أ احمد ابوالقاسم الهواري
  • الرئيسية
  • الصفحة الأدبية
    • تعلم اللغة العربية
    • شعراء وشعر عربي
    • شعراء ثوريون معاصرون
    • تعلم الانجليزية ببساطة
    • الأذكار بالصور للاطفال
    • اسرار جذب الأشخاص تجاهك
    • الجاسوس الذي كاد ان يصبح رئيسا لسوريا
    • ربوا اولادكم بالحب
    • دعوة للسعادة
    • كن كالقمر
    • طرائف الرياضيات
    • قال الاستاذ للتلميذ
    • اشهر 5 اخطاء في التاريخ
    • رفقا بالقوارير
    • ماتت أمي
    • جسم زوجتك من حقنا ان نراه
    • الموت المبرمج
    • نصائح هكر
    • بريدك الالكتروني
  • الصفحة الصحية
    • الطب النبوي للشيخ عبدالكريم الصفدي
    • وصفات علاج الامراض بالاعشاب
    • العلاج بالتغذية والعسل النقي
    • السرطان والعلاج
    • السمنة والتخسيس
    • الحجامة
    • الرقية الشرعية وفوائد الطعام
    • وصفات غذائية
    • اكلات اللحوم ومشتفاتها
    • الحلويات وطرق عملها
  • الصفحة الإسلامية
    • بعض علماء ودعاة الأمة الربانيين >
      • علماء المملكة العربية السعودية >
        • الشيخ محمد بن عبدالوهاب
        • الشيخ محمد بن صالح العثيمين
        • الشيخ عبدالعزيز بن باز
        • الشيخ عبدالله بن جبرين
        • الشيخ الدكتور محمد العريفي
        • الشيخ عائض القرني
        • الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
      • علماء ودعاة جمهورية مصر العربية >
        • الشيخ الدكتور طارق عبدالحليم الطواب الهو
        • الشيخ الدكتور هاني السباعي
        • الشيخ رفاعي سرور
        • الشيخ محمد محمد الراوي
        • الشيخ حازم صلاح ابواسماعيل
        • الشيخ محمد عبدالحميد كشك
        • الشيخ محمد الغزالي
        • الشيخ محمد متولي الشعراوي
        • الشيخ محمد عبدالمقصود
        • الشيخ الدكتور جمال عبدالهادي
        • الشيخ الدكتور محمود شعبان
        • الشيخ الدكتور عبدالله بدر
        • الشيخ وجدي غنيم
        • الشيخ ابواسحاق الحويني
        • الشيخ محمد حسين يعقوب
        • الشيخ وحيد عبدالسلام بالي
        • الدكتور راغب السرجاني
        • الشيخ مسعد انور
        • الشيخ مصطفى العدوي
        • الشيخ الدكتور عمر عبدالكافي
        • الشيخ مازن السرساوي
        • الشيخ أحمد فريد
    • بعض مجاهدي العصر الحديث >
      • المجاهد نور الدين زنكي
      • الشهيد حسن البنا
      • الشهيد سيد قطب
      • الشهيد ابومصعب الزرقاوي
      • الشهيد اسامة بن لادن
      • الشهيد خطاب
      • الشهيد عبدالله عزام
      • المجاهد أيمن الظواهري
    • تعلم تجويد القرآن
    • اعجاز القرآن >
      • الاعجاز العلمي
      • الإعجاز العددي في القرآن
      • لماذا عرج بالنبى من القدس وليس من مكة
      • شركة مايكروسوفت تثبت نبوة الرسول
    • الرد على بعض شبهات المستشرقين >
      • كيف انتشر الاسلام
      • عذاب القبر
      • الناسخ والمنسوخ
      • الإسراء والمعراج
      • زوجات الرسول
      • أم المؤمنين صفية
      • أم المؤمنين عائشة
    • ثقافة التلبيس في المصطلحات
    • الفرق الإسلامية والتيارات المختلفة >
      • الفرق الإسلامية كالمعتزلة والأشاعرة وغير
      • السلفية الوهابية
      • السلفية الجامية البغيضة
      • الشيعة
      • الدواعش الخوارج الحرورية
      • الصوفية
      • القرآنيون
      • البابية والبهائية
      • العلمانية والليبرالية
    • بعض المقالات والابحاث >
      • الولاء والبراء
      • الجهاد والمجاهدين
      • عوائق الاستقامة وموانع التوبة
      • حكم من سب الله ورسوله
      • طاعة الزوج
      • تعدد الزوجات
      • تربية الأبناء في الاسلام
      • عقوق الوالدين
      • فضل يوم عرفة وليلة القدر
      • فضل قيام الليل
      • فضل الصدقة
      • كفالة اليتيم وقضاء حوائج المسلمين
      • حكم النقاب
      • حكم تحريم الغناء
      • حكم إطلاق اللحية
      • حكم ختان الإناث
      • لماذا المسلمون لا يأكلون لحم الخنزير
      • الميت يعرف زائريه
      • حكم الطعن في علماء المسلمين
      • بحث في السنة والبدعة
      • بحث في الدعوة الاسلامية
      • فرص أغلى من الذهب
      • ثماني مسائل
      • الحجب العشرة بين العبد وربه
    • التنصير واسلام النصارى >
      • نصوص القتل في الإنجيل
      • دلائل نبوة سيدنا محمد من الإنجيل
      • اثبات عدم ألوهية سيدنا عيسى من الإنجيل
      • مكانة المرآه في الاسلام والمسيحية
      • امبراطورية الكنيسة المصرية الإقتصادية
      • من الإرهابي؟؟
      • الفاتح عمرو ابن العاص
      • منظمة تنصير امريكية في مصر
      • قصة اسلام غريبة جدا
      • قصة اسلام المستشار مجدي
      • شنودة وجمهورية شبرا
      • اسلام كاميليا شحاته زاخر
      • مغالطات بيشوي
    • بعض الكتب والابحاث
    • اسماء ولينكات بعض المواقع الاسلامية
  • الصفحة التاريخية
    • الدكنور محمد الجوادي ابوالتاريخ
    • الأستاذ محمد الهامي الباحث والمؤرخ
    • الخلفاء الراشدون >
      • ابوبكر الصديق رضي الله عنه
      • الفاروق عمر بن الخطاب
      • ذو النورين عثمان بن عفان
      • المطاعن على عثمان والرد عليها
      • الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية
      • علي بن ابي طالب كرم الله وجهه
      • الحسن بن علي رضي الله عنهما
    • رؤساء جمهورية مصر العربية >
      • حكام مصر
      • بداية الحكم العسكري لمصر
      • اللواء محمد نجيب
      • البكباشي جمال عبدالناصر
      • الراحل محمد انور السادات
      • المخلوع محمد حسني مبارك
      • الدكتور محمد محمد مرسي
    • فلسطين والاحتلال الصهيوني >
      • تاريخ دولة فلسطين
      • صور لمعالم فلسطين
      • حركات المقاومة الفلسطينية >
        • منظمة التحرير الفلسطينية
        • حركة حماس
        • حركة فتح
        • حركة الجهاد الاسلامية
        • كتائب عزالدين القسام
        • الانقسام الفلسطيني
      • مجازر ومذابح اليهود >
        • مذبحة كفر اتزيون
        • حصار غزة
        • مذبحة دير ياسين
        • مذبحة صبرا وشاتيلا
        • مذابح اليهود حتى عام 1996
        • مجازر غزة
      • بعض مجاهدي فلسطين >
        • الشيخ الشهيد احمد ياسين
        • المجاهد الشهيد عبدالقادر الحسيني
        • المجاهد الشهيد فرحان السعدي
        • عبدالعزيز الرنتيسي
        • الشهيد عزالدين القسام
        • أمين الحسيني
    • الأندلس الضائعة >
      • تاريخ الاندلس
      • بعض صور لمعالم وتاريخ الأندلس
      • أشهر ملوك وحكام الاندلس >
        • موسى بن نصير
        • طارق بن زياد
        • هشام بن عبدالملك
        • يوسف بن تاشفين
        • عبدالرحمن الداخل
        • المعتمد بن عباد
        • المنصور محمد بن أبي عامر
        • عبد الرحمن الناصر لدين الله
        • ملوك الطوائف
        • بنو نصر
      • أشهر المعارك الحربية >
        • سقوط الأندلس معارك الاسترداد
        • معركة أقليش
        • معركة الأرك
        • معركة الدونونية
        • معركة بلاط الشهداء
        • معركة العقاب
        • معركة تولوز
        • معركة زلاقة
        • معركة غرناطة
        • معركة كوفادونجا
        • معركة وادي لكة
  • الصفحة السياسية
    • التأصيل الشرعي للحكم والسياسة >
      • فقه الجهاد في الإسلام
      • السياسة الشرعية
      • حكم الخروج على الحاكم العاصي
      • الحاكم المتغلب
      • الخوارج
    • بروتوكولات حكماء صهيون
    • الماسونية
    • كامب ديفيد
    • الفريق سعد الدين الشاذلي
    • (ثورة 25 يناير 2011(ثورة لم تتم كالعادة >
      • يوميات الثورة ومصر بعد التنحي
      • بعض اسماء وصور الشهداء والمصابين
      • صور موقعة الجمل والبلطجية
      • جوائز اوسكار وقوائم العار
      • تقرير لجنة تقصي الحقائق
      • الامن الوطني
      • دولة الفساد وانجازات مبارك
      • فيديوهات الثورة
      • دستور مصر 2012
  • الإنقلاب العسكري يوليو 2013
    • تاريخ الحكم العسكري والانقلابات العسكرية
    • نظرية الصدمة وكتاب الانقلابات
    • الخيانة والعمالة لاعداء الإسلام وكفر الس¡
    • أذرع الإنقلاب الخمسة
    • مجازر العسكر
    • تسريبات السيسي
    • بيع مقدرات وحدود مصر
    • تعمد انهيار الاقتصاد المصري
    • العظماء والقزم المنقلب
  • تعليقات الزوار

قصة إسلام غريبة جدا

بقلم الدكتور عبد العزيز أحمد سرحان عميد كلية المعلمين بمكة المكرمة

 

قد تكون هذه القصة غريبة على من لم يلتقي بصاحبها شخصيًّا ويسمع ما قاله بأذنيه

ويراه بأم عينيه فهي قصة خيالية النسج ، واقعية الأحداث ،

تجسدت أمام ناظري بكلمات صاحبها وهو يقبع أمامي قاصًّا عليّ ما حدث له شخصيا

ولمعرفة المزيد بل ولمعرفة كل الأحداث المشوقة .

 دعوني اصطحبكم لنتجه سويا إلى جوهانسبرغ مدينة مناجم الذهب الغنية بدولة جنوب أفريقيا

حيث كنت أعمل مديرًا لمكتب رابطة العالم الإسلامي هناك.

كان ذلك في عام 1996 وكنا في فصل الشتاء الذي حل علينا قارسا في تلك البلاد ،

 وذات يوم كانت السماء فيه ملبدة بالغيوم وتنذر بهبوب عاصفة شتوية عارمة ،

 وبينما كنت أنتظر شخصًا قد حددت له موعدا لمقابلته كانت زوجتي في المنزل تعد طعام الغداء ،

حيث سيحل ذلك الشخص ضيفا كريما عليّ بالمنزل .

كان الموعد مع شخصية لها صلة قرابة بالرئيس الجنوب أفريقي السابق الرئيس نلسون مانديلا ،

 شخصية كانت تهتم بالنصرانية وتروج وتدعو لها .. إنها شخصية القسيس ( سيلي ) .

لقد تم اللقاء مع سيلي بواسطة سكرتير مكتب الرابطة عبدالخالق متير

حيث أخبرني أن قسيسا يريد الحضور إلى مقر الرابطة لأمر هام.

وفي الموعد المحدد حضر سيلي بصحبته شخص يدعى سليمان كان ملاكما

 وأصبح عضوا في رابطة الملاكمة بعد أن من الله عليه بالإسلام

بعد جولة قام بها الملاكم المسلم محمد علي كلاي.

 وقابلت الجميع بمكتبي وسعدت للقائهم أيما سعادة.

كان سيلي قصير القامة ، شديد سواد البشرة ، دائم الابتسام .

جلس أمامي وبدأ يتحدث معي بكل لطف .

 فقلت له : أخي سيلي ، هل من الممكن أن نستمع لقصة اعتناقك للإسلام ؟

 ابتسم سيلي وقال : نعم بكل تأكيد .

 وأنصتوا إليه أيها الإخوة الكرام وركزوا لما قاله لي ، ثم احكموا بأنفسكم .

 قال سيلي : كنت قسيسا نشطًا للغاية ، أخدم الكنيسة بكل جد واجتهاد

ولا أكتفي بذلك بل كنت من كبار المنصرين في جنوب أفريقيا ،

ولنشاطي الكبير اختارني الفاتيكان لكي أقوم بالنتصير

 بدعم منه فأخذت الأموال تصلني من الفاتيكان لهذا الغرض ،

وكنت أستخدم كل الوسائل لكي أصل إلى هدفي.

 فكنت أقوم بزيارات متوالية ومتعددة ، للمعاهد والمدارس والمستشفيات والقرى والغابات ،

وكنت أدفع من تلك الأموال للناس في صور مساعدات أو هبات أو صدقات وهدايا ،

 لكي أصل إلى مبتغاي وأدخل الناس في دين النصرانية ..

فكانت الكنيسة تغدق علي فأصبحت غنيا فلي منزل وسيارة وراتب جيد ،

ومكانة مرموقة بين القساوسة .

 وفي يوم من الأيام ذهبت لأشتري بعض الهدايا من المركز التجاري ببلدتي وهناك كانت المفاجأة !!

 ففي السوق قابلت رجلاً يلبس كوفية ( قلنسوة ) وكان تاجرًا يبيع الهدايا ،

 وكنت ألبس ملابس القسيسين الطويلة ذات الياقة البيضاء التي نتميز بها على غيرنا ،

وبدأت في التفاوض مع الرجل على قيمة الهدايا . وعرفت أن الرجل مسلم ـ

 ونحن نطلق على دين الإسلام في جنوب أفريقيا : دين الهنود ،ولا نقول دين الإسلام ـ

وبعد أن اشتريت ما أريد من هدايا بل قل من فخاخ نوقع بها السذج من الناس ،

وكذلك أصحاب الخواء الديني والروحي

كما كنا نستغل حالات الفقر عند كثير من المسلمين ،

والجنوب أفريقيين لنخدعهم بالدين المسيحي وننصرهم ..

 - فإذا بالتاجر المسلم يسألني: أنت قسيس .. أليس كذلك ؟

 فقلت له : - نعم

 فسألني من هو إلهك ؟

 فقلت له : - المسيح هو الإله

 فقال لي : - إنني أتحداك أن تأتيني بآية واحدة في ( الإنجيل )

تقول على لسان المسيح ـ عليه السلام ـ شخصيا أنه قال :

( أنا الله ، أو أنا ابن الله ) فاعبدوني .

 فإذا بكلمات الرجل المسلم تسقط على رأسي كالصاعقة ، ولم أستطع أن أجيبه

وحاولت أن أعود بذاكرتي الجيدة

وأغوص بها في كتب الأناجيل وكتب النصرانية

لأجد جوابًا شافيًا للرجل فلم أجد !!

فلم تكن هناك آية واحدة تتحدث على لسان المسيح وتقول بأنَّه هو الله أو أنه ابن الله.

وأسقط في يدي وأحرجني الرجل ، وأصابني الغم وضاق صدري.

 كيف غاب عني مثل هذه التساؤلات ؟

وتركت الرجل وهمت على وجهي ،

 فما علمت بنفسي إلا وأنا أسير طويلا بدون اتجاه معين ..

ثم صممت على البحث عن مثل هذه الآيات مهما كلفني الأمر ،

 ولكنني عجزت وهزمت.!

 فذهبت للمجلس الكنسي وطلبت أن أجتمع بأعضائه ، فوافقوا .

 وفي الاجتماع أخبرتهم بما سمعت فإذا بالجميع يهاجمونني

 ويقولون لي : خدعك الهندي ..

إنه يريد أن يضلك بدين الهنود.

 فقلت لهم : إذًا أجيبوني !!..

وردوا على تساؤله. فلم يجب أحد.!

 وجاء يوم الأحد الذي ألقي فيه خطبتي ودرسي في الكنيسة ،

 ووقفت أمام الناس لأتحدث ، فلم أستطع وتعجب الناس لوقوفي أمامهم دون أن أتكلم.

 فانسحبت لداخل الكنيسة

وطلبت من صديق لي أن يحل محلي ،

وأخبرته بأنني منهك ..

وفي الحقيقة كنت منهارًا ، ومحطمًا نفسيًّا .

 وذهبت لمنزلي وأنا في حالة ذهول وهم كبير ،

 ثم توجهت لمكان صغير في منزلي وجلست أنتحب فيه ،

 ثم رفعت بصري إلى السماء ،

وأخذت أدعو ، ولكن أدعو من ؟ ..

لقد توجهت إلى من اعتقدت بأنه هو الله الخالق ..

وقلت في دعائي :

 ( ربي .. خالقي. لقد أُقفلتْ الأبواب في وجهي غير بابك ،

 فلا تحرمني من معرفة الحق ، أين الحق وأين الحقيقة ؟

 يا رب ! يا رب لا تتركني في حيرتي ، وألهمني الصواب ودلني على الحقيقة ) .

ثم غفوت ونمت.وأثناء نومي ، إذا بي أرى في المنام في قاعة كبيرة جدا ،

ليس فيها أحد غيري ..

وفي صدر القاعة ظهر رجل ، لم أتبين ملامحه من النور الذي كان يشع منه وحوله ،

 فظننت أن ذلك الله الذي خاطبته بأن يدلني على الحق ..

 ولكني أيقنت بأنه رجل منير ..

 فأخذ الرجل يشير إلي وينادي : 

 يا إبراهيم ! فنظرت حولي ، فنظرت لأشاهد من هو إبراهيم ؟

 فلم أجد أحدًا معي في القاعة ..

 فقال لي الرجل : أنت إبراهيم ..

 اسمك إبراهيم ..

 ألم تطلب من الله معرفة الحقيقة ..

 قلت : نعم ..

 قال : انظر إلى يمينك ..

 فنظرت إلى يميني ، فإذا مجموعة من الرجال تسير حاملة على أكتافها أمتعتها ،وتلبس ثيابا بيضاء ،وعمائم بيضاء .

وتابع الرجل قوله : اتبع هؤلاء . لتعرف الحقيقة !!

واستيقظت من النوم ، وشعرت بسعادة كبيرة تنتابني ،

ولكني كنت لست مرتاحا عندما أخذت أتساءل ..

أين سأجد هذه الجماعة التي رأيت في منامي ؟

 وصممت على مواصلة المشوار ، مشوار البحث عن الحقيقة ،

 كما وصفها لي من جاء ليدلني عليها في منامي.

وأيقنت أن هذا كله بتدبير من الله سبحانه وتعالى ..

 فأخذت أجازة من عملي ، ثم بدأت رحلة بحث طويلة ،

 أجبرتني على الطواف في عدة مدن أبحث وأسأل عن رجال يلبسون ثيابا بيضاء ،

ويتعممون عمائم بيضاء أيضًا ..

وطال بحثي وتجوالي ،

وكل من كنت أشاهدهم مسلمين يلبسون البنطال

ويضعون على رؤوسهم الكوفيات فقط.

 ووصل بي تجوالي إلى مدينة جوهانسبرغ ،

 حتى أنني أتيت إلى مكتب استقبال لجنة مسلمي أفريقيا ،

 في هذا المبنى ، وسألت موظف الاستقبال عن هذه الجماعة ،

 فظن أنني شحاذًا ، ومد يده ببعض النقود فقلت له : ليس هذا أسألك.

 أليس لكم مكان للعبادة قريب من هنا ؟

فدلني على مسجد قريب ..

 فتوجهت نحوه .. فإذا بمفاجأة كانت في انتظاري

 فقد كان على باب المسجد رجل يلبس ثيابا بيضاء ويضع على رأسه عمامة.

ففرحت ، فهو من نفس النوعية التي رأيتها في منامي ..

فتوجهت إليه رأسًا وأنا سعيد بما أرى !

فإذا بالرجل يبادرني قائلاً ، وقبل أن أتكلم بكلمة واحدة :

مرحبًا إبراهيم !!!

 فتعجبت وصعقت بما سمعت !!

 فالرجل يعرف اسمي قبل أن أعرفه بنفسي.

 فتابع الرجل قائلاً : - لقد رأيتك في منامي بأنك تبحث عنا ،وتريد أن تعرف الحقيقة.

والحقيقة هي في الدين الذي ارتضاه الله لعباده الإسلام.

 فقلت له : - نعم ، أنا أبحث عن الحقيقة ولقد أرشدني الرجل المنير

 الذي رأيته في منامي لأن أتبع جماعة تلبس مثل ما تلبس ..

 فهل يمكنك أن تقول لي ، من ذلك الذي رأيت في منامي؟

 فقال الرجل : - ذاك نبينا محمد نبي الإسلام الدين الحق ، رسول الله صلى الله عليه وسلم !!

 ولم أصدق ما حدث لي ، ولكنني انطلقت نحو الرجل أعانقه ،

وأقول له : - أحقًّا كان ذلك رسولكم ونبيكم ، أتاني ليدلني على دين الحق ؟

 قال الرجل : - أجل. ثم أخذ الرجل يرحب بي ،

ويهنئني بأن هداني الله لمعرفة الحقيقة .. ثم جاء وقت صلاة الظهر.

فأجلسني الرجل في آخر المسجد ، وذهب ليصلي مع بقية الناس ،

وشاهدت المسلمين ـ وكثير منهم كان يلبس مثل الرجل ـ

شاهدتهم وهم يركعون ويسجدون لله ،

فقلت في نفسي :

( والله إنه الدين الحق ، فقد قرأت في الكتب أن الأنبياء والرسل

كانوا يضعون جباههم على الأرض سجّدا لله ) .

 -وبعد الصلاة ارتاحت نفسي واطمأنت لما رأيت وسمعت ،

وقلت في نفسي : ( والله لقد دلني الله سبحانه وتعالى على الدين الحق )

وناداني الرجل المسلم لأعلن إسلامي ، ونطقت بالشهادتين ،

وأخذت أبكي بكاءً عظيمًا فرحًا بما منَّ الله عليَّ من هداية.

 ثم بقيت معهم أتعلم الإسلام ، ثم خرجت معهم في رحلة دعوية استمرت طويلا ،فقد كانوا يجوبون البلاد طولاً وعرضًا ، يدعون الناس للإسلام ،وفرحت بصحبتي لهم ،وتعلمت منهم الصلاة والصيام وقيام الليل والدعاء والصدق والأمانة ،وتعلمت منهم بأن المسلمين أمة وضع الله عليها مسئولية تبليغ دين الله ،وتعلمت كيف أكون مسلمًا داعية إلى الله ، وتعلمت منهم الحكمة في الدعوة إلى الله ،وتعلمت منهم الصبر والحلم والتضحية والبساطة.

وبعد عدة شهور عدت لمدينتي ، فإذا بأهلي وأصدقائي يبحثون عني ،وعندما شاهدوني أعود إليهم باللباس الإسلامي ،أنكروا عليَّ ذلك ،وطلب مني المجلس الكنسي أن أعقد معهم لقاء عاجلا.

وفي ذلك اللقاء أخذوا يؤنبونني لتركي دين آبائي وعشيرتي ،وقالوا لي : - لقد خدعك الهنود بدينهم وأضلوك !!

 فقلت لهم : - لم يخدعني ولم يضلني أحد ..وإنني أدعوكم للحق وللإسلام. فبهتوا !!

ثم جاءوني من باب آخر ، مستخدمين أساليب الإغراء بالمال والسلطة والمنصب ،فقالوا لي : - إن الفاتيكان طلب لتقيم عندهم ستة أشهر ، في انتداب مدفوع القيمة مقدمًا ،مع شراء منزل جديد وسيارة جديدة لك ، ومبلغ من المال لتحسين معيشتك ،وترقيتك لمنصب أعلى في الكنيسة !

فرفضت كل ذلك ، وقلت لهم : أبعد أن هداني الله تريدون أن تضلوني .. والله لن أفعل ذلك ، ولو قطعت إربًا !!

 ثم قمت بنصحهم ودعوتهم مرة ثانية للإسلام ،فأسلم اثنان من القسس ،والحمد لله... فلما رأوا إصراري ،سحبوا كل رتبي ومناصبي ،ففرحت بذلك ، بل كنت أريد أن أبتدرهم بذلك ،ثم قمت وأرجعت لهم ما لدي من أموال وعهدة ، وتركتهم.. انتهى )))

 قصة إسلام إبراهيم سيلي ، والذي قصها عليَّ بمكتبي بحضور عبدالخالق ميتر سكرتير مكتب الرابطة بجنوب أفريقيا ،

وكذلك بحضور شخصين آخرين .. وأصبح القس سيلي الداعية إبراهيم سيلي .. المنحدر من قبائل الكوزا بجنوب أفريقيا.

ودعوت القس إبراهيم. آسف !!

 الداعية إبراهيم سيلي لتناول طعام الغداء بمنزلي

وقمت بما ألزمني به ديني فأكرمته غاية الإكرام ،ثمّ َودعني إبراهيم سيلي ، فقد غادرت بعد تلك المقابلة إلى مكة المكرمة ،في رحلة عمل ، حيث كنا على وشك الإعداد لدورة العلوم الشرعية الأولى بمدينة كيب تاون .

 ثم عدت لجنوب أفريقيا لأتجه إلى مدينة كيب تاون.

 وبينما كنت في المكتب المعد لنا في معهد الأرقم ،إذا بالداعية إبراهيم سيلي يدخل عليَّ ، فعرفته ، وسلمت عليه ..

 وسألته : -  ماذا تفعل هنا يا إبراهيم !؟

 قال لي : - إنني أجوب مناطق جنوب أفريقيا ، أدعو إلى الله ،وأنقذ أبناء جلدتي من النار وأخرجهم من الظلمات إلى النور بإدخالهم في الإسلام.

وبعد أن قص علينا إبراهيم كيف أصبح همه الدعوة إلى الله ترَكَنا مغادرا نحو آفاق رحبة .. إلى ميادين الدعوة والتضحية في سبيل الله .. ولقد شاهدته وقد تغير وجهه ، واخلولقت ملابسه ،تعجبت منه فهو حتى لم يطلب مساعدة !

 ولم يمد يده يريد دعما!...وأحسست بأن دمعة سقطت على خدي ..لتوقظ فيَّ إحساسًا غريبًا ..هذا الإحساس وذلك الشعور كأنهما يخاطباني قائلين : أنتم أناس تلعبون بالدعوة .. ألا تشاهدون هؤلاء المجاهدين في سبيل الله !؟

 نعم إخواني لقد تقاعسنا ، وتثاقلنا إلى الأرض ، وغرتنا الحياة الدنيا ..

وأمثال الداعية إبراهيم سيلي ، والداعية الأسباني أحمد سعيد

يضحون ويجاهدون ويكافحون من أجل تبليغ هذا الدين !!!! فيا رب رحماك !!!

 

 من مقال للدكتور / عبدالعزيز أحمد سرحان ، عميد كلية المعلمين بمكة المكرمة ..

مع بعض التصرف...( جريدة عكاظ ، السنة الحادية والأربعين ،

 العدد 12200 ، الجمعة 15 شوال 1420هـ ، الموافق 21 يناير 2000 م )
Powered by Create your own unique website with customizable templates.