صقر قريش عبدالرحمن الداخل
عبد الرحمن بن معاوية بن هشام الأموي القرشي ولد 113 هـ 731م (توفي 172 هـ 788م) الملقب بصقر قريش. كان أحد الأمراء الأمويين المرشحين للخلافة في عاصمة الدولة الأموية في دمشق، جده الخليفة هشام بن عبد الملك عاشر الخلفاء الأمويين. هرب من العباسيين عند قيام دولتهم، إلى الأندلس حيث دخلها، وسمي بذلك عبد الرحمن الداخل، وأكمل فترة الخلافة الأموية هناك في الأندلس، حكم بين عامي 756-788.
نسبه
نشأته
ولد بتدمر سنة 113 في خلافة جده، نشأ عبد الرحمن في بيت الخلافة الأموي بدمشق، وكان الفاتح الكبير مسلمة بن عبد الملك عم أبيه يرى فيه أهلا للولاية والحكم وموضعًا للنجابة والذكاء، وسمع عبد الرحمن ذلك منه مشافهة، مما أثّر في نفسه أثرًا إيجابياً.
عندما أقام العباسيون دولتهم على أنقاض الدولة الأموية، كان هدفهم تعقب الأمويين والقضاء على أفراد البيت الأموي، فقتلوا الأمراء وأبناء الأمراء بل وأحفادهم، وكل من توقعوا أن يكون أهلا للإمارة خشية محاوله أحدهم استرداد مجدهم لاسيما في الشام، لهذا بذلوا الجهود المضنيه لتحقيق هذا الهدف.
نجح عبد الرحمن بن معاويه بن هشام الذي اختبأ في قرية منعزله قريبة من الفرات في سوريا، وكان معه ابنه الطفل سليمان وكان عمره وقتها أربع سنوات، وأخ أصغر مع أختين. وعندما اكتشفت الشرطة مكانهم هرب عبد الرحمن مع أخيه هشام بن معاوية عبر بعض البساتين فلما تعقبتها الشرطة، حاولا عبور النهر فأغراهما الشرطة أن يرجعا ولهما الأمان فرجع أخوه وغرر به وقتله العباسيون، وكان عمرة ثلاث عشر سنة، بينما نجح عبد الرحمن بالوصول إلى الضفة الأخرى بسلام ولم تنطلِ عليه مكيدتهم ولحق به مولاه بدر طبقا لخطة سابقة. وذكر في سير أعلام النبلاء بأنهم عندما وصلوا وادي بجاية بعثوا بغلام يشتري لهم خبزا فأنكرت الدراهم وقبض على الغلام وضرب فأقر فركبوا خيلا فرأى عبد الرحمن الفرسان فتهيأ للسباحة وقال لأخويه اسبحا معي فنجا هو وقصرا فأشاروا إليهما بالأمان فلما حصلا في أيديهم ذبحوهما وأخوهما ينظر من هناك ثم أواه شيخ كريم العهد وقال لأسترنك جهدي فوقع عليه التفتيش ببجاية إلى أن جاء الطالب إلى دار الشيخ وكان له أمرأة ضخمة فأجلسها تتسرح وأخفى عبد الرحمن تحت ثيابها وصيح الشيخ يا سبحان الله الحرم فقالوا غط أهلك وخرجوا[1].
وجود في المغرب
وصل الأمير الأموي إلى أخواله من قبيلة نفزة في المغرب، وتجنب عند وصوله الظهور العلني بسبب تصفية والي الأندلس الفهري اثنين من الأمويين (هما ابنا الوليد بن يزيد بن عبد الملك)[2] كانا قد لجآ إلى المغرب قبله. وظل أربع سنوات يتنقل بين قبائل المغرب الأقصى والأوسط بسرية تامة، وإن كانت عينه على الأندلس التي تمزقها الحرب الأهلية[3]. وفي نهاية سنة 136هـ/754م كان مولاه بدر قد وصل إلى ساحل البيرة وبدأ بالاتصال بإثنين من زعماء ما تبقى من أنصار الأمويين من الفرقة الشامية التي حوصرت في سبتة أبان ثورة البربر قبل أنتقالها إلى الأندلس بقيادة بلج بن بشر. فوافقا على مقترح بدر، واسفرت اتصالاته عن قيام نواة فريق مؤيد للأمير عبد الرحمن[3].
دخوله الأندلس
بدأ عبد الرحمن بن معاوية يعدّ العدة لدخول الأندلس بعد أن كون جيشا قويا والتف حولة مؤيدوه، فعمل على الآتي:
أولًا: أرسل بدر - أحد رجاله والقادم معه من دمشق - أرسله إلى الأندلس لدراسة الموقف، ومعرفة القوى المؤثرة في الحكم فيهاوالوضع في الداخل الاندلسي.
ثانيًا: راسل كل محبي الدولة الأموية في أرض الأندلس.
ثالثًا:راسل عبد الرحمن بن معاوية الامازيغ في الأندلس، وأعلمهم خطته ورحبوا بذلك لمعرفتهم بعدل الأمويين وإنصافهم لهم، وكانوا في ذلك الوقت على خلاف شديدٍ جدًا مع يوسف بن عبد الرحمن الفهري؛ لأنه فرّق بينهم وبين العرب في شمال أفريقيا، فهم يريدون أن يتخلّصوا من حكم يوسف بن عبد الرحمن الفهري الذي عاملهم بهذه العنصرية.
رابعًا: راسل كل الأمويين في كل الأماكن وأنه يعزم على دخول الأندلس وإقامة الدولة الأموية فالتحق به كافة الأمويين من الشام وغيرها من البلاد.
وفي ربيع الثاني سنة (138هـ، 755) عبر عبد الرحمن بن معاوية بجيشه القوي ومن معه من القادة مضيق جبل طارق إلى داخل الاندلس بهيبة وعظمة الفاتحين المنتصرين وانضم إليه أنصاره وأخضع كافة البلاد في طريقه وزحف إلى إشبيلية واستولى عليها وبايعه اهلها، ثم نجح في دخول قرطبة العاصمة، بعد أن هزم جيش يوسف بن عبد الرحمن الفهري في موقعة المصارة في العاشر من ذي الحجة سنة 138هـ ليؤسس بذلك إمارة أموية في قرطبة عام 138هـ/756م.[4][5] تعرض حكم عبد الرحمن بن معاوية للعديد من الثورات التي استطاع إخمادها الواحدة تلو الأخرى، والتي كان أخطرها ثورة العلاء بن مغيث الحضرمي بتحريض من الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور الذي كان يطمع في استعادة الأندلس،[4] وكان ذلك سنة 147هـ/ 764م في مدينة باجة أو باجة الزيت[3]، وكادت أن تقضي عليه تلك الثورة عندما تحصن في قرمونة لمدة شهرين، تضغط عليه هجمات العلاء المتكررة والعنيفة، ولكنه ظل محتفظا بأعصابه الفولاذية وحدة الرؤية. فقرر أخيرا ساعة الحسم فإذا بالمدينة ينفتح بابها فجأة على سبعمائة رجل على رأسهم عبد الرحمن يندفعون بسرعة رهيبة ويمزقون الثوار كل ممزق ويقتلون العلاء الذي فر قريبا من اشبيلية ومعه العديد من اصحابه[3]. عمل عبد الرحمن الداخل بعد ذلك على توطيد أركان حكمه بتأسيس جيش قوي والاهتمام بالتعمير والتعليم والقضاء.[4]
25 ثورة ضده
قامت على عبد الرحمن الداخل خلال حكمه للأندلس 25 ثورة لزعزعة ملكه واستطاع عبد الرحمن الداخل أن يخمدها كلها وتلك الثورات هي:
1 - ثورة أبي الصباح اليحصبي 141 هـ وسببها أن اليمنيين أرادوا أن ينتقموا من القيسيين لمعركة سابقة جرى فيها ذبح اليمنيين على يد القيسيين فدخلوا القصر الملك بقرطبة وبدأوا يأخذون كل ما فيه فمنعهم عبد الرحمن الداخل عن ذلك وكان ذلك مما سبب المشاكل فيما بعد بين الداخل واليحصبي.
2 - ثورة يوسف والصميل 141 هـ قادها يوسف الفهري حيث هرب من قرطبة فقبض الداخل على الصميل وأبناء الفهري وأرسل عبد الملك المرواني لقمع ثورة الفهري فقامت معركة عظيمة بين الفهري والمرواني انتهت بمقتل المرواني وانتصاره في الوقت عينه حيث فر الفهري باتجاه طليطلة فلقيه عبد الله بن عمر الأنصاري فرآها فرصة لقتله فلحقه على مسافة أربعة أميال من طليطلة فقتله وأرسل رأسه إلى الداخل ولم يكتف الداخل بهذا بل عمد إلى الصميل بن حاتم فقتله وقتل جميع أنصار يوسف الفهري.
3 - ثورة العلاء بن المغيث اليحصبي ودعوته للعباسيين 146 هـ وكان المدبر الأساسي للثورة أبو جعفر المنصور الذي أرسل العلاء بن المغيث الحضرمي ليدعوا للعباسيين في الأندلس لتكون بحوزتهم فدعا العلاء لهم في الأندلس فتجمع له الأنصار فدخل بهم شدونة بعد أن جعل الصراع في الأندلس بين العباسيين والأمويين فأرسل الداخل قائد جيشه بدر فسيطر على شدونة ولكن جيش العلاء دخل إشبيلية واستولى عليها فهرب جيش الدخل (وكان يقود الجيش بنفسه آنذاك) إلى قرمونة
صقر قريش
انتصر عبد الرحمن الداخل على العباسيين، وقف لهم وحاربهم وانتصر عليهم وهزمهم شر هزيمة وعرفوا بقوته وأنهم أمام قوة لايمكن الوقوف في وجهها، فلقبه العباسيون بعد أن انتصر عليهم بـصقر قريش وهو اللقب الذي اشتهر به بعد ذلك، فقد كان أبو جعفر المنصور جالسًا مع أصحابه مرةً فسألهم: أتدرون من هو صقر قريش؟ فقالوا له : هو أنت. فقال لهم: لا.فعدّدوا له أسماء حتى ذكروا له معاوية وعبد الملك بن مروان من بني أمية. فقال أيضا: لا. ثم أجابهم قائلا:" بل هو عبد الرحمن بن معاوية، دخل الأندلس منفردًا بنفسه، مؤيّدًا برأيه، مستصحبًا لعزمه، يعبر القفر ويركب البحر حتى دخل بلدًا أعجميًا فمصّر الأمصار وجنّد الأجناد، وأقام ملكًا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة عزمه". فحقق عبد الرحمن بن معاوية غايته من إعادة أمجاد أجداده الأمويين والانتصار على العباسيين وتكوين دولة قوية وهي الدولة الأموية
المصادر
1. عبد الرحمن الداخل سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
2. ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج5 ص:38
3. ↑ أ ب ت ث إبراهيم بيضون (1986). الدولة العربية في اسبانيا. بيروت: دار النهضة العربية. ص. 186-191.
4. ↑ أ ب ت السرجاني، راغب. قصة الإسلام. عبد الرحمن الداخل صقر قريش - قصة الأندلس. وُصِل لهذا المسار في 18 يوليو 2011.
5. Barton, 37.
نسبه
نشأته
ولد بتدمر سنة 113 في خلافة جده، نشأ عبد الرحمن في بيت الخلافة الأموي بدمشق، وكان الفاتح الكبير مسلمة بن عبد الملك عم أبيه يرى فيه أهلا للولاية والحكم وموضعًا للنجابة والذكاء، وسمع عبد الرحمن ذلك منه مشافهة، مما أثّر في نفسه أثرًا إيجابياً.
عندما أقام العباسيون دولتهم على أنقاض الدولة الأموية، كان هدفهم تعقب الأمويين والقضاء على أفراد البيت الأموي، فقتلوا الأمراء وأبناء الأمراء بل وأحفادهم، وكل من توقعوا أن يكون أهلا للإمارة خشية محاوله أحدهم استرداد مجدهم لاسيما في الشام، لهذا بذلوا الجهود المضنيه لتحقيق هذا الهدف.
نجح عبد الرحمن بن معاويه بن هشام الذي اختبأ في قرية منعزله قريبة من الفرات في سوريا، وكان معه ابنه الطفل سليمان وكان عمره وقتها أربع سنوات، وأخ أصغر مع أختين. وعندما اكتشفت الشرطة مكانهم هرب عبد الرحمن مع أخيه هشام بن معاوية عبر بعض البساتين فلما تعقبتها الشرطة، حاولا عبور النهر فأغراهما الشرطة أن يرجعا ولهما الأمان فرجع أخوه وغرر به وقتله العباسيون، وكان عمرة ثلاث عشر سنة، بينما نجح عبد الرحمن بالوصول إلى الضفة الأخرى بسلام ولم تنطلِ عليه مكيدتهم ولحق به مولاه بدر طبقا لخطة سابقة. وذكر في سير أعلام النبلاء بأنهم عندما وصلوا وادي بجاية بعثوا بغلام يشتري لهم خبزا فأنكرت الدراهم وقبض على الغلام وضرب فأقر فركبوا خيلا فرأى عبد الرحمن الفرسان فتهيأ للسباحة وقال لأخويه اسبحا معي فنجا هو وقصرا فأشاروا إليهما بالأمان فلما حصلا في أيديهم ذبحوهما وأخوهما ينظر من هناك ثم أواه شيخ كريم العهد وقال لأسترنك جهدي فوقع عليه التفتيش ببجاية إلى أن جاء الطالب إلى دار الشيخ وكان له أمرأة ضخمة فأجلسها تتسرح وأخفى عبد الرحمن تحت ثيابها وصيح الشيخ يا سبحان الله الحرم فقالوا غط أهلك وخرجوا[1].
وجود في المغرب
وصل الأمير الأموي إلى أخواله من قبيلة نفزة في المغرب، وتجنب عند وصوله الظهور العلني بسبب تصفية والي الأندلس الفهري اثنين من الأمويين (هما ابنا الوليد بن يزيد بن عبد الملك)[2] كانا قد لجآ إلى المغرب قبله. وظل أربع سنوات يتنقل بين قبائل المغرب الأقصى والأوسط بسرية تامة، وإن كانت عينه على الأندلس التي تمزقها الحرب الأهلية[3]. وفي نهاية سنة 136هـ/754م كان مولاه بدر قد وصل إلى ساحل البيرة وبدأ بالاتصال بإثنين من زعماء ما تبقى من أنصار الأمويين من الفرقة الشامية التي حوصرت في سبتة أبان ثورة البربر قبل أنتقالها إلى الأندلس بقيادة بلج بن بشر. فوافقا على مقترح بدر، واسفرت اتصالاته عن قيام نواة فريق مؤيد للأمير عبد الرحمن[3].
دخوله الأندلس
بدأ عبد الرحمن بن معاوية يعدّ العدة لدخول الأندلس بعد أن كون جيشا قويا والتف حولة مؤيدوه، فعمل على الآتي:
أولًا: أرسل بدر - أحد رجاله والقادم معه من دمشق - أرسله إلى الأندلس لدراسة الموقف، ومعرفة القوى المؤثرة في الحكم فيهاوالوضع في الداخل الاندلسي.
ثانيًا: راسل كل محبي الدولة الأموية في أرض الأندلس.
ثالثًا:راسل عبد الرحمن بن معاوية الامازيغ في الأندلس، وأعلمهم خطته ورحبوا بذلك لمعرفتهم بعدل الأمويين وإنصافهم لهم، وكانوا في ذلك الوقت على خلاف شديدٍ جدًا مع يوسف بن عبد الرحمن الفهري؛ لأنه فرّق بينهم وبين العرب في شمال أفريقيا، فهم يريدون أن يتخلّصوا من حكم يوسف بن عبد الرحمن الفهري الذي عاملهم بهذه العنصرية.
رابعًا: راسل كل الأمويين في كل الأماكن وأنه يعزم على دخول الأندلس وإقامة الدولة الأموية فالتحق به كافة الأمويين من الشام وغيرها من البلاد.
وفي ربيع الثاني سنة (138هـ، 755) عبر عبد الرحمن بن معاوية بجيشه القوي ومن معه من القادة مضيق جبل طارق إلى داخل الاندلس بهيبة وعظمة الفاتحين المنتصرين وانضم إليه أنصاره وأخضع كافة البلاد في طريقه وزحف إلى إشبيلية واستولى عليها وبايعه اهلها، ثم نجح في دخول قرطبة العاصمة، بعد أن هزم جيش يوسف بن عبد الرحمن الفهري في موقعة المصارة في العاشر من ذي الحجة سنة 138هـ ليؤسس بذلك إمارة أموية في قرطبة عام 138هـ/756م.[4][5] تعرض حكم عبد الرحمن بن معاوية للعديد من الثورات التي استطاع إخمادها الواحدة تلو الأخرى، والتي كان أخطرها ثورة العلاء بن مغيث الحضرمي بتحريض من الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور الذي كان يطمع في استعادة الأندلس،[4] وكان ذلك سنة 147هـ/ 764م في مدينة باجة أو باجة الزيت[3]، وكادت أن تقضي عليه تلك الثورة عندما تحصن في قرمونة لمدة شهرين، تضغط عليه هجمات العلاء المتكررة والعنيفة، ولكنه ظل محتفظا بأعصابه الفولاذية وحدة الرؤية. فقرر أخيرا ساعة الحسم فإذا بالمدينة ينفتح بابها فجأة على سبعمائة رجل على رأسهم عبد الرحمن يندفعون بسرعة رهيبة ويمزقون الثوار كل ممزق ويقتلون العلاء الذي فر قريبا من اشبيلية ومعه العديد من اصحابه[3]. عمل عبد الرحمن الداخل بعد ذلك على توطيد أركان حكمه بتأسيس جيش قوي والاهتمام بالتعمير والتعليم والقضاء.[4]
25 ثورة ضده
قامت على عبد الرحمن الداخل خلال حكمه للأندلس 25 ثورة لزعزعة ملكه واستطاع عبد الرحمن الداخل أن يخمدها كلها وتلك الثورات هي:
1 - ثورة أبي الصباح اليحصبي 141 هـ وسببها أن اليمنيين أرادوا أن ينتقموا من القيسيين لمعركة سابقة جرى فيها ذبح اليمنيين على يد القيسيين فدخلوا القصر الملك بقرطبة وبدأوا يأخذون كل ما فيه فمنعهم عبد الرحمن الداخل عن ذلك وكان ذلك مما سبب المشاكل فيما بعد بين الداخل واليحصبي.
2 - ثورة يوسف والصميل 141 هـ قادها يوسف الفهري حيث هرب من قرطبة فقبض الداخل على الصميل وأبناء الفهري وأرسل عبد الملك المرواني لقمع ثورة الفهري فقامت معركة عظيمة بين الفهري والمرواني انتهت بمقتل المرواني وانتصاره في الوقت عينه حيث فر الفهري باتجاه طليطلة فلقيه عبد الله بن عمر الأنصاري فرآها فرصة لقتله فلحقه على مسافة أربعة أميال من طليطلة فقتله وأرسل رأسه إلى الداخل ولم يكتف الداخل بهذا بل عمد إلى الصميل بن حاتم فقتله وقتل جميع أنصار يوسف الفهري.
3 - ثورة العلاء بن المغيث اليحصبي ودعوته للعباسيين 146 هـ وكان المدبر الأساسي للثورة أبو جعفر المنصور الذي أرسل العلاء بن المغيث الحضرمي ليدعوا للعباسيين في الأندلس لتكون بحوزتهم فدعا العلاء لهم في الأندلس فتجمع له الأنصار فدخل بهم شدونة بعد أن جعل الصراع في الأندلس بين العباسيين والأمويين فأرسل الداخل قائد جيشه بدر فسيطر على شدونة ولكن جيش العلاء دخل إشبيلية واستولى عليها فهرب جيش الدخل (وكان يقود الجيش بنفسه آنذاك) إلى قرمونة
صقر قريش
انتصر عبد الرحمن الداخل على العباسيين، وقف لهم وحاربهم وانتصر عليهم وهزمهم شر هزيمة وعرفوا بقوته وأنهم أمام قوة لايمكن الوقوف في وجهها، فلقبه العباسيون بعد أن انتصر عليهم بـصقر قريش وهو اللقب الذي اشتهر به بعد ذلك، فقد كان أبو جعفر المنصور جالسًا مع أصحابه مرةً فسألهم: أتدرون من هو صقر قريش؟ فقالوا له : هو أنت. فقال لهم: لا.فعدّدوا له أسماء حتى ذكروا له معاوية وعبد الملك بن مروان من بني أمية. فقال أيضا: لا. ثم أجابهم قائلا:" بل هو عبد الرحمن بن معاوية، دخل الأندلس منفردًا بنفسه، مؤيّدًا برأيه، مستصحبًا لعزمه، يعبر القفر ويركب البحر حتى دخل بلدًا أعجميًا فمصّر الأمصار وجنّد الأجناد، وأقام ملكًا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة عزمه". فحقق عبد الرحمن بن معاوية غايته من إعادة أمجاد أجداده الأمويين والانتصار على العباسيين وتكوين دولة قوية وهي الدولة الأموية
المصادر
1. عبد الرحمن الداخل سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
2. ابن الأثير، الكامل في التاريخ: ج5 ص:38
3. ↑ أ ب ت ث إبراهيم بيضون (1986). الدولة العربية في اسبانيا. بيروت: دار النهضة العربية. ص. 186-191.
4. ↑ أ ب ت السرجاني، راغب. قصة الإسلام. عبد الرحمن الداخل صقر قريش - قصة الأندلس. وُصِل لهذا المسار في 18 يوليو 2011.
5. Barton, 37.