عبد الرحمن الناصر لدين الله
عبد الرحمن الناصر لدين الله أو عبد الرحمن الثالث (22 رمضان 277 هـ/2 يناير 891 - 350 هـ)، هو ثامن أمراء أمويي الأندلس وأول من تسمى بأمير المؤمنين وخليفة المسلمين في الأندلس.
يعتبر أقوى الأمراء في تاريخ الأندلس, ويعتبر عصره من العصور الذهبية للأندلس. ما عرفت الدنيا نموذجاً من الحكام يماثله أو يشابهه، كان فرداً في تكوينه، وكان فرداً في حكمه وقيادته. جده هو عبد الرحمن الداخل المعروف بصقر قريش.
اشتهرت قرطبة وجامعتها الشهيرة في زمانه بمنارة العلم والعلماء ودام حكمه خمسين عاماً.
نسبه
ولد عبد الرحمن في الأندلس عام 278 هـ واعتنى بتربيته جده لأبيه بعد وفاة والده وهو صغير. تولى إمارة الأندلس بعد وفاة جده عام 300 هـ وكان عمره 22 سنة، فتطلعت الأنظار نحو هذا الشاب وتعلقت الآمال به, فاستطاع توحيد الأندلس بعد التمزق, وأعاد القوة والعظمة لها.
- استمر حكمه خمسين عاماً. واتسم عهده بالقوة والعظمة والنهضة العمرانية :
- كان يحب مظاهر الملك والمجد مع خشية وتواضع لله، كما كان ذكياً حازماً عاقلاً ,محباً للجهاد وأمضى أكثر خلافته فيه0
استلامه للحكم
اعتنى جده لأبيه بتربيته واهتم به اهتماماً بالغاً بعد وفاة والده وهو صغير. ثم تولى إمارة الأندلس بعد وفاة جده سنة 300 هـ وكان عمره 22 سنة، وقد تخلى كل أعمامه عن حقهم في الإمارة فكانوا أول من بايعوه بها بسبب سوء أحوال الأندلس وتمزقها, ولما كان يحيط بها من أخطار. فقد كانت الأندلس مضطربة ومليئة بالمخالفين ونيران المتغلبين.
خلف جده عبد الله بعهد منه، حيث أن عمه المطرف قام بقتل أبيه محمد ظلماً، لأنه كان المرشح لولاية العهد، فأراد أن يزيحه ليظفر بها ولما علم جده عبد الله بما لحق بأبيه من ظلم جعل ولاية العهد إليه، وتولى تربيته ونال نصيباً كبيراً من رعايته، وكان جزاء عمه القتل قصاصاً لقتل أخيه، ونال جزاءه على يد أبيه عبد الله بعد أن تأكد من براءة القتيل محمد مما عزاه إليه.
استلم عبد الرحمن الحكم وليس له سلطة إلا على قرطبة فتعلقت آمال الناس بهذا الأمير الشاب الذي تمكّن من إخماد تلك النيران، وخاض غمار حروب طويلة، فأخضع العصاة وصفا له الملك، وجدّد دولة الأندلس وأخضع حكامها لسلطانه.
لقب الخليفة
بعد أن أعاد الوحدة السياسية إلى أجزاء الأندلس، وعظم شأنه وقويت دولته أصبح أقوى حاكم إسلامي في ذلك الوقت فأراد أن يضفي على حكمه المزيد من القوة والهيبة في نفوس أعدائه، فاتخذ لقب الخليفة، خاصة عندما رأى ما حل بالخلافة العباسية من الضعف، فأصدر سنة 316 هـ مرسوم الخلافة، حيث جمع الناس وخطب فيهم وبين حق بني أمية بالخلافة وأنهم أسبق إليها من بني العباس، فبايعوه واتخذ لقب أمير المؤمنين الناصر لدين الله وجرى هذا اللقب من بعده، وكان أسلافه يخطب لهم بالإمارة فقط.
أبرز الأحداث في عهده
1 - توحيد الأندلس : قضى على الفتن والثورات في ولايات الأندلس وأعادها إلى حكم الدولة الأموية. فانتشرت أخبار انتصارات هذا الشاب في أرجاء الإمارات ولما سمع بها بعض المتمردين لم يتمهلوا بل بادروا فوراً يعلنون له الخضوع مثل مدينة (سرقسطة ـ إشبيلية – بربشتر وغيرها من المدن) فأقر حكامها, وكان من خلقه أن يغدق على المتمردين والعصاة الذين يستسلمون له ويكرمهم، ويوسع عليهم، ويبقيهم على أعمالهم، ولذلك أخذت الأندلس تتوحد للناصر.
2 - انتصاراته على الإسبان في الشمال : تمكن من هزيمة الجلادقة الإسبان القشتاليين والنفاريين والليونيين وردهم إلى ثغورهم, فقد وجد الناصر الفرصة مواتية لإظهار وحدة المسلمين وتلاحمهم ضد العدو المشترك (مملكة ليون) فوجه جيشاً بقيادة وزيره "أحمد بن عبده "وذلك مع بداية عام 304هـ واصطدم بجيش مملكة ليون في عدد من المعارك الثنائية التي انتهت كلها بالنصر لعبد الرحمن، وغنمت قوات المسلمين غنائم كبيرة. تابع الناصر التقدم نحو شمال الأندلس بجيش يقوده بنفسه وكانت قوات الدعم له تتلاحق بصورة مستمرة من سائر الأندلس لتنضم إلى جيشه فأخذ في الاستعداد لمعركة حاسمة عام 308 هـ. تقدم الجيش الذي يقوده عبد الرحمن الناصر ليفاجئ مملكة ليون وحليفتها مملكة نافار إلا أنهما كانتا على علم بتحركه فارسلت مملكة جيليقية حملة مضادة على قرية " الفرج " (معركة الفرج) وانتصر فيها جيش عبد الرحمن وأبادوا معظم قوات العدو، فتابع الناصر تقدمه إلى ملك ليون فكانت غزوة "موبش " إحدى أهم الغزوات في تاريخ الأندلس حيث استمرت ثلاثة شهور فتح فيها الناصر معظم الحصون وقام بتأمين الثغور ثم عاد إلى قرطبة. ومن معاركه مع الإسبان أيضاً سانت ستيفان ومطونية التي سحق فيهما المسلمون جيش إسبانيا.
3 - مدينة الزهراء : بنى مدينة الزهراء المدينة الملكية التي تعتبر رمز الحضارة الأندلسية عام 325 هـ على بعد 30 كم من الشمال الغربي من قرطبة واستغرق بناؤها أربع سنين، وقد بناها عبد الرحمن لتماثل دمشق عاصمة الدولة الأموية قديماً. كما بنى فيها (قصر الزهراء) وحمل إليها الرخام والمرمر من أقطار الغرب، وأقام فيها أربعة آلاف وثلاثمائة سارية، وأهدى له ملك الفرنجة أربعين سارية من الرخام.
4 - الصراع مع عمر بن حفصون : انتهز عمر بن حفصون فرصة الفوضى التي مرت بها الأندلس بعد وفاة عبد الرحمن الأوسط، وأخذ يهدد العاصمة قرطبة وعندما تسلم عبد الرحمن الناصر الخلافة استطاع القضاء عليه سنة 305هـ.
5 - رد خطر الدولة العبيدية : قامت الدولة العبيدية في شمال أفريقيا وقامت بتوسيع رقعتها حتى وصلت إلى شواطئ بلاد المغرب وأصبحت تتطلع إلى الأندلس ولكن عبد الرحمن الناصر قام بردع أخطارها عن طريق:
- تقوية الأسطول البحري الأندلسي.
- التحالف مع الإمارات الامازيغية في المغرب.
ازدهر يهود الأندلس بسبب سياسة التسامح، وكان أبرز معالم تلك الفترة حسداي بن شفروط، سفير الخليفة عبد الرحمن.
عبد الرحمن الناصر من أعظم خلفاء الإسلام
يعتبر عبد الرحمن الناصر نجماً لامعاً في سماء التاريخ الاسلامي، وصفحة بيضاء من تاريخ الأندلس العظيم وحاكماً ممن قل أن يعرف الدهر له مثيلاً، ولو أن العظمة والأمجاد تخلد أصحابها في الدنيا لكان الناصر من أحقهم بذلك.
بعد أن استقرت الأوضاع في الأندلس توجه الخليفة الشاب الناصر إلى إرساء دعائم حكمه وبناء الدولة في كل الاتجاهات:
2- قام عبد الرحمن ببناء المدينة الأندلسية الملكية الشهيرة واسمها مدينة الزهراء بين عامي 936 م - 940 م (325 هـ) على بعد 30 كم من قرطبة وتعتبر رمز الحضارة الأندلسية واستغرق بناؤها أربع سنين، وقد بناها عبد الرحمن بالرخام والذهب وجعلها تماثل دمشق عاصمة الدولة الأموية قديماً. كما بنى فيها (قصر الزهراء) وحمل إليها الرخام والمرمر من أقطار الغرب، وأقام فيها أربعة آلاف وثلاثمائة سارية، وأهدى له ملك الفرنجة أربعين سارية من الرخام.
القاضي عبد الله محمد بن محمد الذي أخذ العلم عن مئتين وثلاثين شيخا،
كما ظهر القاسم بن الدباغ الذي نقل العلم عن مئتين وستة وثلاثين شيخاً0
وبرز ابن عطية في التفسير، واشتهر في الفقه والحديث: الباجي وابن وضاح وابن عبد البر وابن عاصم والمنذر بن سعيد، وظهر بالفلسفة ابن رشد وغيرهم من العلماء والدعاة.
عمل الناصر على نشر المعرفة في ربوع البلاد، فبنى في قرطبة وحدها سبعاً وعشرين مدرسة وأدخل إليها الفقراء من الطلاب مجاناً، حتى أصبحت قرطبة في عهده منارة تجتذب إليها الأدباء والعلماء والفنانين.
وفاة الناصر
توفي الخليفة الناصر لدين الله عبد الرحمن الثالث سنة 350 هـ بعد أن حكم خمسين عاماً وستة أشهر وثلاثة أيام، استطاع فيها أن يعيد المجد للدولة الأموية بالأندلس، لذا يعد المؤسس الثاني لها. قضى سنوات حكمه في عمل دائم لم يعرف خلالها من أيام الهناء إلا قليلاً، ولم يركن إلى الراحة أثناءها إلا نزراً يسيراً فقد ترك بعد وفاته رسالة بخط يده كتب فيها:
"حكمت الأندلس خمسين عاماً لم أعرف الراحة خلالها إلا أربعة عشر يوماً وسائر الأيام قضيتها في الجهاد والعمل لبناء الدولة والجيش"
ماعرفت الدنيا نموذجاً من الحكام يماثله أو يشابهه، كان فرداً في تكوينه، وكان فرداً في حكمه وقيادته، يتابع في رسالته التي كتبها بخط يده:
"أيام السرور التي صفت لي دون تكدير، يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا، ويوم كذا من كذا"
وعدت هذه الأيام فكانت أربعة عشرَ يومًا. أما باقي أيامه فكانت موزعة بين جهاد وتوحيد للبلاد، وغيرها من أمور إدارة الدولة.
وبعد وفاته احتفلت إسبانيا في عام 1960 م بذكرى وفاته، لأنه يعد من أفضل حكام إسبانيا " الأندلس على وقته " على مرّ العصور.
يعتبر أقوى الأمراء في تاريخ الأندلس, ويعتبر عصره من العصور الذهبية للأندلس. ما عرفت الدنيا نموذجاً من الحكام يماثله أو يشابهه، كان فرداً في تكوينه، وكان فرداً في حكمه وقيادته. جده هو عبد الرحمن الداخل المعروف بصقر قريش.
اشتهرت قرطبة وجامعتها الشهيرة في زمانه بمنارة العلم والعلماء ودام حكمه خمسين عاماً.
نسبه
- هو: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأكبر بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويلقب بالناصر لدين الله, ويسمى كذلك عبد الرحمن الثالث.
- أمه: (أم ولد) واسمها (ماريا) أو (مزنة) كما تسميها الروايات العربية.
ولد عبد الرحمن في الأندلس عام 278 هـ واعتنى بتربيته جده لأبيه بعد وفاة والده وهو صغير. تولى إمارة الأندلس بعد وفاة جده عام 300 هـ وكان عمره 22 سنة، فتطلعت الأنظار نحو هذا الشاب وتعلقت الآمال به, فاستطاع توحيد الأندلس بعد التمزق, وأعاد القوة والعظمة لها.
- استمر حكمه خمسين عاماً. واتسم عهده بالقوة والعظمة والنهضة العمرانية :
- فقد خضع له كل حكام أوروبا آنذاك.
- وقام بأعظم عمل عمراني عندما استقرت الأمور فبنى مدينة الزهراء عام 325 هـ على بعد 6 كم تقريبا من الشمال الغربي من قرطبة.
- كان يحب مظاهر الملك والمجد مع خشية وتواضع لله، كما كان ذكياً حازماً عاقلاً ,محباً للجهاد وأمضى أكثر خلافته فيه0
استلامه للحكم
اعتنى جده لأبيه بتربيته واهتم به اهتماماً بالغاً بعد وفاة والده وهو صغير. ثم تولى إمارة الأندلس بعد وفاة جده سنة 300 هـ وكان عمره 22 سنة، وقد تخلى كل أعمامه عن حقهم في الإمارة فكانوا أول من بايعوه بها بسبب سوء أحوال الأندلس وتمزقها, ولما كان يحيط بها من أخطار. فقد كانت الأندلس مضطربة ومليئة بالمخالفين ونيران المتغلبين.
خلف جده عبد الله بعهد منه، حيث أن عمه المطرف قام بقتل أبيه محمد ظلماً، لأنه كان المرشح لولاية العهد، فأراد أن يزيحه ليظفر بها ولما علم جده عبد الله بما لحق بأبيه من ظلم جعل ولاية العهد إليه، وتولى تربيته ونال نصيباً كبيراً من رعايته، وكان جزاء عمه القتل قصاصاً لقتل أخيه، ونال جزاءه على يد أبيه عبد الله بعد أن تأكد من براءة القتيل محمد مما عزاه إليه.
استلم عبد الرحمن الحكم وليس له سلطة إلا على قرطبة فتعلقت آمال الناس بهذا الأمير الشاب الذي تمكّن من إخماد تلك النيران، وخاض غمار حروب طويلة، فأخضع العصاة وصفا له الملك، وجدّد دولة الأندلس وأخضع حكامها لسلطانه.
لقب الخليفة
بعد أن أعاد الوحدة السياسية إلى أجزاء الأندلس، وعظم شأنه وقويت دولته أصبح أقوى حاكم إسلامي في ذلك الوقت فأراد أن يضفي على حكمه المزيد من القوة والهيبة في نفوس أعدائه، فاتخذ لقب الخليفة، خاصة عندما رأى ما حل بالخلافة العباسية من الضعف، فأصدر سنة 316 هـ مرسوم الخلافة، حيث جمع الناس وخطب فيهم وبين حق بني أمية بالخلافة وأنهم أسبق إليها من بني العباس، فبايعوه واتخذ لقب أمير المؤمنين الناصر لدين الله وجرى هذا اللقب من بعده، وكان أسلافه يخطب لهم بالإمارة فقط.
أبرز الأحداث في عهده
1 - توحيد الأندلس : قضى على الفتن والثورات في ولايات الأندلس وأعادها إلى حكم الدولة الأموية. فانتشرت أخبار انتصارات هذا الشاب في أرجاء الإمارات ولما سمع بها بعض المتمردين لم يتمهلوا بل بادروا فوراً يعلنون له الخضوع مثل مدينة (سرقسطة ـ إشبيلية – بربشتر وغيرها من المدن) فأقر حكامها, وكان من خلقه أن يغدق على المتمردين والعصاة الذين يستسلمون له ويكرمهم، ويوسع عليهم، ويبقيهم على أعمالهم، ولذلك أخذت الأندلس تتوحد للناصر.
2 - انتصاراته على الإسبان في الشمال : تمكن من هزيمة الجلادقة الإسبان القشتاليين والنفاريين والليونيين وردهم إلى ثغورهم, فقد وجد الناصر الفرصة مواتية لإظهار وحدة المسلمين وتلاحمهم ضد العدو المشترك (مملكة ليون) فوجه جيشاً بقيادة وزيره "أحمد بن عبده "وذلك مع بداية عام 304هـ واصطدم بجيش مملكة ليون في عدد من المعارك الثنائية التي انتهت كلها بالنصر لعبد الرحمن، وغنمت قوات المسلمين غنائم كبيرة. تابع الناصر التقدم نحو شمال الأندلس بجيش يقوده بنفسه وكانت قوات الدعم له تتلاحق بصورة مستمرة من سائر الأندلس لتنضم إلى جيشه فأخذ في الاستعداد لمعركة حاسمة عام 308 هـ. تقدم الجيش الذي يقوده عبد الرحمن الناصر ليفاجئ مملكة ليون وحليفتها مملكة نافار إلا أنهما كانتا على علم بتحركه فارسلت مملكة جيليقية حملة مضادة على قرية " الفرج " (معركة الفرج) وانتصر فيها جيش عبد الرحمن وأبادوا معظم قوات العدو، فتابع الناصر تقدمه إلى ملك ليون فكانت غزوة "موبش " إحدى أهم الغزوات في تاريخ الأندلس حيث استمرت ثلاثة شهور فتح فيها الناصر معظم الحصون وقام بتأمين الثغور ثم عاد إلى قرطبة. ومن معاركه مع الإسبان أيضاً سانت ستيفان ومطونية التي سحق فيهما المسلمون جيش إسبانيا.
3 - مدينة الزهراء : بنى مدينة الزهراء المدينة الملكية التي تعتبر رمز الحضارة الأندلسية عام 325 هـ على بعد 30 كم من الشمال الغربي من قرطبة واستغرق بناؤها أربع سنين، وقد بناها عبد الرحمن لتماثل دمشق عاصمة الدولة الأموية قديماً. كما بنى فيها (قصر الزهراء) وحمل إليها الرخام والمرمر من أقطار الغرب، وأقام فيها أربعة آلاف وثلاثمائة سارية، وأهدى له ملك الفرنجة أربعين سارية من الرخام.
4 - الصراع مع عمر بن حفصون : انتهز عمر بن حفصون فرصة الفوضى التي مرت بها الأندلس بعد وفاة عبد الرحمن الأوسط، وأخذ يهدد العاصمة قرطبة وعندما تسلم عبد الرحمن الناصر الخلافة استطاع القضاء عليه سنة 305هـ.
5 - رد خطر الدولة العبيدية : قامت الدولة العبيدية في شمال أفريقيا وقامت بتوسيع رقعتها حتى وصلت إلى شواطئ بلاد المغرب وأصبحت تتطلع إلى الأندلس ولكن عبد الرحمن الناصر قام بردع أخطارها عن طريق:
- تقوية الأسطول البحري الأندلسي.
- التحالف مع الإمارات الامازيغية في المغرب.
ازدهر يهود الأندلس بسبب سياسة التسامح، وكان أبرز معالم تلك الفترة حسداي بن شفروط، سفير الخليفة عبد الرحمن.
عبد الرحمن الناصر من أعظم خلفاء الإسلام
يعتبر عبد الرحمن الناصر نجماً لامعاً في سماء التاريخ الاسلامي، وصفحة بيضاء من تاريخ الأندلس العظيم وحاكماً ممن قل أن يعرف الدهر له مثيلاً، ولو أن العظمة والأمجاد تخلد أصحابها في الدنيا لكان الناصر من أحقهم بذلك.
بعد أن استقرت الأوضاع في الأندلس توجه الخليفة الشاب الناصر إلى إرساء دعائم حكمه وبناء الدولة في كل الاتجاهات:
- من الناحية السياسية والعسكرية:
- من الناحية الاجتماعية:
- من الناحية العمرانية:
2- قام عبد الرحمن ببناء المدينة الأندلسية الملكية الشهيرة واسمها مدينة الزهراء بين عامي 936 م - 940 م (325 هـ) على بعد 30 كم من قرطبة وتعتبر رمز الحضارة الأندلسية واستغرق بناؤها أربع سنين، وقد بناها عبد الرحمن بالرخام والذهب وجعلها تماثل دمشق عاصمة الدولة الأموية قديماً. كما بنى فيها (قصر الزهراء) وحمل إليها الرخام والمرمر من أقطار الغرب، وأقام فيها أربعة آلاف وثلاثمائة سارية، وأهدى له ملك الفرنجة أربعين سارية من الرخام.
- من الناحية الإدارية:
- من الناحية الاقتصادية :
- من الناحية الثقافية:
القاضي عبد الله محمد بن محمد الذي أخذ العلم عن مئتين وثلاثين شيخا،
كما ظهر القاسم بن الدباغ الذي نقل العلم عن مئتين وستة وثلاثين شيخاً0
وبرز ابن عطية في التفسير، واشتهر في الفقه والحديث: الباجي وابن وضاح وابن عبد البر وابن عاصم والمنذر بن سعيد، وظهر بالفلسفة ابن رشد وغيرهم من العلماء والدعاة.
عمل الناصر على نشر المعرفة في ربوع البلاد، فبنى في قرطبة وحدها سبعاً وعشرين مدرسة وأدخل إليها الفقراء من الطلاب مجاناً، حتى أصبحت قرطبة في عهده منارة تجتذب إليها الأدباء والعلماء والفنانين.
وفاة الناصر
توفي الخليفة الناصر لدين الله عبد الرحمن الثالث سنة 350 هـ بعد أن حكم خمسين عاماً وستة أشهر وثلاثة أيام، استطاع فيها أن يعيد المجد للدولة الأموية بالأندلس، لذا يعد المؤسس الثاني لها. قضى سنوات حكمه في عمل دائم لم يعرف خلالها من أيام الهناء إلا قليلاً، ولم يركن إلى الراحة أثناءها إلا نزراً يسيراً فقد ترك بعد وفاته رسالة بخط يده كتب فيها:
"حكمت الأندلس خمسين عاماً لم أعرف الراحة خلالها إلا أربعة عشر يوماً وسائر الأيام قضيتها في الجهاد والعمل لبناء الدولة والجيش"
ماعرفت الدنيا نموذجاً من الحكام يماثله أو يشابهه، كان فرداً في تكوينه، وكان فرداً في حكمه وقيادته، يتابع في رسالته التي كتبها بخط يده:
"أيام السرور التي صفت لي دون تكدير، يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا، ويوم كذا من كذا"
وعدت هذه الأيام فكانت أربعة عشرَ يومًا. أما باقي أيامه فكانت موزعة بين جهاد وتوحيد للبلاد، وغيرها من أمور إدارة الدولة.
وبعد وفاته احتفلت إسبانيا في عام 1960 م بذكرى وفاته، لأنه يعد من أفضل حكام إسبانيا " الأندلس على وقته " على مرّ العصور.