله عزام
      • المجاهد أيمن الظواهري
    • تعلم تجويد القرآن
    • اعجاز القرآن >
      • الاعجاز العلمي
      • الإعجاز العددي في القرآن
      • لماذا عرج بالنبى من القدس وليس من مكة
      • شركة مايكروسوفت تثبت نبوة الرسول
    • الرد على بعض شبهات المستشرقين >
      • كيف انتشر الاسلام
      • عذاب القبر
      • الناسخ والمنسوخ
      • الإسراء والمعراج
      • زوجات الرسول
      • أم المؤمنين صفية
      • أم المؤمنين عائشة
    • ثقافة التلبيس في المصطلحات
    • الفرق الإسلامية والتيارات المختلفة >
      • الفرق الإسلامية كالمعتزلة والأشاعرة وغير
      • السلفية الوهابية
      • السلفية الجامية البغيضة
      • الشيعة
      • الدواعش الخوارج الحرورية
      • الصوفية
      • القرآنيون
      • البابية والبهائية
      • العلمانية والليبرالية
    • بعض المقالات والابحاث >
      • الولاء والبراء
      • الجهاد والمجاهدين
      • عوائق الاستقامة وموانع التوبة
      • حكم من سب الله ورسوله
      • طاعة الزوج
      • تعدد الزوجات
      • تربية الأبناء في الاسلام
      • عقوق الوالدين
      • فضل يوم عرفة وليلة القدر
      • فضل قيام الليل
      • فضل الصدقة
      • كفالة اليتيم وقضاء حوائج المسلمين
      • حكم النقاب
      • حكم تحريم الغناء
      • حكم إطلاق اللحية
      • حكم ختان الإناث
      • لماذا المسلمون لا يأكلون لحم الخنزير
      • الميت يعرف زائريه
      • حكم الطعن في علماء المسلمين
      • بحث في السنة والبدعة
      • بحث في الدعوة الاسلامية
      • فرص أغلى من الذهب
      • ثماني مسائل
      • الحجب العشرة بين العبد وربه
    • التنصير واسلام النصارى >
      • نصوص القتل في الإنجيل
      • دلائل نبوة سيدنا محمد من الإنجيل
      • اثبات عدم ألوهية سيدنا عيسى من الإنجيل
      • مكانة المرآه في الاسلام والمسيحية
      • امبراطورية الكنيسة المصرية الإقتصادية
      • من الإرهابي؟؟
      • الفاتح عمرو ابن العاص
      • منظمة تنصير امريكية في مصر
      • قصة اسلام غريبة جدا
      • قصة اسلام المستشار مجدي
      • شنودة وجمهورية شبرا
      • اسلام كاميليا شحاته زاخر
      • مغالطات بيشوي
    • بعض الكتب والابحاث
    • اسماء ولينكات بعض المواقع الاسلامية
  • الصفحة التاريخية
    • الدكنور محمد الجوادي ابوالتاريخ
    • الأستاذ محمد الهامي الباحث والمؤرخ
    • الخلفاء الراشدون >
      • ابوبكر الصديق رضي الله عنه
      • الفاروق عمر بن الخطاب
      • ذو النورين عثمان بن عفان
      • المطاعن على عثمان والرد عليها
      • الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية
      • علي بن ابي طالب كرم الله وجهه
      • الحسن بن علي رضي الله عنهما
    • رؤساء جمهورية مصر العربية >
      • حكام مصر
      • بداية الحكم العسكري لمصر
      • اللواء محمد نجيب
      • البكباشي جمال عبدالناصر
      • الراحل محمد انور السادات
      • المخلوع محمد حسني مبارك
      • الدكتور محمد محمد مرسي
    • فلسطين والاحتلال الصهيوني >
      • تاريخ دولة فلسطين
      • صور لمعالم فلسطين
      • حركات المقاومة الفلسطينية >
        • منظمة التحرير الفلسطينية
        • حركة حماس
        • حركة فتح
        • حركة الجهاد الاسلامية
        • كتائب عزالدين القسام
        • الانقسام الفلسطيني
      • مجازر ومذابح اليهود >
        • مذبحة كفر اتزيون
        • حصار غزة
        • مذبحة دير ياسين
        • مذبحة صبرا وشاتيلا
        • مذابح اليهود حتى عام 1996
        • مجازر غزة
      • بعض مجاهدي فلسطين >
        • الشيخ الشهيد احمد ياسين
        • المجاهد الشهيد عبدالقادر الحسيني
        • المجاهد الشهيد فرحان السعدي
        • عبدالعزيز الرنتيسي
        • الشهيد عزالدين القسام
        • أمين الحسيني
    • الأندلس الضائعة >
      • تاريخ الاندلس
      • بعض صور لمعالم وتاريخ الأندلس
      • أشهر ملوك وحكام الاندلس >
        • موسى بن نصير
        • طارق بن زياد
        • هشام بن عبدالملك
        • يوسف بن تاشفين
        • عبدالرحمن الداخل
        • المعتمد بن عباد
        • المنصور محمد بن أبي عامر
        • عبد الرحمن الناصر لدين الله
        • ملوك الطوائف
        • بنو نصر
      • أشهر المعارك الحربية >
        • سقوط الأندلس معارك الاسترداد
        • معركة أقليش
        • معركة الأرك
        • معركة الدونونية
        • معركة بلاط الشهداء
        • معركة العقاب
        • معركة تولوز
        • معركة زلاقة
        • معركة غرناطة
        • معركة كوفادونجا
        • معركة وادي لكة
  • الصفحة السياسية
    • التأصيل الشرعي للحكم والسياسة >
      • فقه الجهاد في الإسلام
      • السياسة الشرعية
      • حكم الخروج على الحاكم العاصي
      • الحاكم المتغلب
      • الخوارج
    • بروتوكولات حكماء صهيون
    • الماسونية
    • كامب ديفيد
    • الفريق سعد الدين الشاذلي
    • (ثورة 25 يناير 2011(ثورة لم تتم كالعادة >
      • يوميات الثورة ومصر بعد التنحي
      • بعض اسماء وصور الشهداء والمصابين
      • صور موقعة الجمل والبلطجية
      • جوائز اوسكار وقوائم العار
      • تقرير لجنة تقصي الحقائق
      • الامن الوطني
      • دولة الفساد وانجازات مبارك
      • فيديوهات الثورة
      • دستور مصر 2012
  • الإنقلاب العسكري يوليو 2013
    • تاريخ الحكم العسكري والانقلابات العسكرية
    • نظرية الصدمة وكتاب الانقلابات
    • الخيانة والعمالة لاعداء الإسلام وكفر الس¡
    • أذرع الإنقلاب الخمسة
    • مجازر العسكر
    • تسريبات السيسي
    • بيع مقدرات وحدود مصر
    • تعمد انهيار الاقتصاد المصري
    • العظماء والقزم المنقلب
  • تعليقات الزوار
Picture
المجاهد الشهيد عبدالقادر الحسيني

هو عبد القادر
موسى كاظم الحسيني القائد الفلسطيني ، ولد في إسطنبول في 1910 م كما ورد في مقابلة قناة الجزيرة مع ابنه غازي، استشهد في 8 أبريل 1948 في قرية القسطل القريبة من القدس بعد أن قاد معركة ضد العصابات الصهيونية لمدة ثمانية أيام.

النشأة

في صيف عام
1910 أشرقت شمس القدس على ميلاد عبد القادر الحسيني، وراح يتلقى علمه في إحدى زواياها إلى أن انتقل إلى مدرسة "صهيون" الإنجليزية تلك المدرسة العصرية الوحيدة آنذاك، منذ طفولته اعتاد على تحمل المصاب الأليم ذلك أنه شب على فقد أمه بعد عامٍ ونصف من ولادته، إلا أنه لم يعان من حرمانه من الحنان والرعاية حيث احتضنته جدته لأمه مع بقية أشقائه السبعة، وهم ثلاث من الأخوات وأربعة صبية وهم فؤاد ويعمل مزارعاً ورفيق مهندساً وسامي مدرساً بالإضافة إلى فريد الذي عمل محامياً.

والده شيخ المجاهدين في فلسطين
موسى كاظم الحسيني، شغل بعض المناصب العالية في الدولة العثمانية متنقلاً في عمله بين أرجاء الدولة العثمانية، فعمل في اليمن والعراق ونجد واستانبول ذاتها بالإضافة إلى فلسطين.

ونظراً لخدماته الجليلة للدولة العثمانية، أنعمت عليه الحكومة بلقب (باشا)، وعندما انهارت
الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى، ووقعت فلسطين في قبضة بريطانيا كان موسى كاظم (باشا) الحسيني يشغل منصب رئاسة بلدية القدس، كما تم انتخابه رئيساً للجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الفلسطيني.

كان الأب موسى أول من رفع صوته في وجه
الانتداب البريطاني، وأول من دعا أهل فلسطين إلى الاحتجاج والتظاهر وإعلان السخط والغضب ضد وعد بلفور، فتولى قيادة أول مظاهرة شعبية في تاريخ فلسطين عام 1920م، وبسبب ذلك عزلته سلطات الانتداب البريطاني عن رئاسة بلدية القدس، فلم يكترث واستمر في نضاله الدؤوب، واشترك في الكثير من المظاهرات، كانت آخرها المظاهرة الكبيرة في يافا في 27/10/1933، حيث أصيب فيها بضربات هراوات قاسية من قبل الجنود الإنجليز ظل بعدها طريح الفراش أياماً، حتى فارق الحياة سنة 1934م.

تربى الابن عبد القادر منذ نعومة أظفاره في بيت علم وجهاد، حيث كان هذا البيت بمثابة الحضن الأول له والذي كان يجتمع فيه رجالات العرب الذين يفدون إلى القدس، لأن والده موسى الحسيني كان رئيساً لبلديتها.
[1]

تعليمه درس القرآن الكريم في زاوية من زوايا القدس، ثم أنهى دراسته الأولية في مدرسة (روضة المعارف الابتدائية) بالقدس، بعدها التحق بمدرسة (صهيون) الإنجليزية. أتم عبد القادر الحسيني دراسته الثانوية بتفوق ثم التحق بعدها بكلية الآداب والعلوم في الجامعة الأمريكية في بيروت. ثم ما لبث أن طُرد منها نظراً لنشاطه الوطني ورفضه لأساليب التبشير التي كانت مستشرية في الجامعة، فما كان منه إلا الالتحاق بجامعة أخرى تسمح له بقدر من الحرية فتوجه إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ودرس في قسم الكيمياء بها، وطيلة فترة دراسته لم يظاهر بنشاطه الوطني أملاً في الحصول على شهادة، وما إن تحقق مأربه حتى أعلن في حفل التخريج أن الجامعة لعنة بكل ما تبثه من أفكار وسموم في عقول الطالب، وطالب الحكومة المصرية أن تغلقها مما حدا بالجامعة الأمريكية في اليوم التالي بسحب شهادته، الأمر الذي أدى إلى تظاهرة عظيمة قام بها رابطة أعضاء الطلبة التي أسسها الحسيني وترأسها أيضاً وانتهى الأمر بقرار من حكومة إسماعيل صدقي بطرده من مصر فعاد أدراجه إلى القدس عام 1932 منتصراً لكرامته وحاملاً لشهادته التي أرادوا حرمانه منها.

جهاد في الوطن لم تكن العودة إلى القدس نهاية الرجل بل إنها كانت بداية رحلة جهاد طويلة منذ العام
1935 وانتهاءً بعام 1948 في معركة القسطل الجهادية.. وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة من جانب الإدارة البريطانية لضمه تحت جناحها من خلال توليته عدداً من المناصب الرفيعة إلا أن إيمانه بالجهاد المسلح من أجل الحرية والاستقلال كان أقوى من جميع إغراءاتهم وخططهم الدنيئة، وتأكد له صواب اعتقاده حينما رحل الشيخ السوري عز الدين القسام شهيداً مدافعاً عن حرية فلسطين فخطا على نفس دربه وراح منذ العام 1936 يعمل على تدريب شبان فلسطينيين لينظموا وحدات مسلحة تدافع عن حقها وأرضها إذا ما تعرضتا للهجوم من غزاة طغاة، وبالفعل في ذات العام قام عبد القادر الحسيني بإلقاء قنبلة على منزل سكرتير عام حكومة فلسطين تلتها قنبلة أخرى على المندوب السامي البريطاني وتوج نشاطه الوطني في هذا العام بعملية اغتيال الميجور سيكرست مدير بوليس القدس ومساعده، بالإضافة إلى اشتراكه مع أفراد الوحدات التنظيمية التي أسسها في مهاجمة القطارات الإنجليزية، وظلت هذه المناورات بصورة متفاوتة حتى عام 1939 حيث بلغت المقاومة ضد البريطانيين أشدها في معركة الخضر الشهيرة التي قضت بإصابة عبد القادر الحسيني إصابة بالغة.

وفي العراق أيضاً في خريف عام 1938، جُرح عبد القادر ثانية في إحدى المعارك، فأسعفه رفاقه في المستشفى الإنجليزي في الخليل، ثم نقلوه خفية إلى سورية، فلبنان. ومن هناك نجح في الوصول إلى العراق بجواز سفر عراقي. في بغداد عمل عبد القادر مدرساً للرياضيات في إحدي المدارس العسكرية، كما أنه أيد عبد القادر ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق عام 1941، وشارك مع رفاقه في قتال القوات البريطانية، إعتقل ورفاقه وقضوا في الأسر العراقي ثلاث سنوات،أفرجت الحكومة العراقية عنه في أواخر سنة 1943، بعد أن تدخل الملك
عبد العزيز آل سعود ملك العربية السعودية. فتوجه إلى السعودية وأمضى فيها عامين بمرافقة أسرته.

مقاومة فلسطينية في مصر عاد الحسيني في الفاتح من يناير عام
1946 إلى مصر الدولة التي سبق وأن طرد منها بأمر إسماعيل صدقي، ولكنه هذه المرة عاد للعرض على الأطباء ومداواة جروحه والندوب التي تقرحت في جسده إثر معاركه الكثيرة، وعلى الرغم من ذلك فقد كان الحسيني أكثر إيماناً ويقيناً أن المقاومة هي السبيل الأوحد للحرية والكرامة؛ فأثناء وجوده في مصر عمد إلى وضع خطة لإعداد المقاومة الفلسطينية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي فراح ينظم عمليات التدريب والتسليح للمقاومين وأنشأ معسكراً سرياً بالتعاون مع قوى وطنية مصرية ليبية مشتركة بالقرب من الحدود المصرية الليبية، كما قام بتدريب عناصر مصرية أيضاً للقيام بأعمال فدائية، حيث شاركت عناصره في حملة المتطوعين بحرب فلسطين وكذلك في حرب القناة ضد بريطانيا، كما عمد إلى التواصل والتشابك مع قائد الهيئة العربية العليا ومفتي فلسطين أمين الحسيني من أجل تمويل خطته وتسهيل حركة المقاومين على كل جبهات فلسطين، كما عمد أيضاً إلى التنسيق والتواصل مع المشايخ والزعماء والقادة داخل الأراضي الفلسطينية، وأنشأ معملاً لإعداد المتفجرات إضافة إلى إقامته محطة إذاعية في منطقة رام الله درة عن المقاومة الفلسطينية وتشجيع المجاهدين على الجود بأنفسهم وقوتهم في سبيل نصرة الحق والحرية، ناهيك عن إنشائه محطة لاسلكية في مقر القيادة في بيرزيت وعمل شفرة اتصال تضمن لهم سرية المعلومات وعدم انتقالها إلى الأعداء عبر المراسلات العادية، كما قام الحسيني أيضاً بتجنيد فريق مخابرات مهمته فقط جمع المعلومات والبيانات وخفايا وأسرار العدو الإسرائيلي لضربه في عقر داره، ناهيك عن تكوينه لفرق الثأر التي طالما ردعت وأرهبت اليهود وقللت من عمليات القتل الممنهجة التي أذاقوها للفلسطينيين.

مجدد الجهاد في فلسطين على الرغم من جهاده لفلسطين عن بعد إلا أن الأمر لم يشف ندوب صدره على الوطن وبخاصة بعد قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني (نوفمبر)
1947 حيث قضى اجتماع الجمعية العامة العادي بالخروج بقرار عن هيئة الأمم المتحدة يقضي بإنهاء الانتداب وتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية، فتولى قيادة قطاع القدس وعمل على وقف زحف القوى اليهودية، ومن ثم قام بعمليات هجومية على قطعان المستوطنين المتواجدين في محيط المدينة المقدسة منها على سبيل المثال لا الحصر، معركة مقر القيادة العسكرية اليهودية في حي "سانهدريا"، بالإضافة إلى الهجوم المنظم على عدة مراكز يهودية كانت تعم بالأحياء العربية كـمقر "ميقور حاييم"، وصولاً إلى استبساله في معركة "صوريف" في السادس عشر من يناير عام 1948 والتي ظفر فيها برقاب 50 يهودياً كانوا مزودين بأحدث العتاد الحربية الثقيلة فاستولى على 12 مدفع برن والعديد من الذخيرة والبنادق، وأيضاً من معاركه التي لا تنسى معركة بيت سوريك، ومعركة رام الله – اللطرون، بالإضافة إلى معركة النبي صموئيل، وكذلك الهجوم على مستعمرة النيفي يعقوب ومعركة بيت لحم الكبرى.

استشهاد الحسيني ضرب عبد القادر الحسيني خلال
معركة القسطل غير المتكافئة مثلاً رائعاً في التضحية والحماسة والاندفاع، وتفاصيل المعركة تدور كما دونها المؤرخون أن الحسيني غادر القدس إلى دمشق في أواخر آذار عام 1948 للاجتماع بقادة اللجنة العسكرية لفلسطين التابعة لجامعة الدول العربية، أملاً في الحصول على السلاح ليشد من عزم المقاومين على الاستمرار والاستبسال في القتال،


تتحدث كتب التاريخ عن هذا اللقاء بين عبد القادر الحسيني واللجنة العسكرية . يقول الحسيني رحمه الله أن اللجنة العسكرية طالبته بعدم افتعال تصرفات فردية ، وأن جامعة الدول العربية قد أوكلت قضية فلسطين إلى لجنة عربية عسكرية عليا ، وطالبوه بعدم الذهاب نحو القسطل ، فقال ردا عليهم : إنني ذاهب إلى القسطل وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي ، والله لقد سئمت الحياة وأصبح الموت أحب إلي من نفسي من هذه المعاملة التي تعاملنا بها الجامعة ، إنني أصبحت أتمنى الموت قبل أن أرى اليهود يحتلون فلسطين ، إن رجال الجامعة والقيادة يخونون فلسطين " .
[2]

إلا أنه ما لبث أن عاد إلى القدس مجدداً فور علمه بمعركة القسطل التي بدأت بشائرها وهو خارج القدس، لكنه لم يحمل ما ذهب إليه جميعه فقط نصف كيس من الرصاص، واتجه به مسرعاً إلى القسطل . ولم تكن الدول العربية تريد مواجهة مع بريطانيا ، ورأت أن أي عمل عسكري الآن سيعني مواجهة حتمية مع بريطانيا ، ولكن الحسيني بدأ يرسل إلى المتطوعين من الحركات الإٍسلامية في فلسطين ومصر وما حولها ، ثم إنه طوق القسطل .. وبدأ يستنجد مرة أخرى بالقيادة العسكرية ، وأرسل إليهم بأنه بمساعدتهم سينهي الوجود اليهودي فيها ، بيد أن القيادة العسكرية للجامعة العربية أصرت على موقفها . وأثار ذلك الترنح في مواقف الجامعة العربية حفيظة الحسيني ، وثارت ثائرته فأطلق صيحته قائلا : نحن أحق بالسلاح المُخَزَّن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين ، وإنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم [3]

وهزأ منه طه الهاشمي وأخبره أن لدى اللجنة العتاد والسلاح ، ولكنها لن تعطيه لعبد القادر ، ولكنها ستنظر بالأمر بعد 15 مايو فكان رد الحسيني عليه: والله يا باشا إذا ترددتم وتقاعستم عن العمل فإنكم ستحتاجون بعد 15 مايو إلى عشرة أضعاف ما أطلبه منكم الآن ، ومع ذلك فإنكم لن تتمكنوا من هؤلاء اليهود ، إني أشهد الله على ما أقول ، وأحملكم سلفا مسؤولية ضياع القدس ويافا وحيفا وطبرية ، وأقسام أخرى من فلسطين " .

ولكن أعضاء اللجنة لم يتهموا لقوله وسخروامن حماسه واندفاعه ، فاستشاط عبد القادر غضبا ، ورمى بدبارة كان في يده في وجوههم وقال : " إنكم تخونون فلسطين ..إنكم تريدون قتلنا وذبحنا !
[4]

ثم قفل عائدا إلى القسطل، وجعل يردد قول أخيه القائد الشاعر عبد الرحيم محمود الذي استشهد في معركة الشجرة :

              بقلبي سأرمي وجوه العـداة         فقلبي حديد وناري لظى

              وأحمي حماي بحد الحسـام         فيعلم قومي بأني الفتى

              أخوفا وعندي تهون الحياة ؟!       أذلا وإني لـربي أبى ؟!

قام الحسيني باقتحام قرية القسطل مع عدد من المجاهدين ما لبث أن وقع ومجاهديه في طوق الصهاينة وتحت وطأة نيرانهم فهبت نجدات كبيرة إلى القسطل لإنقاذ الحسيني ورفاقه وكان من بينها حراس الحرم القدسي الشريف، وتمكن رشيد عريقات في ساعات الظهيرة من السيطرة على الموقف وأمر باقتحام القرية وبعد ثلاث ساعات تمكنوا من الهجوم وطرد الصهاينة منها.

استشهد عبد القادر صبيحة الثامن من إبريل عام 1948 م، حيث وجدت جثته قرب بيت من بيوت القرية فنقل في اليوم التالي إلى القدس، ودفن بجانب ضريح والده في باب الحديد، وقد استشهد رحمه الله وهو في الأربعين من عمره، أي في أوج عطائه الجهادي.

ولما خرج الجميع لتشييع عبد القادر الحسيني أبت قوات الاحتلال الصهيوني إلا أن ترتكب مجزرة أخرى فعمدت إلى مهاجمة قرية
دير ياسين وأتت أُكلها فلم يبق فيها شيء ينبض بالحياة فقط ركام المنازل وأشلاء الفلسطينيين.

مصادر

1.                          
^ مركز الشرق العربي للدراسات العربية والإستراتيجية.

2.                           ^ تاريخ فلسطين المصور - د.طارق سويدان - الباب الثالث - الفصل الخامس.

3.                          
^ تاريخ فلسطين المصور - د.طارق سويدان - الباب الثالث - الفصل الخامس.

4.                          
^ تاريخ فلسطين المصور - د.طارق سويدان - الباب الثالث - الفصل الخامس.


والده المجاهد موسى كاظم الحسيني

ولد موسى كاظم الحسيني في
القدس عام 1853. والده هو سليم الحسيني

درس في إسطنبول بتركيا، والتحق بالإدارة العثمانية التي عينته قائما على صفد وعجلون ثم متصرفاً مسؤولاً في الأناضول وشرقي الأردن ونجد وعسير. تولى عام 1918 رئاسة بلدية القدس، وقاد مظاهرات عام 1920 تطالب بانضمام فلسطين إلى سوريا ومحاربة الهجرة اليهودية. بسبب ذلك أقاله الحاكم البريطاني من منصبه وعين راغب النشاشيبي مكانه.

انتخبه
المؤتمر العربي الفلسطيني الثالث عام 1920 رئيساً للجنة التنفيذية العربية، وظل يشغل هذا المنصب حتى وفاته في 27 مارس من عام 1934 متأثراً بإصابة ألحقها به جنود الاحتلال البريطاني خلال مظاهرة يافا في 27 أكتوبر 1933. موسى كاظم الحسيني هو والد عبد القادر الحسيني.

Picture
عبد القادر الحسيني بين رجاله قبيل استشهاده ، يوم 7 إبريل
Picture
رسالة عبد القادر الحسيني إلى جامعة الدول
Picture
موسى كاظم الحسيني
Powered by Create your own unique website with customizable templates.